المواطنة كما يتصورها طلاب المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية
دراسة مقدمة للقاء السنوي الثالث عشر لقادة العمل التربوي - الباحة 1426هـ
من أهداف التعليم العام غرس المواطنة في الطلاب وترسيخ انتمائهم لوطنهم وزيادة وعيهم به من أجل إيجاد مواطنين صالحين لهم مشاركتهم الفاعلة في مؤسساته الاجتماعية ولديهم القدرة على الحكم على الأشياء وتكوين الرأي الشخصي حول الجوانب المهمة في البيئة المحلية والعالم الخارجي.
المصدر:
كتب خاصـة بالمعلمين السعودييـن
أعداد المجلة
|
ملف العدد العدد 120 / المواطنة كما يتصورها طلاب المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية وعلاقة ذلك ببعض المؤسسات الاجتماعية |
|
|
العدد 120 / المواطنة كما يتصورها طلاب المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية وعلاقة ذلك ببعض المؤسسات الاجتماعية
من ورقة عمل مقدمة للقاء الثالث عشر لقادة العمل التربوي (الباحة ـ 26ـ 1426/1/28هـ) إعداد:د. عبدالله بن ناصر الصبيح أستاذ علم النفس المشارك - جامعة الإمام :
طبقت الدراسة على طلاب المستوى الثالث في إحدى ثانويات الرياض في القسمين الطبيعي والشرعي. وبلغ عدد أفراد العينة مئة وأربعة طلاب. وأعمار العينة تراوحت من 16 إلى 22 سنة، منهم 92.2% تقع أعمارهم بين السابعة عشرة والتاسعة عشرة. ومن هؤلاء الطلاب 67 طالبًا (64.4%) يدرسون في القسم الطبيعي و37 (35.6%) طالبًا في القسم الشرعي.أما عن دخل أسرهم فغالبيتهم يقع دخلهم الشهري بين خمسة آلاف ريال وعشرة آلاف ريال ويشكل هؤلاء 67.4% من العينة.المقاييسمن أجل الإجابة عن أسئلة البحث أعد الباحث استبانة اشتملت على عدد من المقاييس والأسئلة، وهي:ü مقياس حقوق المواطن.ü مقياس واجبات المواطن.ü مقياس عن مدى تناول حقوق المواطن وواجباته في الأسرة والمدرسة والمسجد.ü مجموعة أسئلة عن الحقوق والواجبات والرضا عن القيام بها.تحليل النتائج وتفسيرهاأظهرت الدراسة أن 80% من الطلاب تقريبًا يدركون حقوق المواطنة وواجباتها، فنسبة الذين أجابوا بنعم عن مبدأ الحقوق (76%)، ونسبة الذين أجابوا بنعم عن مبدأ الواجبات 79.8%. وهذه النسبة نجدها تتكرر في عدد من مقاييس الدراسة وأسئلتها، وفي بعضها تنخفض عن الثمانين في المئة وفي بعضها الآخر تتجاوز الثمانين في المئة. فمثلاً في تقدير ما حصل عليه الطلاب من حقوق وواجبات نجد الذين أجابوا أنهم حصلوا على قليل من حقوقهم أو على لاشيء تصل نسبتهم إلى ثلاثين في المئة تقريبًا (29.8%) بينما في حدود العشرين في المئة (21.1%) أجابوا عن الموضوع نفسه في الواجبات. وهذا الاختلاف في تقدير ما تحقق من الحقوق والواجبات يمكن أن يفسر بأن هذا هو الواقع فعلاً، ويمكن أن يعزى إلى بعض أخطاء الإدراك أو العزو، فالشخص يكون أكثر إدراكًا لأخطاء الآخرين وأقل إدراكًا لأخطاء نفسه. وبالإضافة إلى التباين في تقدير ما تحقق من الحقوق أظهرت الدراسة تباينًا آخر في مستوى الرضا عما تحقق من الحقوق والواجبات. فأفراد العينة أظهروا مستوى مرتفعًا من الرضا عن أدائهم في الواجبات (89.8%)، بينما نسبة رضاهم عن تحصيل الحقوق (55.3%) فقط. وفي الوعي التفصيلي بالحقوق والواجبات نلاحظ أن نسبة عالية من الطلاب كانت أقل وعيًا بالحق السياسي المتمثل في حق الانتخاب:(لا أو لا أدري 44.2%) والترشح للانتخابات (لا أو لا أدري 46.1%)، يلي ذلك حرية التعبير و إبداء الرأي (لا أو لا أدري 23.1%) ثم إنشاء الجمعيات الخيرية(لا أو لا أدري 21.1%) والمشاركة فيها (لا أو لا أدري 20.2%). وينبغي أن يلاحظ أن توزيع هذه الاستبانة كان في وقت التوعية بالانتخابات البلدية وكان المتوقع أن يكون الطلاب أكثر وعيًا بها. وضعف قبولها لعله يمكن أن يعزى إلى ضعف الوعي المسبق بالحقوق السياسية والمشاركة المدنية، أو لعله بسبب شيوع مفاهيم ثقافية في المجتمع تقلل من ذلك. وفيما يتعلق بالواجبات ظهر أن قبول المواطن بالقضايا العامة أقل من قبوله لغيرها، فالاهتمام بالمشكلات التي تواجه الوطن والوعي بها أجاب عنها ربع الطلاب بلا أو لا أدري( 25%)، يلي ذلك المساهمة في معالجة ما يواجه الوطن من مشكلات (22,1%). وهذا متفق مع ما ورد في مقياس الحقوق. فالعناية بالشأن العام ومعالجة مشكلاته له علاقة بالعمل السياسي والمشاركة في الجمعيات الخيرية وإنشائها. ويلي هذين العنصرين محاورة من يختلف معه الطالب في الرأي، وأجاب عنه 20.2% من الطلاب بـ«لا أو لا أدري». وهذا متفق مع إيمان الطالب بحقه في التعبير وإبداء الرأي، حيث أجاب عنه 23.1 % من الطلاب بـ«لا أو لا أدري».وربما يبدو جواب الطلاب عن مساعدة المحتاجين متعارضًا مع المشاركة في الجمعيات الخيرية، فالأولى كان نسبة من أجاب بـ (لا أو لا أدري 7.7%)، والثانية كانت النسبة 20.2%، ورغم أن الأولى من ضمن الواجبات والثانية من ضمن الحقوق فإن القضيتين كلتيهما من القضايا المجتمعية العامة. ولكن التمييز بينهما ممكن فمساعدة المحتاجين يمكن أن تتم بصورة فردية، أما إنشاء الجمعيات الخيرية فتحتاج إلى تعاون مع الآخرين وفكر متطور يتجاوز الفكر الفردي. وهذا النوع من الثقافة أقرب إلى الحقوق المدنية، ولعل هذا هو سبب التفاوت بينهما في الإجابة. وجواب الطلاب هنا متفق مع ما ذكروا أنه موضوع حديث مع أسرهم، فقد أجابت النسبة نفسها (20.2%) بأنهم لا يتحدثون مع أسرهم، في القضايا التي تهم الوطن، بينما أجاب 4.8% فقط بأنهم لا يتحدثون مع أسرهم عن ضرورة مساعدة الضعفاء والمحتاجين.من خلال مراجعة أجوبة الطلاب على مقياسي الحقوق والواجبات يلاحظ الباحث أن لدى الطلاب مواطنة عالية ولاسيما في الشعور بالواجب وإدراكه، ويؤيد ذلك أن نسبة الذين يرون أن الدفاع عن الوطن واجب عليهم تجاوزت 90%، والذين يرون أن عليهم طاعة ولي الأمر بالمعروف تجاوزت نسبتهم 98%، والذين يرون أن عليهم المحافظة على الممتلكات العامة تجاوزت نسبتهم 96%، والذين يرون أن عليهم المحافظة على سمعة الوطن تجاوزت نسبتهم 92%، والذين يرون أنه يجب عليهم الصدق في العمل تجاوزت نسبتهم 95%. وهذا الوعي بالواجبات له علاقة ارتباطية بما يتعلمه الطالب من أسرته، وما يتعلمه في المدرسة، وما يسمعه من خطيب الجمعة. وهذا يؤكد أن هذه المؤسسات الثلاث تعلم جزءًا من المواطنة وهو واجبات المواطن. أما حقوق المواطن فلم يظهر في الدراسة أن بينها، كما يقيسها مقياس الحقوق، وبين المؤسسات الاجتماعية الثلاث علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية. التوصياتü التوسع في دراسة مفهوم المواطنة عند الطلاب دراسة تطبيقية في عدد من المراحل التعليمية ولاسيما المرحلتين الثانوية والجامعية.ü واضح من الدراسة أن الطلاب يدركون جزءًا لا بأس به من الواجب عليهم تجاه وطنهم، ولكن ينقصهم إدراك حقوقهم ولاسيما في المجال الاجتماعي المدني والمجال السياسي. ولهذا يوصي الباحث بالعناية بمفهوم حقوق المواطنة ودراسة العوامل التي ساهمت في ضعف وعي الطلاب به.ü المواطنة ليست قضايا ذهنية مجردة، وما لم يصاحب تعلمها صور عملية من ممارسات المواطنة السليمة يصبح الحديث عنها ناقصًا أو غير ذي جدوى. ü من الممكن أن تكون المدرسة بيئة ناجحة لممارسة المواطنة السليمة فيتدرب الطلاب على مناقشة القضايا التي تهمهم واتخاذ القرارات المناسبة ومعالجة الخلاف في الرأي بينهم والتعامل مع المخالفين وتأسيس الجمعيات والروابط الطلابية وانتخاب من يمثلهم فيها.ü ينبغي إشاعة مفاهيم المواطنة في سائر المقررات ولاسيما أن أساس المواطنة وما تضمنته من حقوق وواجبات هو الشريعة الإسلامية. ü وضع برامج تدريبية لمن يتولون العملية التدريسية عن المواطنة ومناقشة قضاياها بعمق يجعل المشاركين يشعرون بأهميتها وحسن عائدها عليهم في تعاملهم مع أبناء وطنهم.
|
|
http://www.iugaza.edu.ps/ar/periodical/articles/%D8%AF_%20%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%86%D8%A9%20%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84.pdf
ساحة النقاش