برنامج مقترح لتنمية بعض قدرات التفكير الابتكاري
من خلال التعبير الشفوي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية
إعداد
دكتور / سمير عبد الوهاب أحمد دكتور/ جمال الدين محمد الشامي
***********************************************
المقدمة
تعد اللغة من أرقى وسائل التعبير لدى الإنسان ، وهي أداة الاتصال المثلى في حياة البشر ، والاتصال حاجة ضرورية ؛ إذ بواسطتـه يشكـل النـاس العلاقـات المتداخلـة والتي تعمـل على تكوين الأفكـار ، والمشاركـة فـي المشاعـر والاتجـاهات والمقاصــد ( Dunn & Mackay , 1989, 3 ) ، وهي أساس مهم للحياة الاجتماعية وضرورة من أهم ضروراتها ، لأنها أداة التواصل في هذه الحياة ، وأساس توطيد سبل التعايش فيها ، ووسيلة الإنسان للتعبير عن حاجاته ورغباته وأحاسيسه ومواقفه ، وطريقه إلى تصريف شئون عيشه وإرضاء غريزة الاجتماع لديه ، فمهما بلغ ما يحصله الإنسان من مظاهر حضارية من علوم ومعارف وطرق ووسائل مادية ، يشعر في قرارة نفسه بأنه يعتمد اعتمادا كليا على ما لديه من قدرة لغوية لتحقيق مآربه ، واللغة كذلك أداة هذا الإنسان للتخاطب مع الآخرين والتفاهم وتبادل الأفكار والآراء والمشاعر معهم ، وطريقه إلى فهمهم وتحسس أذواقهم ، وسبيله إلى معرفة مذاهبهم ووسائل التأثير فيهم ، وإيجاد العلاقات ، وبناء الروابط ، وتحقيق سبل التعاون والتكافل معهم ، ومن ثم توفير كل ما يساعده على العيش بينهم في يسر وطمأنينة وسلام ، وبالتالي فاللغة تصبح أساسا لتوفير الحماية والرعاية للإنسان بين أفراد مجتمعه ، وعاملا مهما به تتحقق منافعه ورغباته ، وتتسهل سبل تنشئته وتتيسر أمور عيشه في إطار هذه المجموعة ، وربما كان هذا هو ما كان يعنيه " هيدجر " من قولــه " إن اللغــة هي منـزل الكائـن البشري " ( المعتوق ،1996 ، 34 ـ 35 ) .
واللغة ـ أيضا وسيلة الإنسان إلى تنمية أفكاره وتجاربه ، وإلى تهيئته للعطاء والإبداع والمشاركة في تحقيق حياة متحضرة ، وبفضلها تنمو علاقات أعضاء الأمة وتتطور حياتهم ، وترتقي حضارتهم ، وتسير دفة الأمور في المجتمع الإنساني عامة ، حيث يكون الفرد نواة في مجتمعه ، ومجتمعه حلقة في كيان المجتمع البشري (أولمان : 1975 ، 22 )
وإذا كان للتعبير بعامة ، والتعبير الشفوي بخاصة هذه الأهمية ؛ فإن أهميته تزداد بالنسبة للطالب في مراحل التعليم المختلفة ، وبخاصة في المرحلة الإعدادية ، باعتبارها من المراحل العمرية التي تعكس قدرا لا بأس به من النضج العقلي والوجداني والجسمي الذي يمكن التلميذ من أن يتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه تفاعلا تتحقق معه الأهداف المنشودة ؛ بشرط أن يوجه هذا التفاعل من خلال الممارسات التعليمية الصحيحة التي تأخذ بيد التلميذ وتوجهه نحو إعمال العقل بما يعود عليه ، وعلى المجتمع الذي يعيش فيه بالنفع والفائدة .
وتزداد أهمية التعبير الشفوي لتلاميذ المرحلة الإعدادية لأسباب نفسية تتمثل في أنه يستأصل من نفوسهم مظاهر الخوف وفقدان الثقة والخجل والتلعثم ، ويعودهم القدرة على الحديث في جماعة ، ومن ثم يعد أساسا من أسس بناء الشخصية السوية القادرة على التفاعل الاجتماعي السليم داخل المدرسة وخارجها ، كما يعدهم للمواقف القيادية والخطابية ، بما يتيحه لهم من ارتجال للحديث في المواقف السريعة ، وإتقان للإلقاء ، وتمثيل في الأداء ، ومراعاة للمعاني ، وهو وسيلة مهمة من وسائل الارتفاع بالمستوى الثقافي للطلاب ، وزيادة معلوماتهم في المجالات المختلفة ، و يتيح للمعلم فرصة اكتشاف عيوب التفكير ، وأخطاء التعبير لدى التلاميذ ، ومن ثم العمل على معالجتها ( عبد الكريم: 1998 ، 46 ) .
كما تنبع أهمية التعبير الشفوي لطلاب هذه المرحلة ؛ إذا عرفنا أن الغاية القريبة والبعيدة من تعليم اللغة فيها تتمثـل فـي أن يصبـح التلميذ قادرا على تبليغ أغراضه وأفكاره بعبـارات سليمـة وصحيحة للآخرين ، كما هو متعـارف عليه من أبناء اللغة نفسها ، إضافة إلى التلقائية والانطلاق في التعبير الشفوي ، وهذا أمر يمكن تحقيقه إذا اتبع المعلم الأساليب الصحيحة ، والإجراءات الحديثة في تدريسه ، تلك الإجراءات التي تساعد التلميذ ـ أولا ـ كي يفكر ، ثم يعبر ، وأخيرا يبدع .
و إذا كنا قد أكدنا فيما سبق من قول أهمية التعبير ، وبخاصة التعبير الشفوي ؛ فإننا نؤكد ـ أيضا ـ على أهمية التفكير الابتكاري لسببين : الأول : ارتباط التعبير به ارتباطا وثيقا ، فالتعبير ما هو إلا الوجه الآخر للتفكير ، والثاني : باعتباره وسيلة الإبداع الذي يعد هدفا تنهض به ـ أو ينبغي أن تنهض ـ المدرسة في مجتمعنا العصري ( قنبر ، السويدي : 1995 ، 103 ) .
وإذا كلن لتعليم اللغة ثمـرة مرجوة ؛ فإن التعبير يعد هذه الثمرة المرجوة في مدارسنا ، فهو الغاية المنشودة ، وما عداه من فروع أخرى للغة يعد وسائل معينة له ، فالقراءة تمد المتعلم بالأفكار والمعلومات اللازمة للتعبير ، ودراسة القواعد تزوده بالأساليب والتراكيب التي تصرف اللسان عن الوقوع في الخطأ ، وتحفظه من الزلل ، وكذلك فإن دراسة النصوص تمد المتعلم بالمفردات والجمل التي تنمي ثروته اللغوية ، وهي لازمة للتعبير أيضا ، ومن هنا كان التعبير غاية وغيره من فروع اللغة العربية وسائل تسانده وتساعده ، ليس هذا فقط ؛ بل إن القدرة على التعبير يمكن أن تعد ثمرة من ثمرات التربية العامة ، فلا فائدة من دراسة لا تمكن المتعلم من التعبير عما في نفسه بأسلوب واضح ( الإبراشي : 1975 ، 167 ) .
وإذا كان للتعبير هذه الأهمية ، فإن للتعبير الشفوي أهمية خاصة تستمد من أهمية اللغة في حياة الإنسان ، وكذلك من أهميته في المجتمع الحديث لكونه من أهم وسائل الاتصال بين مختلف أفراد المجتمع ، كمـا أن النجاح في شتى أغراض الحياة وميادينها ـ يتوقف بدرجة كبيرة ـ على إجادته ، وقد زادت أهميته في هذه الأيام نظرا لعوامل كثيرة يتصل بعضها بطبيعة الحياة المعاصرة ، وما فيها من تطورات في نواحي الحياة كافة ، فالحياة الحديثة بكل ما فيها من تخطيط وانتخابات ومجالس نيابية ونقابات ومؤتمرات ، تقتضي أن يكون الفرد قادرا على التحدث والمناقشة والحوار ، بحيث يستطيع أن يؤدي واجبه ـ كعضو ـ في مجتمع ديمقراطي ، وأن يعبر عن نفسه بما يصله بالآخرين ويصل الآخرون به ( يونس : الناقة ، مدكور ، 1981 ، 71 ) .
كما تتضح أهمية التعبير الشفوي في مساعدته للمرء على الوفاء بمطالب الحياة المادية والاجتماعية ، مما يقتضيه الحال عند اتصاله بالناس ، ذلك الاتصال الذي لا غنى عنه لأي فرد من أفراد المجتمع ، كذلك فإن التعبير هو وسيلة الفرد في التعبير أحاسيسه الداخلية ، وتصوير مشاعره ، أو التعبير عما يراه من أحداث وأشياء تعبيرا يعكس ذاته ويبرز شخصيته .
والتعبير الشفوي نشـاط لغوي وعقلي ، تظهر من خلاله ثقافة المرء ، ومدى إطلاعه ، وهو دليل على المستوى الثقافي للمرء ، ودليل ـ كذلك ـ على ما لديه من معرفة وأفكار ، وعلى ما لديه من عمق فكري ، ونضج عقلي ، وقدرة على العرض والشرح والتفسير والترتيب والتنسيق ، فشخصية الإنسان تبدو من خلال حديثه ؛ فهو يعكس ما عند الشخص من لباقة ، وحسن مواجهة ، وجرأة في مواجهة الآخرين ، كما أنه يعلم الفرد حسن التحدث وآداب الخطاب ، ويوجهه نحو احترام السامعين والتعرف على رغباتهم وميولهم عند الاستماع ( مجاور : 1984 ، 238 ) ، ولقد صدقت العرب حين قالت : إن المرء مخبوء تحت لسانه فإذا ما تكلم ظهر ، فالتعبير الشفوي أو التحدث دليل واضح يعكس شخصية الإنسان وما تتميز به من سمات وخصائص تحدد موقعه أو مكانته بين الناس ، وفي المجتمع الذي يعيش فيه .
وعلى الرغم من أهمية التعبير الشفوي ـ والتي سبق عرضها ، فإنه ما زال لا يحظى بالاهتمام والعناية :
• فمن حيث الوقت المخصص له في خطة الدراسة: تخصص حصة واحدة أسبوعيا مقسمة بين التعبير التحريري والشفوي ( وزارة التربية والتعليم : 1999 ) .
• و من حيث طريقة التدريس : يستأثر كثير من المدرسين بالحديث ، وإذا تحدث التلاميذ فإن دورهم يقتصر على إنتـاج أفكار تتصل بالموضوع المطروح للكتابـة ، دون تدريب على التحـدث في الموضوع بصورة متكاملة ، إضافة إلى النمطية في معالجة دروس التعبير ، والتي تبدأ باختيار المعلم لموضوع أو موضوعين يعدهما مسبقا في كراسة تحضيره ، ثم يناقش التلاميذ فيهما وصولا إلى الأفكار أو العناصر التي يدور حولها كل موضوع ، ثم يطالبهم بكتابة الموضوع أحيانا في الفصل وأحيانا كثيرة في البيت ، ثم تأتي مرحلة التصحيح ( مدكور : 1997 ، 270 ) ، والتلميذ في ذلك كله لا يثار فلا يفكر ، وبالتالي فلن يبدع ، فالمثيرات ضعيفة والإجراءات التدريسيـة عقيمة ، والرغبة في التحدث والتعبير تكاد تكون معدومة ، القيود مفروضة ، والحرية في التعبير مرفوضة .
• ومن حيث اختيار موضوعات التعبير : فالاختيار يتم من قبل المعلمين ، وتفرض الموضوعات على التلاميذ دون مراعاة لميولهم واهتماماتهم ، ومن ثم يضيق معظم التلاميذ بهذه الموضوعات ، فيحجمون عن المشاركة في التعبير الشفوي وينصرفون عنه ، إضافة إلى " أن الموضوعات التي يطالب التلاميذ بالحديث فيها هي ذاتها التي يطلب منهم أن يكتبوا فيها ، وهذا أمر خاطئ لأن أنشطة الحديث ومجالاته غير أنشطة الكتابة ومجالاتها ، والمواقف التي تحتم على الإنسان أن يتحدث فيها هي بالضرورة مواقف لا يحتاج فيها لأن يكتب ، والعكس صحيح ، كما أن هذه الموضوعات تتكرر كل عام مع التلاميذ أنفسهم ولسنوات عديدة ، مما أدى إلى عجز تعليم اللغة في مدارسنا عن تخريج متحدث جيد أو كاتب جيد طبقا للمواصفات والمهارات التي تتطلبها عمليتا التحدث أو الكتابة ، وهذا أمر لا يحتاج إلى تدليل ، بل وتؤكده كثير من الدراسات التي أجريت في هذا المجال ( طعيمة ، 1998 ، 97ـ 98 ) .
• ومن حيث التقويم : فتقويم المعلمين للتعبير الشفوي لا يحظى بأي اهتمام ، فلا تخصص له درجة ، فالدرجة التي تعطى للطالب هي درجته في التعبير الكتابي ، إضافة إلى أن كثيرا من المعلمين يتركون طلابهم يتحدثون ، ويتخبطون في أحاديثهم دون تصويب للأخطاء ، وقلة منهم يركزون في تقويمهم على القواعد النحوية والأسلوب ، دون النظر إلى تناول الأفكار وتطويرها ، أو التعرض لمهارات التعبير الشفوي ، أو إثارة العقل نحو التخيل والتفكير .
إن طبيعة العصر الذي نعيش فيه ـ والتي تتسم بالتغيرات السريعة والتطورات المتلاحقة والتقدم العلمي والتكنولوجي في شتى مجالات الحياة ـ لتفرض على إنسان هذا العصر أن يكون على قدر من المعرفة يؤهله لاستيعاب الأساليب التكنولوجية التي أصبحت تسيطر على نواحي الحياة كلها ( بدوي : 1996 ، ) .
ونحن إذا تساءلنا مع أنفسنا هذا السؤال : متى يعبر التلميذ ؟ فإن الإجابة عن هذا السؤال تبين لنا العلاقة الوثيقة التي تربط التعبير بالتفكير من ناحية ، وبالإبداع من ناحية أخرى ، فالتلميذ يعبر بعدما يفكر ، ويفكر بعدما يكون هناك مثير داخلي أو خارجي يدفعه لعملية التفكير ، وعلى قدر هذه المثيرات ، وعلى ما لديه من تمكن لغوي، وخبرات سابقة يكون التعبير .
ولو أننا تأملنا ذلك التراث الأدبي الزاخر الذي أبدعه أدباؤنا وشعراؤنا في العصور الجاهلية ، وعصر صدر الإسلام لتأكدت لنا هذه العلاقة التي تربط التعبير بالتفكير الإبداعي ، فما أنتجوه من قصائد ، ومن قطع نثرية مختلفة الأسماء والأغراض كان على مستوى التعبير الشفوي ، فكثير منهم لم يكن قد تمكن بعد من مهارات الكتابة ، إن لم يكن لم يعرفها قط ، فاقتصرت وسيلة الإبانة عما يدور في عقولهم من أفكار ، وما يدور في وجدانهم من مشاعر وأحاسيس وعواطف ، على اللغة المنطوقة من خلال عملية التعبير الشفوي ، التي تعكس ـ بلا شك ـ مدى تمكنهم من مهارات التفكير الابتكاري أو الإبداعي.
وفي إطار ما سبق نؤكد دور المدرسة بعامة والمعلم بخاصة ، في تزويد التلميذ بالأدوات والمثيرات التي تدفعه إلى التفكير أولا ، والتعبير ثانيا ، إضافة إلى توجيهه نحو التخيل ، باعتبار أن علاقته بالإبداع أو الابتكار جد وثيقة ، " فالتخيل هو فارق مهم من فوارق عديدة تميز الإنسان عن سائر الأحياء ، وهو الذي يعلو في مرتبته فيصبح وسيلة الإبداع للعالم والأديب والفنان ، إذ هو عندئذ خيال يضم الأجزاء المتفرقة لتصبح بناءً واحدا ، نظرية علمية ، أو قصيدة شعرية ، أو معزوفة موسيقية .. وهكذا ( محمود : 1990 ، 75 ) .
ولا ينفصل تعليم المهارات اللغوية عن تنمية مهارات التفكير ، وأن التلميذ لا يستطيع أن يتحدث أو يكتب بشكل فعال ومبتكر إذا كان يفتقد إلى الخيال الواسع والخبرة الثرية ، بل إن قدرته على فهم ما يسمع أو يقرأ ، أو إدراكه والتمييز بين المفاهيم التي تتصل به ، أمور تتوقف على ما يتوفر لديه من رصيد كبير من هذه المفاهيم ، ومن معرفة بالمقصد الذي يدل عليه كل مفهوم ، إن كل فرد منا لديه ـ بلا ريب ـ خبرات يستطيع بشكل أو بآخر التعبير عنها ، ولو كان ذلك بشكل غير دقيق ، وبدون تعليم يتلقاه أحيانا ، وهنا يأتي دور المدرسة الذي يتمثل في قيامها بمهمتين أساسيتين ، الأولى إثراء خبرات التلاميذ ، انطلاقا من مسلمة مؤداها أن اتساع الخبرة يساعد على تهذيبها وحسن عرضها في ضوء إدراك العلاقـــة بينها ، والثانية تدريب التلاميذ على التعبير الجيد عما لديهم من خبرات ( طعيمة ، 1998 ، 134 )
مشكلة البحث :
تتمثل مشكلة البحث الحالي في أن الاهتمام بالتعبير الشفوي في مدارسنا ، وبخاصة في المدارس الإعدادية ليس على المستوى من جهة ، ومن جهة أخرى فإن ربطه بالإبداع من خلال مثيرات تدفع التلميذ لكي يفكر ، ثم يعبر يكاد يكون معدوما ، مما أدى إلي تدني القدرات الإبداعية كما تظهر من خلال التعبير ؛ وبخاصة الشفهي عند كثير من التلاميذ ، الأمر الذي يدفعنا إلى البحث عن مداخل جديدة يعلم من خلالها التعبير بعامة والتعبير الشفوي بخاصة ، وهذا ما يحاول البحث الحالي تحقيقه .
وعلى ضوء ما سبق فإن البحث الحالي يحاول التصدي لمشكلته من خلال الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي :
- إلى أى مدى تتوفر قدرات التفكير الإبداعي كما تظهر من خلال التعبير الشفوي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ؟
- وعن الأسئلة التالية المتفرعة منه :
1- ما مهارات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي اللازمة لطلاب المرحلة الإعدادية ؟
2- ما مستوى تمكن طلاب المرحلة الإعدادية من قدرات التفكير الإبداعي كما تظهر من خلال تعبيرهم الشفوي ؟
3- إلى أى مدى تختلف متوسطات درجات التلاميذ باختلاف القدرة التعبيرية ذات الصلة بالتفكير الإبداعي لطلاب المرحلــة الإعدادية ؟
4- ما البرنامج المقترح الذي يمكن أن يسهم في تنمية قدرات التفكير الإبداعي من خلال التعبير الشفهي لطلاب المرحلــة الإعدادية ؟
5- ما مدى فاعلية البرنامج المقترح في تنمية قدرات التفكير الإبداعي من خلال التعبير الشفوي لطلاب المرحلــة الإعدادية ؟
الدكتورة سلوى عزازي 08-06-2007 06:43 AM
________________________________________
أهمية البحث :
تنبع أهمية البحث الحالي – من وجهة نظر الباحثين – من نواح متعددة :
الأولى : وتتصل بالموضوع الذى يعالجه البحث ( التعبير الشفوي والتفكير الإبداعي ) باعتبار أن تمكين التلاميذ من قدراتهما و مهاراتهما يعد من أهم الأهداف التى تسعي التربية الحديثة إلى تحقيقها ، لما يترتب عليه من تعديلات جوهرية فى شخصيات التلاميذ .
الثانية : وتتصل بعينة البحث وهم طلاب المرحلة الإعدادية ، فهم أحوج ما يكون إلى تربية قائمة على أسس منهجية سليمة ، وتعرف قدراتهم وتنمية ميولهم واستعداداتهم ، وبناء شخصياتهم بقدر يمكنهم من تحقيق ذواتهم ، والتفاعل مع مجتمعهم تفاعلاً إيجابياً مفيداً ومؤثراً ، بعيداً عن النمطية واقترابا من الإبداعيـة في الأداء ، وخصوصا أنهم على مشارف مرحلة جديدة لها خطورتها ، وهي مرحلة المراهقة.
الثالثة : تزويد المهتمين بتدريس اللغة العربية بعامة ، والتعبير الشفوي من من منظور إبداعي بخاصة بأداة تتسم بشيء من الموضوعية لقياس بعض قدرات التفكير الإبداعي من خلال التعبير الشفوي ، وكذلك بيان مدى توفر هذه القدرات عند طلاب المرحلة الإعدادية .
الرابعة : إفساح المجال أمام دراسات أخرى تهتم بإبراز العلاقة بين اللغة بفنونها المختلفة والابتكار فى مراحل التعليم العام ، وبناء البرامج اللغوية التى تسهم فى تنمية قدرات التلاميذ على التفكير الابتكاري أو الإبداعي.
حدود البحث :
يحد هذا البحث بالحدود التالية :
• من حيث مجموعة البحث : فاقتصرت على عينة من طلاب المرحلة الإعدادية بمحافظة دمياط ، ومن ثم فنتائج الدراسة مقصورة عليهم 0
• من حيث قدرات التفكيـر الإبداعي : فاقتصر في قياسها على القدرات الثلاث التالية : " الطلاقة – المرونة – الأصالة " دون امتداد إلى قدرات الإبداع الأخرى
• اقتصر في التعرف على مستوى تمكن طلاب المرحلة الإعدادية من قدرات التفكير الإبداعي على استخدام الأداة التي أعدها الباحثان لهذا الغرض .
فروض البحث :
يحاول هذا البحث التحقق من صحة الفروض التالية :
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات طلاب المرحلة الإعدادية في درجاتهم على الأداة المستخدمة في البحث راجعة إلى القدرة التعبيرية ذات الصلة بالتفكير الابتكاري المراد منهم القيام بها في التطبيق القبلي.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب المرحلة الإعدادية راجعة إلى المهارة التعبيرية ذات الصلة بالتفكير الابتكاري المراد منهم القيام بها في التطبيق البعدي
مصطلحات البحث :
1- الإبداع : للإبداع تعريفات متعددة تختلف باختلاف اهتمامات الباحثين العلمية ومدارسهم الفكرية ، والإبداع ( لغة ) " الإتيان بأمر على شيء لم يكن عليه ابتداء كما جاء فى لسان العرب لابن منظور أبدعـت الشيء أى اخترعته لا على مثال ، وأبدع الشاعر أى جاء بالبديع ، والبديع المحدث العجيب ( 2 : 23 ) .
أما اصطلاحا ، فللإبداع تعريفات متعددة ، نظراً لاستخدام هذا المفهوم بواسطة أفراد ذوى تخصصات مختلفة وأطر ثقافية متباينة " فعرف الإبداع بناء على العملية الإبداعية أو الإنتاج الإبداعي أو سمات الشخصية المبدعة ، أو الإبداع كأسلوب حياة ، ونظر إليه بعض علماء النفس كجيلفورد وتوانس (Gulford & Torrance) فى ضوء عدد من القدرات العقلية التى تختلف عن تلك التي تقاس باختبارات الذكاء كالطلاقة والمرونة والأصالة والتفكير التباعدى ( Divergent Thinking ) والحساسية للمشكلات " (20 : 60) .
ومن التعريفات المقبولة والملائمة للإبداع :
- تعريف مصري حنورة للإبداع بأنه " نوع من التصرف أو السلوك المغاير غير المتوقع النافع والملائم لمقتضى الحال " ( 37 : 91 ) .
- تعريف زكي نجيب محمود الذي يرى الإبداع على أنه " صياغة جديدة وتمثل وهضم لما يستوعبه الفرد من حصيلة يخرج منها بنتائج مختلفة عما هو موجود منها ، أو تجميع لمفردات مألوفة في صياغة جديدة غير مسبوقة ( 34 : 91 ) .
- تعريف مصطفي سويف والذي ينظر للإبداع على أنه " ظاهرة سلوكية تحدث في مجال ( ما ) " ( 39 : 125 – 126 ) .
ومن بين تعريفاته ـ أيضا ـ ما يلي :
• يعرفه روجرز ( 1954 ) بأنه " ظهور لإنتاج جديد نابع من التفاعل بين الفرد ومادة الخبرة " ( مطاوع : 1997 ، 219 ) .
• يعرفه خير الله ( 1974 ) بأنه " قدرة الفرد على الإنتاج الذي يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائة والأصالة والتداعيات البعيدة ، وذلك استجابة لمشكلة أو موقف مثير " ( خير الله : 1974 ، 5 ) .
والتعريف الذي تتبناه هذه الدراسة هو الذي ينظر إلى الإبداع أو الابتكار على أنه مزيج من المرونة والطلاقة والأصالة والأفكار التي تجعل التلميذ قادراً على إعمال عقله وتغيير طرق تفكيره المألوفة إلى طرق أخرى مختلفة استجابة لمشكلة أو موقف مثير .
التفكير الإبداعي : حدد كرتشفيلد الخصائص التالية للتفكير الإبداعي : أنه تفكير متاح أو واقعي ، وانتخابي بشكل مثمر ، ومحسوس قابل للتحقيق ، ومتميز ، وحر ، وملائم ، ويتصف ناتجة بالجدة Novelty والمغزى واستمرار الأثر ، وقابلية التعميم ، ويتم في نسق مفتوح ، وقابل للتحقق ، يتصف بالتعقد وتوثيق المتضادات Complexity and reconciliation of opposites ، ويتطلب ذاتا قوية Strong Ego ، وقدرة على إعادة التنظيم ، والاستقلال الذاتي ، وتأكيد الذات Autonomy and self assertion ، وقدرة على الاحتفاظ بالاتجاه Maintaining of direction لمدة طويلة ، وقدرة على المبادرة واتخاذ القرار في حينه (فرج : 1983 ، 102 )
التعبير الشفهي : للتعبير الشفهي تعريفات متعددة ، منها أنه :
ـ اللون الذي يعمل فيه التلميذ للتعبير عن فكرة من الأفكار في إطار أدبي يبرز كثيرا من خصائص الأسلوب الأدبى ( مجاور : ، 23 )
ـ التعبير الذي يعبر به التلميذ عن مشاعره وأحاسيسه النابعة من وجدانه بأسلوب واضح مؤثر ؛ بحيث يعكس هذا التعبير ذاته ويبرز شخصيته ( عبد الحميد ، ، 63 ).
ـ التعبير الذي يكون غرضه إبراز الأفكار والمشاعر النفسية ، ونقلها إلى الآخرين بأسلوب أدبي عال بقصد التأثير في نفوس القارئين والسامعين ؛ بحيث تصل درجة انفعالهم بها إلى مستوى يكاد يقترب من مستوى انفعال أصحاب هذه الآثار (محمود إبراهيم : ، 203 ) .
وفي ضوء التعريفات السابقة وفي إطار التوجه الذي يتبناه هذا البحث يمكن تعريف التعبير الشفهي على أنه : العملية التي يتم من خلالها ترجمة الصور الذهنية التي تكونت في عقل التلميذ نتيجة لمروره بموقف طبيعي أو مصطنع ، أو تفاعله مع مثير أو صورة ، إلى صورة منطوقة تعكس عددا كبيرا من العمليات العقلية التي قام بها .
إجراءات البحث :
للإجابة عن أسئلة البحث ، وتحقيقاً لأهدافه والتحقق من صحة الفروض يقوم الباحثان بما يلي :
1- الإطلاع على الدراسات السابقة والكتابات التى دارت حول التعبير الشفوي ، والابتكار والتفكير الابتكاري ، وذلك بهدف :
• تعرف المحاور العامة التي دارت حولها هذه البحوث وتحديد أهم النتائج والتوصيات التى انبثقت عنها 0
• الاستفادة من المناهج البحثية التي استخدمتها هذه البحوث فى معالجتها لمشكلاتها
• تحديد أوجه العلاقة بين التفكير الابتكاري واللغة بعامة ، والتعبير الشفوي بخاصة ، ومدي إمكانية الاستدلال على التفكير الابتكاري وقدراته من خلال التعبير الشفوي لتلاميذ المرحلة الإعدادية .
2- تصميم اختبار لقياس بعض قدرات التفكير الإبداعي من خلال التعبير الشفوي لتلاميذ المرحلة الإعدادية ، والتأكد من صدقه وثباته وموضوعيته .
3- تطبيق الاختبار على عينة عشوائية من تلاميذ المرحلة الإعدادية بمدارس محافظة دمياط .
4- تصحيح الاختبار وتحليل نتائجه في ضوء فروض الدراسة .
5- بناء برنامج من شأنه تنمية بعض قدارات التفكير الإبداعي ومهارات التعبير الشفوي عند تلاميذ المرحلة الإعدادية ، مع بيان أهدافه ومحتواه وكيفية تدريسه ، والوسائل والأنشطة المصاحبة للتدريس ، وكيفية التقويم .
6- تنفيذ البرنامج ، وبيان الخطة الزمنية للتنفيذ .
7- تطبيق اختبار التفكير الإبداعي من خلال التعبير الشفوي على تلاميذ المرحلة الإعدادية بعد الانتهاء من البرنامج .
8- تحليل النتائج التي أسفر عنها التطبيق ، ومقارنتها بالنتائج التي أسفر عنها تطبيق الاختبار قبل بدء البرنامج ، وكذلك بيان فاعلية البرنامج المقترح في قدرات التفكير الإبداعي خلال التعبير الشفهي .
9- تقديم بعض التوصيات والمقترحات فى ضوء النتائج التى أسفر عنها تطبيق الاختبار ( قبليا وبعديا ) .
الدكتورة سلوى عزازي 08-06-2007 06:53 AM
________________________________________
المحور الثاني : تطوير تدريس اللغة في مدارسنا طريق إلى الإبداع
أن العلاقة بين التطوير والإبداع علاقة لا تنفصم عراها ، فعلى عاتق المبدعين يقع عبء تطوير المجتمع وتقدمه متحملين في ذلك الكثير من المصاعب والمشاق النفسية والاجتماعية ، ومن هنا لا يمكن الفصل بين الاهتمام بدراسة الإبداع أو الابتكار وتنميته ، وبين إحداث التطوير الشامل وبخاصة في تدريسنا بعامة وتدريس اللغة بخاصة .
إن الحاجة لتنمية إبداعية لدى التلاميذ لا تشتق فقط من مميزات التعليم بالطريقة إبداعية ومن الآثار المترتبة عليها ، ومما بينته الدراسات من إهمال استخدام بعض قدرات التلاميذ ، بل تنبع أيضا من طبيعة العصر الذي نعيش فيه ، فنحن نحيا في عالم دائم التغير ، عالم يتميز بالانفجار المعرفي والزيادة السكانية ، وبسرعة التغير الثقافي ، وباجتياز حدود الغلاف الجوي إلى عوالم متعددة غير مكتشفة بعد ، إن إعداد التلاميذ لمواجهة ما سيقابلونه في المستقبل المتغير الغامض لا يكون بتزويدهم بأكبر كمية من المعلومات والمعارف ، أو بتسهيل أسلوب حياتهم ، بل يكون بإطلاق إمكاناتهم بما يساعدهم على مواجهة تحديات المستقبل الغامضة ( مطاوع ، 1997 ، 219 ) .
إن العناية بما عند التلاميذ من قدرات إبداعية تساعدهم في التعبير عن مشكلاتهم والمشاركة في حلها ، ومن خلال الأنشطة الإبداعية التي يمارسها التلميذ يمكن أن يزداد فهم المعلم له ، كما يكشف كل طالب عن نفسه أمام زملائه مما يساعده على تكوين مفهوم واقعي عن ذاته ، وأخيرا فإن العناية بالإبداع تجنب التلاميذ كثيرا من المشكلات النفسية التي تنشأ من كبت إبداعاتهم أو التخلي عنها ، ولقد بينت دراسات عديدة أن للتدريس بطريقة إبداعية نتائج متعددة من أهمها تغيير التلاميذ من أفراد لا يستطيعون الاتصال الجيد إلى أفراد يستطيعون ممارسة التواصل الناجح مع الآخرين ، إضافة إلى زيادة قدراتهم الإبداعية ومشاركتهم الإيجابية في الأنشطة الإبداعية ( مطاوع : 1997 ، 217 ) ، كما أن مساعدة التلميذ في معرفة ذاته توجهه نحو التميز والإبداع ، فقد أكدت دراسة Germin , 1999 ) ) أن وجهة نظر الإنسان عن نفسه تشجعه على التعبير الإبداعي ، فالعملية الإبداعية ذات ارتباط وثيق بسمات الشخصية وقدرة المتعلم على التكيف ) مع المواقف المتناقضة ، كما تؤكد دراسة Goff & Torance) ) أهمية تخطيط البرامج الناجحة التي تساعد على تنمية القدرات الإبداعية الإيجابية عند الأطفال .
المعلم في ظل التعليم التقليدي يحاول أن يطبع التلاميذ بطابعه منكرا ما بينهم من فروق فردية لا ييأس من تكرار ترديدها ، فإن التعلم بالطريقة الإبداعية يسمح لكل تلميذ أن يتعلم بأسلوبه ، وأن يعبر بطريقته وأن ينمو معبرا عن فرديته ومبرزا لها.
ومما يمكن أن يقال في هذا الصدد ما أكده كثير من الكتابات والدراسات الأجنبية ، من وجود زعم خاطئ فيما يتصل بالإبداعية وأنها مقصورة على بعض الأفراد دون غيرهم ، فقد أكدت دراسة ( Kerka 1999 ) أن الإبداع موجود عند كل البشر بدرجات متفاوتة ، وأنه يتأثر تأثيرا كبيرا بالعوامل الاجتماعية والبيئية ، وأن كثيرا من المعلمين يستطيعون تطوير قدرات تلاميذهم الإبداعية ، وبخاصة تلك التي تتصل بتنمية قدرتهم على التنبؤ أو التوقع ( Kerka , 1999 ) ، كما أكدت دراسة أخرى أن دعم الإبداعية عند التلاميذ في الفصول يعد من أهم الأهداف الواقعية التي يسعى المعلمون إلى تحقيقها ، وأن تدريس الإبداعية ( ؟ ) يحتاج إلى جو من الحرية في الفكر والتعبير ، وأنه من الملائم في هذا المجال أن نزود التلاميذ بالمثيرات التي تثير عقولهم نحو التخيل والتفكير ( Annarella , 1999)) كما قدمت دراسة (Gohnson 1999)تصورا لبعض الأنشطة التي يمكن للمعلم استخدامها داخل الفصل الدراسي لتنمية المهارات العامة للتحدث ( التعبير الشفوي ) ، والتي تؤكد على أهمية التغذية الراجعة (Feedback)والتقويم الذاتي للمتعلم ، واهتمت هذه الدراسة بتدريب التلاميذ على تحليل المادة التي استمعوا إليها كمنطلق أساسي في تطوير مهاراتهم في التحدث ، كما قدمت مجموعة متنوعة من النماذج الجيدة التي يمكن أن تسهم بدرجة فاعلة في تنمية مهارات التلاميذ في التعبير الشفوي .
المحور الثالث : التعبير الشفوي وتنمية القدرة على التفكير الإبداعي
إجراءات البحث :
اتبعت الإجراءات التالية للإجابة عن أسئلة البحث والتحقق من صحة فروضه :
أ ولا : بناء الأدوات المستخدمة في البحث
ثانيا : بناء البرنامج
ثالثا : اختيار العينة
رابعا : تنفيذ البرنامج .
خامسا : تطبيق الاختبار واستخلاص النتائج ومناقشتها .
أولا : بناء الأدوات المستخدمة :
استخدم الباحثان في بحثهما الأداتين التاليتين :
1 ـ قائمة قدرات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي
2 ـ اختبار قدرات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي عند تلاميذ المرحلة الإعدادية .
1 ـ قائمة قدرات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي :
أ ـ تحديد الهدف منها : الهدف من القائمة يتمثل في تحديد قدرات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي ، والتي تعد نوعا من التكامل والتفاعل بين العقل واللسان ، باعتبار العقل هو المفكر ، واللسان هو المترجم لما دار في العقل في صورة منطوقة أو شفهية .
ب ـ محتوى القائمة : تتكون القائمة من :
ـ مقدمة وضح فيها الهدف من القائمة والمهارات التي تشتمل عليها وطريقة التعامل معها ؛ وذلك من خلال توجيه المحكمين إلى النظر في القدرات التي اشتملت عليها ، ووضع علامة ( ) في المكان الذي يعكس وجهة نظرهم في أهمية كل مهارة من بين درجات ثلاث معطاة هي : مهمة جدا ـ مهمة ـ غير مهمة ، مع بيان إمكانية إبداء وجهة النظر بالزيادة أو بالحذف .
ـ قدرات التفكير الإبداعية ذات الصلة بالتعبير الشفوي ، موزعة على مجموعة من المحاور على النحو التالي :
جدول ( )
المحاور الأساسية التي تدور حولها القائمة
و عدد القدرات المتصلة بها
م المحور عدد القدرات
1 الطلاقة
2 المرونة
3 الأصالة
المجموع الكلي للقدرات
الإطار النظري
وسوف نعرضه من خلال المحاور الثلاثة الآتية :
المحور الأول : اللغة والتفكير ثنائية متداخلة ومتكاملة
المحور الثاني : تطوير تدريس اللغة في مدارسنا طريق إلى الإبداع
المحور الثالث : التعبير الشفوي وتنمية القدرة على التفكير الإبداعي
المحور الأول : اللغة والتفكير ثنائية متداخلة ومتكاملة
العلاقة بين اللغة والفكر من المسائل التي تنبه إليها المفكرون منذ أقدم العصور ،كما خضعت عملية التفكير عبر العصور لمجموعة من الدراسات كان في مقدمتها الدراسات التي تناولها المناطقـة الذين كانوا يعدون المنطق طريق التفكيــر في المواقـف والأشيـاء ( الرزاد ، 1990 ، 73 ) ، فقديما أدرك شيخ الفلاسفة سقراط أن الألفاظ مفتاح التفكير ، ومن بعده جاء تلميذه أفلاطون فاتخذ من الحوار والجدل منهجا فكريا للبحث في مشكلات الفلسفة ، ومن بعدهما جاء أرسطو فأرسى دعائم المنطق وجعل غايته مساعدة العقل على التفكير السليم وعصمته من الوقوع في الزلل ، واختيار المناسب من الألفاظ والقضايا والأقيسة باعتبارها قوالب يصب فيها الإنسان أفكاره ( خاطر وعبد الموجود وشحاته : 1985 ، 7ـ8 ) وظلت هذه القضية تشغل بال المفكرين حتى وقتنا الحاضر .
والتفكير عملية ترتبط بالنشاط الذهني ، وعادة ما تستخدم هذه الكلمـة(Thinking ) للدلالة على هذا النشاط الذي تثيره مواقف ومثيرات سلوكية متباينة ، والإنسان في تفكيره يسلك عدة طرق كالاستدلال والاستنباط والتحليل والتركيب والتعميم ، ويعد التفكير أحد الوسائل الأساسية في التحصيل المعرفي ( الرذاد ، 1990 ، 73 ) .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : ما الدور الذي تلعبه اللغة في التفكير ، وما حدود العلاقة بينهما ؟ أهي من الضرورة بحيث لا يستطيع الإنسان أن يفكر بدونها ؟ أم أنها غير ضرورية بحيث يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرا مجردا من الألفاظ ، ولا يحتاج إلى اللغة إلا حينما يعبر عن الأفكار .
للإجابة عن هذا السؤال . وما تفرع منه من أسئلة ، أجريت دراسات عديدة ، وتعددت وجهات النظر ، وأكدت في مجملها أن اللغة ضرورية للتفكير ، بل إن من اللغويين أمثال ماكس موللر من يري ( ألا أفكار بدون ألفاظ ) ، ويؤيد هذا الرأي ـ أيضا ـ مباحث المدرسة السلوكية في علم النفس ( خاطر : 1985 ، 9 ) ، فيرى واطسون أن الفكر هو اللغة ، وبناء على ذلك يصبح التفكير عبارة عن تناول الكلمات في الذهن ، وكلماته عبارة عن حديث داخلي يظهر من خلال الحركات التحت صوتية لأعضاء الكلام ( الرزاد : 1990 ، 75 ) ، أو بمعنى آخر فالتفكير ما هو إلا حديث بدون أصوات ، وأن ما يسمى بالعمليات العقلية ليس إلا ردود أفعال جسمية ولفظية يقوم بها الإنسان استجابة للأشياء والأحداث والمواقف المختلفة ، ثم تحولت هذه الردود ـ في أثناء النمو ـ إلى حديث ضمني داخلي يظهر أثره في الحنجرة عندما يقوم الإنسان بما يسمى بالتفكير ( خاطر : 1985 ، 9 ) .
ولأهمية هذه العلاقة التي تربط التفكير باللغة ، فقد ألف ((Obler , 1999 كتابا عنوانه ( اللغة والعقل ) ، بين من خلاله العلاقة القوية التي تربط التفكير باللغة ، وكيف أن العقل يدفع الإنسان لأن يفكر تفكيرا عاديا ، أو أن يفكر تفكيرا إبداعيا ، وأكد أهمية أن نتعامل مع اللغة وتدريسها بعد أن نفهم طبيعة اللغة التى نعلمها .
واللغة في أبسط تعريفاتها هي : وسيلة التفكير والتعبير ، كما أكد ذلك الفلاسفة واللغويون منذ أقدم العصور ، وما يزالون يرددون مقولة أرسطو " ليس ثمة تفكير بدون صورة ذهنية " ، وفي مقدمة هذه الصور الذهنية الرموز اللغوية ( محمد : 1991 ، 994 ) ولعل الشاعر العربي كان مترجما أمينا لهذا الكلام حين قال :
إن الكلام لفي الفــؤاد وإنمــا جعل اللسان على الفؤاد دليــلا
من خلال العرض السابق نستطيع القول :
اللغة أساس عملية التفكير ، فالمعاني التي تمثلها الكلمات هي المادة الخام التي يستخدمها العقل في عملية التفكير بصورها المختلفة .
اللغة تصاحب عملية التفكير ، فاللغة والتفكير عملية واحدة .
اللغة تعبير عن التفكير ( يونس و الناقة و طعيمة : 1987 ، 173 ـ 174 )
ـ اختبار قدرات التفكير الإبداعي ذات الصلة بالتعبير الشفوي عند تلاميذ المرحلة الإعدادية .
1. تحديد الهدف من الاختبار : صمم هذا الاختبار لقياس مستوى تمكن تلاميذ المرحلة الإعدادية من بعض قدرات التفكير الإبداعية كما تظهر من خلال تعبيرهم الشفوي .
2. محتوى الاختبار : يتكون الاختبار من ثلاثة عشر تدريباً وضعت بأسلوب تربوي شائق يثير خيال التلميذ ويدفعه إلى التفكير وإعمال العقل والكتابة الإبداعية ، وذلك من خلال مجموعة من الصور والمواقف التى تحتاج فى تعرفها إلى تمتع التلميذ بمهارات متعددة منها القدرة على التخيل وإدراك العلاقات ، والتمييز ، والربط ، وغير ذلك من المهارات والقدرات التي تتطلبها العملية الإبداعية. حيث يتكون كل تدريب من صورة معينة يليها مجموعة من الأسئلة والتكليفات التي تستثير خيال وتفكير التلميذ من حيث ما يدور فى ذهنه مما في الصورة من حيوانات وبعض البشر والنباتات والعلامات والأشياء المادية والرسوم الكاريكاتيرية.
ج ـ تعليمات الاختبار : وضعت للمقياس مجموعة من التعليمات ، غايتها :
ـ إبراز الهدف من تصميم الاختبار .
ـ وصف الاختبار وبيان طريقه إجرائه .
د - صدق الاختبار : ويقصد به مدي قدرة الاختبار على قياس السمة موضع القياس ، وللتأكد من ذلك عرض الباحث الاختبار على مجموعة من المتخصصين في مناهج وطرق تدريس اللغة العربية ، و في الاختبارات والمقاييس ، لتعرف آرائهم حول الاختبار وأسئلته وصوره وتعليماته ، وكان بيانهم كالتالي :
الدكتورة سلوى عزازي 08-06-2007 06:55 AM
________________________________________
الدراسات السابقة
أ ـ دراسات خاصة بالتعبير الشفوي :
دراسة السيد ( 1982 ) والتي استهدفت تحسين مهارتي الاستماع والحديث من خلال استخدام الأغنية في المرحلة الابتدائية لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية ، ودراسة عبد الحميد ( 1986 ) ، التي استهدفت تقويم التعبير الشفوي بالمرحلة الإعدادية ، ودراسة عبد الرحمن ( 1986 ) التي استهدفت تنمية بعض مهارات التعبير الإبداعي في المرحلة الثانوية بدولة الكويت ، ودراستا العيسوي ( 1988 ) ، التي استهدفت بناء برنامج لتنمية مهارات بعض مجالات التعبير الشفوي لدى طلاب المرحلة الثانوية ، و ( 1991 ) ، التي استهدفت بناء برنامج لتنمية مهارات التحدث ومعرفة أثره على الاستماع الهادف لدى تلاميذ الصفين الرابع والخامس من مرحلة التعليم الأساسي ، ودراسة عبد الرحمن ( 1991 ) التي استهدفت تعرف أثر استخدام تحصيل التفاعل اللفظي على تحسين التعبير الشفوي لأطفال المدرسة الابتدائية ، ودراسة جادو ( 1992 ) ، التي استهدفت دراسة فاعلية برنامج تعليمي لتنمية مهارات التعبير الشفوي لدى طلاب قسم اللغة الفرنسية ببعض كليات التربية ، ودراسة عبد الحليم ( 1992 )، التي استهدفت تعرف فعالية استخدام المباريات اللغوية في تنمية مهارات التعبير الشفوي باللغة الفرنسية لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ودراسة القزاز ( 1992 ) ، التي استهدفت تحديد حاجات الاتصال اللغوي الشفوي ومهاراته عند تلاميذ المرحلة الابتدائية في مصر والكويت ،
ودراسة أبو حجاج ( 1993 ) والتي استهدفت تنمية مهارات التعبير الشفوي والقراءة الجهرية لديى تلاميـذ الصف الخامس من مرحلــة التعليــم الأساسي ، ودراسة نصر ( 1993 ) التي استهدفت تقديم برنامج مقترح لعلاج الأخطاء اللغوية الشائعة في التعبير الشفوي لدى تلاميذ الصفين الرابع والخامس من الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ودراسة عبيد ( 1995 ) ، التي استهدفت تعرف فعالية الأنشطة التعليمية والأسلوب المعرفي في تنمية مهارات الاتصال الشفوي للغة الفرنسية كلغة ثانية لدى طلاب المرحلة الثانوية ، ودراسة الجيل�
ساحة النقاش