كيف تحمي الاطفال والمراهقين من أخطار شبكة الإنترنت؟
منذ ان عرف الناس في مختلف انحاء العالم شبكة الانترنت والخدمات التي تقدمها بغثها وسمينها وهم يتساءلون عن الاخطار التي تتضمنها تلك الشبكة الجديدة خاصة وانها قد تطورت بحيث اصبح في مقدور الجميع التعامل معها, كما ان تنوع الخدمات المقدمة من خلالها خاصة في برامج الحوارات والدردشةوتبادل الملفات والرسائل الالكترونية البريديةوغيرها من الخدمات الاخبارية والتعليمية والتثقيفية قد ساهم في تعزيز تلك المخاوف,ويضع الكثير من اولياء امور الاطفال ايديهم على قلوبهم عند تصفحهم للشبكة مع اطفالهم او عند قيام أبنائهم بشكل مستقل بتصفح الشبكة وما يمكن ان يصادفوه من مواقع اباحية وغير اخلاقية قبيحة اضافة الى ما تحفل به تلك الشبكة من مواقع فكرية وعقائدية واجتماعية تمثل خطورة على الأطفال والشباب المراهق من الجنسين, وقد اجتهد الكثيرون من الباحثين والمتخصصين في شئون الشبكة للوصول الى طرق وخطوات مقبولة لمراقبة تعامل الاطفال والمراهقين مع تلك الشبكة وما تحمله في مساربها وطرقها المتشعبة من مواقع خطرة او غير مقبولة.
واوضحت مجموعة من المواقع المتخصصة في الحماية خاصة في حماية الاطفال من الشبكة ان هناك عشر طرق يمكن من خلالها تقليل الحد الادنى من اضرار التعامل مع الانترنت, اذ يبدو ان ترك الاطفال والمراهقين خاصة من ذوي الاعمار الصغيرة يمارسون العمل بحرية في الانترنت هو اكثر مايقلق الاباء والامهات خوفا على ابنائهم اثناء تجوالهم في الشبكة وقد عملت (الجزيرة) جاهدة للبحث عن تلك الطرق الخاصة في الشبكة وجمعت بعض المعلومات والاراء التي يمكن ان تساعد اولياء الامور في مواجهة تلك الاخطار, وهي كما يلي:
المعلومات الشخصية على الشبكة:
يجب على اولياء الامور ابلاغ الاطفال والمراهقين باهمية عدم ارسال اوتبادل اية معلومات شخصية مثل الاسم ومكان الاقامة ورقم الهاتف اوحتى رقم البطاقة الشخصية او ارقام الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان اضافة الى عدم افشاء البريد الالكتروني وكلمات السر للدخول على الشبكة التي يمكن لبعض المخربين الاستفادةمنها, كماينبغي عدم ترك اية صور شخصية على اجهزة الكومبيوتر المستخدمة في الاتصال بالشبكة وذلك لسهولة اختراقها والاستيلاء على بعض الملفات المهمة منها, اذ يمكن ببساطة استغلال تلك الصور وترويجها على الشبكة بعد ادخال التعديلات عليها بهدف تشويه سمعة اصحابها او وضعهم في هيئة غير اخلاقية من خلال برامج معالجة الصور, وكان بعض ضحايا الانترنت الذين قد تعرضوا لعمليات سطو على محتويات اجهزتهم قد تم تداول صوره على نطاق واسع وتم تحوير بعض تلك الصور وتركيبها على هيئات فاضحة او مشوهة بهدف ايذاء اصحابها الاصليين او تبادلها في منظمات او مواقع مشبوهة.
منع مقابلة أصدقاء الشبكة:
ينبغي عدم السماح للاطفال او المراهقين بمقابلة من تعرفوا عليهم من خلال الشبكة لوحدهم وعدم السماح لهم بالثقة بمن يتعاملون معهم من خلال الشبكة, وربما يعزى ذلك الى ان الكثيرين ممن يرتادون الشبكة خاصة في غرف الدردشة CHAT يطلقون على انفسهم اسماء وهميةوبعضها قد يكون جذابا بهدف جذب اكبر المستخدمين او المتحادثين في الغرفةلهم, خاصةوان بعض الحوادث التي وقعت في الولايات المتحدة الامريكية قد اشارت الى ان بعض مرتكبيها هم ممن تعرف عليهم بعض الاطفال والمراهقين من خلال الشبكة وكانوا اصحاب سلوك اجرامي او مشبوه, وفي هذه النقطة بالذات يجب على اولياء امور الاطفال والمراهقين تحذيرهم من مقابلة من تعرفوا عليهم من خلال الشبكة.
متابعة التهديدات:
يجب على اولياء الامور احاطة الاطفال والمراهقين بابلاغ ابائهم باية تهديدات او ازعاج يأتيهم عن طريق الانترنت سواء في المحادثات او عبر البريد الالكتروني, ولعل مايبرر ذلك هو تقبل الكثير منهم لمبدأ التعرف على كل من يراسلونهم بهدف التعارف ويمكن ان يتعرضوا خاصة في غرف الدردشة او برامج الارتباط اللحظي على الانترنت مثل برامج mirc و icq من رسائل بذيئة وغير مؤدبة, ومن الواجب على الاباء حماية البرامج التي يستخدمها الاطفال من خلال وضع برامج للحماية تمنع كشف رقم المستخدم ال ip او بريده الالكتروني لمنع وصول الملفات المشبوهة والتي قد تحتوي على فيروسات مضرة او ملفات لمشاهد فاضحة.
مراقبة سلوك الأطفال:
على اولياء الامور مراقبة الاطفال وسلوكهم عند استخدام الانترنت وذلك بهدف منعهم من الدخول الى مواقع اباحية اوخطرة ومشبوهة وعدم تركهم يتصفحون الانترنت لوحدهم او وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف يمكن من خلاله مراقبة الاطفال والمراهقين ومتابعة المواقع التي يتصفحونها مع تركهم ينعمون بحرية محدودة في التصفح ولكن عن طريق المتابعة عن بعد.
الحفاظ على كلمات السر:
عدم منح الاطفال كلمة السر الخاصة بالانترنت: وذلك بهدف منعهم من استخدام الشبكة في اوقات لايمكن للاسر متابعتهم ومنعهم من استخدام الشبكة في اوقات غير مناسبة تتيح لهم الهروب من رقابةومتابعة سلوك ابنائهم على الشبكة, اضافة الى عدم امكانية سرقتها من خلال من يتعاملون معه في الشبكة وذلك لان الاطفال بطبعهم يميلون الى البساطة وعدم الحرص ويمكن أن يقوموا بافشاء تلك الكلمات السرية لتقع في ايدي من يبحث عنها.
المشاركة في العمل:
يفضل ان يشارك الوالدان او احدهما أطفاله في العمل على الشبكة وذلك بهدف تعليمهم على الاستخدام الامثل لها من جهة ومتابعتهم من جهة اخرى ومعالجة اية مشاكل قد يصادفونها اثناء التجوال في الشبكة.
برامج المرشحات:
استخدام بعض البرامج المساعدة في ترشيح المواقع او ال proxy خاصة في البيئات التي تتيح الدخول على المواقع من غير مراقبة وتشفير للمواقع والتي يمكن من خلالها حظر الدخول على مواقع معينة تبدأ بكلمات معينة مثل الجنس او المخدرات او الارهاب او المنظمات وغيرها من الكلمات المفتاحية التي يقوم البرنامج بمنع الدخول اليها عند طلب التوجه اليها من خلال المتصفح,وهناك الكثير من البرامج الفعالة في هذا الغرض ومن بينها برنامج سيبير باترول وسورفواتش وهناك اكثر من 11 برنامجاً يمكن الحصول عليها سواء عن طريق الشراء او تنزيله عبر الشبكة لمنع الدخول على المواقع غير المرغوبة.
متابعة وتدقيق رسائل البريد الإلكتروني:
يمكن للكثيرين من خلال خدمات الاتصال اللحظية والبريد الالكتروني ارسال بعض الشفرات او الرسائل التي تحتوي رموزاً معينة قد تعني في الكثير من الأحيان كلمات بذيئة او طلب مقابلة في موقع معين او حتى طلب المقابلة في مكان ما, وهنا يجب على الاسر متابعة رسائل البريد الالكتروني باستمرار وعدم ترك الحرية للاطفال من قراءة البريد لوحدهم.
منع المجموعات:
يجب منع الاطفال من المشاركة في المجموعات: وذلك على سبيل المثال مجموعات الاخبار او المجموعات المتنوعة التي تحتوي على الكثير من الافكار التي لاينبغي عليهم الاطلاع عليها لانها قد تتسبب في تشويش افكار الاطفال وتعويدهم على افكار قد تكون غير مقبولة من بعض الاسر.
لا للكميرات :
عدم السماح للاطفال باستخدام وسائل اتصال مساعدة في الانترنت: وذلك على سبيل المثال كميرات الانتر نت التي يمكن من خلالها مشاهدة الطرف الآخر المتصل خاصة عندما يكون الطرف الاخر من البالغين الذين يمكن ان يقوموا باعمال غير اخلاقية ستؤثر على عقلية الاطفال وتساعد الطرف الاخر على مشاهدتهم والتعرف عليهم, كما ان بعض المواقع الخاصة باستخدام تلك الكميرات الرقمية تتيح عرض بعض المشاهد الفاضحة من بعض المستخدمين البالغين, ولذايجب على اولياء الامور عدم ترك الاطفال والمراهقين علىحد سواء باستخدام تلك الوسائل لوحدهم.
وقبل ان ننتهي من هذا التقرير فلابد من الاشارة الى ان الكثير من الاسر واولياء الامور قد يعرفون اهمية تلك النصائح السابقة ولكن يبقى المهم هو المتابعة المستمرة للابناء سواء اكانوا اطفالا اومراهقين كما يجب التأكيد على انه على الرغم من وجود اخطار محدقة بمن يستخدم الشبكة فانها بلا شك تحفل بالكثير من الخدمات والمعلومات التي تساهم في تعزيز مدارك الأطفال والمراهقين والكبار على حد سواء.