عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .


    عالم السياسة الإخباري .. Blooming Rose

الحلقة الأسبوعية الأخيرة من : كتاب "حقائق وثوابت في القضية الفلسطينية: رؤية إسلامية"

 


     33.   إن حب الوطن والدفاع عن أرضه وشعبه ومقدساته هو واجب شرعي وحق إنساني , وإن المشاعر الوطنية وحب القوم والعشيرة هو سلوك طبيعي ما دام لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً , ولا ينتقص من حقوق الآخرين . وإن دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر تركيز متكاملة متناغمة , ويجب ألا تكون متعارضة .

    ومن جهة أخرى ,فإن السعي لعلاج أمراض المجتمع وتحقيق التطور الحضاري والتمكين لدولة الإسلام في الأرض, والسعي لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية , وكذالك السعي لتحرير فلسطين , هي جهود متكاملة , يخدم بعضها بعضاً , ويمكن أن تسير جنباً إلى جنب دونما تعارض أو تضاد .
   34.   الإسلام دين السلام , وتحية المسلمين فيما بينهم السلام , والجنة هي دار الإسلام والعلاقة في الإسلام مع الآخرين قائمة على التسامح الديني والتعارف والتعايش السلمي والحوار بالتي هي أحسن . وبالتالي , فإن الإسلام هو ضد " الإرهاب " وضد قتل الأبرياء . والإسلام في الوقت نفسه هو دين الحق والعدل والحرية , يأبي أتباعه أن يظلموا , ويرفضون أن يعطوا الدنية في دينهم , ويبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم , ولا يمكن لأي "سلام " في فلسطين أن يقوم بناء ظلم على أهلها واغتصاب حقوقهم وإخراجهم من أرضهم . وإن فرض شروط القاهر الغاضب على شعب مستضعف قد يوصل إلى " تسوية" مؤقتة ,ولكنه لن يؤدي إلى السلام . وسيضل الجهاد لتحرير فلسطين واجباً وشرفاً ووساماً على صدر كل شريف , ولا عبرة بالطغيان الإعلامي الصهيوني والغربي الذي يتلاعب بألفاظ ومصطلحات " الإرهاب" و"السلام " . 
   35.  إن المسلمون لا يقاتلون اليهود مجرد كونهم يهوداً . فالأصل في علاقة المسلمون في أهل الكتاب أو أهل الذمة هو العدل والإحسان وإعطاء كافة الحريات والحقوق الدينية وحقوق المواطنة الكاملة لهم في ظل الإسلام وإن ا"لمشكلة اليهودية " والعداء للسامية نشأت في أوروبا وليس في العالم الإسلامي , الذي كان اليهود يلجئون إليه آمنين من الاضطهاد والتعصب الديني والقومي في أوروبا . إن المسلمين يقاتلون اليهود الصهاينة المعتدين , الذين اغتصبوا أرض فلسطين, وشردوا شعبها وانتهكوا مقدساتها , وسيقاتل المسلمون أية فئة أو جماعة تحاول احتلال أرضهم , مهما كان دينها أو قوميتها .
 

   36.  ان الاسلام ينبغي ان يكون هو القاعدة التي يستند اليها مشروع التحرير وتتبير المشروع الصهيوني لان الله سبحانه تكفل بنصر عباده الصادقين ولان الاسلام هو عقيدة الامة وبه خيرها وفلاحها ولانه الاقدر على تعبئة الجماهير وحشد طاقتها و لان تجارب التاريخ (سواء في فتح القدس او تحريرها من الفرنجة والتتار) اثبت نجاح الحل الاسلامي كما اثبت تاريخنا الحديث و المعاصر فشل الايديولوجيات الاخرى ان الحل الاسلامي ليس حلا طائفيا ولا عنصريا ولا انعزاليا وهو لا يعني ظلما او تهميشا للاقليات ولا يعني اكراها في الدين بل هو مشروع حضاري يتسم بالانفتاح والمرونة واستيعاب كافة الشرائح والقوى الساعية للاسهام في مشروع التحرير والتي ستاخذ مواقعها وفق اخلاصها وكفاءتها 
وان ابرز معالم الحل الاسلامي لقضية فلسطين تتمثل في :


أ-   تبني الاسلام عقيدة وسلوكا ومنهج حياة والحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى 
ب-  لابد من قيادة مؤمنة كفوءة صادقة تكون مؤهلة لمواجهة المشروع الصهيوني وهزيمته
ج-   توسيع دائرة الصراع مع العدو الصهيوني ليكون (فضلا عن كونه مسؤولية كل فلسطيني وعربي )مسؤولية كل مسلم بل وكل انسان يدافع عن الحق والعدل والحرية وعدم قصر هذا الصراع على الدائرة الفلسطينية او الدائرة القومية العربية لان تحرير فلسطين اصبح فرض عين على كل مسلم ولان الصهاينة ينفذون مشروعهم بشكل عالمي منظم فلا بد من مواجهة مكافئة ترتقي الى مستوى التحدي
د-  دعم شعب فلسطين ومساندته وتاهيله بكافة الوسائل باعتبار انه خط الدفاع الاول عن الامة الاسلامية حتى يثبت على ارضه ويستمر في صموده وجهاده
ه-  السعي لتحقيق نهضة حضارية تكون مدخلا للتغير والارتقاء الايجابي الشامل في مجتمعاتنا المسلمة سياسيا واقتصاديا وعلميا وعسكريا حتى يكون المسلمون قادرين ذاتيا على مواجهة تكاليف الجهاد واعباء التحرير وتحقيق شروط التمكين والاستخلاف في الارض وريادة الانسانية.


   37.  أن القضية الفلسطينية قضية ذات أبعاد إنسانية كبرى ,إذ تمثل صرخة المظلوم في وجه أدعياء حقوق الإنسان , ونكشف المعايير المزدوجة وسوءات النظام الدولي الجديد و وتزري بالنفاق المقيت لحضارة تزهو بالتقدم والمعرفة والتكنولوجيا وترعى حقوق الحيوان بينما تتقبل أن يرمى أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في العراء , وأن تحل جماعات يهودية صهيونية من أشتات الأرض وفق دعاوى باليه , لا تتوافق مع منطق التاريخ ولا قيم المدينة الحديثة ولا القوانين الدولية , مكان قوم عمروا الأرض منذ 4.500 عام , وإن تسفك الدماء في الارض المقدسة , التي يجب أن تكون أرضاً للمحبة والسلام . إن الحركة الصهيونية واحتلالها لفلسطين هي النموذج المتبقي للاستعمار التقليدي الأوروبي الغربي الذي زال عن أرجاء العالم , ويجب أن تشارك فيها شعوب الأرض وأقطارها .
   38.   إن العلو الإسرائيلي اليهودي الصهيوني في الأرض حقيقة لأمراء فيها , وإن النفوذ اليهودي الصهيوني في دوائر القرار والتأثير العالمية واضح مشهود , سواء كان ذلك في السياسة أم في الإعلام ام في الاقتصاد , وخصوصاً في الولايات المتحدة , ونحن إذ نقر ذلك , لا نذكره بدافع عنصرية أو " عداء للسامية " او نشراً للبغض والكراهية ؛ لأن التفوق الحضاري أمر محمود ومطلوب , شرط ان يستخدم في خدمة الإنسانية وتقدمها وليس في نشر الظلم والفساد واغتصاب حقوق الآخرين . وإذا كان الله سبحانه قد قدر لهم سبل العلو والنفوذ , فإنه لا ينبغي أن يضخم الأمر , كما لا ينبغي أن ينظر إليهم وكأنهم قدر الله الغالب . فهم بشر خلقهم الله , وتجري عليهم سنن الله في الكون والتدافع وتداول الأيام , وإذا كانوا ينجحون , بقدر الله , بجدهم ومثابرتهم وحسن تنظيمهم , فقد وقعت لهم كوارث ومآس كثيرة في تاريخهم , وينبغي أن ينظر ألى هذا العلو باعتباره حافزاً للمسلمين للاستجابة لمواجهة هذا التحدي , ولاستكمال شروط الاستخلاف في الأرض والنهضة الحضارية .
   39.   إن وجود الكيان الصهيوني في فلسطين , قلب العالم الإسلامي وحشده لأسلحة الدمار الشامل بما فيها 200 قنبلة نووية , والدعم الأمريكي والغربي غير المحدود له , سوف يظل الفتيل المشتعل الذي يهدد السلام العالمي بالانفجار , ويهدد بحرب عالمية ثالثة فالمسلمون سيملكون يوماً ما أسباب القوة , وقد يملكون مثل غيرهم أسلحة الدمار الشامل , وهم لم ولن يتنازلوا عن أرضهم , ولن يقبلوا كياناً في قلبهم يضعفهم ويمزق وحدتهم , وسيسعون لإزالته كما أزالوا غيره من قبل , وعند ذلك ستعلم القوى الكبرى ان الظلم الذي أفترقته بحق شعب فلسطين , والخطيئة التي ارتكبتها بإيجاد هذا الكيان , الذي يسير عكس حركة التاريخ . لن تؤدي إلا إلى مزيد من الحروب والدمار والكوارث , والتي لن تنعكس أثارها على سكان المنطقة فحسب , وإنما على الإنسانية جمعاء .وخير للعالم ان يستعيد أهل فلسطين أرضهم وحقوقهم , قبل أن تأتي تلك اللحظات الرهيبة .
   40.  إن هزيمة المشروع اليهودي الصهيوني في فلسطين واندحاره ليست أمراً ممكناً فقط , وإنما هي حقيقة أكيدة لأنها بشرى ربانية , جاءت في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , ولأنها بشرى نبوية , حدثنا عنها المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم , الذي لا ينطق عن الهوى , ثم لأن سنن الله سبحانه في الكون وتجارب التاريخ تخبرنا إن الظلم لا يدوم وانه على الباغي تدور الدوائر , وإنه لا يضيع حق وراءه مطالب وان الأمة عندما تعود إلى ربها , وتحقق وحدتها , وتسترجع أسباب عزتها وقوتها , قادرة بأذن الله على تحقيق النصر والتحرير .

ختاما

تشكر أسرة موقع عالم السياسة الإخباري الأخت الفاضلة والمبدعة والمتألقة Blooming Rose على مجهودها الطيب .. ومساهمتها الرائعة التي رافقتنا طيلة الأسابيع الماضية شكرا لك وجزاك الله عنا خير الجزاء .. منتظرين ابداعاتك الأخرى باذن الله .

المصدر: Blooming Rose
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2013 بواسطة alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

242,940

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .