الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه أجمعين . وبعد :-
إن في ديننا الإسلامي للأخلاق والقيم والسلوك الحسن مكانة رفيعة ودرجة عالية ويكفي أن الله سبحانه وتعالى زكى نبيه ومدحه بأعظم صفة فيه وهي الخلق العظيم فقال الله عز من قائل : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4]ولكل مسلم له نصيب من أخلاق الحبيب المصطفى يناله هذا المدح كل بحسبه , ولم يكتف الإسلام بالمدح والثناء لكل خلق وسلوك حسن بل حمى منظومة الأخلاق والسلوك والقيم في الفرد والأسرة والمجتمع والأمة بمجموعة من التدابير ووضّح غاية الوضوح أثر التعامل الإيجابي من كل فرد من أفراد المجتمع مع هذه التدابير وكذلك أثر التعامل السلبي والسيئ فقد حفًّز ورغًّب إلى قول وعمل ما هو حسن وترك القول والعمل السيئ وربط ذلك بالإيمان بالله فقال تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )[البقرة : 83] . وقال عز وجل : (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) [لقمان : 18]وقال سبحانه :( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا )[الإسراء : 53] . وقال تبارك وتعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ(15) )[القلم : 10 - 15] .وقال عليه الصلاة والسلام : [ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا ، أَوْ لِيَصْمُتْ] رواه البخاري . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللِّعَانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ] . مسند البزار .وذلك إشارة إلى أن الأمم والمجتمعات والأسر والأفراد تقاس بما تحمل وتقدٍّس وتتعامل به من قيم وأخلاق وسلوكيات فإن كانت حسنة فذلك مؤشر وبرهان على جودة المعدن وكرم الأصل والنشأة:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أخي المسلم . أختي المسلمة .:
كلنا مسؤلون أمام الله عز وجل قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) [الصافات : 24] .عن إصلاح أنفسنا والاجتهاد في تربية وإصلاح من نحن مسؤلون عنهم من زوجة وأولاد وغيرهم وإن أنجح وسيلة في التأثير والتربية والتقويم والإصلاح هي القدوة الحسنة , ووالتعاون من الجميع لتعزيز الخلق والسلوك الحسن في الأسرة والمجتمع وعدم التساهل أو التهاون تجاه أي سلوك أو خلق سيء لأن عاقبة ذلك وخيمة وستعم الجميع دون استثناء قال الله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[الأنفال : 25] .
إخواني وأخواتي :-
إن هناك بعض مظاهر وسلوكيات وأخلاقيات نشاهدها ونسمعها في البيوت والشوارع والأحياء وغيرها من الأماكن لا ترضى الله سبحانه وتعالى ولا رسوله عليه الصلاة والسلام وتعرض صاحبها لمقت الله وسخطه وبعضنا قد يتهاون بها غير مدرك لخطورتها على نفسه وأسرته ومجتمعه ومنها على سبيل المثال :
الإساءة إلى أعراض إخوانه المسلمين بالألفاظ البذيئة وإساءة الجوار وقطع الأرحام وكذلك إيذاء نساء المسلمين في الطرقات وغيرها والاختلاط والخلوة بغير المحارم وإظهار المرأة ما يجب ستره ... الخ اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال فإنه لا يهدى لأحسنها إلّا أنت، وقنا سيء الأعمال وسيء الأخلاق فإنه لا يقي سيئها إلّا أنت.
والحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــــ