الکاتب : إبراهيم الديب*
◄- الأصل أنّ الإنسان يستمتع بحياته حين يجد ما يحبه ويتوافق مع ميوله واتجاهاته.
- الأصل أنّ الإنسان يستمتع بحياته حين تتعدد أمامه الخيارات ويختار ما يريد.
- الأصل أنّ الإنسان يعمل وينجح ويبدع ويتميز حين يعمل في الوظيفة التي تتوافق مع مواهبه وقدراته.
- الأصل أنّ أحلام وطموحات الإنسان نابعة من ميوله ومواهبه واتجاهاته.
- فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها أنّ لكلِّ إنسان رزقه من المواهب والقدرات.
والسؤال الاستراتيجي هنا هو: كيف نتمكن من تحقيق كلّ ذلك؟
الاستمتاع بالحياة + النجاح والإبداع والتميز + امتلاك الأحلام والطموحات الكبيرة + تحقيق طموحاتنا وأحلامنا؟
ومن ثمّ الاستثمار الأمثل لأعمارنا ولمواردنا وثرواتنا البشرية.
والإجابة الواضحة والشفافة على هذا السؤال هي:
- أنّ كلَّ ذلك يتحقق من خلال التوجيه المهني والتوجه المهني الصحيح.
- وأنّ هذه المهمة والمسؤولية تقع على عاتق الحكومات والأنظمة التي تمتلك القدرة على التنسيق والربط بين سياسات التعليم والإنتاج وسوق العمل.
- ولكن للأسف الشديد أنّ عالمنا العربي حتى الآن يفتقر إلى هذا الأمر.
واجبنا الفردي نحو أنفسنا وأُمّتنا:
ومن ثمّ يجب علينا كأفراد وكجيل كبير حرمنا من التوجيه المهني المبكر يجب علينا ألا نستسلم لهذا الواقع وأن نسعى قدر استطاعتنا إلى إدراك ما يمكن إدراكه بالعمل على التوجه المهني الصحيح الذي يتوافق مع ميول ومواهب وخصائص وقدرات ومربعات تميز كلّ منا.
التوجيه المهني الصحيح هو مرآة النجاح والتميز حيث يوجد رابط مباشر بين المواهب والقدرات والميول الخاصة وبين النجاح والتميز والإبداع، لذلك عمدت الدول المتقدمة على الكشف المبكر على مواهب وقدرات وميول الطلاب وتوجيههم تعليمياً إلى التخصصات الملائمة لهم حتى تتوافق معهم ومن ثمّ تتعزز قدرتهم على النجاح والإبداع.
- نموذج ماليزيا:
التي وضعت خطة إستراتيجية طموحة ومتكاملة للتصنيع التكنولوجي الحديث وأخذت تستقطب لها جموع الطلبة والطالبات من ذوي الميول العلمية والتقنية وبالفعل اجتذبت أعداداً كبيرة من الطلبة أو الطالبات الموهوبين علمياً إلى التعليم التقني والتكنولوجي على حساب التعليم النظري وبالفعل تمكنت ماليزيا من تخريج جيل كامل من المبدعين والمبدعات في مجال التقنيات التكنولوجية الحديثة وحققوا فيها قفزات نوعية كبيرة. حتى ارتفعت نسبة المشاركات من الفتيات في سوق العمل من 16% إلى 30% في عام 1980.
- نموذج اليابان:
يعتبر التوجيه المهني أحد أهم الاستراتيجيات الأساسية في نظام التعليم الياباني وقد بدأ تطبيق نظام التوجيه المهني في الخمسينات والستينات من القرن الماضي على طلاب المرحلة الثانوية، وأخذ الأمر يتطور أكثر من ذلك بفعل الأبحاث والدراسات التربوية التي تعمل على كشف المواهب مبكراً حتى توصلوا إلى التوجيه المهني من مرحلة رياض الأطفال مما مكنهم من التوجيه المهني المبكر والقدرة الكبيرة على التعليم التخصصي والاستثمار الأمثل لطاقاتهم البشرية مبكراً ولأطول فترة ممكنة.
التوجيه المهني في عالمنا العربي حلقة أزمة من سلسلة أزمات مترابطة:
حيث نعاني من ضعف ثقافة التوجيه المهني ولا نكاد ندرك حقيقته وأهميته وتتنوع وتتعد مظاهر المشكلة:
- ضعف وربما غياب معرفة الطلاب بقدراتهم ومواهبهم وميولهم ومن ثمّ تندثر وتفنى الكثير من درر المواهب والقدرات تحت ركام الجهل والتخلف وغياب الوعي بالتوجيه المهني.
- غياب المعرفة والوعي بالاحتياجات الحقيقية لسوق العمل.
- غياب خطط وسياسات إستراتيجية مستقبلية ترسم توجهات مجالات الإنتاج المختلفة ومن ثمّ تتحدد عليها الاحتياجات البشرية المطلوبة.
- غياب الربط بين نظام التعليم وسوق العمل.
- سيادة ثقافة الوساطة والتوظيف بالمصلحة والتزكية على حساب قواعد العلم والمهنية والتخصص.
إلى الفهم والعمل الصحيح:
ولذلك أخص الخريجين الحاليين الباحثين عن وظيفة عمل مناسبة وقد فاتت عليهم فرصة التوجيه المهني المبكر. حيث سنبحث في كيفية تحقيق التوجه المهني الصحيح والحصول على الوظيفة المناسبة والملائمة لمواهبنا وقدراتنا الخاصة من وثم تكون فرصتنا في النجاح والتميز والاستمتاع بحياتنا أكبر وأكبر.
كيف تصنع مستقبلك بنفسك؟
تأكد أنك الوحيد القادر على صناعة مستقبلك وتحقيق وفرض ذاتك على الآخرين من حولك وعلى المجتمع والحياة بأسرها.
وللأسف لن يساعدك أحد في تحقيق ذلك بل ربما يحاول البعض إيقافك هذا ما أعتقده بل هو ما عشته، أتمنى أن تكون أحسن حالاً مما تعرضت له ولكن من واجبي أن أوضح لك الطريق بكلِّ شفافية. ►
*خبير تطوير إداري وتنمية بشرية
المصدر: كتاب أسس الإنجاز والتميز الوظيفي