مدخل لموضوع الدراسة وأهميته:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
احتلت أخبار الجريمة مؤخراً أولوية الموضوعات التي تحرص وسائل الإعلام على تقديمها للقراء والمشاهدين، بل إن وسائل إعلامية قد تخصصت في نشر أخبار الجريمة.
هذا الطلب المتزايد الذي يفسره البعض على أنه مطلب ربحي يحقق المزيد من العائدات المالية للوسيلة، وأنه في الوقت نفسه يأتي استجابة لرغبة الجمهور الذي يبحث عن هذا النوع من الأخبار باعتبارها وجبة مثيرة للانتباه والجاذبية له انعكاساته الخطيرة على المجتمع إذ ربما دفع ببعض مندوبي وسائل الإعلام لتوفير هذه المعلومة بأقصر الطرق حتى لو حصلوا عليها من شاهد عيان، أو من أحد مواقع الإنترنت ورسائل الجوال دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن المعلومة من مصادرها الموثوقة وبالتالي نشر معلومات غامضة أو ناقصة أو مكذوبة فتكون التغطية ذات انعكاسات سلبية على المجتمع ومؤسساته.
وفي بعد آخر فإن كثافة تعرض أفراد الجمهور لهذه المواد قد يتسبب في تأثيرها على مدركاتهم وتصوراتهم بما يزيد من انتشار الجريمة أو يزرع الخوف لديهم، أويقلل من هيبة المؤسسات الأمنية ويضفي صورة مبالغ فيها عن حجم انتشار الجرائم داخل المجتمع وبالتالي زعزعت الشعور بالأمن لدى أفراد المجتمع.
وفي المقابل فإن التعتيم الإعلامي على أخبار الجريمة قد يقلل من درجة الوعي العام لدى أفراد المجتمع في التعامل مع الجريمة وقد يتسبب ضعف الوعي في زيادة الضحايا نتيجة لهذا الأمر.
وقد أكدت عدد من الدراسات التي أجريت في بيئات اجتماعية متنوعة وجود مثل هذه العلاقات ذات التأثير السلبي وهو ما أثار الجدل بين أوساط الإعلاميين ورجال الأمن والعدالة الجنائية حول جدوى نشر الأخبار الخاصة بالجرائم في وسائل الإعلام، وما إذا كان النشر مفيدا أم ضارا، وما إذا كان يساعد في تقليص أعداد الجرائم أو أنه يساعد على زيادتها والإيحاء بأنها أمور تحدث كل يوم وفي كل المجتمعات.
الذين يفضلون عدم النشر يجادلون بأن نشر أخبار الجريمة يساعد على الترويج لها وللطرق المختلفة لارتكابها تلك الطرق التي قد تنم أحيانا عن ذكاء المجرم عندما لا يترك أثراً يساعد رجال العدالة الجنائية على الوصول إليه. وهم يجادلون أيضا بأن نشر أخبار الجريمة ومع مرور الوقت قد يهون من فداحة الجريمة في ما قد يدفع البعض إلى ارتكاب الجريمة.
أما الذين يرون أهمية النشر فإنهم يجادلون بأن تكثيف نشر أخبار الجرائم يساعد في "خلق وعي جماهيري" تجاه فداحة الجريمة كسلوك غير سوي. انطلاقاً من أن من وظائف الإعلام نقل الوقائع كما هي بصرف النظر عن موقفنا منها. أيضا فإنهم يرون أهمية اطلاع الفرد على ما يدور حوله، وأنه لا يعيش في مجتمع ملائكي كما يريد البعض أن يصور ذلك؛ بل إنه يعيش في مجتمع بشري الخطأ جزء من مكوناته الفطرية.
لذا فإن هذه الدراسة تكتسب أهميتها في كونها تقف على الأطر العلمية للمسؤولية الإعلامية للتعامل مع أخبار الجريمة الأخلاقية والواقع التطبيقي كما يراه عدد من الإعلاميين الممارسين للعمل الإعلامي في وسائل الإعلام السعودية في محاولة لبناء نموذج مهني للتعامل مع أخبار الجريمة الأخلاقية في ضوء اتجاهات نشر أخبار الجريمة التي طرحها عدد من الباجثين يتوافق مع البناء الثقافي في المجتمع المسلم ويسعى إلى حماية المجتمع من الجريمة بكافة أشكالها.
الدراسات السابقة:
راجع الباحث عدداً من الدراسات السابقة التي حاولت اختبار الواقع الإعلامي لنشر أخبار الجريمة في ضوء متغيرات الدراسة الحالية التي تسعى إلى بناء نموذج مناسب لنشر أخبار الجريمة والجريمة الأخلاقية تحديداً وقد برزت خلال هذه المراجعة عدد من النتائج ذات العلاقة بمتغيرات الدراسة التي يمكن استعراضها وفق ما يلي:
· تحتل أخبار الجريمة أولوية بارزة في النشر عبر وسائل الإعلام وقد انعكس ذلك الاهتمام والإبراز على إدراك الجمهور لواقع الجريمة وهو ما كشفته دراسة كارلين وسيلرز (Carolyn, &, Seltzer)([1]) استهدفت التعرف على العلاقة بين أنماط استخدام وسائل الإعلام وبين إدراكات الجمهور لواقع الجريمة باستخدام المنهج الوصفي بنوعيه التحليلي والميداني، والمنهج المقارن، وأداتي تحليل المضمون والاستبيان لجمع البيانات، وكشفت نتائج الدراسة أن التغطية الصحفية يمكنها أن تؤثر على إدراك الرأى العام لحقيقة الأوضاع حول الجريمة، وأن أخبار الجرائم تحظى بأولوية النشر في الصفحات الأولى، وتحت عناوين بارزة، كما وجدت الدراسة أن المعالجة الصحفية تتسم بالشمول في تناولها للجريمة أكثر من التليفزيون، وهو ما أكدته دراسة بيير باولو جيجليولى (Pier paolo Giglioli)([2]) التي كشفت أن وسائل الإعلام كان لها دور حاسم وفعّال في نشر أخبار الجريمة والتأثير على الرأي العام، حيث سعت الدراسة إلى معرفة الدور الذي لعبته الصحف وأخبار التليفزيون في الصياغة الاجتماعية لفضيحة الفساد التي وقعت في ميلانو بإيطاليا، انطلاقًا من فرضية مفادها أن للإخبار دور مهم في البناء الاجتماعي للفضائح الكبرى ليس فقط لأن الصحف والتليفزيون هي الأدوات الرئيسة التي يمكن من خلالها إعلام الجمهور بالحقائق الرئيسة للفضائح، ولكن لأنها حتماً تقدم كذلك تفسيرات معينة للأحداث تؤثر على طريقة مناقشة تلك الأحداث وتقويمها في الحوار الجماهيري، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامي والمنهج المقارن ومنهج دراسة الحالة وأداة تحليل المضمون للصحف والتليفزيون، واستخدمت الدراسة نظرية الأطر باعتبارها مفهوماً رئيساً في التحليل الاجتماعي لوسائل الإعلام، وأكدت العلاقة بين التعرض لوسائل الإعلام وبروز مشكلة الجريمة دراسة انسديل (Einsidel,et a l) ([3]) التي أجريت على عينة من الشباب الأمريكي وأثبتت الدراسة أن كثافة التعرض لأخبار الجريمة ارتبطت بإدراك المبحوثين لأنفسهم باعتبارهم ضحايا الجريمة أكثر من غيرهم, وأن وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في تشكيل وعي الجماهير بالجريمة مقارنة بالخبرة الشخصية المباشرة أو حدوث الجريمة في الحياة الواقعية, كما أظهرت الدراسة أن الجريمة أكثر بروزاً في وسائل الإعلام وهي ذات بعدين, بعد عاطفي وآخر معرفي, يرتبط البعد العاطفي بالخبرة الشخصية , أما البعد المعرفي فيرتبط بتأثير وسائل الإعلام، وفي الإطار نفسه أكدت دراسة (Dennist . Lowry & others) ([4]) التي استهدفت تحليل تقارير الجريمة التليفزيونية والإدراك العام للجريمة وإحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالية حول الجريمة: أن ارتفاع نسبة اعتقاد الجمهور بأن الجريمة تمثل مشكلة كبيرة داخل الولايات المتحدة لا يرجع إلى زيادة في العدد الإجمالي من الجرائم المرتكبة خلال الفترة الماضية - وإنما يرجع إلى التأثير الكبير الذي أحدثته برامج الجريمة التليفزيونية، حيث أثبتت الدراسة: أن نسبة كبيرة من التنوع في وجهات النظر العامة حول الجريمة على أنها مشكلة كبيرة تواجه البلاد كانت بسبب الوقت الكلي الذي يخصصه الجمهور في مشاهدة حكايات عن الجرائم في أخبار التليفزيون وبذلك ثبت الفرض الخاص بوجود علاقة إحصائية دالة بين تغطية الأخبار التليفزيونية للجرائم وبين النظرة العامة للجمهور حول الجريمة.
§ وفي إطار العلاقة بين نشر أخبار الجريمة وانتشارها توصلت دراسة بشير([5]) التي استهدفت فحص العلاقة بين الجريمة في المجتمع الليبي وما يذيعه التليفزيون بخصوصها بتحليل مضمون عينة من برامج الجريمة المذاعة بالتليفزيون الليبي, إلى أن هناك تأثيراً شديداً من جانب البرامج المتعلقة بالجريمة والجنس على عدد الجرائم وارتفاع نسبة حدوثها، وفي أثر آخر يعكسه التعرض لأخبار الجرائم والعنف عبر وسائل الإعلام خاصة لدى الأطفال أشارت دراسة شريف دان جيلي (Sheriff Dan Gilley) ([6]) حول مشاهدة المجتمع للجريمة إلى أن التعرض لعنف الوسيلة أياً كانت – صحافة أو ألعاب فيديو أو أفلام سينمائية أو دراما تليفزيونية – يجعل الأطفال أقل شعوراً بالآم ومعاناة الآخرين بجانب خوفهم من العالم المحيط بهم, وقد خلصت الدراسة كذلك إلى ضرورة فرض رقابة مزدوجة من المؤسسات الاجتماعية والأبوية على البرامج التي يتعرض لها الأطفال, وتشجيعهم للتعرض للبرامج التي تشجب العنف ولا تركن إليه في حل المشاكل الواقعية.
§ وحول المعالجة الإعلامية لأخبار الجريمة وعلاقة ذلك بتحقيق أهداف النشر الإيجابي عن الجرائم درس جون ويندهوسر (John w. windhuser) ([7]) أخبار الجريمة فى صحافة لويزيانا الأمريكية بالاعتماد على المنهج المسحي التحليلي من خلال تحليل مضمون الجرائم المنشورة في صحافة ولاية "لويزيانا" الأمريكية من خلال عينة مكونة من 24 صحيفة بالولاية، وتوصلت إلى أن الصحف الأمريكية تعتمد في تغطيتها للجريمة على المحررين، ولا تعكس اتجاهات صورة الجريمة في الواقع لأسباب ترجع بعضها إلى المحرر وصلته بأقسام الشرطة، أو على الضغوط والمصالح المختلفة في المجتمع، وقد خلصت إلى أن المعالجة الصحفية شوهت الواقع الاجتماعي للظاهرة الاجتماعية، وهو ما أشارت إليه دراسة خضر([8]) لأسلوب التناول الصحفي لأخبار الجريمة في الصحف المصرية في إطار التزام هذه الصحف بقواعد السلوك المهني وأصول الممارسة الصحفية في مجال نشر الجريمة من خلال منهجي المسح والمقارن وأدوات تحليل مضمون والمقابلة المقننة مع القائمين بالاتصال في أقسام الحوادث بصحف الدراسة ومن خلال تحليل مضمون صحف الأهرام، والأخبار، والوفد، والأهالي؛ حيث توصلت الدراسة إلى وجود اختلافات واضحة بين الصحف المصرية في تناول أخبار الجريمة على صفحاتها، وأن جريدتي الأهرام والأخبار كانتا أكثر الصحف المصرية التزاماً بأصول الممارسة الصحفية في مجال نشر أخبار الجريمة على صفحاتهما، بينما أكدت في جانب آخر دراسة الشلال ([9]) التي استهدفت معرفة طبيعة العلاقة بين الممارسة الصحفية وبين المؤشرات الواقعية لحدوث الجريمة بعناصرها المختلفة تمهيداً لتحديد دور الصحافة في تصوير الواقع الاجتماعي تصويراً صادقاً أو تصويراً مشوهاً، بالاعتماد على منهج المسح الوصفي التحليلي لمسح المضمون المعرفي في صحافة الكويت حول ظاهرة الجريمة من خلال استخدام تحليل المضمون كأداة رئيسة لتحليل الإنتاج المعرفي, أن اعتماد الصحافة على المصادر الرسمية في تغطية أخبار الجريمة يفقدها حيوية التغطية وشمولية الرؤية، والتحامها مع الواقع المجتمعي بكل متناقضاته، وكشفت دراسة سارة إيشولز (Sarah Eschholz): ([10]) التي أجرت مسحاً شاملاً للبحوث التي ركزت على نوع قصص الجرائم التي يغطيها التليفزيون ويشاهدها الناس, والقالب العنصري في تغطية الجريمة, وجوانب النقص في تغطية الجريمة, وآراء المشاهدين حول تغطية الجريمة وخوفهم منها, وموقفهم تجاه الشرطة والإجراءات العقابية والطريقة التي يمكن أن تؤثر تلك العوامل فيها علي السياسة العامة، وشمل المسح دراسات تعرضت لتحليل 26 برنامجاً تليفزيونياً مسائياً في عام 1995 مع مسح تليفزيوني لـ 1490 من المواطنين حول أنواع مشاهدتهم والخوف من الجريمة في مقاطعة ليون بولاية فلوريدا الأمريكية ، كما شملت الدراسة تحليل أجري في عام 1998 لتحليل محتوى ثلاث برامج إخبارية مسائية مع مسح تليفوني لـ 2526 من المواطنين في منطقة أورلاندو في ولاية فلوريدا , ومسح تليفوني لـ2361 من المواطنين في جورجيا حول الخوف من الجريمة والمشاركة الاجتماعية، وقد كشفت الدراسة المسحية للبحوث السابقة أن برامج التليفزيون تبالغ بشكل كبير في حجم الجرائم العنيفة في العالم بما لا يتناسب مع طبيعة الجريمة وتكرار الأحداث الإجرامية حيث تعطي بشكل ثابت ومتكرر نظرة عنيفة وخطيرة عن عالمنا أكثر مما يحدث ويوجد بالفعل في الواقع ، كما أن البرامج الإخبارية ليس لديها سوق عند استخدامها للجريمة خاصة الجريمة العنيفة , وتوصلت الدراسة من خلال المنهج المسحي إلى أن الأخبار التليفزيونية وبرامج الواقع البوليسية تستفيد من صلاحية القصص الإجرامية على الرواج في السوق, توصلت وأن الأخبار التليفزيونية وبرامج الواقع البوليسية ودراما الجريمة قد خضعت إلى عملية تلقيح تهجيني حتى أصبحت أكثر إثارة ومتعة، وأنه على الرغم من أن الأخبار التليفزيونية وبرامج الواقع البوليسية, ودراما الجريمة – تقدم كلها معلومات حول الجريمة للمشاهدين بطرق مثيرة ومتميزة, إلا أن محتوى هذه البرامج متشابه بشكل كبير؛ حيث تبالغ في عرض معدلات مرتفعة من الجرائم العنيفة لمختلف العالم, كما تبالغ هذه الجرائم في تقديم فعالية الشرطة وقدرتهم لحل القضايا, وهذه الصور المشوهة حول الجريمة يمكن أن تؤدي إلى انحراف في وجهات النظر لدى المشاهدين حول مشكلة الجريمة في الولايات المختلفة، وهذه التشوهات تصبح معضلة عندما تؤدي إلى وضع الأقليات في قالب سلبي.
التعليق على الدراسات السابقة:
باستعراض التراث العلمي للدراسات العربية والأجنبية التي تناولت نشر أخبار الجريمة عبر وسائل الإعلام, يمكن رصد مجموعة من الاستخلاصات على النحو التالي:
· أن أخبار الجريمة تحتل أولوية بارزة في النشر عبر وسائل الإعلام
· وجود علاقة بين نشر أخبار الجريمة وكثافة التعرض لوسائل الإعلام وبالتالي فقد ساهمت في تشكيل وعي الجماهير بالجريمة مقارنة بالخبرة الشخصية المباشرة أو حدوث الجريمة في الحياة الواقعية.
· اختلاف وتباين وسائل الإعلام في أسلوب تعاملها ومعالجتها لأخبار الجريمة.
· وجود علاقة بين كثافة النشر وسطحية المعالجة وارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع.
· المبالغة من قبل بعض وسائل الإعلام في عرض معدلات مرتفعة من الجرائم العنيفة لمختلف العالم، أو لأدوار الشرطة في التعامل معها بما يؤدي لانعكاسات سلبية للمحتوى الإعلامي.
· تركيز هذه الدراسات في غالبها على تحليل المحتوى الإعلامي.
· ندرة الدراسات المحلية التي تناولت المعالجة الإعلامية لأخبار الجريمة الأخلاقية في وسائل الإعلام.
حدود الإفادة من الدراسات السابقة:
أفاد الباحث من خلال الإطلاع على هذه الدراسات في جوانب أضافت أبعاداً مهمة في وضع تصور عام للدراسة والتحديد الدقيق لمشكلة الدراسة وأهدافها, حيث تطرقت مباشرة إلى دراسة الواقع التطبيقي للأداء المهني للإعلاميين في وسائل الإعلام السعودية على اعتبار أن حجر الزاوية في نشر أخبار الجريمة الأخلاقية لا يرتبط بالنشر من عدمه بقدر ما يرتبط بأسلوب التغطية الإعلامية لهذه الأخبار من قبل الإعلاميين، كما ساهمت على المستوى الإجرائي هذه الدراسات في تحديد صياغة تساؤلات الدراسة الحالية, فضلا عن تصميم دليل المقابلة وتحويل المحاور إلى متغيرات قابلة للدراسة، وبالتالي فإن هذه الدراسة باستهدافها القائمين بالاتصال وتحليلها لواقع النشر وأساليب المعالجة المتبعة تحاول أن تضيف جديداً للدراسات السابقة وتلفت النظر إلى مجال قل التركيز عليه من قبل الباحثين بشكل عام وفي بيئة الدراسة بشكل خاص.
الإجراءات المنهجية للدراسة:
مشكلة الدراسة:
في إطار الأهمية التي تكتسبها هذه الدراسة واستناداً إلى الدلالات العلمية للدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة تسعى هذه الدراسة إلى بناء علاقة بين المفاهيم النظرية المتعلقة بنشر أخبار الجريمة في وسائل الإعلام وانعكاساتها التطبيقية في الممارسة المهنية للقائمين بالاتصال من خلال التعرف على اتجاهات عينة من الإعلاميين في وسائل الإعلام السعودي نحو نشر أخبار الجريمة الأخلاقية وأساليب معالجتها وطرح نموذج للمعالجة الإعلامية لأخبار الجريمة يفضي إلى أداء إعلامي يوازن بين المتطلبات المهنية للتعامل مع أخبار الجريمة الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام في المجتمع المسلم.
تساؤلات الدراسة:
تنطلق هذه الدراسة في تناولها لهذا الموضوع من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية:
1. ما أبعاد المسؤولية الإعلامية في التعامل مع الجريمة الأخلاقية؟
2. ما الاتجاهات الإعلامية لنشر أخبار الجريمة الأخلاقية في وسائل الإعلام؟
3. ما مدى رضا القائمين بالاتصال في وسائل الإعلام السعودية عن النهج الذي تتبعه الوسيلة التي يعملون فيها في التعامل مع أخبار الجريمة الأخلاقية من حيث(حجم النشر –عدد المواد المنشورة-، أسلوب المعالجة، طريقة الإخراج، أهداف النشر، مصادر الخبر)؟
4. ما مدى رضا القائمين بالاتصال في وسائل الإعلام السعودية عن الأداء المهني للإعلاميين المكلفين بنشر أخبار الجريمة الأخلاقية في وسائل الإعلام السعودية من حيث(الإعداد للخبر، أسلوب التحرير، دقة المعلومات، موثوقية المصادر وقربها من الحدث، أخلاقيات المهنة، المسؤولية الاجتماعية)؟
5. ما مدى وجود تنظيمات مهنية وقانونية في المؤسسات الإعلامية السعودية لنشر أخبار الجريمة الأخلاقية، وما درجة تفعيلها على الواقع؟
6. ما الاتجاه الذي تفضل القائمون بالاتصال في وسائل الإعلام السعودية لنشر أخبار الجريمة الأخلاقية في وسائل الإعلام السعودية، ولماذا؟
7. ما النموذج الذي يقترحه القائمون بالاتصال في وسائل الإعلام السعودية لنشر أخبار الجريمة الأخلاقية في وسائل الإعلام السعودية بما يتوافق مع متطلبات المهنية وأخلاقياتها، وقيم المجتمع، وتحقيق التوظيف الإيجابي للمادة الإعلامية؟
منهج الدراسة:
تعد هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية الكيفية وغاية البحوث الكيفية هي وصف حالة اجتماعية معينة أو حدث معين وتقديم فهم شمولي عن الحالة أو الحدث وهذا الوصف يعتمد على النص أكثر من اعتماده على الأرقام ([11]) .
ولذلك فإن البحوث الكيفية تعتمد في عرضها للنتائج على التحليل والتفسير لإجابات المبحوثين واستخلاص الرؤى منها وهي إجابات تقدم إلى الباحث بطريقة مكتوبة ومفصلة من خلال أداة البحث التي يتم تصميمها لتحقيق هذا الهدف.
وفي هذه الدراسة عمد الباحث إلى استخدام المنهج الكيفي من خلال التركيز على مدى إدراك المبحوثين للقضايا التي تثيرها الدراسة وإجاباتهم عن أسئلتها المبنية على خبراتهم وتجاربهم عن محاورها وتفسيراتهم للمشكلات التي تعرضها ([12]) وهي إجابات تعامل الباحث معها على أنها معلومات أصلية وحقائق واقعية مرتبطة بالظاهرة موضوع الدراسة.
استخدم الباحث أسلوب العينة الهادفة وهو الأسلوب الأكثر استخداما في البحوث الكيفية ويلجأ الباحثون في هذا الأسلوب إلى اختيار عينة من المبحوثين يتوقع أن تتوافر لديهم معلومات كثيرة عن الظاهرة التي هي موضوع الدراسة تساعد الباحث على التحليل المتعمق ومن ثم فهم حقيقة الظاهرة المدروسة ووصفها وتفسيرها ([13]) وبناء على هذا الأسلوب فقد عمد الباحث إلى اختيار ثلاثة أنواع من العينة الهادفة.
· عينة من الصحفيين ليمثلوا الصحافة المقروءة.
· عينة من الإذاعيين ليمثلوا الإعلام المسموع.
· عينة من العاملين في التلفزيون ليمثلوا الإعلام المرئي.
وقد بلغ عدد المبحوثين (40) إعلامياً موزعين بالتساوي على الفئات المستهدفة.
البحوث الوصفية التي تعتمد المنهج الكيفي لوصف الظاهرة التي هي موضوع الدراسة وشرحها مبنية في الأساس على المعلومات المتعمقة التي تدلي بها العينة المختارة والمعلومات إما أن تكون عن طريق الاستبانة ذات التساؤلات المفتوحة وإما أن تكون عن طريق المقابلة الشخصية مع المبحوثين وقد عمد الباحث في هذه الدراسة إلى الجمع بين الأداتين إذ تم تصميم الاستبانة ذات التساؤلات المفتوحة ليتمكن ا لباحثون من الإجابة المتأنية للتأكد من المعلومات ذات العلاقة بكل تساؤل من تساؤلات الاستبانة أو التساؤلات الفرعية المرتبطة بها وأما المقابلة الشخصية فقد تمت مع بعض المبحوثين الذين أجابوا كتابة عن التساؤلات التي تضمنتها الاستبانة لكن بعض ما ورد في إجاباتهم اعتراه الغموض أو عدم القدرة على إيصال المعنى المقصود فتم الاتصال بهم والحديث معهم لتجلية المعاني المقصودة في إجاباتهم.
(1)Carolyn A. Stroman & Richard Seltzer, Media Use and Perceptions of Crime, Journalism Quarterly, Vol, 62, No, 1, spring, 1985.
(2) Pierpaolo Giglioli, Political Corruption And The Media, The Tangentopoli Affair , International Social Science Journal , Vol, 141, September, 1996.
(3) Edna Einsidel, et. Al, " Crime effect of media Exposure and Personal Experience on issue Salience" Journalism quarterly, vol, 61,No,2,1984.
([4]) Dennist- Lowry - & Et .Al " Setting the public Fear Agenda : A longitudinal Analysis of Network TV crime reporting public perceptions of crime & FBI Crime statistics " Journal of communication , vol 53 , No , l , March 2003
([5])يونس أحمد بشير : دور التليفزيون فى انتشار الجريمة : دراسة ميدانية على المجتمع الليبى , رسالة دكتوراه غير منشورة , جامعة الزقازيق , كلية الأداب , 2001.
([6]) Sheriff Dan Gilley, " Community Crime Watch: take A stand Against Media Violence Available online (URL) http :/ www.Bradley Sheriff . Com.
([7])John w.windhuser. M. Jennifer Seiter & L.Tomas Win free. Crime News in Louisiana Press, Journalism Quarterly, vol, 67, No, 3, 1990
([8]) عبد العظيم إبراهيم محمد خضر، المعالجة الصحفية لأخبار الجريمة فى الصحافة المصرية، دراسة مقارنة فى ضوء الممارسة الصحفية للصحف القومية والحزبية، رسالة دكتوراه، غير منشورة، جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية، قسم الصحافة والإعلام، 1994.
([9]) خالد أحمد الشلال ، المعالجة الصحفية لظاهرة الجريمة فى المجتمع الكويتى، دراسة تحليلية سوسيولوجية الكويت: مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 82، 1996.
([10] ( Sarah Eschholz , " Crime on Television – issues in Criminal Justice, Available at : httP : // www. CMSU. Edu/cjinst / Journal Articles- 1212e 26/4/2006
([11]) Loke, wrence F, Spirduso Waneen Wyrick, & Silverman, Stephen.j.(1887).P.84.
([12]) Wolcott, Harry.F. (1990) Writing Up Qualitative Research. Sage, Newbury Park: California, P.56.
ساحة النقاش