التسويق عبر الإنترنت!!
بدأت الإنترنت " Internet " في الستينات من القرن الماضي عندما قررت المؤسسة العسكرية الأمريكية أنها تحتاج إلى وسائل آمنة لتحريك معلوماتها عبر العالم وأعدت سلسلة من الوصلات الحاسوبية تعرف بـ ARPA Net، جعلتها تستغني عن الاعتماد على طريق واحد لاستعلاماتها أو استخباراتها.
وسرعان ما رأى الأكاديميون إمكانيات الإنترنت لوصلهم واتصالهم ببعضهم البعض وتبادل الأبحاث والأفكار. كذلك رحّب المتحمسون للحواسيب بالإمكانيات الهائلة للإنترنت لأسباب مشابهة. وهكذا بقيت الإنترنت مدة 20سنة معروفة ومستعملة من جانب ثلاث فئات: المؤسسة العسكرية الأمريكية، والمراكز الأكاديمية والأكاديميين، وهواة استعمال الحواسيب.
وفي الثمانينات بدأت شركات كبرى باستخدام الإنترنت، أما في التسعينات فبدأت الشركات التجارية والصناعية من كل الأنواع والأحجام الاتصال بالإنترنت.
وهكذا فإن عددًا من الشبكات الحاسوبية العاملة في تسعين بلدًا في العالم اليوم هي التي تشكل الإنترنت مع نمو متزايد وسريع في عدد الشبكات الجديدة التي تدخل إلى نطاق الإنترنت.
يقول بوب نورتون: حتى أوائل التسعينات كانت الإنترنت تستعمل أساسًا من جانب الأكاديميين والمتحمسين لاستعمال الحواسيب. أما اليوم فالاهتمام بالإنترنت يتزايد على نطاق واسع خاصة بين قطاع رجال الأعمال والشركات التجارية مع شروع الإنترنت بتقديم فرص أكبر وأعظم في مجال الاتصالات وجمع المعلومات والتسويق والصفقات التجارية.
الإنترنت ليست حاسوبًا ضخمًا يجلب كل الأشياء معًا إلى مكان واحد مركزي، بل هي شبكة عالمية مكوّنة من منظمات ومؤسسات متنوعة تشمل الدوائر الحكومية والجامعات والشركات التجارية التي قررت السماح للآخرين بالاتصال بحواسيبها ومشاركتهم المعلومات.
ولا يوجد مالك حصري للإنترنت، وأقرب ما يمكن أن يوصف بالهيئة الحاكمة للإنترنت هو العديد من المنظمات الطوعية مثل جمعية الإنترنت.
ويمكن تسويق أي شيء عبر الإنترنت بدءًا من الأزهار وصولًا إلى خدمات الشركات المهنية والبرمجيات الحاسوبية. وبعض دعايات التسويق على الإنترنت متطورة حقًا. وبعضها الآخر تعوزه الخبرة والبراعة لكنها تعد كلها دعايات اختبارية وأفضلها تزوّد بمعلومات مفيدة إلى جانب دورها التسويقي.
ومن إستراتيجيات التسويق على الإنترنت ما يلي:
1- قوائم بالسلع وأصنافها وأوصافها وأسعارها.
2- إعلانات عن المنتجات الجديدة والأخبار الصحفية عنها.
3- معلومات ترويجية عن مبيعات محددة وخاصة.
4- عرض دراسات السوق وأبحاث الزبائن.
5- جمع المعلومات الخاصة بخدمة الزبائن.
لقد وجدت الشركات الأولى التي نظرت في إمكانيات التسويق على الإنترنت سوقًا عالمية واسعاُ وعملت على حشو أعضاء المجموعات الإخبارية بالإعلانات والدعاية. لكن هذا الأسلوب لم يكن ملائمًا لأن هذه الشركات تلقت الكثير من المكالمات الغاضبة والشكاوى مما أعاق عمل حواسيبها واضطر بعض منها للتخلي عن الفكرة.
تقول كاثي سميث: إنّ أقل أشكال الدعاية على الإنترنت كلفة هي استهداف المجموعات الإخبارية ولكن يجب استخدام هذه المقاربة بحذر خاصة أنها تتطلب وقتًا لتحديد المجموعات المستهدفة.
لقد واجه مجتمع الأعمال في البداية مشكلة هي أن للإنترنت ميثاقًا أخلاقيًا مما يجعلها شبكة من مجموعات خاصة ذات مصالح واهتمامات مشتركة تعمل وفقًا لمبدأ المساعدة المتبادلة دون كسب تجاري. وواجهت المحاولات الأولى لعالم التجارة ببيع السلع والخدمات على الإنترنت غضبًا من مجتمع الإنترنت، حتى أن إحدى المؤسسات التجارية أبعدت في البداية عن الشبكة.
وقد أدركت المؤسسات التجارية إمكانيات الإنترنت في التسعينات، إذ تأتي اليوم ما نسبته 70% إلى 80% من الاشتراكات الجديدة في الإنترنت من هذه المؤسسات. وقد تزايد هذا الاهتمام بفعل نمو استخدام الإنترنت الذي تعزَّز بفعل ثلاثة عناصر أساسية: ارتفاع مبيعات الحواسيب الشخصية وتطور شبكة العرب العالمية، والترويج للإنترنت عبر وسائل الإعلام. وأدرك مجتمع الأعمال وجود سوق جماعي يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت.
لقد فتحت الإنترنت وسوف تظل تفتح طرقًا داخلية هائلة في حياتنا الشخصية وحياتنا العملية والعلمية.
وهنا نطرح الأسئلة التالية المتعلقة بمستقبل الإنترنت:
1- هل تشجّع معظم الشركات الكبيرة إجراء الصفقات التجارية بواسطة الاتصالات البعيدة؟
2- هل سوف تتوافر مقاييس الأمن والأمان والتبادل النقدي الآمن عبر الإنترنت؟
3- هل ستظهر سياسات حكومية خاصة بالإنترنت؟
4- هل يمكن الحصول مستقبلًا على كابلات اتصالات بعيدة فائقة السرعة والأداء والسعة؟
5- هل يمكن ضمان إجراء العمليات التجارية على الإنترنت بمستويات أداء مرتفعة؟!..
إنّ الإنترنت واسطة تسويق جديدة مليئة بالوعود المستقبلية في هذا المجال ولكن يجب التعامل مع هذه الواسطة بحذر.
ومن الحكمة مراقبة خبرات وتجارب الآخرين في هذا المجال والتعلّم منها والالتزام بقواعد أو قوانين التسويق الجديدة عبر الإنترنت.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/52826/#ixzz3GhzmBUGN