<!--<!--<!--<!--
يوم من عمرى فى الميدان .
يوم الأربعاء الموافق 2/11/2011م وهو اليوم الثامن للثورة الشعبية المصرية 25 يناير ,,, بدأ اليوم عندما إستيقظت وفتحت التلفزيون وشاهدت قطيع من الجمال والأحصنة وعليها العديد من الهجانة يقومون بالتعدى على المتظاهرين , ثم شاهدت ميدان عبد المنعم رياض بجوار المتحف المصرى وهو متحول إلى ساحة قتال بالحجارة بين المتظاهرين وبعض الأفراد غير معروفى الهوية إشتد غضبى وشعرت بلهفة شديدة على أن أكون متواجدا هناك لأكون أول من يحمى المتظاهرين ويمنع المعتدين وأكون فى خدمتهم الطبية , فقررت ساعتها أن أتجه إلى القاهرة من بنها فى الساعة الثانية والنصف ظهرا وبالفعل وصلت بتوفيق من الله الساعة الرابعة عصرا إلى ميدان رمسيس ومشيت شارع الجلاء متجها إلى ميدان التحرير وأحزننى فى طريق رؤية أثار التخريب والإحتراق والسيارات المدمرة تماما فى جميع أرجاء الشارع ووصلت إلى ميدان عبدالمنعم رياض بالفعل ورأيت المواجهه العنيفة رأى العين وكنت ساعتها فى الجهه التى تعادى المتظاهرين بإلقاء الحجارة فرأيت أشخاصا عليهم غضبا من الله من البلطجية يقومون بإشعال نار الحرب فسألت أحدهم لماذا تقومون بذلك فرد على بحجة أن المظاهرات قطعت عيشة ووقفت حالة أكثر من أسبوع وخربت بيته وهو هنا للإنتقام .
المكان إنقسم إلى شقين شق يزعمون أنهم المؤيدون يرفعون لافتات نعم لمبارك أسفل كوبرى 6 أكتوبر المطل على ميدان عبد المنعم رياض ويتقدمهم هؤلاء البلطجية الدين يلقون الحجارة , ودبابات الجيش عليها أفراد الجيش يشاهدون الموقف فقط غير مكلفين بالتدخل لفض الإشتباك ويحمون فقط من وقع فريسة من المتظاهرين فى أيدى البلطجية بعد أن تشوه معالمه تماما من كثرة الضرب من المعتدين وفى هذا المشهد نجد بعض القلوب الرحيمة يندفعون تجاهه ويقومون بحمايتة حتى يصل إلى قوات الجيش .
حاولت أن أتدخل لفض الإشتباك بمفردى بالحديث مع بعض الجموع المعتدية على المتظاهرين وكان يساعدنى فى ذلك بعض المتابعين للأحداث ولكن محاولاتى كانت تواجه بعنف منهم باعتقادهم أنى أحد المتظاهرين وأقوم بخداعهم , وتعرضت وقتها لكثير من السب والقذف والتهديد بالأسلحة البيضاء كل هذا لم يردعنى تماما , وفى هذا الوقت رأيت سيدة فى قرابة الستين من عمرها تقوم بنفس المهمة وهى محاولة إخماد هذا الصراع الدموى بين الطرفين , فتوجهت ناحيتها لمساعدتها وحتى لا يتعرض إليها أحد بسوء وعلمت أنها محامية وترفض هذا السلوك بشدة وشاهدت أيضا فى نفس المكان شابا مثقفا غير راضى عن الوضع فا ستنهزت الفرصة أن نرجع إلى الخلف ونكون مجموعة أكبر حتى نتمكن من السيطرة على الموقف ووقفنا أسفل كوبرى أكتوبر وقسمنا أنفسنا ونادينا فى الجموع بأنه لا يمكن الوقوف مكتوفى اليد لرؤية هذه الأحداث ولانقوم بواجبنا كمصريين يخافون على بلادهم من الفتنة ومشاهدة العالم لنا ونحن نتقاتل فيما بيننا بالحجارة وركزت على أن هناك تهديدات أجنبية للتدخل لفض الإشتباك وحفظ السلام وأن إسرائيل كثفت جنودها على الحدود تأهبا واستعدادا لما قد تسفر عنه الأحداث من فوضى تؤثر على وضعها فى المنطقة .
وبالفعل لاقيت العديد من المشجعين لفض الإشتباك الدموى ووصلنا إلى أكثر من مائة شخص فتوجهنا متكاتفين معا لندخل وسط الجموع المحتشدة ونردد " أوقفوا الضرب كلنا مصريين " , ووصلنا إلى منتصف الصراع و رفعنا أصواتنا فوجدنا إستجابة من المتظاهرين فى الجهه الأخرى وتوقف الضرب قليلا إلا أن المعتدين قاموا بضربنا نحن من الخلف وتفريق صفوفنا فلم نستطيع الصمود طويلا ورجع الوضع إلى ماكان كل ما فى الأمر أن رجع المعتدين إلى الخلف ليستدرجوا المتظاهرين إلى ناحية كوبرى 6 أكتوبر ليقوموا بكشفهم من الأعلى وفى ذلك الحين توجهت أنا وقلة إلى أحد قيادات الجيش نطلب منهم مساعدتنا فى فك الإشتباك فقال إننا لسنا مكلفين بذلك وأنهم هنا لتأمين المنشآت العامة والخاصة وقال لى عبارة أفحمتنى " تبات نار تصبح رماد " .
بعدها سلكنا طريق الكورنيش متجها إلى مبنى التليفزيون وهناك تقابلت مع عميد فى الجيش يدعى " محمد إسماعيل " بغرفة العمليات والمراقبة لميدان التحرير وطلبنا منه مساعدتنا فى فض الإشتباك وتكليف معنا سيارة إطفاء نقوم بحمايتها لإبعاد المعتدين على المتظاهرين , فأخبرنا أن الموقف الأن تحت السيطرة وانتهى الهرج وانه مع تواصل مع الأحداث من وحدة المراقبة , كنت أعلم تمام العلم أنه مجرد تطمين وقتى ليس له أساس من الصحة .
بعدها توجهت إلى الميدان من ناحية كوبرى قصر النيل فوجدت أن الأمور مستقرة هناك ووجدت أثارا للإعتداءات على المتظاهرين وتكوين درع حائط بشرى لحماية المتظاهرين وقفت معهم قليلا وتكلمت معهم عن تجربتى فى الناحية الأخرى لميدان التحرير تجاه عبد المنعم رياض , ثم توجهت إلى نقطة التفتيش للدخول إلى الميدان وهناك بعض الأخوة يقفون على متاريس لمراجعة البطاقات الشخصية والتفتيش الكلى لحماية المتظاهرين وقغت قليلا منتظر الكم الهائل الذى يريد الدخول حتى جاء دورى فلم أجد صعوبة للدخول , وكان من يريد الخروج لم يجد صعوبة أيضا عندما دخلت الحواجز الساعة العاشرة مساءا أحسست أنى فى بيتى فهم أشخاص غير أولئك المتمردون .
وقفت عند الحاجز مع لجنة النظام لمساعدتهم فى تفتيش الداخلين فيما يقرب من الساعة وقمت بإستبعاد بعض الأشخاص من عينات غير متزنة شبيهه بمن رأيت فى الخارج يريدون الدخول , بعدها توجهت إلى ساحة الميدان للتعرف على الوضع القائم بالفعل وسط الميدان كان يومها عدد الموجودين فى قرابة الخمسة آلاف بينهم النساء والشيوخ والأطفال , وكان معظم الشباب فى حمايتهم عند المتاريس المنتشرة على جوانب ميدان التحرير وكان الإشتباك لازال مستمرا ناحية ميدان عبد المنعم رياض بجوار المتحف كما هو وكان المعتدين فوق الكوبرى يرمون علينا بالحجارة والقنابل اليدوية المحرقة وبعض الطلقات النارية الحية وكان الشباب يدافعون بتبادل رمى الحجارة إلى الأعلى .
<!--<!--<!--وهذا الميدان تحول إلى أكوام من الحجارة وتم كسر البلاط عن الرصيف للمساعدة فى تكوين حجارات صغيرة وهناك الكثير من المصابين باللجان الطبية على مفترق الطريق يضمد جراحهم الأطباء الشباب ومن يحتاج إلى خياطة يرسلونه إلى مقر اللجنة الطبية بمكتب مصر للطيران الذى تحول إلى مشفى عام , وقفت فى إحدى اللجان الطبية لمساعدة الإطباء وكنت أقوم بحمل الشباب المطلوق عليه بالرصاص مع إخوانى من الميدان حتى سيارة الإسعاف فى بكاء مرددين جميعا الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله "حتى نساعده فى نطقها إذا فاضت روحة ,.
وكان من يستطيعون اللحاق به من هؤلاء البلطجية ويتمكنون منه ينهالون عليه بالضرب حتى يتم التدخل السريع من الأخوة حتى لا يموت بعد أخد الطريحة وكثير من هؤلاء يكونون من أفراد الأمن والشرطة ثم يسلم إلى لجنة النظام لمعرفة من ورائة واستجوابة وتصويره ثم بعدها يسلم إلى قوات الجيش ليجلس بجوار البقية على الأرض أمام مبنى الجامعة الأمريكية .
<!--<!--<!--الجو العام فى هدا الوقت كان يغلب عليه القلق والشك خوفا من وجود أفراد خارجون يتكيدوا للأخوة فى الخفاء , مما دعا الحال إلى تفتيش كل من يشك فيه بالداخل , أحد الأفراد كان ملفتا للإنتباه بقيامه بسن أحد المواسير على هيئة سكين قتقدم إليه أحد الموجودين يسأله عن هويته وبطاقته الشخصيه فرفض فتم التعامل معه بالقوه والعنف وظنوا أنه أحد ضباظ أمن الدولة فانهالوا عليه بالضرب وقاموا بتفتيشه إجباريا ووجدوه أنه من السويس ويسمى طارق وتعرف عليه البعض أنه كان مشاركا معهم من بداية المظاهرات , ومسك طارق الميكرفون وهو يبكى لما حدث يريد رد إعتبار لما حدث له , حزن الجميع لما حدث وقاموا جميعا بتقبيل رأسه .
كانت ليلة عصيبة بالفعل أثرت علي وعلى نفسيتى حتى يومنا هذا فما بال من تحمل العديد من الأيام لرد كرامة الشعب المصرى , إنه بطل بالفعل يستحق بجدارة نياشين التقدير والإحترام , فهم بالفعل جيل النصر المنشود .