استخدام التدريس المنظومي العلاجي في تدريس بعض المفاهيم الرياضية بالمرحلة الإعدادية
الاثنين, 24 ابريل, 2006
مقدمة :
تعد المفاهيم لبنة البناء الأساسية لأي فرع من فروع المعرفة ، ففروع العلم المختلفة التي نراها اليوم كانت تحت علم الفلسفة ، ومع تمايز المفاهيم ، وطرق البحث ومناهجه انفصلت فروع العلم المختلفة ، ومازالت بعض العلوم تنفصل عن أمهاتها حتى اليوم .
وإذا كانت المفاهيم هي التي تمكننا من تقسيم العالم الواقعي إلى مجموعات مما يؤدي إلى تبسيط ذلك الواقع ، فاليوم ومع الانفجار المعرفي المتزايد أصبحت مجموعات المفاهيم اكثر تشابكًا، أي تزايدت عناصر المجموعات الناتجة من تقاطع مجموعات المفاهيم للفروع المختلفة ، أي أن التلميذ يدرس مجموعة من المفاهيم أكثر من مرة سواء في فروع العلم المختلفة أم في فروع العلم الواحد ، وفي هذا إهدار لوقت التلميذ والمدرس ، وإهدار للأموال المخصصة للعملية التعليمية ، وعلاوة على ذلك ، إذا لم يستطع التلميذ والمدرس إدراك العلاقة بين هذه المفاهيم شغلت هذه المفاهيم جزءًا كبيرًا من البنية المعرفية للتلميذ.
وبالنسبة لمادة الرياضيات ذات المفاهيم الأكثر وضوحًا وتمايزًا وتجريدًا ، نجد أنها تدرس أكثر من مرة في فروع مختلفة ، سواء في فترات زمنية متقاربة أم متباعدة ، وفيما يلي أمثلة على ذلك من المرحلة الإعدادية :
· في الصف الأول الإعدادي يدرس التلميذ مفهوم المجموعة والعمليات علي المجموعات في الجبر ، ثم يدرس في الهندسة مفاهيم : النقطة ، القطعة المستقيمة ، والشعاع ، وغير ذلك مما يعد أمثلة تطبيقية لما درس في الجبر ، وعاني التلميذ من صعوبات بالغة في فهم وإدراك المفاهيم الهندسية لعدم الربط الواضح بينها وبين ما تم دراسته في الجبر .
· في الصف الثاني الإعدادي يدرس التلميذ موضوع التباين مرتين ، مرة في الجبر ، ومرة في الهندسة ، لدرجة أن التلاميذ يتساءلون لماذا ندرس هذا الموضوع مرتين .(علي لسان أحد المدرسين)
· خلال الدراسة بالمرحلة الإعدادية يدرس التلميذ مفاهيم مثل العنصر المحايد الجمعي والضربي ، والمعكوس الجمعي و الضربي ، والانغلاق ، وغيرها أكثر من مرة ، وذلك عند دراسة كل مجموعة من مجموعات الأعداد .
ما سبق يعني أن هناك مفاهيم رياضية يتم دراستها أكثر من مرة في فروع مادة الرياضيات، وذلك لاتباع المدخل الخطي في التدريس وعدم اتباع المدخل المنظومي ،بل الأمر الأكثر خطورة _ في المثال الذي أوردته _ إن الطلاب قد لا يدركون العلاقة بين المفاهيم التي درسها في الجبر ونفس المفاهيم التي درسها في الهندسة ، فعلى سبيل المثال : يعرف التلميذ أن تقاطع أي مجموعتين يعطي مجموعة ، ولكن معظم التلاميذ لا يدركون ذلك في الهندسة ، فعند إجابتهم عن ناتج تقاطع المستقيمين ل ، م الموضحين في الشكل المقابل يكتب أكثر التلاميذ و بدلاً من } و{ ل
و
م
أي أن اتباع المدخل الخطى في تدريس الرياضيات يهدر مزيدًا من وقت التلميذ والمدرس ، والمال المنفق على العملية التعليمية ، والمخرج لتلافي ما سبق هو محاولة استخدام المدخل المنظومي في التدريس ، ومعرفة فعاليته ، وكذلك معرفة المعوقات التي تقف وتحول دون استخدامه ، أو تحقيق فعاليته .
مشكلة الدراسة :
لم يؤدي استخدام الاتجاه الخطي في التدريس إلى تكرار دراسة المفاهيم الرياضية فحسب ،بل أدى إلى عدم إدراك العلاقة بين المفاهيم المتشابهة ، وما يسببه ذلك من أخطاء شائعة ، وقد يكون الاتجاه المنظومي في التدريس فعالاً في علاج تلك الأخطاء ، وعلى ذلك تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي :
ما فاعلية استخدام التدريس المنظومي العلاجي عند تدريس المفاهيم الرياضية لتلاميذ المرحلة
الإعدادية ؟
ويتفرع من السؤال الرئيس السابق الأسئلة الفرعية التالية :
1- ما هي الأخطاء التي يقع فيها تلاميذ الصف الأول الإعدادي عند تعلم وحدة " مفاهيم
وتعاريف هندسية " ؟
2- كيف يمكن تدريس مفاهيم الوحدة السابقة باستخدام التدريس المنظومي العلاجي ؟
3- ما فاعلية استخدام التدريس المنظومي العلاجي في علاج الأخطاء التي يقع فيها تلاميذ الصف
الأول الإعدادي عند تعلم وحدة " مفاهيم وتعاريف هندسية " ؟
حدود الدراسة :
1- حدود خاصة بالمحتوى : وحدة " مفاهيم وتعاريف هندسية " المقررة على تلاميذ الصف الأول الإعدادي.
2- حدود خاصة بالعينة : فصلين بمدرسة الكفراوي الإعدادية بدمياط الجديدة ، أحدهما مجموعة تجريبية والآخر مجموعة ضابطة .
3- حدود زمانية : وهي فترة تجريب الدراسة خلال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2001/2002.
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة فاعلية التدريس المنظومي العلاجي عند تدريس المفاهيم الرياضية المتضمنة في وحدة " مفاهيم وتعاريف هندسية " المقررة على تلاميذ الصف الأول الإعدادي ، وذلك مقارنة بالطرق العلاجية التقليدية .
إجراءات الدراسة :
للإجابة عن تساؤلات الدراسة تتبع الإجراءات الآتية :
1- تحليل محتوى وحدتي "المجموعات" و" مفاهيم وتعاريف هندسية".
2- كتابة الأهداف الإجرائية المتعلقة بالمفاهيم المشتركة بين الوحدتين .
3- إعداد اختبار تحصيلي ، والتأكد من صدقة .
4- تطبيق الاختبار التحصيلي على مجموعتي الدراسة (بعد شرح الوحدتين بالطريقة التقليدية ) ويعد ذلك قياسًا قبليًا .
5- تتم المراجعة على الوحدتين باستخدام الطريقة التقليدية مع المجموعة الضابطة ، بينما تتم استخدام التدريس المنظومي العلاجي في المراجعة للمجموعة التجريبية ، مع الاستفادة من نتائج القياس القبلي .
6- إعادة تطبيق الاختبار التحصيلي على مجموعتي الدراسة (القياس البعدي ) .
7- المعالجة الإحصائية للبيانات التي يتم الحصول عليها .
8- كتابة النتائج والتوصيات .
وفيما يلي التصميم التجريبي للدراسة:
التصميم التجريبي
|
||
المجموعة الضابطة |
|
المجموعة التجريبية |
التدريس بالطريقة العادية |
||
|
|
|
اختبار قبلي |
||
|
|
|
المراجعة بالطريقة العادية |
|
المراجعة بالطريقة المنظومية |
|
|
|
اختبار بعدي |
فروض الدراسة :
يحاول الباحث التحقق من صحة الفروض الآتية:
(1) لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس القبلي.
(2) يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي ، لصالح متوسط درجات تلاميذ المجموعة التجريبية .
(3) يسهم البرنامج المقترح في رفع مستوى تحصيل تلاميذ المجموعة التجريبية ؛ وبالتالي يكون– حجم الأثر أكبر من 0.8 .
ماهية الاتجاه المنظومي :
1- يعرفه "فاروق فهمي " بأنه : " دراسة المفاهيم أو الموضوعات من خلال منظومة متكاملة تتضح فيها كافة العلاقات بين أي مفهوم أو موضوع وغيره من المفاهيم أو الموضوعات مما يجعل الطالب قادرًا على ربط ما سبق دراسته مع ما سوف يدرسه في أي مرحلة من مراحل الدراسة من خلال خطة محددة واضحة لإعداده في منهج معين أو تخصص معين "
(أمين فاروق فهمي ، ص 4 ، 2001 )
2- تعرفه "منى عبد الصبور" بأنه : "طريقة تحليلية للتخطيط ونظامية تمكننا من التقدم نحو الأهداف التي سبق تحديدها ، وذلك بواسطة عمل منضبط ومرتب للأجزاء التي يتألف منها النظام كله ، وتتكامل وتتشابك وتتفاعل تلك الأجزاء وفقًا لوظائفها التي تحددت للمهمة ، وهذه المنظومة في حالة تغير ديناميكي دائم " (منى عبد الصبور،2001)
3-
|
|
|
|
|
الاتجاه المنظومي مقابل الاتجاه التحليلي :
المدخل التحليلي يبحث عن تحليل مكونات النظام إلى عناصره الأساسية ، لكي ندرسه بالتفصيل ، ونفهم أنماط التفاعل التي توجد بينها ، ووحدة القياس هنا متغير أو أكثر من المتغيرات المنفصلة (Discrete) ، بينما وحدة التحليل في الاتجاه المنظومي هي كل قاعة الدرس ،حيث يعترف هذا الاتجاه أن تلك القاعات دينامية ، و يتم عزل عناصر هذه القاعة بشكل ليس سهل ولا ضروري للاختبار
, 1997) J. de Rosnay)
وفيما يلي أهم الفروق بين المدخلين السابقين :
الاتجاه التحليلي |
الاتجاه المنظومي |
يعزل ، ثم يركز علي العناصر . |
يجمع ، ثم يركز علي التفاعلات بين العناصر. |
دراسة طبيعة التفاعل . |
دراسة تأثير التفاعلات . |
التأكد من وضوح التفاصيل . |
التأكد من الإدراك ( الفهم ) العام . |
يعدل متغير واحد كل مرة . |
يعدل مجموعة من المتغيرات في وقت واحد . |
يبقى مستقل لفترة من الزمن فالظاهرة تعد متغيرة |
يتكامل لفترة من الزمن ولا يمكن تغييره . |
التأكد من الحقائق بواسطة البرهان التجريبي في ظل هيكل النظرية. |
التأكد من الحقائق من خلال مقارنة حالة( سلوك) النموذج بالواقع . |
يكون فعالاً عندما تكون التفاعلات خطية وضعيفة. |
يكون فعالاً عندما تكون التفاعلات غير خطية وقوية . |
يمتلك معرفة التفاصيل ،وتعرف الأهداف بصورة رديئة . |
يمتلك معرفة الأهداف ، والتفاصيل مبهمة. |
برمجة التقدم إلى الفعل تفصيلاً. |
التقدم إلى الفعل من خلال الأهداف . |
الأساس النظري للاتجاه المنظومي :
إن الواقع التعليمي يُظهر أن التفكير الخطي هو السائد حتى الآن في مدارسنا في عمليات التعليم والتعلم ، حيث تقدم مفاهيم أو موضوعات أي مقرر
ساحة النقاش