بقلم د/ مهدى محمد القصاص
ينظر إلى التعليم الإلكتروني على أنه الثورة الحديثة في أساليب وتقنيات التعليم والتي تسخر أحدث ما تتوصل إليه التقنية من أجهزة و برامج في عمليات التعليم، بدءاً من استخدام وسائل العرض الإلكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية و استخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعلم الذاتي، وإنتهاءاً ببناء المدارس الذكية و الفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى من خلال تقنيات الإنترنت ومؤتمرات الفيديو .
ويعرف التعليم الالكتروني بأنه طريقة للتعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من الكمبيوتر وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث و مكتبات إلكترونية، وكذلك محركات البحث(Google, yahoo, AltaVista, looksmart) سواءً أكان التعليم عن بعد أم في الفصل الدراسي. ويبين أن أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمدرس، والتعليم الإلكتروني مفهوم تدخل فيه الكثير من التقنيات والأساليب . فالمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة .
ومما لا شك فيه أن الشبكة العنكبوتية (World Wide Web) تعد وسيطا تفاعليا أكثر من غيرها من الوسائط. فعلى سبيل المثال, يمكن استخدام مدخل التعليم عن البعد القائم على استخدام الشبكة العنكبوتية Web-based Distance Learning في تقديم مقررات متكاملة لعدد كبير من الطلاب المتباعدين جغرافياً مما يتغلب على مشكلات مرتبطة بتوفير كوادر التدريس المتخصصة وتوفير مصادر التعلم اللازمة وتوفير الأماكن اللازمة للتدريس لعدد كبير من الطلاب في آن واحد. حيث تتميز مقررات التعليم التي يتم توصيلها من خلال الشبكة العنكبوتية بإمكانية الوصول إلى طلاب غير تقليدين مثل الطالب الذي يدرس بمنزله أو الذي يقطن بمنطقة آنية. كما يمكن للطلاب التقليديين - هم الآخرين الاستفادة – من المقررات الإلكترونية عندما لا يكون المقرر متوافراً بالمدرسة أو الجامعة التي يدرسون بها.
فالشبكة العنكبوتية تقدم الكثير من الأوراق البحثية وفصول الكتب والكتب الكاملة والتقارير والمواد السمعية والفيديو والأدوات والمناقشات... الخ, مما يمكن استخدامه في الموضع التعليمي, حتى إن بعض مقررات الجامعة موجودة على الشبكة العنكبوتية مجاناً. وبالرغم من ذلك فإن تلك المصادر وحدها لا تفيد المقرر , فهي لا تفي وحدها بتزويد الطلاب بمسار عملية التعلم. فالطلاب بحاجة إلى إطار عام يمكنهم من خلاله التعلم , كما يقدم لهم الإرشاد اللازم لاستخدام تلك المصادر ولابد للمحاضر أن يبذل الجهد لجعل المصادر المتوفرة مناسبة لأهداف التعليم .
ويرى العديد من الباحثين بأهمية بناء بيئات تعلم الكترونية تحوى الكثير من فرص التعلم التى تقدمها للمتعلمين. وينطلق هؤلاء الباحثين من خلفية نظريات التعلم التى تؤكد على الحاجة والقيمة المتضمنة فى بيئات التعلم التى تقدم نشاطات مشركة للتلاميذ. حيث يجب أن يحظى التلميذ بالفرصة الكافية لبناء المعرفة وليس مجرد التعرض لعملية انتقال المعرفة .
وتتميز تكنولوجيا الإنترنت - عن غيرها - بقدرتها على تحسين الأشكال التقليدية للتعليم عن بعد, من خلال زيادة التواصل. فهى تكنولوجيا تمكن من تيسير وتفريد Individualization وتعاونية Co-operation التعلم. ويشير "جوناردينا وماك إيساك" Gunawardena & McIssac فى هذا الصدد إلى أن "استخدام تكنولوجيا المعلومات Information Technologies يساعد على جمع المتعلمين معا, وذلك من خلال إزالة حدود الزمان والمكان للمتعلمين ذاتيا والمتعلمين عن بعد".
وتتطلب بيئة التعلم الإلكترونية موضعا بنائيا للتعلم حتى تكون بيئة صحية. ففى الفترة التى سبقت عصر التدفق المعلوماتى غير المحدود – الذى نعيش تحت مظلته, كانت المقررات تقوم على شكل تعليمى يقوم المعلم من خلاله بتوصيل المحتوى من خلال التكنولوجيا المتاحة - مطبوعة كانت أم سمعية أم مرئية. لذا فقد كان المتعلم سلبيا؛ حيث كانت الفرص ضعيفة للغاية لأن يقوم المتعلم بطرح أسئلة أو للتفكير المستقل أو للتفاعل بين التلاميذ. أما فى ظل تكنولوجيا الإنترنت, فإن هناك تحولا نحو بيئة تعلم مرتكزة حول المتعلم Learner-centered Environment, تقوم على فكر المدرسة البنائية Constructivism فى التعلم (والتى أساسها أن المتعلم يقوم ببناء معرفته أثناء محاولته للإلمام بالخبرة). فما نعرفه يعتمد على نوعية الخبرات التى لديناPrevious Knowledge وكيفية تنظيم الخبرات الجديدة مع تلك البنى المعرفية الموجودة سلفا. وفى ظل هذا الطرح, يلقى "كيتى كامبل" Katy Campbell
الضوء على ثلاثة مبادئ بنائية لتصميم المقرر الإلكتروني:
ان يهتم التعليم بالخبرات والقناعات والبني المعرفية التي يحظي بها المتعلم بالفعل
يجب أن يتم بناء التعليم بحيث يكون من السهل فهمه وتعديله من قبل المتعلم
يجب تصميم التعليم لتيسير الاستكشاف والاطلاع والتوسع
المصادر
1- هشام غراب, وآخرون, دور أساتذة الجامعات فى (التعليم الإلكترونى) ضمن إطار ضمان الجودة, الجودة فى التعليم العالي, ديسمبر, 2006, ص73
2- Koppel man &Dijk, Inherent Flexibility of a Web-based Course in User Interface Design, University of Twenty, the Netherlands, 2003, pp321-323.
3- Hong,k.et.al,Students' Satisfaction and Perceived Learning with a Web-based Course, Faculty of Cognitive Sciences, Human Development, University of Malaysia Sarawak, Malaysia, Educational Technology & Society vol6, n1, 2003, pp1-2.
4- Boulton, J. Web-Based Distance Education: Pedagogy, Epistemology, and Instructional Design, University of Saskatchewan, 2002, pp3-7.