الزواج العرفي هو إرتباط بين طرفين بطرق غير رسمية ويفقد صفة القانونية, والمتعارف عليه بين الشباب والفتيات في المجتمعات العصرية والأوساط الجامعية, في حد ذاته مشكلة وذلك لعدم جوازه ومشروعيته, وهو يفتقد لأهم شرط من شروط صحة عقد النكاح وهو الإعلان والإشهار, قال صلى الله عليه وسلم: أعلنوا هذا النكاح في المساجد واضربوا عليه بالدفوف.

والزواج العرفي يترتب عليه العديد من المشكلات بين الطرفين, لأنه زواج متذبذب وغير مستقر ولأنه يتم في الخفاء كالزنا, والغرض الأساسي منه هو إشباغ الرغبات الجنسية بأي طريقة مهما كانت الوسيلة المتبعة من خلال التحايل على الشرع والعادات والتقاليد الشرقيه الموروثه فلا الشرع ولا المجتمع يقبل مثل هذا الزواج, ودون الوقوف على النتائج المترتبة عليه والمشكلات المتوقعة.

ومعظم حالات الزواج العرفي التي هي بنفس هذا الشكل لا تستمر وتبوء بالفشل, والمتضرر الأكثر من هذا الزواج هو الفتاة نتيجة لفقد عذريتها ومشكلة إثبات النسب وضمان الحقوق الشرعية, ويتحامل عليها الأهل للعار الذي حل بهم ونظرة المجتمع المحيط أكثر من الرجل الذي يخرج من هذه المشكلة نظيفا بمجرد قطع ورقة الزواج العرفي.

والزواج العرفي له الكثير من الأسباب والدوافع أهمها:

- غيـاب الوعي الديني والأخلاقي: بسبب عدم التنشئة الدينية والأخلاقيه وغياب دور الوالدين في التوجيه والإهتمام بالأبناء فالمسئول الأول في هذه المشكلة هم الوالدين, وعدم الإهتمام بتعليم ودراسة مادة الدين في المدارس والجامعات كمادة أساسية للنجاح والرسوب.

- البطـالة: وما يترتب عليها من المشكلات المادية وسوء الأحوال الإقتصادية والوضع المالي للشباب والفتيات.

- إنتشـار العنوسة في المجتمع, وعدم الإلتحاق بقطار الزواج وهذه السبب يقع فيه كثير من الشباب والفتيات ولكن الغالبية لدى النساء, وما يترتب على العنوسة من ضغوط نفسية بجانب نظرة المجتمع, فتضطر بعض الفتيات لهذا الزواج كحل للمشكلة.

- تحميل الشباب فوق طاقاتهم وقدراتهم المادية في التجهيزات للزواج والتشدد في المطالب المادية, بالركون على العادات والتقاليد والمقارنات الإجتماعية, ويكون النتيجة اللجوء إلى الزواج العرفي لوضع العائلة أمام الأمر الواقع.

- الإخـتلاط: بين الشباب والفتيات في الدراسة والجامعة, وكذلك الخلوة الغير الشرعية وما يترتب عليها.

- الـتبرج والسفور من الفتيات, وما يترتب عليه من إثارة الشهوة والغريزة لدى الشباب.

- عدم تقبل المجتمع لفكرة تعدد الزوجات, مما يجعل الرجل الذي يريد التعدد أن يلجأ للزواج العرفي, وخاصة إن كان يظن أنه حلال ويعصمه من الوقوع في الزنا, وأنه فيه العلاج من مشكلات الأسرة.

 

الحــل: في علاج المشكلة من الأساس من خلال الإجراءات الوقائية لتجنب الوقوع في هذه المشكلة, وهي مسئولية مشتركة بين الوالدين والأبناء والإعلام والحكومات.

مسـئولية الوالدين:

- التنشئة الدينية والتوعية الأخلاقية للأبناء, ومن المهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم, .. فلا تنهى عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم.

- تسـهيل الزواج, وعدم التحميل والتشديد على الشباب في التجهيزات, فأقلهن مهرا أعظمهن بركة.

- الرقابة والحزم في خروج الفتيات بالزي الشرعي.

- محاولة تجنيب الأبناء الإختلاط في الدراسة, من خلال إلحاقهم بالمدارس الغير مختلطة بقدر الإمكان, فإن لم يمكن فينبغي توعية الأبناء على حدود العلاقة بين الولد والبنت.

 مسـئولية الإعلام:

- الإهتمام بقضية الزواج العرفي من خلال إرشاد الوالدين بالواجبات والمسئوليات تجاه التوجيه الأمثل لأبنائهم للوقاية من الوقوع في مثل هذه المشكلة, والتواصل مع الشباب والفتيات الذين وقعوا في هذا الأمر لعلاج المشكلة.

- التواصل مع المسئولين لوضع الحلول الوقائية لتفادي الوقوع في المشكلة, وكذلك علاج المشكلات المترتبة على هذه المشكلة.

- تثقيف الشباب والفتيات دينيا وفكريا للوقوف على كافة الجوانب المحيطة بالمشكلة, وكيفية تفاديها وعلاجها.

مسـئولية الحكومات:

- الإهتمام بتدريس مادة التربية الدينية والأخلاقية في مدارس التعليم الأساسي والتعليم العالي, كمادة أساسية يحاسب عليها.

- الإهتمام بمنع الإختلاط نهائيا من المدارس والجامعات, كما هو معمول به في المدارس والجامعات الأزهرية, كنموذج إسلامي يجب أن يحتذى به.

- العمل على حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل لتشغيل الشباب.

- تسهيل كافة السبل لتزويج الشباب وتشجيعهم للمبادرة بالزواج الشرعي من خلال توفير الإمكانيات المادية والسكن المناسب.

- وضع قانوين رادعة وصارمة لكل من يقع في الزواج العرفي, ولمنع الشباب من محاولة الإقدام عليه.

مسـئولية الشباب:

- العمل على تفادي الوقوع في الزواج العرفي بكافة السبل من خلال غض البصر, قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم", ومحاولة تجنب الإختلاط والخلوة غير الشرعية, وغلق كل باب يفتحه الشيطان.

- الإسراع بالزواج الشرعي حتى ولو في أثناء الدراسة, للوقاية والتحصين من الوقوع في الخطأ والمحرمات غير الشرعية.

- فليتقي الشاب ربه ويحافظ على من وثقت فيه وسلمت قلبها له فلا يغرر بها ويجرها إلى طريق مسدود, وعليه أن يدخل البيت من الباب ولا يدخله من الشباك كاللصوص, فمالا يرضاه المرء لأخواته وبناته لا يرضاه لبنات الناس.

مسـئولية البنت:

- الإلتزام بالحشمة والوقار والزي الشرعي عند الخروج من المنزل.

- غض البصر وحفظ الفرج, قال تعالى: وقل للمؤمنات يغضوا من أبصارهن ويحفظوا فروجهن ذلك أزكى لهن ".

- عدم تطوير العلاقة مع أي شاب وليكن كل في علاقة زمالة في الدراسة أو العمل في حدود الأدب والأخلاق, فإن لم تستحيي فافعل ما شئت, وإنهاء أي علاقة في الحال حتى لا يفتح باب للشيطان.

- عدم تسليم الفتاة ووثوقها فيمن يريد إجترارها لمثل هذا الزواج, ولا تكن عونا مع الشيطان عليه.

العـلاج:

بعد الوقوع في مثل هذه المشكلة, من خلال:

- التـوبة النصوح: بالعودة إلى الله والندم على الذنب والإقتلاع عن المعصية, والعزم على عدم العودة أبدا.

- إنهاء الزواج العرفي نهائيا: إما بالزواج الشرعي, أو قطع العلاقة مع الطرف الأخر في الحال وتقطيع الورقة العرفي.

- بعد الزواج الشرعي: يجب أن تسير الحياة الزوجية بطبيعتها, وأن يسود العلاقة الثقة بين الطرفين.

- عدم فتح الدفاتر القديمة, وعدم إلقاء اللوم على أي طرف بأنه السبب في الوقوع في هذا الأمر.

- معالجة الأباء لهذه المشكلة بعقل وحكمة وعدم التهور, وحل المشكلة في طي السرية والكتمان, ومساندتهم ماديا حتى تخطي المحنة بسلام.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 720 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,755,212

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters