المراهقة هي من أصعب الفترات والمراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، فكثيراً ما يشوبها الاضطرابات والثورة والتمرد من قبل المراهق أو المراهقة ..
كما يتأثر الآباء بهذه المرحلة العابرة الباقية (أي أنها تمر بسرعة ولا يتوقف عندها عمر الإنسان) لكن آثارها تبقى مدى الحياة ملازمة لشخصية الفرد .. عما إذا كانت شخصية سوية أم غير سوية.
ولكي يتم بناء شخصية المراهق/المراهقة بشكل سليم متجاوزة الاضطرابات والمشاكل ومرورها بسلام، توجد بعض الأسس والمفاهيم التي ينبغي أن تُفهم حتى يستطيع الأب والأم بل والأبناء من فهم احتياجاتهم النفسية والعقلية.
تعريف المراهقة:
المراهقة هي مرحلة طبيعية من مراحل عمر الإنسان تلي مرحلة الطفولة، فمرحلة المراهقة بمثابة "الوسيط" التي يعبر بها الشخص من فترة الطفولة التي ما زالت تُبنى فيها شخصيته بجانب خبراته إلى فترة النضج والاستقرار على الرغم من أنها أكثر المراحل إزعاجاً.
أي هي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى النضج حيث يكون التغيير النفسي والجسدي ملحوظين، فنجد نمو حجم الأعضاء واكتمال النضج الجسدي بالإضافة إلى التغيرات النفسية التي تصاحبها أو ما يمكن أن نسميه بالمشكلات المصاحبة. هذه التغيرات تختلف من مراهق لآخر لذا ينبغي إعانة المراهقين من الجنسين على تعلم الكثير عن أجسامهم خلال هذه الفترة الأكثر حرجاً بالنسبة لهم.
مراحل المراهقة:
تنقسم مرحلة المراهقة إلى مرحلتين:
1- المرحلة الأولى - التى تبدأ من سن 12-15، وتتميز بالتالى:
- نمو عضلى وعظمى سريع، ويُلاحظ أن النمو العظمى أسرع من النمو العضلى.
- بدء نشاط الغدد المتنوعة وخصوصاً الغدد التناسلية.
- ازدياد الإحساس بالولاء للجماعة.
- نزوع إلى التذمر من سلطة الوالدين إلى سلطة الجماعة، وإحساس المراهق بالتعارض بين حقوقه الشخصية وحقوق أفراد أسرته لتدخلها فى شئونه.
2- المرحلة الثانية - التى تبدأ من سن 15-18، وتتسم بالتالى:
- تطور كبير فى النمو الجنسى، نشاط فى عمل الغدد، تغير واضح فى العوامل النفسية.
- تعرض المراهق لمشاكل نفسية معقدة وقلق مستمر لعدم تمكنه من تحديد شخصيته، فلا هو طفل صغير ولا هو رجل كبير.
- ميل إلى التحرر والاستقلالية، مع البحث عن شخص يتخذه مثلاً أعلى له، ما هى التربية بالمثل الأعلى؟
- اضطراب انفعالى شديد، فيثور من غير سبب أو يتلون بين الهدوء والثورة. فتتناقض ردود فعله بشكل عام ويتبرم من الحياة ويتمنى الانتحار.
- ميل إلى الوحدة والانعزال بالنفس، ثم يميل إلى الجماعة فى حين آخر ....
مشاكل المراهق الشخصية:
نظرأ لأن المراهق يميل فى هذه الفترة إلى الانغماس فى الأنشطة المتعددة ليستميل حب الآخرين واحترامهم، وللفت نظر الجنس الآخر له بالمثل، تنشأ الصراعات داخله وتظهر ما نسميه بالمشكلات الشخصية وتكون معظمها متمركزة على:
- التحدث بلباقة.
- إظهار الثقة بالنفس.
- سرعة الاستثارة.
- أخذ الأمور البسيطة بجدية.
- أحلام اليقظة.
- ممارسة عادات غير مرغوب فيها.
- الإحساس بجرح المشاعر.
- البحث عن إقامة صداقات جديدة.
- محاولة التعامل وكسب الأشخاص الذين لا يتكيف معه.
- الشعور بأهميته فى الجماعة المنتمى إليها.
- الرغبة فى نيل أقصى درجات الحب ممن يحيطون به.
- الصراع حول تحقيق المثل العليا.
- الإحساس بالخجل من المواقف الاجتماعية .. المزيد عن الخجل الاجتماعى
- عدم التحكم فى الانفعالات.
- العصبية فى تناوله للأمور,.
- الإحساس بالذنب والندم تجاه ما يسلكه من تصرفات.
- الشعور بالحزن والإحباط.
كيف تبدأ المراهقة/المراهق فى ممارسة العادة السرية(الاستمناء)؟
تنشأ العادة السرية من تكرار الملامسة للأعضاء التناسلية دون أن تدرك الفتاة أو الفتى بأنه يتبع هذه العادة، أو تنشأ معرفته لهذه العادة نتيجة للاختلاط بالأصدقاء أو بمن هم أكبر منه سناً فيبدأ/تبدأ بالتعرف على ظاهرة الاستمناء ..
والسبب وراء استثارة الأعضاء الجنسية عند حدوث الملامسة لها يرجع إلى نشاط الغدد الجنسية مما يجعل مجرد حدوث الملامسة يؤدى إلى خروح الإفرازات.
ومن الناحية العملية نستطيع القول بأن الاستمناء بصورته الفسيولوجية ليس منه ضرر للفتى أو الفتاة، وتفسيره أن الإفرازات الداخلية لديها تصريف فسيولوجى عن طريق "الاحتلام". وقد تبين علمياً أن انقباض الغدد الداخلية لقذف السائل الجنسى هو الذى يؤدى إلى الحلم الجنسى ثم الاحتلام بمخالطة الذكر للأنثى أو العكس، فليس الحلم هو السبب فى نزول السائل الجنسى.ولكن إذا أخذ الاستمناء صفة العادة والإسراف يتحول إلى ما يُعرف بالعادة السرية، وهذه العادة يقر الطب القديم والحديث بأضرارها
.. وإن كانت هناك بعض المبالغات من الطب القديم، والمتمثلة فى النتائج التالية: حدوث التوتر والقلق، الوهن، فقدان الذاكرة، فقدان الشهية، شحوب اللون، الضعف الجنسى.
أما الطب الحديث فيحصر الأضرار فى التالى: احتقان الأعضاء التناسلية، احتقان الحوض مما يؤدى إلى سرعة القذف وأحياناً ضعف الانتصاب، توقف الإحساس باللذة عند الرجل والمراة.
والجدير بالذكر أن هذه الأضرار وقتية يمكن التغلب عليها بمجرد الإقلاع عن هذه العادة.
طول العضو الذكرى وقصره فى ممارسة الاتصال الجنسى:
إن نمو العضو التناسلى له دلالة على البلوغ ، والحجم لا يهم والأهم هو القدرة الجنسية للعضو التناسلى للقيام بوظيفته وهذا ينطبق على العضو الذكرى "القضيب" لدى الرجل. فنموه لا يتطلب أن يكون كبيراً فى حجمه على غير المألوف أو الطبيعى، وإنما وظيفته وقدرته على الانتصاب كاملاً هى من متطلبات النمو الطبيعية وأن تكون الخصيتان صالحتين للعمل، فالمرء يولد وخصيتاه فى كيس الصفن المسئولتان عن إفراز الحيوانات المنوية. ووجودهما فى الصفن ضرورى قبل البلوغ لآداء وظائفها، أما إذا كانت خصية معلقة لابد من استشارة الطبيبي المتخصص فى مرحلة الطفولة المبكرة للتدخل السريع لأنها إذا بقيت داخل البطن إلى ما بعد البلوغ أصبحت دون فائدة تناسلياً.
أما الولد الذى يولد بخصية واحدة، فبإمكانه الإنجاب بشكل طبيعى، فخصية واحدة تكفى لإنجاب الأطفال.
والانتصاب ظاهرة صحية وطبيعية عند الشاب، لكنه قد يتأثر ببعض الأمراض، مثل: البول السكرى، السيلان، التهاب البروستاتا، أو أية أسباب أخرى عصبية.
ما هى أسباب تأخر النضج عند الفتاة؟
البلوغ ليس له سن محددة، فقد يكون ما بين الثانية عشرة إلى سن الخامسة عشرة، وبعد مرور هذه الفترة يعتبر تأخر فى النضج ولابد من عرض الفتاة حينها على طبيب متخصص لمعرفة أسباب التأخر. ومن بين هذه الأسباب:
- وجود بعض الأمراض التى تعوق عملية النمو وبالتالى تعيق الوصول إلى مرحلة البلوغ وتتطلب علاج طبى متخصص لكى تستكمل الفتاة خطوات النضج والنمو.
- الالتهاب الرئوى ..
- أمراض القلب.
- الأنيميا .. المزيد عن الأنيميا
- البول السكرى.
- اضطرابات الغدد الصماء، ومن علامات اضطرابات الغدد الصماء: قصر القامة أو الطول المفرط، البدانة الواضحة أو النحافة الشديدة (البدانة والنحافة على موقع فيدو)، عدم وجود شعر عانة أو وجوده بغزارة او فى مناطق اخرى من الجسم مثل الرجل والجذع والطراف والوه.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- اضطرابات الغدتين المجاورتين للكليتين.
حيث تفرز كل غدة من الغدد السابقة هرموناً واحداً أو مجموعة من الهرمونات، وأى خلل يحدث فيها يسبب متاعب عديدة وكبيرة للفتاة.
- انسداد غشاء البكارة، لكن الفتاة تمر هنا بمرحلة البلوغ بشكل طبيعى لكن دم الحيض لا يُرى (حيض داخلى) حيث يُحتبس الدم فى المهبل وتعانى الفتاة من آلام شديدة تزداد مع فترة نزول الدورة الشهرية. كما تظهر الآثار على شكل ورم أسفل البطن وأحياناً احتباس فى البول وهذا يستدعى ثقب غشاء البكارة لتصريف الدم المختزن.
نفسية المراهق:
إن الشخص فى مرحلة المراهقة يمر بطفرة فسيولوجية فى نموه تفوق كثيراً سرعة تطوره النفسى والعقلى والتى تكون بدرجات أقل من حيث النضج لذا يحاول أن يثبت هويته الخاصة فى جميع الميادين وبأى أسلوب سواء أكان صحيحاً يتقبله المجتمع أو خاطئاً ومنافياً لسلوكيات المجتمع.وتولد الفجوة التى تنشأ من الصراع بين الطفرة الفسيولوجية والقدرات الجسمانية وبين القدرات العقلية المحدودة إلى تكوين الشخصية وما يحدث لها من استمرار أو اضطراب سلوكى. ولمعرفة أسباب عدم الاستقرار النفسى لمراهق أو مراهقة لابد من معرفة بناء الشخصية من الناحية النفسية بوجه عام والتى يتفق فيها جميع الأشخاص على الرغم من الاختلاف فى طرق الحلول التى يصل إليها كل مراهق أو مراهقة لإحداث التكيف.
- تتكون النفس البشرية من:
- الإيد.
- الأنا.
- الأنا العليا.
تقع الإيد فى العقل الباطن أو اللاشعور وتحتوى على جميع الغرائز والدوافع البدائية.
أما الأنا فيقع جزء منها فى منطقة اللاشعور وجزء آخر فى منطقة الشعور, وهى تنظم بين احتياجات النفس والبيئة. فالأنا تنظم إشباع غرائز النفس حتى تناسبها مع البيئة والمجتمع كما أن لها القدرة على كبت الغرائز.
والأنا العليا يكون الجزء الأكبر منها فى منطقة الشعور ويسمى بالضمير والجزء المتبقى فى اللاشعور وهو المراقب العام لتصرفات الإنسان. ويؤثر على هذا المكون عوامل عدة فنموه أكثر من الطبيعى يؤدى إلى حالة مرضية تسمى الوسواس القهرى وفيها تحاسب أنا النفس المرء على كل شئ يغعله سواء أكان مناسباً أو غير مناسباً. وهل تم على الوجه الأمثل أم لا مما يدفع المرء إلى تكرار العمل محاولاً بذلك الوصول إلى درجة الكمال فيه لكى يستريح ضميره. أما إذا كان النمو أقل من الطبيعى فهو يؤدى إلى اللامبالاة ثم السيكوباتية, وسواء الإصابة بالوسواس القهرى أو اللامبالاة يكون نتيجة أنها تضع فى الدرجة الأولى القوانين والنظم البيئية مع التعاليم الدينية ثم تقوم بالاختيار بحيث يشبع هذا الاختيار الذات بما لا يتعارض مع المقام الأول.
الأنا (أو الإيجو) تمارس وظيفتها بأكثر من طريقة حتى تسيطر على غرائز النفس ودوافعها حتى ترضى الذات ومن أجل ذلك فهى تلجأ إلى وسائل عدة منها:
أ- الخيال: وهو أن يقوم المراهق بتنفيذ الرغبات والغرائز فى خيال الشخص التى لا يستطيع تنفيذها فى الواقع، وهذا الحل طبيعى وصحى طالما أن الشخص يعرف أنه خيال ليس إلا، ونجد أيضًا أن أحلام اليقظة هى نوع من الخيال ولكن لفترة طويلة أما إذا تم تصور الخيال على أنه الواقع فبذلك يكون قد تخطى الحدود الطبيعية للإنسان السوى ويصبح اسمها هلوسة.
ب- الكبت: هو كبح الغرائز إرادياً.
ج – التعويض: وهنا تقوم الأنا بتعويض النقص الموجود داخل الشخص بإظهار تفوق فى مجال آخر.
د- التقمص: ويلعب دوراً مؤثراً جداً فى تكوين شخصية الطفل والمراهق, حيث نجد المراهق يتصرف فى كثير من الأمور متقمصاً شخصية مثله الأعلى "الأب" أو المدرس أو البطل.
هـ- الإسقاط: تحميل الغير أسباب عدم إمكان تحقيق الرغبات والغرائز.
و- الانفصال: وهو فصل جزء من النفس عن الشخصية الأساسية بسبب احتوائها على رغبات مكبوتة ومشاكل غير محلولة وهو ما يسمى بانفصام الشخصية.
ذ- التحوير: أى تحويل الطاقة الغريزية إلى قنوات أخرى يتقبلها المجتمع مثل غريزة الأمومة عند النساء مثل عملهن كمربيات للأطفال أو طبيبات أو تحويل الطاقة إلى مجال كالقيام برياضة أو نشاط اجتماعى آخر.
س- التسويغ: وهو محاولة الشخص تسويغ عدم إمكانية تحيق رغباته لأسباب تفوق قدراته، ومسوغ الفشل هنا ناتج من اللاشعور أى أنه يختلف عن الكذب يتم على مستوى الشعور.
دور الأصدقاء فى حياة المراهق:
يلعب وجود الأصدقاء فى حياة المراهق دوراً أكثر أهمية من دور الأسرة، حيث ينساق وراء الأصدقاء. ويُصنف الأصدقاء إلى نوعين:
أ- أصدقاء حميدة.
ب- أصدقاء سوء.
فالتعلم والإدراك السليم لمتطلبات الحياة يتم من خلال المجموعة الحميدة من الأصدقاء، أما الانحرافات فيكون حليفها المجموعة الثانية سواء أكان المراهق يعيش فى إطار أسرى متماسك أو مشتت كما فى حالات الطلاق والانفصال .. ماذا عن الانفصال؟
وبما أن المراهق/المراهقة يعيش/تعيش حياة مثالية فى العالم الخاص بهما، تتولد لديهما الحساسية المفرطة فيكونا عرضة للإصابة بالاكتئاب النفسى والانحرافات السلوكية والجنسية مما يجعل أفكارهما مضطربة ومسيئة إلى الغير.
المراهقة المتأخرة:
هى مراهقة المُسن وهنا يُطلق عليه المراهق الكبير، وينشأ الاضطراب النفسى لعدم تقبل السن وعدم التكيف مع الحياة الجديدة ومع متطلباتها. فالمراهقة هى رفض ضمنى لها، والعلاج هنا يكون فى صورة تعويضية لما كان يفعله فى حياته من قبل مثل:
- التعويض بالعمل، لشغل أوقات الفراغ بعمل إيجابى ووسائل الترفيه المثمرة للتأكيد المستمر على وجوده وكيانه.
- التعويض بتعميق الإحساس لديه بأنه مفيد والكل محتاج له.
- التعويض بتحقيق الاكتفاء الاقتصادى لنفسه.
- التعويض باستمرار وجود الصلة بين الأمهات والآباء والأبناء.
- التعويض بقضاء الأوقات السعيدة.
عاتق مسئولية المراهقة:
بما أن المراهقة هى مرحلة إبراز الشخصية، فيكون عاتق هذا الإبرازعلى الشخص المراهق نفسه حيث يكون من مسئوليته تطوير النفس الذى يكون إما للأفضل أو للأسوأ الذى يتحدد بناء على تفاعله واختلاطه بمن يحيطون به، كما يقع عاتق إبراز شخصيته على المجتمع لأنه يعيش بداخله، فإما أن يخلق لنفسه مجتمعاً آمناً ومستقراً أو بيئة مزعجة ومقلقة له.
والترتيب التصاعدى لهذه المسئولية يتدرج كالتالى:
- المراهق/المراهقة
- الأسرة
- الأصدقاء
- المجتمع بكافة قنواته المتعددة