مغص الرضيع.. نصائح لتخفيفه

* إعداد: محمد عبود السعدي

لا يندر أن يصاب الأطفال الرضع، لاسيّما قبل سن 6 أشهر، بأنواع مختلفة من المغص المعوي. وأكثر الحالات غير خطيرة، لكن ينبغي الإنتباه لبعضها، والتصرف إزاءها.
تشير الإحصاءات الطبية إلى أنّ المغص المعوي شائع بين الأطفال الرضع، حيث يصيب 20 في المئة من بينهم. وطبعاً، تشكل تلك الإصابات مصدَر قلق لوالدي الطفل، لاسيّما أُمّه، وذَويه. لكن، ينبغي القول إنها، في أغلبيتها، ليست خطيرة، وتختفي من تلقاء نفسها شيئاً فشيئاً، بدءاً من سن 3 أشهر، وتتلاشى تقريباً نهائياً عندما يصل الرضيع إلى سن 6 أشهر. هذا عن النهاية. أمّا البدايات، فغالباً ما تَظهر في سن أسبوعين إلى 3 أسابيع.

- أسباب مبهمة:

أمّا أسباب المغص، فمبهمة، ولم يتمكن العلم، حتى الآن، من تحديدها بدقة. على الرغم من ذلك، تؤكد الفرضية الأكثر إنتشاراً أن أسباب المغص بسيطة: الجهاز الهضمي للرضيع غير مكتمل بعد، لاسيّما المعدة، ما يفضي إلى أنواع مختلفة من الآلام. فقبل الولادة، وهو جنين، يكون اعتاد نظاماً غذائياً وهضمياً مختلفاً تماماً، قائماً على التغذية "المباشرة" من خلال الحبل السري والدم. ثمّ، فجأة، عليه الإعتياد، ولو تدريجياً، على الرضاعة، وهضم الحليب، وتمثيله، سواء أكان حليب الأُم (وهو الأفضل) أم حليب الرضاعة الصناعي. لكن، ينبغي القول إنّ هذا التفسير، على الرغم من شيوعه، لا يحظى بإجماع العلماء والباحثين. فكثيرون من بينهم يؤكدون أنّ الأمر ليس في تلك البساطة، وأن من المحتمل وجود أسباب أخرى، فيزيولوجية، تؤدي إلى المغص المعوي.

- الأعراض:

في المقابل، لا يختلف طبيبان أو عالمان على القول إنّ المغص لا يعد مغصاً، من المنظور الطبي، إلا إذا كان الطفل في صحة جيِّدة، وبوزن طبيعي بالقياس إلى عمره. ففي الحالات الأخرى، قد يكون المغص أحد أعراض حالة مرضية حقيقية. وعموماً، تحصل حالات المغص بعد إرضاع الطفل بمدة معيّنة، وعلى الأكثر مساءً، أو في نهاية العصر، وأحياناً أقل بعد الظهر ومن أعراض المغص الإعتيادي، أي الذي لا يدخل في إطار حالة مرضية أخرى، يشار إلى العلامات التالية:
- يبكي الرضيع.
- يثني ركبتيه نحو بطنه.
- يكون مضطرباً أثناء النوم.
- ينتفخ بطنه، وربّما يصبح صلداً عند لمسه.
- تكثر عنده الغازات.
- في المقابل، يظل بُرازه طبيعياً بالنسبة إلى رضيع في مثل تلك السن، يتغذى على الحليب وحسب (حيث يكون برازه على العموم مائعاً، شبه سائل، وضارباً إلى اللون الأصفر، عدَا عن الأيام الأولى، إذ يكون اللون بالأحرى ضارباً إلى الأخضر).
في تلك الحالات، يُستحسن إستشارة طبيب، لا من أجل علاج المغص، في حد ذاته (بما أنّه غير خطير، وعلى الأكثر يزول تلقائياً بدءاً من سن 3 أشهر، إلى 6 أشهر على الأكثر)، إنّما بغية التأكد من أنّه فعلاً مجرد مغص معوي، وليس أحد أعراض إصابة أخرى، أشد وطأة وأكثر تطلباً لعلاج شاف.

- نصائح:

لكن، عدَا عن إستشارة الطبيب، تنفع النصائح الآتية في تخفيف حدّة مغص الرضيع، وتهدئته:
1- إعطاء الرضيع حماماً ساخناً في المساء ( مع الحرص على ألا تتجاوز درجة حرارة الماء الحدود المعقولة).
2- أثناء نومه، يمكن أن تضعي على بطنه كيس ماء ساخن (لكن ليس ساخناً أكثر من اللزوم). ويفضل أن يحتوي الكيس على نوى الكرز. وهذه وصفة شعبية قديمة، وليست طبية. إذ لوحظ أن وضع نوى فاكهة الكرز مع الماء الساخن، في كيس ماء، يؤمن نتائج أفضل.
3- دلكي برفق بطن طفلك، في اتجاه عقارب الساعة.
4- يفضل "تقميط" الطفل بـ "قماط" من القماش القطني الناعم، أي ربطه بحيث لا يستطيع ثني ركبتيه.
5- تنزيه الطفل بانتظام خارج البيت، بوضعه على عربة الاطفال، والمشي معه ولو ثلث أو نصف ساعة، لتهدئته.
6- هدهدة الطفل بين اليدين، أو في مهده، ينفعان كثيراً.
7- خففي شدة الضوء في غرفة الطفل، واحجبي عنه الضجيج والأصوات المرتفعة.
8- يمكن أيضاً إجلاس الطفل بضع دقائق على ماكينة غسيل (للملابس أو الصحون)، وهي تشتغل، طبعاً مع الإمساك به جيداً، ومراقبته، وعدم تركه وحده لحظة. فاهتزازات الماكينة تسهم في تهدئة ألم المغص، والمبدأ نفسه ينطبق على السيارة، إجلاس الرضيع في مقعده، والقيام بنزهة في السيارة، يمكن أن يسهم في تخفيف ألمه الناجم عن المغص.
9- ثمة وسيلة أخرى، يقال إنها فاعلة جداً لتهدئة آلام المغص، لكنها تتطلب شيئاً من الصبر، فضلاً عن ذراع متينة قوية، على العموم ذراع الأب أكثر من الأم، إذ تنصب على تنويم الطفل على بطنه على ساعد الأب، مع ترك رأسه يميل قليلاً الى أمام، متكئاً على راحة يد الأب، ورجليه ملتفتين حول الساعد في منطقة العكس. وبعد استلقاء الطفل في تلك الوضعية، يقوم الأب بهدهدته برفق، يميناً ويساراً، ورفعه وخفضه قليلاً الى الأعلى والأسفل، والمشي في أرجاء البيت أو الغرفة، لبضع دقائق، إن تحملت عضلات ساعده الاستمرار فيتحمل ثقل الطفل، فمن محاسن الوسيلة، عدا عن تهدئة ألم مغص الرضيع، أنها تسهم أيضاً في تقوية ذراع البالغ الذي يؤديها (الأب، أو ربما حتى الأم إن كانت رياضية ويمكنها حمل طفلها على ساعدها، أو أي بالغ آخر من الأسرة).

تغيير الحليب

وبطبيعة الحال، يحض الأطباء بشدة على التفكير في حل آخر، ينصب على تجربة تغيير نوعية الحليب الذي يتناوله الطفل، إن لم يكن حليب الأم. فبعض أنواع الحليب قد تشكل عوامل مساعدة، وليس بالضرورة المسببات المباشرة للمغص. هكذا، لا يندر أن ينصح الطبيب باستعمال حليب خاص، تكون فيه نسبة سكر الـ "لاكتوز"(أو الـ "لبنوز" منخفضة)، ما قد يؤدي الى إزالة المغص المعوي، وليس فقط تهدئته.

- حليب الأُم أم الصناعي:

وقد تسأل سائلة: هل يصيب المغص المعوي الرضع المتغذين على حليب الرضاعة أكثر، أم حليب الأُم؟ في الواقع، بحسب ما تشير إليه الإحصاءات الطبّية، فإنّ حالات المغص الكلوي تصيب الفئتين بشكل متساوٍ، ما يدعو إلى الظن أنّ المشكلة لا تتعلق بمنشأ الحليب (حليب الأُم الطبيعي أم حليب العلب الصناعي)، إنّما حقاً في طبيعة الجهاز الهضمي لكل طفل، ودرجة إكتماله، الأقل عند بعض الرضع بالقياس إلى غيرهم في السن نفسها.
لكن، لا داعي للقلق. إذ يؤكد الأخصائيون أن مَسار إكتمال الجهاز الهضمي مختلف، وبشكل طبيعي جدّاً، من طفل إلى آخَر، وأنّ الطفل الذي يعاني "تأخُّراً" في هذا الشأن، سرعان ما يتخطّاه، بحيث يصبح أنبوبه الهضمي، في سن 6 أشهر، مشابهاً من حيث درجة الإكتمال لمَا هي عليه الحال لدى أقرانه في السن نفسها.

المصدر: www.balagh.com
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,867,601

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters