الإدارة في عهد أبي بكر الصديق t :
سار التنظيم الإداري في عهد أبي بكرٍ الصديق t على نفس المنهج الذي كان عليه في زمن العهد النبوي ، وعلى الرغم من قصر فترة الخلافة البكرية إلا أنها كانت فترةً حافلةً بالعديد من التراتيب الإدارية فقد استجد في المجتمع المسلم آنذاك بعض الأمور التي لم تكن من قبل ؛ فقد ظهر مبدأ إسناد الأعمال والمهام على المختصين مع مراعاة أن ذلك كان يتم تبعاً لما يتمتع به من يُسند إليه العمل من المعرفة والدراية " فقد تحددت سلطات الخليفة في إقامة العدل بين الناس ، والأمن ، والدفاع ، وتعيين العاملين ، وتوزيع العمل بين الصحابة ومشاورتهم . فقد أسند القضاء إلى عمر .. كما أسند أمانة بيت المال إلى أبي عبيدة بن الجراح ، وأسند إلى علي الإشراف على أسرى الحرب " (أبو سن, 1984م, ص: 29).
أما عن الصفات الشخصية لأبي بكر فكان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وكان أعرف قريش بالأنساب, وكان ممن حرّموا الخمر علي أنفسهم في الجاهلية، وتعود علاقته بالرسول إلي أنه كان يعيش في حي حيث يسكن التجّار؛ وكان يعيش فيه النبيe ، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السنّ والأفكار والكثير من الصّفات والطّباع. (الصلابي, 2004م, ص: 13).
كما أن من التراتيب الإدارية في العهد البكري العناية باختيار ومراقبة العمال والولاة والقادة الذين يتم إرسالهم إلى مختلف الولايات التي كانت قد انتشرت في أرض الجزيرة العربية مع الفتح الإسلامي ، والحرص على نُصحهم وتوجيههم فقد روى الحاكم عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكرٍ الصديق حين بعثني إلى الشام : " يا زيد ، إن لك قرابةً عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، ذلك أكثر ما أخاف عليك . فقد قال رسول الله e : من وليَّ من أمر المسلمين شيئاً فأمَّر عليهم أحداً مُحاباةً ؛ فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ، ولا عدلاً ، حتى يدخل جهنم " ( الحاكم ، ج4 ، رقم الحديث 7024 ، ص 104 ) .