أهمية الإدارة الاستراتيجية.

تعد الإدارة الاستراتيجية ضرورة وليس ترفاً ذلك لأنها تؤدي إلى رفع أداء المنظمات حاضراً ومستقبلاً, وذلك إذا تم تطبيقها بشكل جيد, وهذا ما تجمع عليه كل الشركات العالمية التي تستخدم أسلوب الإدارة الاستراتيجية. (<!--)

تواجه منظمات الأعمال العديد من التهديدات والمخاطر وتتجلى أهمية الإدارة الاستراتيجية في قدرتها على الاستجابة لهذه التحديات, من خلال إجراء التغيرات والتعديلات على خططها واستراتيجياتها والبحث عن استراتيجيات تكون أكثر واقعية وقدرة على التعبير عن حاجات المنظمة، وتبرز أهمية الإدارة الاستراتيجية من خلال:

1- إن الإدارة الاستراتيجية تعد أحد المداخل العقلانية, التي تساعد المنظمة في تحديد واختيار البديل الاستراتيجي الملائم بين البدائل المختلفة.

2- تشجيع الأفراد على العمل بتفاعلية, واشعارهم بالولاء بتشجيعهم على المشاركة في اتخاذ القرارات, وتدريبهم على التصور والتخيل ومكافأتهم لأي عمل يقومون به.

3- تخلق الفهم والإدراك لدى المسؤولين عن الإدارة الاستراتيجية من المديرين والمستخدمين في المنظمة بأن المنظمة تعمل، ولماذا تعمل، فهم غالباً ما يشعرون بأنهم جزء من تلك المنظمة, وهذا ينعكس على زيادة تعاونهم وإبداعهم عندما يدركون بأنهم يساهمون في تحقيق رسالة وأهداف واستراتيجيات المنظمة.

4- إن منظمات الأعمال التي تستخدم مفاهيم الإدارة الاستراتيجية ترى تحسن مهم في المبيعات، الربحية، الانتاجية مقارنة بالمنظمات التي لا تمتلك نشاطات تخطيط نظامية. والمنظمات ذات الانجاز العالي تتجه لكي تعمل تخطيط نظامي للتحضير من أجل المستقبل الذي يضم الكثير من التقلبات في البيئة الداخلية والخارجية، فالمنظمات ذات النظام التخطيطي تكون مؤمنة بنظرية الإدارة الاستراتيجية. (<!--)

5- تخصيص الموارد المتاحة للاستخدامات البديلة وزيادة الكفاءة والفعالية.

6- تحديد المنتجات والاسواق, التي سوف تتعامل معها المنظمة والأسواق التي يجب الدخول فيها مستقبلا.

7- تهتم بالأسبقيات، واستثمار الفرص.

8- توفر وجهة نظر موضوعية للمشاكل الإدارية.

9- تشجع على التفكير المستقبلي.

10- تشجع على المواقف المرغوب بها باتجاه التغيير.

11- تعطي درجة من النظام والرسمية لإدارة الأعمال, وتوفر إطار عمل لتحسين التنسيق والسيطرة على النشاطات.

12- تأخذ بنظر الاعتبار المواقع الفعالة, من حيث الوقت والموارد لتحديد الفرص, وتساعد الأفراد في تكامل سلوكهم وتأثيره على الجهد المبذول.

13- تجعل الإدارة الاستراتيجية المنظمات بأن تكون أكثر مؤثرة مما تكون متأثرة في رسمها وتشكيلها وصياغتها لمستقبلها، فهي تدع المنظمة تؤثر (بدلاً من أن تكون متأثرة) في النشاطات لتوسيع سيطرتها على المجال الذي تعمل به.

وتنبع أهمية الإدارة الاستراتيجية من حقيقة مفادها أن كل المنظمات تحرص على تحسين وتطور أدائها للوصول إلى الأداء المتفوق, وأن واقع المنظمات يشير إلى أن مستوى نجاح المنظمات في تحقيق ذلك يتفاوت حسب كفاءتها في إدارة استراتيجياتها، وانطلاقا من هنا بات ممارسة المنظمات لأسلوب الإدارة الاستراتيجية بشكل جدي ضرورة ملحة وحتمية إن أرادت زيادة قدراتها التنافسية وتطوير أدائها, بل أضحى السبيل الوحيد لبقائها واستمرارها في الأسواق الاقتصادية وخصوصا بعد تزايد الاتجاه نحو المزيد من الانفتاح والعولمة. (<!--)

وتستطيع الإدارة الاستراتيجية أن تحقق نوع من الديناميكية المخططة أو نمط ما من اللولبية الموجبة, التي تدفع مديري الإدارات العليا وصناع القرار الاستراتيجي في المنظمة على امتلاك قدرات ومهارات التفكير الاستراتيجية ورؤية المستقبل, من خلال إدراك الواقع والتنبؤ بمتغيرات السوق والاستجابة السرية المرنة لاحتياجات المستهلك والتنبؤ بسلوكه في المستقبل.

 

وتبرز أهمية الإدارة الاستراتيجية، والذي يمكن إجمال ثمراتها في النقاط التالية:

1- تحسين قدرة المنظمة على التعامل مع المشكلات:

فالإدارة التي تقوم بتلك النظرية الاستراتيجية، لابد أنها تمتلك القدرة على توقع المشكلات قبل حدوثها، وكذلك تتمكن من التعامل الفوري مع المشكلات الواقعة، وتحديد مكمن الخلل في النظام الإداري بشقيه التخطيطي والتنفيذي للمنظمة.

 

2- اتخاذ القرارات الصائبة:

خاصة إن كانت عملية الإدارة الاستراتيجية تستند إلى عمل جماعي، والذي يتولد عنه عديد من البدائل الاستراتيجية الجيدة والتي تحسن وتزيد من فرص الاختيار الاستراتيجي الفعال.

 

3- الحد من مقاومة التغيير:

حيث تعتمد الإدارة الاستراتيجية على موارد بشرية ذات فكر إيجابي وقدرة على مواجهة التحديات، وفي نفس الوقت تتمكن تلك الإدارة من توقع مواطن الخلل في استراتيجيتها التغييرة، والأفراد أو الأقسام التي قد تمثل عامل مقاومة لموجة التغيير، ومن ثم تستطيع تحويل ثقافة مقاومة التغيير باعتباره معوقًا ومستنفذًا للوقت والجهد، إلى ثقافة تستشعر أهمية التغيير وتنظر إليه باعتباره أمرًا مرغوبًا فيه.

 

4- وضوح الرؤية المستقبلية:

فمن أجل صياغة تلك الاستراتيجية، لابد من نظرة مستقبلية وقدر كبير من توقع الأحداث، والتنبؤ بما ستكون عليه بيئة المنظمة، ومن خلال وضوح تلك الرؤية ومشاركة العاملين فيها، فسيكون تحرك الجميع نحو تنفيذها وتحقيق الأهداف المنبثقة عنها، وكل ذلك من شأنه تحقيق النجاح والتميز للمنظمة.

 

5- تحقيق التفاعل البيئي في المدى الطويل:

فمن المعروف أن منظمات الأعمال لا تستطيع تحقيق التأثير الملموس في ظروف ومتغيرات بيئتها في الأجل القصير، سواءً كانت تلك الظروف سياسية أو اقتصادية أو تكنولوجية ...إلخ، إلا أنه يمكنها تحقيق ذلك في الأجل الطويل من خلال تلك القرارات الاستراتيجية التي تساعدها على استغلال الفرص المتاحة والحد من أثر المخاطر البيئية.

 

6- تدعيم المركز التنافسي للمنظمة:

حيث تنجح المنظمات من خلال رؤيتها وإدارتها الاستراتيجية الناجحة في بناء مزايا تنافسية تستند إلى فهمها العميق لبيئتها الخارجية, وما تفرزه من فرص وتنميتها لمواردها الداخلية, التي تمكنها من استغلال هذه الفرص بطريقة تفوق منافسيها.

 

7-  التخصيص الفعال للموارد والإمكانيات:

حيث تساعد الإدارة الاستراتيجية على توجيه موارد المنظمة التوجيه الصحيح في المدى البعيد، وتمكنها من استخدام تلك الموارد والإمكانيات بطريقة فعالة؛ بما يمكنها من استغلال نواحي القوة والتغلب على نواحي الضعف.

 

8-  تدعيم الأداء وتحقيق النتائج المالية الـمُرضية:

حيث تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن قدرة التنظيم على تحقيق المواءمة مع بيئة نشاطه من خلال الإدارة الاستراتيجية التي تعتبر أحد أهم العوامل المؤثرة على الأداء، معبرًا عنه بكمية المبيعات أو الأرباح أو العائد على الأسهم.

 

ويساعد تبني أسلوب الإدارة الاستراتيجية المنظمة على تحقيق مجموعة من الفوائد من أهمها: (<!--)

1- تحديد خارطة طريق للمنظمة تحدد موقعها ضمن جغرافية الأعمال في المستقبل.

2- يساهم في زيادة قدرة المنظمة على مواجهة المنافسة الشديدة المحلية منها والدولية.

3- يمنح المنظمة إمكانية امتلاك ميزة تنافسية مستمرة. 

4- يمكن المنظمة من استخدام الموارد استخداماً فعالاً.

5- يوفر فرص مشاركة جميع المستويات الإدارية في العملية, الأمر الذي يؤدي إلى تقليل المقاومة التي قد تحدث عند القيام بالتغيير, بالإضافة إلى أن ذلك يوفر تجانس الفكر والممارسات الإدارية لدى مديري المنظمة.

6- ينمي القدرة على التفكير الاستراتيجي الخلاق لدى المديرين, ويجعلهم يبادرون  إلى صنع الأحداث وليسوا متلقين لها.

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

 (<!--)ناديا العارف, مرجع سابق, ص: 39.

(<!--) Fred r. david, OP., P.16

 (<!--)فيصل محمد مطلق القحطاني, الإدارة الاستراتيجية لتحسين القدرة التنافسية للشركات وفقاً لمعايير الأداء الاستراتيجي وإدارة الجودة الشاملة, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية إدارة الأعمال, الجامعة الدولية البريطانية, المملكة المتحدة, 2010م, ص: 7.

 (<!--)مصطفى محمود أبو بكر، التفكير الاستراتيجي وإعداد الخطة الاستراتيجية، الدار الجامعية، القاهرة، مصر, 2000م, ص: 481.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4251 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2015 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,835,349

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters