عالم السياسة والثقافة الإخباري .. صالح البطوش
اقبلوا الرأي الآخر وحاسبوا أنفسكم على أخطائكم ..
لا بد من تغيير الخطاب العام وأسلوب التعامل مع الجمهور على أساس الوعي المتنامي والمستجدات الطارئة سواء في الوضع الداخلي أو الإقليمي حتى يكون الناس شركاء حقيقيين في صنع القرار السياسي والاقتصادي فالقادم إن كان بمعزل عن معرفة الناس كما جرت العادة قد لا يقبلوه . .
فالنمطية المعتادة في التعامل مع الأزمات لم تعد تجدي نفعاً , والفوضى المتسارعة تحتاج الى قرار حكيم ينقذ الوطن من السقوط . فعلى الصعيد الداخلي ارتفعت المديونية في عهد هذه الحكومة الى 2 مليار و400 مليون لتصبح ما يعادل 27 مليار دولار بعدما عصرت جيب المواطن ونازعته رغيف عيشه ولم يعد بمقدورها أن تطلب منه أكثر مما قدم وضحّى , وهي تَدعي النزاهة والشفافية ، فما هي الأسباب الحقيقة الكامنة وراء هذا التردي المتصاعد وهل هي أسباب سياسيه يراد منها إيصالنا الى نقطة صراع البقاء لنقبل بأي حلول للقضية الفلسطينية على حسابنا ؟؟ وإذا لم يكن الحال كذلك فما معنى أن تتجه النيّة عند الحكومة لإقامة مخيم في مناطق الأزرق بمساحة تزيد عن 90 كيلو متر مربع مرفّه ومكيّف بكافة الخدمات ؟؟ كما تم التعديل على قانون الجوازات لعام 2013 ليضاف إليه مادة يمنح بموجبها الجواز الأردني للحالات الإنسانية ، وهذا مسمى مطاط يصلح لكل شيء والتوطين والتجنيس قائم على قدمٍ وساق .
إن طرح الوطن البديل بإسلوب الترغيب والتشجيع في غفلة من المواطن الأردني على كافة المستويات سيعوّم الهوية الأردنية ويفقد الهويّة الفلسطينية حضورها ، وسيضر بالشعبين الشقيقين ويحقق طموح " إسرائيل " الرامي الى تفريغ الأرض من سكانها .
وعلى الصعيد الإقليمي فالتقارب الإيراني الأمريكي والاتفاق الغربي سيجعل من طهران قطب ذو حضور قوي يحظى بالدعم العالمي بالإضافة الى القطب " الإسرائيلي " المدعوم أصلاً وقد نضطر الى الهرولة نحو إحدى هذه الأقطاب ونقبل إملاءاته كي نتّقي شر القطب الآخر , وعليه يجب أن نعيد حساباتنا ونعالج أخطاءنا ونقوي جبهتنا الداخلية بالمصارحة والمكاشفة ، ونجسّر الهوة ما بين الشعب وحكومته ونصلح ما أفسده العابثين بعدما نحاسبهم ونقاضيهم ونستعيد خيرات الوطن المسلوبة والمباعة كي نستطيع مواجهة الأعاصير القادمة , أذا أردنا لأردننا الخير والسلامة , فما زال بالإمكان رتق الفتق .
صالح البطوش