أدب الحوار بين الزوجين .
- مشـكلة الخرس الزوجي وغياب الحوار بين الزوجين من المشاكل الزوجية الهامة التي يجب أن توضع في الإعتبار للتغلب عليها, حيث يعاني الكثير من الأزواج من الخرس والصمت الزوجي داخل المنزل، حيث تتعطل لغة الكلام بينهما، وتتصحر الألسن من الكلمات، بينما يتسم الزوج أو الزوجة خارج المنزل ومع الأصدقاء بالحديث المتدفق والكلمات الجذابة.
- الإنطوائية بقصد وبدون: وقد يكون الصمت والهدوء من طبيعة أحد الزوجين فقد يكون شخصية إنطوائية غير إجتماعية حتى مع الطرف الأخر, أو يكون لدى أحد الزوجين عيب خلقي يؤثر على الكلام, فيضطر في هذه الحالة إلتزام الصمت حتى لا يظهر هذا العيب ويسبب له الإحراج الأمر الذي قد يؤثر على تغير الشخصية بتلقائية إلى الإنطوائية, والمشكلة تأتي بعدم تفهم الطرف الأخر لهذه المشكلة أو هذا السلوك الإنطوائي, والحكم الخاطيء عليه بالتكبر.
- لا تستقيم الحياة الزوجية بدون حوار: بعض الأزواج أو الزوجات لا يؤمنون بأهمية الحوار أو الحلول التوفيقية إقتناعاً منهم بصواب موقفهم وأن الحوار لا يجدي نفعا مع الطرف الآخر, فمثل هذا التصرف والتعنت يقفل الباب أمام أي إحتمال لأي حلول ممكنه, وبذلك تتراكم المشاكل إلى أن تأتي قاسمة الظهر التي تنهي الحياة الزوجية.
- الحوار مسئولية مشتركة: فبعض الأزواج يلقي بمسؤولية غياب الحوار والتواصل داخل المنزل على الزوجة, فلماذا يلوذ بعض الأزواج والزوجات بالصمت داخل جدران البيت، بينما يُفترض أن يكون حديقة مليئة بالأصوات الجذابة، وليس صحراء تلفها رياح الصمت؟!
- كثرة الخلافات تقتل الحوار: أن المشاحنات الدائمة، والمشادات الكلامية بين الزوجين, خاصة إذا كانت الزوجة سليطة اللسان تؤدي بالزوج الذي يريد المحافظة على أسرته من التشتت إلى تجنب الإحتكاك بالزوجة وتجاهلها ليريح ويستريح, ونفس الأمر بالنسبة للزوج.
- الإهتمامات المشتركة تخلق الحوار: هناك أزواجاً لا يوجد بينهما إهتمامات وهوايات مشتركة، بل ربما يوجد فجوة ثقافية كبيرة بينهما، مما يؤدي إلى إنقطاع التواصل والتحاور إلاّ في حدود ضيقة جداً".
- غياب التفاهم يولد الصمت: أن الصمت لا يعني أن الزوجين لا يحبان بعضهما، ولكنهما لم يستطيعا التفاهم بشكل جيد، مما يجعل الحياة مملة، وربما يتكيفان مع الصمت، وتستمر الحياة بينهما هكذا، والصمت يؤثر على الأطفال سلبياً, لأن اللغة وانتقال القيم والتنشئة الاجتماعية والتعليم تُكتسب من خلال الحديث.
الحــل:
إن الإعتماد الأساسي على حل الخلافات الزوجية هو في التواصل والتحاور والتقارب بين الزوجين, فلغة الحوار هو فن يجب أن يتعلمه كلا من الزوج والزوجة، وهو حرفة ومهارة تحتاج للممارسة والتدريب, فهو من أدوات الإتصال الفعال في الحياة الزوجية.
ولابد من الحوار في الحياة الزوجية بهدف الوصول لحل توافقي يرضي الطرفين, فبدون ذلك لا تستقيم الأمور ولا تهدأ النفوس ولا تستقر الحياة الزوجية, ولكي يكون الإنطلاق نحو حل الخلافات على أسس سليمة, كما أن أسلوب الحوار له آداب وفنون ومهارات يحسن بكلا الطرفين وينبغي عليهما معرفتها وتطبيقها عمليا, وذلك من خلال:
- فتح قنوات جديدة للحوار: في أي شيء والكلام المباح فيما يرضي الله بداية من الأحداث اليومية البسيطة، في شؤون الأبناء، في أسعار السلع، وصولاً إلى الحوار حول قضايا الأمة.
- تغيير جو الأسرة المنغلق خلف الجدران الصامتة والإنفتاح على المجتمع ودعم الترابط والتواصل مع العلاقات الأسرية, وحضور المناسبات العائلية المختلفة وزيارة الأهل والأقارب, وصلة الأرحام.
- إختيار الأوقات المناسبة للحوار: فإذا كانت هناك مشكلة بين الزوجين وأراد احدهما أن يتكلم مع الثاني فلابد من إختيار الوقت المناسب حتى يترتب على ذلك نتائج طيبة, فإختيار الوقت المناسب من الوسائل التي تعين على إحتواء الخلافات والمشاكل الزوجية.
- تهيئة جو الحوار: ويا حبذا لو طلب أحد الطرفين مسبقاً من الأخر تحديد الوقت المناسب والمكان المناسب لمناقشة المواضيع الهامة، فقطعاً يكونا مستعدين وفي حالة نفسية جيدة للاستماع والإستجابة لبعضهما, ولا يمكن أن نتوقع حواراً ناجحاً في ظروف غير مهيئة وممهدة, كعندما يكون أحد الطرفين متعباً أو يعاني من ضغوط نفسية أو اجتماعية أو غيرها.
- الإنصات الجيد وفن الإستماع الفعال بأن يستمع الفرد أكثر مما يتكلم, فالله سبحانه وتعالى خلق لنا أذنين ولساناً" واحداً", فإن كان الكلام من فضة فالسكوت من دهب, وينبغي ترويض النفس في الصبر على الإستماع وعدم المقاطعة حتى ينتهي الطرف الأخر من طرح ما يريد.
- الحوار الإيجابي: هو الذي يعمل على تنمية وتطوير المميزات ونقاط القوة ولا يهتم بسفائف الأمور, ولا يتكلم كلا من الزوجين إلا بخير, فكما قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت.
- إحترام الرأي الأخر: ففي الحوار الناجح لابد من إحترام الراى الأخر وتقديرة ووضعه في الحسبان، مع تجنب نبرة السخرية والإستهزاء, وحتى لاتصبح الحياة مملة ويصبح أحد الطرفين ديكتاتوريا يفرض رأيه وإن كان خطأ.
- الإنتصار والفوز للجميع: وليس الغلبة للأقوى والألحن للحجة, بأن يكون الكل كسبان من نتيجة التفاوض بعد الحوار وأن يكون القرار يرضي كلا الطرفين حتى وإن قدما بعض التنازلات.
- لا للصوت العالي: ومن مهارات الحوار الفعال عدم رفع الصوت بالحديث فعلو صوتك دليل على ضعف موقفك, وصاحب الحق لديه الثقة العالية من نفسه فلا يرفع صوته ولا يتعامل بمبدأ: خذوهم بالصوت ليغلبوكم.
- التركيز على الهدف: ومن فن الذكاء في الحوار التركيز على قضية محددة, ومشكلة معينة لعلاجها, ووضع بدائل الحل المناسبة وإختيار أنسبها, وعدم ترك المشكلة عائمة بدون حل والإنتقال لقضية أخرى.
- تجديد الحوار: وفتح صفحة جديدة والعمل على تنقية القلب من شوائب الخلافات الزوجية السابقة وعدم فتح الدفاتر القديمة وإجترار المشكلات السابقة أثناء أي حوار ونقاش جديد, حتى لا يفسد صفو العلاقة وقطع حبل المودة.
- سعة الصدر: والحوار يتطلب من كلا الطرفين القدرة على التحمل وسعة الصدر, وإمتصاص غضب الطرف الأخر, فكثيراً ما ينتهى الحوار من نقطة البداية بالشجار، أو إنسحاب طرف لخطأ وقع من الطرف الأخر.
- التعامل بمبدأ الشد والجذب في الحوار: فلا تقابل الشدة بالشدة فيثور بركان الغضب, ولا السلبية المطلقة تجاه المشكلات القائمة التي تحتاج إلى حزم وقوة, كما قال معاوية: لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت, إن هم أرخوا شددت عليهم, وإن هم شدوا أرخيت لهم.