براگــــــــين »٤« |
|
19/05/2010 10:05:13 م |
محمود عبدالمنعم القىسونى |
في نهاية شهر أبريل من عام الف تسعمائة وإثنين ثار البركان بيلي بجزيرة مارتينيك الواقعة بالكاريبي شمال قارة أمريكا الجنوبية فانطلقت منه سحب الرماد الناري السميكة والمقذوفات الصخرية وحرارة شديدة جدا وسحابة كريهة الرائحة من الكبريت لتغطي تماما مدينة سانت بيري الساحلية اسفل البركان وتقتل فورا عددا كبيرا من السكان تلا ذلك غزو للمدينة من الكائنات المقيمة بالغابات المحيطة بالبركان وبالذات الثعابين السامة والتي كانت تهرب من خطر البركان وقتلت هي الاخري عددا كبيرا من السكان ثم عاد الهدوء وكل شيء لطبيعته الاولي وكما هي طبيعة البشر زاولوا نشاطهم وأزالوا آثار الاضرار التي لحقت بهم وكأن لم يحدث شيء وبعد اسبوع واحد فقط انفجر البركان وكانت ثورته هذه المرة اضعاف ما حدث منذ ايام وقذف بالحمم النارية والفلذات والصخور لتنساب وتنزلق لأسفل علي اجنابه بسرعة مائة كيلو متر في الساعة ولتتجه مباشرة لنفس مدينة سان بيري فكانت النتيجة موت ثمانية وعشرين الفا من السكان اختناقا أو احتراقا أو دفنا أي كامل سكان المدينة عدا شخصين فقط نجيا من هذه الكارثة احدهما كان مسجونا في زنزانة أسفل الارض احترق معظم ظهره بسبب تسرب الغاز الحارق من النافذة الصغيرة الوحيدة في الزنزانة لكنه عاش ليصدر له عفوا. وقد لا يعلم معظمنا أن ارض مصر منتشر عليها العديد من المخيط البركانية الخامدة والتي كان آخر ثورانها منذ خمسة عشر مليون سنة فهناك اكثر من عشرين فوهة خامدة في القطاع المحصور بين هضبة الجلف الكبير وجبل العوينات اقصي جنوب غرب مصر وهي التي تجذب السياحة العالمية والمؤسسات العلمية بشكل يتضاعف عاما بعد عام كما توجد العديد من البراكين الخامدة بالفيوم والواحات البحرية وعلي اجناب طريق القاهرة السويس الصحراوي وبطول الصحراء الشرقية منها نوع نشط حتي يومنا هذا لكنه لا يفرز الحمم البركانية والفلذات بل يطلق ما يسمي بالنافورات الحارة وهي عبارة عن ماء غليانه يفوق غليان الماء والذي نشاهده في حياتنا اليومية بمنازلنا وهو ماء مخلط بمحاليل سيليكة مصهورة من الرمال النقية المخلوطة بأيونات الحديد تنطلق من تركيبات أنبوبية اسطوانية مصحوبة بأبخرة ساخنة و كان من السهل رؤيتها بوضوح منذ خمسة وعشرين عاما بمنطقة الجبل الاحمر شرق القاهرة والتجمع الخامس والقطامية الشاملة محمية الغابة المتحجرة. واليوم امتد الزحف العمراني لهذا القطاع من شرق القاهرة ليغطي معظمه لكن مازالت هناك مساحات يمكن مشاهدة النافورات الحارة بها. |
نشرت فى 20 مايو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,764,046
ساحة النقاش