أهمية التوجيه والإرشاد المهني
تحتل عملية التوجيه والإرشاد المهني موقعاً مركزياً بالنسبة للحياة المهنية، وتعتبر ركيزة أساسية للنجاح على الصعيدين الفردي والاجتماعي. ولعل الحاجة لوجود التوجيه والإرشاد المهني المنظم والمبرمج وفق الأسس والقواعد العلمية السليمة تبدو ماسة وملحة اليوم نتيجة التطور المتسارع في تقنيات العصر وما يصاحب هذا التطور من تغيرات سريعة في المحيط الإنساني لاسيما مع وضع العولمة والانفتاح.
وليست هذه الحاجة مقتصرة على التوجيه المهني لمن انخرطوا في سوق العمل أو من هم على وشك، وإنما يجب التركيز على إعادة صياغة وبرمجة عملية التوجيه والإرشاد المهني لتبدأ من السنوات التأسيسية للفرد أي في مرحلة ما قبل الدراسة، مروراً بالمدرسة بمراحها الثلاث وما بعدها بحيث تهدف هذه العملية لتمكين الفرد من تحديد ميوله ورغباته وقدراته، ثم اختيار المهنة الأكثر ملاءمة له والأكثر تناغُماً مع شخصيته.
إن صياغة برامج التوجيه والإرشاد المهني بالصورة السليمة تبعاً للمرحلة العمرية للفرد وفقاً للاحتياجات والإمكانات المتوفرة، في حد ذاته إجراء كفيل بالسيطرة على عدة مشاكل يعاني منها المجتمع اليوم، وعلى رأس هذه المشاكل:
1. التسيب والتسرب من التعليم. 2. الفشل والرسوب وضعف التحصيل. 3. فقدان الفرد لقدرته على التكيف مع المحيط الاجتماعي. 4. بروز مشكلات الصحة النفسية بكافة أشكالها وأنماطها. 5. عدم الانضباط الوظيفي. 6. عدم الاستقرار الوظيفي. 7. ضعف الإنتاجية وتدني مستويات الأداء. 8. كثرة الإحباطات والاعتلالات النفسية. 9. بروز المشكلات السلوكية ومظاهر الانحراف. 10. ضعف الدافعية نحو العمل والإنتاج.
لقد أشارت العديد من الدراسات المتخصصة، بل وأثبتت أن تفعيل برامج التوجيه والإرشاد المهني منذ الطفولة يلعب دوراً بالغ الأثر في تعميق الاتجاهات نحو العمل واحترامه وتقدير ممتهنيه من خلال اعتماد أساليب وطرق متعددة تعمل على اقتحام ذات الفرد في مواقف عملية حية مؤطرة معرفياً، ومرشدة عملياً، تمكن من توفير أسس الاتجاه السليم للناشئ عن طريق تكوين عادات صحيحة وتشكيل مفاهيم سليمة تجاه العمل وممتهنيه.
وتبدو أهمية هذا التوجه بصورة حيوية في بلدان العالم الثالث والدول النامية حيث تتراكم لدى العديد من الأفراد مشاعر العداء والاستخفاف بالمهن، وعلى الأخص تلك التي يبدو عليها الطابع الخدمي والتي هي أكثر شيوعاً وانتشاراً.
ومن حسن الحظ، أن هذا المفهوم السلبي وهذه التركيبة العليلة يمكن أن تُخلخَل وأن تُكسر حواجزها النفسية من خلال تحسين الصورة الواقعية وخلق النموذج المعاش الذي من شأنه أن يزيح مظاهر الازدراء والاحتقار تجاه تلك المهن وتجاه العاملين فيها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
1. التمكين من كل الاشتراطات العلمية الصحيحة وتوفير الأدوات والأجهزة والمباني وفق خطط مدروسة وذات جدوى اقتصادية. 2. توفير بيئة طبيعية واجتماعية وسياسية سليمة قادرة على توفير أسس الانتماء والمواطنة والتشجيع على العمل والإنتاج وفق منطلقات الحرية والعدالة ومبادئ تكافؤ الفرص. 3. توفير الهياكل الإدارية المهنية والسياسية القادرة على قيادة العمل ورعاية منتسبيه والدفاع عن حقوقهم، والتأكيد على القيم الإيجابية وحفظ شرف المهنة.
هذه الشروط الأساسية مهمة في تعزيز دور التوجيه والإرشاد المهني في تحقيق وتفعيل دور الشباب في بناء مجتمعهم وتنمية وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم بصورة إيجابية. ومن خلال مهمة التوجيه والإرشاد المهني يتم تمكين الفرد من الاستبدال والإحلال والتغيير من مجال لآخر ضمن إطار خارطة علمية تأخذ في اعتبارها هذا التعديل والتغيير المهني بما يمكن أن يقي الفرد من أية آثار سلبية قد تنجم عن حدوث الإحباطات أو الفشل أو التعثر.
|
|
نشرت فى 10 سبتمبر 2011
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
19,261,126
أحمد السيد كردي
هل تعرف أن بإمكانك التوفير بشكل كبير عند التسوق الالكتروني عند إستعمال اكواد الخصم؟ موقع كوبون يقدم لك الكثير من كوبونات الخصم لأهم مواقع التسوق المحلية والعالمية على سبيل المثال: كود خصم نمشي دوت كوم، كود سوق كوم وغيرها الكثير.
..
تابعونا على حساب موسوعة الإسلام و التنميه
ومدونة
..
تابعونا على حساب