إعداد
أحمد السيد كردي
<!--أولا: الإدارة التربوية والإدارة التعليمية والإدارة المدرسية.
<!--ثانيا: مفهوم الإدارة المدرسية.
<!--ثالثا: المكونات العامة للإدارة المدرسية.
<!--رابعا: الأسس العامة للإدارة المدرسية الفاعلة.
<!--خامسا: أدوار مدير المدرسة.
تمـهيد
تقوم المدرسة الحديثة على أصول علمية توجه العمل في المدرسة الوجهة الصحيحة, وينبغي على مدير المدرسة أن يكون على وعي بهذه الأصول حتى يستطيع أن يحقق الدور القيادي المنوط به, فالوظيفة الرئيسة للإدارة المدرسية هي تهيئة الظروف وتقديمُ الخدمات التي تساعد على تربية الطلبة وتعليمهم, رغبة في تحقيق النمو المتكامل لهم. بيد أن وظيفة الإدارة المدرسية إعداد الناشئين للحياة في مجتمعاتهم, فالوظيفة الإدارية تطورت في العصر الحاضر بما يتلاءم والتطور العلمي, الأمر الذي يلقي على الإدارة المدرسية مسؤوليات كبيرة بحيث تتحقق للنشء تربية متكاملة فكريا ونفسيا وإجتماعيا, بعد أن كانت المدرسة لسنين خلت مقتصرة على تحقيق الكفاية المعرفية أو نقل الثقافة, ولم تعد كذلك مقتصرة على التعليم والنمو الأكاديمي فحسب, بل إتسعت مجالاتها إلى النمو الإجتماعي والثقافي والفكري من خلال إكساب الطلبة عاداتٍ وتقاليدٍ وقيمًا جديدًة. (أسعد, 2005م, ص: 15)
وعليه فان الإدارة المدرسية تعتبر بمثابة أساس يعتمد عليه المجتمع في تحقيق أهدافه الإستراتيجية في إعداد الأجيال للحياة الفضلى القادرة على مواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين. ومن أجل إتمام هذا البناء بنجاح, فان الإدارة المدرسية تحتاج إلى الإدارة الكفؤة, والشخصية القيادية القادرة على قيادة العملية التعليمية من أجل تحقيق الأهداف بأسهل الطرق وأقل التكاليف, فمدير المدرسة يلعب الدور الأساسي في قيادة الجهود وتوجيهها الوجهة الصحيحة, ويعمل على توحيد القوى وبذل الطاقات من أجل الإرتقاء بالعاملين معه وبطلبته من جهة, والمجتمع كله من جهة أخرى. (البلبيسي, 2007م, ص: 3)
والمدرسة هي الوحدة الأكثر أهمية في النظام التعليمي، والمسئولة مسئولية مباشرة عن سلامة مخرجاته، والإعتماد التربوي أو الأكاديمي يمثل أحد أبرز الوسائل لتقويم وقياس أداء المدرسة بصفته عاملا في تقويم أدائها وتطويره، ومؤشرا على تحقيقها للمعايير التربوية المطلوبة في بيئتها التعليمية وبيئتها العالمية. (عابدين، ٢٠٠١ م, ص: ٥1)
وتعتمد المدرسة في تحقيق أهدافها إعتمادا كبيرا على مدير المدرسة, بإعتباره محور العملية الإدارية, والركيزة الأساسية في النهوض بمستوى الإدارة المدرسية وتطويرها, والعنصر الفعال الذي يتوقف عليه نجاح العمل الإداري بالمدرسة, وحيث أن الأداء الجيد لمدير المدرسة يعتبر ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺸﺭﻁ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، فإن الإهتمام بمدير المدرسة ﻭﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ أدائه، ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺴﺒل ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل نجاحه ﻓﻲ عمله ﺃﻤﺭاً ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ. (شافى، 2001م، ص: 23).
أولا: الإدارة التربوية والإدارة التعليمية والإدارة المدرسية.
1ـ الإدارة التربوية:
هي مجموعة عمليات متشابكة وشاملة لكل النظام التربوي في المجتمع, المتمثل في جهاز التربية والتعليم الرسمي (الوزارة), وما يضعه من سياسة تربوية وأنظمة وما يحدده من مناهج وخدمات ومراحل تعليمية. (عابدين, 2001م, ص: 52)
ُتعنى الإدارة التربوية بتنظيم العناصر البشرية (المعلمين، الموظفين، الطلبة، أولياء الأمور)، وتنظيم العناصر المادية (الأبنية، التجهيزات، الأثاث، الأدوات والأنظمة، التشريعات)، وتنظيم الأفكار والقيم والإتجاهات (المناهج، المقررات الدراسية، الأنشطة). ويؤكد المفهوم الحديث للإدارة التربوية على التعاون والعمل الجماعي وينظر إليها (الإدارة) على أنها وسيلة وليست غاية. (الخميسي, 2002م, ص: 4)
2ـ الإدارة التعليمية:
ُتعنى الإدارة التعليمية بتحقيق الأغراض التربوية، وبالطريقة التي توضع فيها تلك الأغراض موضع التنفيذ، وهي تمثل الحلقة المباشرة المسؤولة عن إدارة التعليم في مجتمع ما. (عابدين, 2001م, ص: 53)
إن التمييز بين الإدارة التربوية والإدارة التعليمية يمكن أن يتم بالتمييز بين التربية والتعليم، فحيث أن التربية أعم مجالا من التعليم الذي يتبع منهجا رسميا منظما فتكون الإدارة التربوية أعم مجالا من الإدارة التعليمية. بمعنى أن الإدارة التربوية أعلى مستوى من الإدارة التعليمية، الأولى تخطط والثانية تنفذ. وتتمثل الإدارة التعليمية في مديريات التربية والتعليم الموزعة عبر المدن. (الحامد، 2005م, ص: 73)
3ـ الإدارة المدرسية:
وهي وحدة مسؤولة عن تنفيذ سياسات الإدارة التربوية والإدارة التعليمية وأهدافهما, وهي بذلك لا تشكل كيانا مستقلا قائما بذاته, بل إن صلتها بالإدارة التعليمية والإدارة التربوية تشكل صلة الخاص بالعام. (بدر، 2008م, ص: 91)
ويتفق الإداريون والتربويون على أهمية السلوك القيادي الفعال لمدير المدرسة في تحقيق أهدافها وغاياتها, وإدارة العملية التعليمية التعلمية في مدرسته, فهو المسؤول عن تنظيم وتوجيه وتحفيز جميع العاملين في المدرسة, وتهيئة جميع الظروف, لتساعدهم على نموهم مهنيا, وشخصيا للقيام بأدوارهم على أفضل وجه. (العمري, 1992م, ص: 29)
وتعد الإدارة المدرسية ركناً أساسياً من أركان العملية التربوية التعليمية، ويتوقف عليها نجاح العملية التربوية كونها الإدارة المباشرة المشرفة على التعليم بشكل عام، والمنفذة للسياسات التعليمية التي تخطط لها الإدارات التعليمية العليا، ونتيجة لتعدد مهام مديرة المدرسة وإختصاصاتها، وكثرة الواجبات والمهام الملقاة على عاتقها، لذا ينبغي على المختصين والمسئولين ذوي العلاقة الإهتمام بالإدارة المدرسية وإعداد القائمين عليها وتدريبهم، حتى تستطيع القيام بواجباتها على أكمل وجه. (القباطي، 2011م, ص :391)
ثانيا: مفهوم الإدارة المدرسية.
وسوف نعرض فيما يلي بعض التعاريف التي أوردها بعض الأساتذة للإدارة المدرسية:
يعرف (حريري) الإدارة المدرسية بأنها: "مجموعة العمليات التي تقوم بها هيئة المدرسة, بقصد تهيئة الجو الصالح الذي تتم فيه العملية التربوية والتعليمية بما يحقق السياسة التعليمية وأهدافها". (العبيدي، ٢٠٠٤ م, ص: ٢٥)
ويصيغ (العمايرة) تعريفا آخر للإدارة المدرسية محددا إياها أنها: " مجموعة عمليات (تخطيط وتنسيق وتوجيه) وظيفية تتفاعل بإيجابية ضمن مناخ مناسب داخل المدرسة وخارجها، وفقا لسياسة عامة وفلسفة تربوية تضعها الدولة، رغبة فى إعداد النشء بما يتفق وأهداف المجتمع والدولة ". (العمايرة, ١٩٩٩م, ص: ١٨)
أما (نهلة الحمصي) فعرفتها بأنها: "جزء من الإدارة التربوية وهي عملية تنظيم وتوجيه لفعالية المعلمين ورفع الكفاية الإنتاجية للعملية التعليمية, وتوجيهها توجيها كافيا لتحقيق الأهداف التربوية. (العبيدي، ٢٠٠٤ م, ص: ٢٦)
ويرى (عبود) أن الإدارة المدرسية هي: " نظام ذو أهداف يتم تحقيقها بالتخطيط السليم للعمل، ومن خلال التوزيع والتنسيق ومتابعة التنفيذ ثم تقويم الإدارة، إلى جانب إستخدام الحوافز لإثارة الدوافع، وجعل مسؤوليات التنظيم متكاملََة ومتفاعلة في إطار جماعي تسوده روح التعاون، ويتم بعلاقات إنسانية ". (عابدين، ٢٠٠١ م, ص: ٥٥)
وترى (أريج بدر) أن الإدارة المدرسية هي: مجموعة العمليات "من تخطيط وتنظيم وتنسيق وتوجيه ", والأنشطة والفعاليات والجهود المنسقة تتفاعل فيما بينها ضمن مناخ المدرسة وفقا لفلسفة الدولة التربوية, بغية تحقيق الأهداف التربوية في إعداد النشء الصالح على أسس تربوية سليمة. (بدر، ٢٠٠8 م, ص: 93)
حظيت الإدارة المدرسية بإهتمام كبير في الدراسات الإدارية والتربوية, لما لها من دورمهم وبارز في إنجاح العملية التعليمية, وقد شهدت السنوات الماضية إتجاها جديدا في الإدارة المدرسية, فلم تعد مجرد تدار شؤون المدرسة سيرا روتينيا, ولم يعد هدف مدير المدرسة مجرد المحافظة على النظام في مدرسته, والتأكد من سير المدرسة وفق الجدول الموضوع, وحصر حضور التلاميذ, والعمل على إتقانهم للمواد الدراسية, بل أصبح محور العمل في الإدارة المدرسية يدور حول توفير كل الظروف والإمكانات التي تساعد على توجيه النمو العقلي والبدني والروحي والنفسي, وصولا إلى تحسين العملية التربوية من أجل إيجاد التنمية, عن طريق تفعيل دور المدرسة في المجتمع. (الخميسي، ٢٠٠2 م, ص: 3)
ثالثا: المكونات العامة للإدارة المدرسية.
بناء على إعتبار الإدارة المدرسية منظومة متكاملة فإنها تتكون من أربعة مكونات عامة، طبقًا لمفهوم النظم: (زاهر، ١٩٩٥م, ص: ٩- ٤٢)
١- المدخلات: وتتضمن رسالة المدرسة وأهدافها وفلسفتها، والموارد البشرية (المدير والجهاز الإداري والتعليمي)، والموارد والإمكانيات المادية (المبنى والمرافق والتجهيزات والأموال), والخدمات (الصحية والإرشادية والرياضية وغيرها).
٢- العمليات: وهى التفاعلات والأنشطة التي تحول المدخلات إلى مخرجات, وتتضمن التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة.
٣- المخرجات: وهى المحصلة النهائية لمجمل العمليات والمؤثرات في البيئتين الداخلية والخارجية.
٤- بيئة المنظومة: وهى بيئة خارجية تقع خارج حدود المدرسة وبيئة داخلية تقع داخل حدود المدرسة.
رابعا: الأسس العامة للإدارة المدرسية الفاعلة.
إن الحكم على مدى نجاح الإدارة المدرسية في تأدية وظائفها وأهدافها يتطلب أن تعمل الإدارة المدرسية على تحقيق الجوانب التالية, والتي تعتبر معيارا للأداء الناجح للإدارة المدرسية الفاعلة: (الحسن, 2010م, ص: 32)
1ـ قدرة الإدارة المدرسية على قيادة العمل المدرسي نحو تحقيق الأهداف التربوية:
والسياسيات التعليمية الموكلة لها، وذلك بقيادها وتنفيذ البرامج التعليمية وبالمدرسة بدرجة عالية من الإتساق والفاعلية.
وهذا يتطلب من مدير المدرسة بصفته القائد والموجه لعمل المدرسية أن يكن ملما إلماما تاما بالأهداف العامة للنظام التربوي, الذي يعمل به وبأهداف المدرسة والمرحلة التي يشتغل بها، وأن يكون قادرا على تنمية روح القيادة لأعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية بالمدرسة.
2ـ دورها في إضفاء جو من العلاقات الإنسانية والعمل على رفع روح الفريق المعنوية للعاملين بالمدرسة:
حيث أن للإدارة المدرسية دورا كبيرا في إيجاد الظروف النفسية المريحة والمرضية والحافزة على العمل لجميع العناصر المشتركة في العمل المدرسي, ويعتبر المناخ المدرسي أو البيئة التعليمية والإجتماعية بالمدرسة هي محصلة ناتجة عن عملية الإدارة المدرسية, والتي يرسم خطوطها وينفذها مدير المدرسة والهيئة الإدارية بالمدرسة.
3ـ مهارة الإدارة المدرسية لتنظيم العمل وخلق روح العمل الجماعي:
إن من أهم الوظائف التي تقوم بها الإدارة المدرسية وظيفة تنظيم الجهود البشرية بالمدرسة لإنجاز الأهداف التربوية التي تسعى المدرسة لتحقيقها.
4ـ مسؤولية الإدارة المدرسية عن توفير الظروف الملائمة لأداء العمل:
إن مسؤولية الإدارة المدرسية أن تعمل على تهيئة الظروف المناسبة والمساعدة على قيام المدرسة بأداء واجباتها على الوجه الصحيح.
5ـ قدرتها على إستخدام الإستراتيجيات المناسبة عند إتخاذ القرار:
إن إتخاذ القرارات الإدارية يعتبر من المهمات الرئيسة لمدير المدرسة, ولذلك فإن عملية الإدارة المدرسية لا تخرج عن كونها عملية إتخاذ للقرارات، وللقرارات التي يتخذها مدير المدرسة أثرها في أداء المدرسة وإنجازها للأهداف التربوية من جهة ومن جهة أخرى في نوع العلاقات الإنسانية بين مدير المدرسة ومدرسيه.
6ـ مواكبة التغيير والقدرة على استخدام تكنولوجيات الإدارية :
ويقاس نجاح المؤسسات التعليمية وتطورها بتقدمها الإداري وقدرة إدارتها على التجديد والتغيير المستمر, والمدرسة بصفتها من مؤسسات المجتمع تتأثر بما يدور حولها في المجتمع من تغيرات في جوانب الحياة المختلفة.
7ـ قدرة الإدارة المدرسية على القيام بعملية التقويم:
ومن المهارات الأساسية التي تحدد نجاح مدير المدرسة في أداء مهماته الإدارية مهاراته في عملية التقويم, وذلك أن مدير المدرسة يحتاج إلى عملية التقويم في معظم واجباته
ويحتاج مدير المدرسة إلى تقويم الآراء والأفكار المقدمة من الجماعة قبل إتخاذ القرار, وكذلك يحتاج مدير المدرسة إلى مساعدة أعضاء هيئة التدريس على تقويم أدائهم, كما يحتاج إلى تشجيع وإرشاد معلميه إلى أساليب ووسائل التقويم الذاتي. (أبوشرخ، 2009م, ص: 13)
ويتضح مما سبق أن المدير الفاعل بعامة, والمدير التربوي الفاعل بخاصة يلعب دورا هاما وجوهريا في توجيه واستثمار الموارد المتاحة للمؤسسة التعليمية من أجل تحقيق أهدافها وزيادة الفاعلية المدرسية, وذلك من خلال الأدوار الإدارية والإشرافية الفنية التي يقوم بها في مدرسته, حيث لا يجب التركيز على جانب دون جانب آخر. (الخميسي, 2002م, ص: 27)
خامسا: أدوار مدير المدرسة.
يعد مدير المدرسة الشخص المؤثر في فاعلية النظام المدرسي, وله أهمية كبيرة في تحقيق التغييرات الناجحة في المدرسة, وهو الذي يستطيع التأثير وصنع التغيير في المدرسة حتى يقودها إلى التميز والنجاح, وهو في هذا الصدد يقوم بعدة أدوار ومسؤوليات داخل نطاق مدرسته وفي المجتمع المحيط بها, ومن هذه الأدوار كما ذكرها (الحربي, 2006م, ص: 63) ما يلي:
1ـ دوره التخطيطي:
التخطيط عملية فكرية تتركز على المنطق والترتيب وتنسيق جميع الوظائف الإدارية, وتتميز بالنظرة المستقبلية, وإستثمار كافة الموارد والقوى البشرية المتيسرة.
من هنا تأتي ضرورة أن يبني مدير المدرسة جميع الأعمال والبرامج والأنشطة على التخطيط الذي يعتمد على تحليل الوضع الحالي وإمكانات المدرسة, أما قيام مدير المدرسة بدورة التخطيطي فيبدأ بدراسة الأهداف العامة للتعليم وأهداف المرحلة التعليمية, وهو بذلك يعمل على إشراك العاملين معه في هذه المرحلة.
2ـ دوره الإشرافي:
مدير المدرسة كمشرف تربوي فني مقيم يساعد العاملين على فهم أهداف المرحلة التي يعملون بها, ودراية المناهج الدراسية, والوقوف على أحدث الطرق التربوية للإفادة من تطبيقها, والإطلاع على أساليب تقويم الطلاب وتحصيلهم العلمي, والإلمام بطرق تنمية العاملين مهنيا, وإعداد البحوث الإجرائية الموجهة لتحسين العمل.
3ـ دوره في صناعة القرار:
إتساقا مع التعريف الإجرائي لصنع القرار, فإنه يمكن القول أن القرار هو لب عملية الإدارة, ويقوم مدير المدرسة بالتعاون مع العاملين وبمشاركتهم بوضع الحلول وبدائلها لحل المشكلات, وهذه المشاركة لا تعني فقط مشاركة العاملين بل قد تتضمن المجتمع المدرسي والآباء والمشرفين من الإدارة التعليمية وخبراء البيئة المحلية. كما أن مدير المدرسة يقوم بإتخاذ القرارات التعليمية في التوقيت المناسب, ويهيئ المناخ لتنفيذها ويستمر دوره في متابعة تنفيذ هذه القرارات وتقويمها.
4ـ دوره كمركز معلومات وإتصال:
تتدفق المعلومات لمدير المدرسة من جميع الإتجاهات وتتنوع, بحيث يعد المدير مركزا للمعلومات سواء كانت أنظمة أو قواعد, أو توجيهات للعاملين ويرسلها في جميع الإتجاهات, ويعمل على إنشاء شبكة إتصالات يحصل من خلالها على المعلومات للمدرسة والعاملين فيها تساعده في عملية الاتصال وصنع القرارات, ويعمل ألا تكون عملية الإتصال ذات إتجاه واحد خاصة وأن الإتصال ذا الإتجاه الواحد يقلل من فعالية الإتصال.
5ـ دوره في تنمية العلاقات الإنسانية:
دوره في تنمية العلاقات الإنسانية يتمثل في تعامل مدير المدرسة مع كل القوى البشرية داخل المدرسة وخارجها, حيث يتعامل مع أعضاء المجتمع المدرسي, وهو مطالب بأن يساعدهم على حل المشاكل التي تواجههم داخل وخارج المدرسة, والعمل على تعميق الحب والإنتماء للمدرسة, وتفعيل التنمية المهنية للعاملين فيها.
6ـ دوره في ربط مدرسته بالبيئة:
المدرسة مؤسسة إجتماعية أسست لخدمة المجتمع وتربية أبنائه, ونجاح المدرسة بعامة والثانوية بخاصة رهن بإرتباطها العضوي بالمجتمع الذي توجد فيه, والمدير الناجح الفاعل هو الذي يخطط تخطيطا سليما لتحقيق ما يتوقعه منه مجتمعه, حيث يجعل مدرسته منظومة مفتوحة على بيئتها من خلال برامج وأنشطة لخدمة المجتمع ودعوه أبناء البيئة للمشاركة في هذه البرامج والأنشطة, ويسعى في ذلك للإفادة من الإمكانات المتاحة في بيئته.
7ـ دوره كمقوم للعمل المدرسي:
التقويم وسيلة يتمكن مدير المدرسة من خلالها من الوقوف على حسن سير العملية التعليمية, وتحسين أداء المؤسسة التربوية من خلال رفع مستوى أداء الأفراد العاملين بها, ومدى تحقيقها لأهدافها. أي أن عملية التقويم ليست غاية في حد ذاتها, وإنما وسيلة للتعرف على مواطن الضعف لعلاجها وتقويمها, وكشف مواطن القوة, لتطويرها وتشجيعها.
8ـ دوره القيادي:
يعتبر الدور القيادي لمدير المدرسة من الأدوار الرئيسة, وذلك لما له من أهمية كبيرة في ربط وحدات التنظيم بعضها ببعض, من طلاب, ومعلمين, وأولياء أمور, والحرص على تحقيق الأهداف التي يسعى الجميع للوصول إليها, وذلك من خلال القدرات والإمكانات التي يمتلكها مدير المدرسة كقائد تربوي, والتي تتركز على الجانب الإنساني في علاقاته مع العاملين, دون التركيز على السلطة والصلاحيات التي يضعها القانون في يده.
يرى الممارسون للإدارة التربوية أن المدير يقوم بادوار مؤثرة في جوانب الحياة المدرسية المختلفة, وقدمت البحوث الإمبريقية صورا" محددة للديناميكيات السلوكية والإجتماعية للقيادة المدرسية والفعالة, ويصدق هذا بصفة خاصة على مفهوم القيادة من منظور المعلمين, وبصفة أخص على كيف تزيد القيادة المدرسية الأداء الكلي للمعلمين. (الخميسي, 2002م, ص: 29)