طبيعة المرأة.
يمكن فهم الطبيعة النفسية للمرأة من خلال عدة مفاتيح بسيطة نذكرها فيما يلي:
1- التكشف البيولوجي مقابل التستر النفسي:
لا يمكن فهم المرأة نفسيا إلا من خلال فهمها بيولوجيا, فعلي الرغم من غموض المرأة نفسيا فهي شديدة الوضوح بيولوجيا, بمعني أن التكوين البيولوجي فاضح لها مهما حاولت إخفاءه, فهي أضعف عضليا من الرجل علي وجه العموم وفي حالة بلوغها يسيل دم الدورة الشهرية معلنا بدء الحدث في وضوح ويتكرر ذلك الإعلان مرة كل شهر مسبوق ومصحوب ومتبوع بتغيرات جسدية ونفسية لا يمكن إخفاءها, والتركيب الجسماني للمرأة بعد البلوغ يعلن عن نفسه بشكل واضح, من خلال بروزات واضحة في أماكن مختلفة من الجسم والحمل يكون ظاهرا بارزا بعد الشهر الرابع والولادة مصحوبة بألوان شتي من الألم والصراخ والنزف, والأطفال كائنات ظاهرة وملتصقة بآلام تعلن أمومتها في صراحة و وضوح و حين تصل المرأة إلى سن الشيخوخة أو قريب منها تظهر الترهلات والتجاعيد بشكل أكثر وضوحا مما يظهر في الرجل.
وكرد فعل طبيعي لهذا الفضح البيولوجي تميل المرأة السوية إلى التخفي والتستر وما الخجل الفطري لدي المرأة رغبة حقيقية في الابتعاد عن العيون الفاحصة المتأملة لتلك المظاهر البيولوجية الكاشفة, ومن هنا يبدو حجاب المرأة ملبيا لذها الاحتجاج الفطري النفسي للتستر أما محاولات التعري لدي النساء فأنها غالبا بإيعاز من الرجل ورغبة في إرضائه أو جذب انتباهه أي أن: التعري ليس صفة أصلية في المرأة السوية.
و ربما تكون صفة التستر قناعا يخفي حقيقة المرأة البيولوجية ومشاعرها عن العيون وخاصة إذا بالغت المرأة في استخدامها, وربما يكون هذا هو أحد أسباب غموض المرأة و كونها لغزا.
ويتبع صفة التستر صفة أخرى تبدو مناقضة لها لكنها في الحقيقة مكملة إياها و هذه الصفة هي التظاهر فالمرأة لا تكتفي بالتستر ولكنها تريد أن تزين ظاهرها وتجمله ليتلهي به كل ناظر إليها فلا يستطيع التلصص إلى دخائلها بسهولة, ومن هذا نفهم ولع المرأة الفطري بأدوات الزينة والتجمل واستعمال الروائح العطرية ولا يتوقف التظاهر عند المستوي الجسدي أو المادي فقط وإنما يمتد إلى المستوي النفسي فيتمثل في ميل المرأة إلى الكذب المتجمل, بمعني أنها تميل إلى إعطاء صورة افضل عن نفسها تخفي بها أشياء وتظهر أشياء, وهي أن بالغت في عمليتي التستر والتظاهر تصبح خادعة ومخدوعة في نفس الوقت فهي تكون قادرة علي خداع الرجل بظاهرة (المخالف كثيرا لباطنها), وتكون أيضا مخدوعة لأنها بمبالغتها في لبس القناع تصبح بعيدة عن مشاعرها الحقيقية وعن ذاتها الأصلية فتصدق ما صنعته من وسائل التمويه.
والمرأة لا تحتاج فقط إلى ستر تكوينها لبيولوجي والتظاهر بخلافة وإنما تحتاج ذلك أيضا في مواجهة مشاعرها وعواطفها, فقد خلقت بطبيعة جياشة لتكون مناسبة لمواكبة حاجات الأب والزوج والأبناء, وهذه الطبيعة تتسم بالسيولة العاطفية والتي تتبدى في التغير السريع في المشاعر وفي حرارة هذه المشاعر مقارنة بالرجل وهذه السيولة العاطفية يكمن خلفها تركيبات عصبية وإفراز هرمونية تجعلها قوة دافقة تخشى المرأة خطرها, ولذلك تحاول جاهدة إخفاء جزء كبير من مشاعرها و ربما أظهرت مشاعر تبدو في الظاهر عكس مشاعرها الحقيقية, فهي تحاول إخفاء حبها حتى لا تتورط في علاقات حرجة وتحاول إخفاء كرهها حتى لا تتعرض لغضب الرجل الذي تحتاج إلية وتخشى بطشه وهي التي خلقت لتتمنع وهي راغبة (يتمنعن وهن الراغبات), فإحساسها بضعفها وإحساسها بأنوثتها يجعلها تفضل موقف الانتظار فلا تسمح لرغباتها بالظهور الفج أو التعبير الصريح كما يفعل الرجل.
2- التبعية:
مهما تظاهرت المرأة بالقوة ومهما تزعمت الحركات النسائية, فهي تشعر في أعماق أعماقها بأن الرجل يعلوها وأنها تابعة له متعلقة في رقبته والحركات النسائية نفسها تعتبر دليلا علي ذلك, لأن المرأة لو شعرت في قرارة نفسها بالمساواة الحقيقية بالرجل لما شغلت نفسها بالإلحاح ليل نهار بأنها (مثل الرجل). ويبدو أن هذه حقيقة لا تستطيع المداهنات الاجتماعية أو الإنسانية تجاهلها علي أي مستوي من المستويات.
جاء في القران: (ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف وللرجال عليهن درجة).
وقوله تعالي (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
والواقع يؤكد هذه الحقيقة في كثير من النواحي فمما لا شك فيه أن الرجال اقوي عضليا من المرأة (والاستثناءات النادرة لا تنفي هذه القاعدة بل تؤكدها) والرجل متفوق فأغلب المجالات علي مر العصور (وهذا لا يمنع تفوق النساء علي كثير من الرجال علي الندرة التي لا تغير القاعدة) والطريف أن الرجال ثبت تفوقه علي المرأة في المجالات التي كان يعتقد أن المرأة سبق معرفة بها و سبق تخصص فيها.
والمرأة السوية تعرف بداهة أنها متعلقة برقبة الرجل طوال مسيرة حياتها, فقد عاشت طفولتها وصباها متعلقة برقبة أبيها أو أخيها وعاشت شبابها ونضجها متعلقة برقبة زوجها وعاشت بقية حياتها متعلقة برقبة ابنها, وهكذا تشعر المرأة بمحورية دور الرجل سواء أحبتي أم كرهته.
وكرد فعل نفسي لهذا الشعور العميق بالتحتية والتبعية نجد أن المرأة تميل إلى الدهاء و الحيلة لتفادي بطش الرجل, وهي تلجا للأغراء بأن تتزين وتتعرض للرجل وتنتظر سعيه إليها, فإن لم يكن ذلك كافيا لجأت إلى الإغواء بالتنبيه والحيلة والدلال, فهي تسعي إلى تحريك إرادة الرجل نحو الفعل, بمعني أن المرأة تملك الإرادة المحركة في حين يملك الرجل الإرادة الفاعلة, والمرأة بوعيها الفطري بقوة الرجل تسعي لموازنة ذلك بجمال الأنوثة, وهي تستطيع أن تصل من خلال جمال الأنوثة إلى قهر قوة الرجولة و بذلك تشعر أنها حققت مرادها وأكثر.
وحين تفشل المرأة في أغار الرجل أو اغوائة أو حين ترفض حتمية التحية والتبعية للرجل بسبب استرجالها أو المبالغة الرجل في الاستعلاء عليها فأنها تلجا للعناد والمخالفة والعصيان, فهي بالعناد تثبت وجودها الذي استله الرجل بحماقته والإطاحة به وهي بالعناد ترفض ضعفها الذي استغله الرجل لإذلالها بدلا من توظيفه لخدمة الحياة.
والمرأة مثل أي تابع مولعة بالممنوعات وبما هو ليس كذلك فهي تبحث عن البديل لعلها تجد فيه الخلاص من التبعية للرجل, ولعل أقدامها علي الآكل من الشجرة المحرمة يرمز لهذه الصفة الأصلية فيها.
والمرأة حين تفشل في أغراء الرجل أو اغوائة و حين تفشل في مقاومة قوته بجمالها و حين تفشل في تحريك إرادته نحوها و حين تفشل في عناده وحين تفشل في اجتياز الخطوط الحمراء والدخول في المناطق الممنوعة حين تفشل في كل هذه الوسائل لا تجد إمامها إلا الشكوى والألم والتمارض, ويحدث هذا حين يهمل الرجل المرأة أو حين تفقد المرأة جاذبيتها أثناء الحمل أو بعد الولادة أو حين بلوغ سن اليأس وهنا تكثر علامات الاستغاثة ونداءات القرب وطلب الاعتمادية السلبية لعل هذه الأشياء تكون شفيعة لها عند الرجل فيرق قلبه ويحتويها مرة أخرى (سواء كان أبا لها أو زوجا أو ابنا).
3- المرأة و نوازع الحياة:
وإذا كانت صفة التبعية قد أغضبت بعض النساء, فإن الصفة الحالية حتما ستسعدهن أيما إسعاد فالمرأة تعلم في قرار نفسها أنها الوعاء الذي يحافظ علي بقاء النوع فهي منتجة للحياة بأذن ربها و راعية لها اقوي من الرجل و المرأة هي وعاء اللذة الجنسية, التي أعطاها المحللون النفسيون مكتنة محورية في توجيه وتحريك السلوك والمرأة هي الوعاء العاطفي الذي يشعر الرجل معه بالسكينة والراحة والمرأة تذكي روح التنافس بين الرجال طلبا للقوة التي توصل إلى قلبها أذن فالمرأة وعاء الحياة و وعاء البقاء و وعاء اللذة و وعاء العاطفة و السكن و وعاء القوة, أي أن: المرأة تضرب بجذورها في أعرق نوازع الحياة.
4- الوفاء للطبيعة:
هذه أحد الصفات المحيرة جدا للرجل, فهو يريد المرأة وفية له دائما, والمرأة السوية تفعل ذلك غالبا خاصة إذا كان وفاؤها للرجل يتماشي مع وفائها للطبيعة, أما إذا تعارض الاثنان فأنها تختار (شعوريا أو لا شعوريا) الوفاء للطبيعة, وهذه فطرة أصيلة في المرأة للمحافظة علي القوة والجمال في النوع البشري, فالمرأة أكثر ميلا نحو الأقوى بكل معاني القوة والأجمل بكل معاني الجمال, وهي مدفوعة لذلك بالفطرة, ولو كانت غير ذلك فقلبت الأضعف (بكل معاني الضعف) والأقبح بكل معاني القبح, ولتدهورت السلالات البشرية.
وهذه الصفة رغم انتهازيتها الظاهرية علي الأقل في نظر الرجل إلا أنها تدفعه ليكتسب مصادر الجمال المظهر والأخلاق والسلوك, وهذا يصب في النهاية في مصلحة الجنس البشري ككل, حتى وأن كان علي حساب الضعفاء من الرجال, وهناك استثناءات تقبل فيها المرأة الاستمرار مع الأضعف أو الأقبح ويكون ذلك بدافع الشفقة أو الأمومة أو أي دوافع فطرية أخري أو تكون مضطرة لذلك, وهذه الاستثناءات لا تنفي القاعدة الفطرية العامة والمرأة حين تقاوم فطرتها مضطرة, فإن ذلك يظهر عليها في صورة اضطرابات نفسية وجسمانية متعددة, كاحتجاج علي مخالفة الدافع الفطري لديها وهو الوفاء للطبيعة التي تدعم بقاء الأقوى والأجمل.
5- الجمع بين النقيضين:
لا يفهم المرأة من لا يفهم هذه الصفة الفطرية فيها فهي تجمع بين اللذة والألم, بحيث لا يستطيع التفرقة بينهما في لحظة بعينها, ويتجسد ذلك في حالة الحمل والولادة والرضاعة وتربية الأولاد, فعلي الرغم من شكوى الأم من آلام الحمل والولادة و الرضاعة والتربية, إلا أنها في ذات الوقت تشعر بلذة عارمة أثناء هذه المراحل, ويمتزج الحب بالكره لدي المرأة فهي تكره شقاوة الأبناء وتحبهم في ذات الوقت, وتحقد علي الزوج ولا تطيق ابتعاده عنها, وتضيق من الأب و تدعو له بطول العمر, وهي تجمع بين الضحك والبكاء, ويساعدها تكوينها العاطفي وسيوله مشاعرها علي ذلك, ويساعدها التكوين البيولوجي فتسعفها الغدد الدمعية بما تحتاجه من دموع وبمنتهى السرعة والسهولة.
6- التقلب:
وهو صفة بيولوجية ونفسية أصلية في المرأة, فالمرأة منذ بلوغها لا تستقر علي حال فأحداث الدورة الشهرية وما يسبقها وما يصاحبها وما يتبعها من تغيرات تجعلها تتقلب في حالات انفعالية متباينة, والحمل وما يواكبه من تغيرات جسدية وهرمونية ونفسية يجعلها بين الشوق والرفض وبين الرجاء والخوف طيلة شهور الحمل, ثم يتبع ذلك زلزال الولادة الذي ينتج عنه تعتعة ما تبقي من استقرار لدى المرأة, ومع قدوم الطفل تصبح الأم مسئولة عن كائن كثير الاحتياجات شديد التقلب, ولابد أن تكون لديها قابلية لمواكبة كل هذا وغيرة كثير في حياتها, ومن لا يفهم صفة التقلب لدي المرأة يحار كثيرا أمام تغير أحوالها ومشاعرها وقراراتها وسلوكياتها.
وبالتالي فإن الصفات التي ذكرناها تمثل غالبية لنساء, وتبقي هناك استثناءات تخرج عن هذه القواعد ولكن الاستثناءات لا تنفي بل تؤكد القاعدة. وأخيرا نقول هذه هي المرأة اللغز شديدة الغموض شديدة الوضوح بالغة الضعف بالغة القوة فاستوصوا بالنساء خيرا .