يصيب الألم الطفل في كل الأعمار , فحتى الجنين خلال الحمل يتألم , و حتى الطفل الخديج يشعر بالألم , و لا يجوز إهمال الألم بكل درجاته و في كل المراحل العمرية للطفل.
ما هو الألم و كيف يحدث ؟
الألم هو تعبير حسي عاطفي غير مرغوب فيه , و يترافق مع تأذي في نسيج ما في الجسم , و يمكن تلخيص آلية حدوث الألم كما يلي : توجد في كل مكان من جسم الإنسان نهايات عصبية حسية دقيقة ( عدا بعض الأعضاء كالرئتين ) , فعند حدوث المرض , أو الرض أو أي حدث مؤذي تتنبه هذه النهايات العصبية التي تسمى بالمستقبلات , و تنقل حس الألم إلى الدماغ حيث يتم تفسير هذا الإحساس.
لماذا التركيز على الألم عند الطفل الصغير مع أنه ينسى ؟
تصبح ذاكرة الطفل دائمة من سن أربع سنوات و ما بعد , و لكن تبقى تجربة الألم مهمة لديه , و ليس بالبكاء وحده يعبر الطفل عن ألمه ! , و لكن تختلف طرق الطفل في التعبير عن الألم بحسب عمره و بحسب سبب الألم , فالطفل يخزن في ذاكرته تجربة الألم السابقة .
كيف ندرك أن الطفل يعاني من الألم , و متى يجب التفكير بحدوث الألم عند الطفل ؟
إن أفضل طريقة لمعرفة حالة الألم عند الطفل هي مراقبة ملامحه و تصرفاته و الاستماع له و لوالديه , و يجب التفكير بذلك في كل حالة مرضية أو رضية تصيب الطفل , خاصة بعد خضوع الطفل لعمل جراحي , عند قبول الطفل في وحدة العناية المشددة , عند اتخاذ الطفل لوضعيات غريبة (كالتشنج أو العرج ) , و في حالات الألم الشديد جداً و الحاد أو في حالات الألم الطويل فقد يبدو على الطفل الحزن و الإكتئاب .
كيف يعبر الطفل عن شعوره بالألم ؟
كلما كان الطفل صغيراً , كلما كان تعبيره عن الألم عاطفياً أكثر كالبكاء و الصراخ و التهيج , و أهم جزء في تمييز الألم عند الطفل هو الاستماع للطفل و لوالديه , و كذلك مراقبة الطفل و ملامح وجهه , و من ثم إجراء الفحص السريري الكامل للطفل الذي يمكن أن يكشف علامات غير نوعية للألم مثل ترافق الألم مع تسرع القلب و تسرع التنفس و ارتفاع التوتر الشرياني , , و تزداد صعوبة معرفة الألم عند الطفل كلما كان صغيراً في العمر , و يمكن الاستعانة بتجربة إعطاء الطفل دواءً مسكناً و بشكلٍ عام يعبر الطفل عن ألمه بواحدة أو أكثر من الوسائط التالية :
-
البكاء و الصراخ و العصبية
-
رفض اللعب الذي كان يستمع به سابقاً
-
رفض التواصل العاطفي كالسابق
-
الوهن و التعب و قلة الحركة
-
غياب التعابير العاطفية عن وجه الطفل
-
اتخاذ الطفل لوضعيات غريبة مضادة للألم
-
تغير عادات النوم و الطعام عند الطفل
-
في حالات الألم المزمن يبدو على الطفل الكآبة و الحزن
كيف يتم تقدير شدة الألم الحاد عند الطفل ؟
يعود تقدير الألم للأهل و للطبيب و هناك جداول مساعدة كالتي ستذكر هنا , و يجب أن يتم ذلك بواسطة المعايير المناسبة لعمر الطفل , و بنفس المعايير في كل مرة و عند البكاء و كذلك عندما يكون الطفل في حالة راحة و عدم البكاء , و لا تفيد طرق تقدير شدة الألم عند الطفل إلا كوسيلة مساعدة على تشخيص الحالة المرضية عند الطفل.
فمنذ الولادة و حتى عمر 12 شهر : يعتمد على ملامح الوجه خلال البكاء (neonatal facial coding system ), إذ يعطى الطفل علامة من 0 الى 4 بناء على غياب أو وجود واحدة أو أكثر من 4 علامات للألم , و يكون الألم أكثر شدة كلما اقتربت العلامة من 4 كما توضح الصورة التالية :
فيعطى رقم واحد لوجود علامة من الملامح التالية : تقطيب الجبين و الحاجبين , شد الأجفان , وضوح و عمق الثلم بين الأنف و الخد و الفم المفتوح. و تقدر درجة الألم كما يلي :
-
0 : لا يوجد الم
-
1 : ألم خفيف
-
2 : ألم متوسط
-
3 : ألم شديد
-
4 : ألم شديد جداً
مثال : طفل لديه تقطيب الحاجب و الأجفان و فم مفتوح : يكون لديه علامة 2 و لديه ألم متوسط , و طفل آخر لديه شد في الأجفان و تقطيب الحاجب و الجبن و فم مفتوح : لديه علامة 3 التي تعادل الم متوسط الشدة.
و من عمر سنة حتى 5 سنوات :
قد يساعد سؤال الطفل في هذه المرحلة من العمر على معرفة شدة الألم , و لكن لابد من اللجوء إلى جداول تقييم الألم كلما كان الطفل أصغر سناً , و تستخدم الجداول البسيطة لتقييم الألم الحاد حديث العهد و الجداول المعقدة لتقييم الألم المزمن , و فيما يلي أحد هذه الجداول لتقدير الألم الحاد :
و يكون الألم أكثر شدةً كلما زادت قيمة العلامة الناجمة عن جمع الحقول الأربعة بشكلٍ عمودي :
المعيار |
العلامة | ||
تغير الضغط الشرياني |
0 : إذا كان التغير أقل من 10 % من الحالة الطبيعية |
1 : إذا كان التغير من 10 إلى 20 من الطبيعي |
2 : إذا كان التغير من 20 إلى 30 % من الطبيعي |
البكاء |
0 : لا يوجد بكاء |
1 : الطفل يبكي و لكن يهدأ عند محاورته |
2 : الطفل يبكي و لا يهدأ عند محاورته |
حركات الطفل |
0 : الطفل هادئ و نائم |
1 : الطفل متهيج قليلاً و لا يبقى في نفس الوضع |
2 : الطفل مهيج جداً و قد يؤذي نفسه |
سلوك الطفل |
0 : الطفل هادئ و نائم |
1 : الطفل متوجس , صوته متردد , يمكن التواصل معه |
2 : لا يمكن التحاور مع الطفل و لا يريد البقاء بين يدي والدته |
تعابير الطفل اللفظية و الجسمية |
0 : الطفل هادئ و نائم |
1 : يعبر عن ألم خفيف دون تحديد مكانه , يطوي الساقين و الذراعين نحو الجسم , و لا يبدو عليه الارتياح |
2 : يحدد مكان الألم بالكلام أو بالإشارة , يطوي ساقيه على البطن , يغطي منطقة الألم بيديه |
و من عمر 4 أو 5 سنوات و ما بعد :
يمكن هنا استخدام جدول تقدير الألم العادي أو مسطرة تعابير الوجه , و يطلب من الطفل النظر إلى هذه المسطرة و شرح درجات الألم المرسومة عليها ثم الطلب منه تحديد أي درجة من الألم يعاني هو :
ما هي أهم الأدوية المستخدمة لتخفيف ألم الطفل ؟
الباراسيتامول : يعتبر الباراسيتامول الدواء المفضل للألم الخفيف و المتوسط عند الأطفال , و يعطى بجرعة 15 ملغ لكل كغ من وزن الطفل في كل جرعة و يمكن إعطاء الدواء كل 6 ساعات أو كل 4 ساعات , و هو متوفر بكل الأشكال الصيدلانية , و يعطى لكل الأعمار.
الإيبوبرفين : و هو الخيار الثاني للألم المتوسط و الخفيف و لا يعطى للأطفال دون 3 أشهر من العمر , و يعطى بجرعة 7.5 ملغ لكل كغ بالجرعة و بمعدل جرعة كل 6 ساعات.
ديكستروبروبيكسيفين : و هو مسكن مركزي للآلام المتوسطة الى الشديدة , يعطى للمراهقين فوق 15 سنة
الكودئين : و يعطى لحالات الألم الشديد بجرعة 1 ملغ لكل كغ في اليوم موزعة على 3 أو 4 جرعات.
ترامادول : و هو مسكن مركزي لحالات الألم الشديد , و يعطى للاطفال فوق 3 سنوات , بجرعة 1 الى 2 ملغ لكل كغ في اليوم موزعة على ثلاث جرعات.
نالبوفين : مسكن مورفيني للآلام الشديدة , يعطى من عمر 18 شهراً بجرعة 0.2 ملغ لكل كغ في كل جرعة
مورفين : مسكن مركزي للآلام الشديدة , بجرعة 1 ملغ لكل كغ موزعة على عدة جرعات.
ليدوكائين : مسكن موضعي عن طريق الجلد يستخدم قبل ساعة من اعطاء الحقن العضلية