التفويض في الإدارة الحكومية (دراسة ميدانية لإتجاهات المديرين لمستوى الإدراك والمهارات والمعوقات)/ أيمن "محمد خير" أحمد برقاوي، إشراف: نعيم نصير، إدارة عامة، جامعة اليرموك، أربد الأردن، ماجستير 1997.

ملخص الدراسة: هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع عملية تفويض الصلاحيات في مراكز الوزارات في المملكة الهاشمية من حيث إدراك المديرين هناك لمفهوم التفويض ودرجة مهارتهم في ممارسة هذه العملية وآرائهم حيال كل من إتجاهات المديرين نحو مرؤوسييهم والدوافع الشخصية للمديرين والعوامل التنظيمية المعيقة لعملية التفويض في مراكز الوزارات.

كما هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية لردجة إدراك المديرين لمفهوم التفويض ودرجة مهارتهم في ممارسة عملية التفويض وآرائهم حول العوامل المعوقة لهذه العملية تعزى للمتغيرات الشخصية للمديرين من حيث (الجنس، والعمر، والمسمى الوظيفي، والمؤهل العلمي، وعدد سنوات الخبرة، وعدد العاملين تحت إشراف المديرين).
وهدفت الدراسة كذلك إلى التعرف على نوعية علاقات الارتباط بين أبعاد الدراسة المتمثلة في (إدراك مفهوم التفويض، مهارة ممارسة عملية التفويض، ومعوقات عملية التفويض).
وقد تكون مجتمع الدراسة من المديرين في مراكز الوزارات في العاصمة عمان ممن يشغلون مناصب ذات مسميات وظيفية (مدير دائرة، ورئيس قسم( والبالغ عددهم (1007)، حيث قام الباحث بسحب عينة طبقية عشوائية منهم مكونة من (461) فردا يشكلون ما نسبته 45% من مجموع مجتمع الدراسة وقد روعي في عملية اختيار العينة التوازن في تمثيل الوزارات.
وقام الباحث باستخدام استبانة مصممة لغايات الدراسة اشتملت على (35) فقرة وزعت على أفراد العينة وتم استرجاع (410) استبانة، وبعد استبعاد استبانيتن لعدم اكتمال تعبئتها، تم إعتماد (408) استبانة للتحليل بنسبة (88.5%) من حجم العينة.
تم تحليل البيانات باسخدام البرنامج الإحصائي + SPSSLPC  واستخراج التكرارات والنسب المئوية وحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، وتحليل التباين الأحادي (Anova) واستخراج معاملات الارتباط.
وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:
1- تمتع المديرين بدرجة متوسطة من الإدراك لمفهوم تفويض الصلاحيات بشكل عام وبوسط حسابي عام (33.56)، مع إدراكهم العالي لستة من جوانب التفويض العشرة المبحوثة.
2- وجود درجة متوسطة من المهارة لدى المديرين في ممارسة عملية تفويض الصلاحيات بشكل عام وبوسط حسابي (23.04) مع تمتعهم بمهارة عالية في ممارسة ثلاثة من المهارات السبعة المبحوثة.
3- اعتبر المديرون أن الأنواع الثلاثة من معوقات عملية تفويض الصلاحيات المبحوثة هي معوقات بدرجة متوسطة، كما بينت الدراسة أنه يمكن إضافة الدرجتين المتوسطتين لمستوى إدراك المديرين لمفهوم التفويض ومهارتهم في ممارسة عملية التفويض إلى جملة معوقات هذه العملية.
4- يرى المديرون أن هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها تفعيل عملية تفويض الصلاحيات، من أهمها المواظبة على تدريب المسؤولين ورفع كفاءتهم، وإيجاد الثقة بين الرئيس والمرؤوس من خلال التعامل الواضح والصؤيح، واختيار الموظفين الجيدين ووضعهم في الأماكن المناسبة لكفاءاتهم، وتحديد المهام والصلاحيات بدقة.
5- هناك فروقات ضئيلة في مدى إدراك المديرين لمفهوم تفويض الصلاحيات تعزى إلى متغير عدد من العاملين تحت إشراف المديرين ولم تتوصل الدراسة إلى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية في مدى الإدراك تعزى إلى المتغيرات الشخصية الأخرى للمديرين.
6- لم تتوصل الدراسة إلى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية لمدى مهارة المديرين في ممارسة عملية تفويض الصلاحيات تعوى للمتغيرات الشخصية للمديرين.
7- يرى المديرون من ذوي المؤهلات العلمية (ثانوية عامة، ودبلوم متوسط) أن إتجاهات المديرين نحو مرؤوسييهم تعتبر معوقا لعملية تفويض الصلاحيات أكثر من المديرين ذوي المؤهلات العلمية (بكالوريوس وماجستير).
8- يرى المديرون من ذوي الفئة العمرية (30 سنة فما أقل) والمسمى الوظيفي (رئيس قسم) أن الدوافع الشخصية للمديرين تعتبر معوقا لعملية تفويض الصلاحيات أكثر من المديرين من ذوي الفئة العمرية (46-50 سنة) والمسمى الوظيفي (مدير دائرة).
9- يرى المديرون من ذوي المسمى الوظيفي (رئيس قسم) والمؤهل العلمي (ثانوية عامة، ودبلوم متوسط، وبكالريوس) والذين يعمل تحت إشرافهم (10 مرؤوسين فأقل) أن العوامل التنظيمية تعتبر معوقا لعملية تفويض الصلاحيات أكثر من المديرين ذوي المسمى الوظيفي (مدير دائرة) والمؤهل العلمي (ماجستير) والذين يعمل تحت إشرافهم (20 مرؤوس فأكثر).
10- تبين وجود علاقة إرتباط موجبة بين مدى إدراك المديرين لمفهوم تفويض الصلاحيات ومدى مهاراتهم في ممارسة هذه العملية.
11- أظهرت الدراسة وجود علاقة ارتباط عكسية بين كل من غدراك المديرين لمفهوم التفويض ومهاراتهم في ممارسة عملية التفويض من جهة والعوامل المعوقة لعملية التفويض من جهة أخرى.
12- كما أظهرت الدراسة وجود علاقات ارتباط موجبة بين جميع العوامل المعيقة لعملية التفويض.
وأوصت الدراسة بالعمل على رفع مستوى إدراك المديرين لمفهوم تفويض الصلاحيات ومهارتهم في ممارسة هذه العملية من خلال عقد الدورات التدريبية والندوات، ودعوة وحدات التطوير الإداري إلى مضاعفة جهودها في هذا المجال، وأن تعمل الإدارات العليا في الوزارات على تذليل معوقات عملية التفويض وخاصة تلك المتعلقة بالعوامل التنظيمية وبوضع خطط وتصورات استراتيجية لتفعيل هذه العملية مسستقبلا، كما أوصت الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات للتعرف على آراء المرؤوسين والأفراد حول هذا الموضوع.