مراحل تطور الإدارة الاستراتيجية.
تطور الفكر الإداري في مجال الإدارة الاستراتيجية من خلال عدة مراحل, يمكن التعرض لها على النحو التالي:
المرحلة الأولى: التوجه بالتخطيط طويل المدى:
تشمل هذه المرحلة ما بذل من محاولات في فترة الستينيات من القرن السابق، حيث كان التركيز على اتخاذ القرارات ذات التأثير الواسع في حياة المنظمات، وبالتالي تمثلت الجهود الاستراتيجية في العمل على تحقيق النمو الداخلي، أو إنتاج استراتيجية لتنويع المنتجات، أو استراتيجية للتخفيض وتقليص حجم العمليات، أو التركيز السوقي، أو الانتشار من خلال خفض الأسعار.
المرحلة الثانية: التوجه الاستراتيجي المحدود:
ركزت هذه المرحلة على الانطلاق من التخطيط طويل المدى إلى التخطيط الاستراتيجي وظهور ما يسمى باستراتيجية الإدارة وما يلزمها من خطوات تتطلب وضع الغايات والأهداف والقيام بعمليات التحليل الاستراتيجي والتنبؤ، والاختيار الاستراتيجي لانتهاز الفرص وتجنب المخاطر، والتطبيق الاستراتيجي مع الرقابة على تلك الخطوات وتقييمها.
المرحلة الثالثة: التوجه البيئي:
اهتم الكتاب والممارسين خلال هذه الفترة بدراسة وتحليل العوامل البيئية للتعرف على مدى تأثيرها على أنشطة ومهام المنظمات, حيث لوحظ أن متغيرات البيئة أصبحت معقدة وغير مستقرة، وتغلغل الاهتمام إلى ما وراء الموردين والمنافسين، فتركزت دائرة الضوء على دراسة العوامل البيئية الداخلية والخارجية نتيجة تعدد الشركات وكبر حجمها وزيادة المناداة بتدعيم الدور الاجتماعي في المنظمات، وبروز أثر الثقافة التنظيمية في نجاح المنظمة ويمكن أن يطلق على هذه المرحلة الفترة الزاهية لدراسات الإدارة الاستراتيجية.
المرحلة الرابعة: التوجه الاستراتيجي المتكامل:
تعد هذه المرحلة من أعقد المراحل، وتمثل المرحلة المعاصرة، والمتوقع أن تسود خلال الفترات المستقبلية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، ويمكننا أن نطلق على هذه المرحلة الفترة الساطعة في دراسات وممارسات الإدارة الاستراتيجية، ومن أهم الأبعاد المميزة لهذه المرحلة:
- إن الاستراتيجية تمثل ذلك التصور العام الذي تحب أن تكون عليه المنظمة وتسعى لتحقيقه.
- إن الاتجاه المعاصر يركز على مقومات مبدأ الاستراتيجية دون الدخول تفصيلاً في بيان خطوات الاستراتيجية.
- إن الاستراتيجية الإدارية وسيلة تحقيق تماسك التنظيم داخلياً وتحديد وجهته خارجياً.
١- مرحلة الستينيات (مرحلة الاستقرار): وتتميز ببساطة عناصر البيئة وإمكانية تحليلها مع وجود درجة استقرار بيئي، فالصراع مازال محدوداً والمنافسة مازالت هادئة والتغير ليس نشطاً.
٢- مرحلة السبعينيات (مرحلة التوجه المالي): أصبحت البيئة أكثر ديناميكية مع تطور في درجة تعقدها, مما تطلب تطبيق بعض خصائص الإدارة الاستراتيجية ولكن بمراعاة سيطرة الأساليب: العلمية، والكمية، والمالية. في هذه المرحلة كان مصطلح الإدارة الاستراتيجية يشير إلى صياغة وتطبيق والرقابة على الاستراتيجية.
٣- مرحلة الثمانينيات (مرحلة التوجه التنافسي): زاد تعقد العوامل البيئية مع استمرار عدم الاستقرار البيئي لتعدد المتغيرات البيئية وتشابكها مما تطلب التركيز على تحليل الصناعة التي تنتمى إليها المنظمة بشكل دقيق مع تحليل المنافسين, للتعرف على عوامل القوة والضعف لديهم, بما يحدد الموقف السوقي للمنظمة ولمنافسيها, ويسهم في بناء استراتيجية المنظمة في التعامل مع متغيرات السوق المختلفة.
٤- مرحلة التسعينيات (مرحلة التغيير الموسع): في هذه المرحلة اتسع نطاق البيئة وزادت ديناميكيتها فأصبحت درجة الاستقرار كبيرة جداً، هذا مع عمق درجة التعقد البيئي، مما أدى إلى ضرورة تطبيق الاتجاه الموسع للإدارة الاستراتيجية.