الكثير منا يقف على أعتاب ماضيه وينظر إليه بعين الحسرة والندامة ويظل على هذا الحال فترة من الزمان. يلعن أيام ماضيه ، ويحزن على ما فاته من فرص يلتفت يمنة ويسرة فلا يرى إلا الصديق وقد خانه وصاحب العمل وقد باعه ويرى الفشل بعينيه!!.

 يقف حزيناً وكأن الحياة قد انتهت ويغرق في بحر الحسرة والندامة وكأن الحياة كلها ماضيه


ولكن توقف !! لما لحزن على الماضي؟؟ وما العائد من وراء هذا التفكير؟؟

الماضي وقد ولى وانتهى ولا سبيل لعودته لتصلح ما فاتك من أخطاء . بل إن أخطائك وقرارات الماضي هي الدفع والمحرك للحياة .
فهي أول خطوات النجاح فلن تتعلم بدون أن تتعلم من أخطائك أو تعلم أخطاء غيرك.

لما لا تنظر إلى الإنجاز في حياتك ؟؟ لماذا هذه النظره الدونية؟؟

اسأل نفسك كل مرة قبل أن تقضي الوقت في وحدتك وينتابك الحزن والضيق ما العائد وما المكسب من وراء التفكير في الماضي وأخطائه وسقطاته ؟؟

أنا لا أنكر التفكير في الماضي كلية لأنه مدعاة للإبداع والتعلم ولكن إذا كان التفكير بعين التعلم وإدراك الأخطاء لنتفاداها وهذه هي المعالجة الذهنية للماضي وما سطرته الأيام وسأوضح لكم فوائد هذه المعالجة ومعناها بالتفصيل.

لهذا النوع من التفكير بريقه الخاص وأثره الفعال في تطوير الأداء والسلوك وهنا يكون التفكير في الماضي باباً لآفاق جديدة مفتوحة في سماء الإبداع.

أما التفكير في المشاعر وليس التجربة فهو تفكير محدود ولا يجدي ولا يعيد ما تم إتلافه وانقضى بل يؤدي إلى مزيد من الإحباط والإكتئاب والإنغلاق. وهذه هي المعالجة النفسية .


المعالجة الذهنية والنفسية

يبدوا أن الكلام على معنى واحد ولكن الحقيقة هناك فرق شاسع بين المعالجة الذهنية والنفسية، فلمعالجة الذهنية قائمة على معالجة الموقف أو التجربة من إطار تحليلي فهي دائما نسأل فيها عن السبب وكيف نتفادى هذه المشكلة وفي معظم الأحيان بداخل هذا الإطار تجد الحل وتستطيع التعلم من كل أخطائك وتجاربك الماضية.
أما بالنسبة للمعالجة النفسية فهي تختص بإطار المشاعر المستخلص من الموقف أو التجربة وداخل هذا الإطار نسأل عن حالنا وما نحن فيه من هم وأوجاوع ولما كل هذا وياليت هذا قد حصل ولم حدث هذا ؟؟
نفكر في رونق المشكلة وكيف حدثت ولم حدثت.

ويبدوا أنك تقدر معي جيداً عاقبة هذه المعالجة فلن يأتي من ورائها سوى كثرة الضغوط والإرهاق الذهني والتفكير في الإنتقام أو تجنب الناس أو إنعدام الثقة .........إلخ.

وهذه المعالجة تعد من أشد أنواع التفكير السلبي فهي معالجة لا واعية ولا بد من مراقبتها وإيقافها تماماً حتى تسطيع حل أي مشكلة أو تجربة أو على الأقل تتعلم من أخطائها.


إياك والتفكير بلغة المشاعر وحدها


نقطة رهيبة جدا وقد تكون نقطة قوة أو ضعف ولكن في الغالب هي نقطة من أقوى نقاط الضعف في الجنس البشري وهي نقطة المشاعر. فعندما تريد التأثير على أحد إن كنت محنكاً وتجيد استخدام هذه اللغة فتيقن بأنك قد استحوذت عقله وفكره ما دامت هناك مشاعر مشتركة بينكم . فالكثير منا تلتهب حماسته عندما يستشعر إحساس الأمل والثقة في المستقبل ويصيبه الإحبط والفتور واليأس عندما يستشعر الإحباط والخوف.

فتعلم أن تعمل هذه اللغة لصالحك دائماً وتذكر بأنك الإنسان الوحيد الذي يتحكم في مساحة حياته وأفكاره ويعطيها مساحة الأهمية والإهمال. فلا بد من وجود دور للعقل المفكر والمحلل في عملية الإدراك ولا بد من وجود ضوابط لهذه العملية.

محاور الإدراك

والإدراك الصحيح يتم في ثلاث مراحل لا بد منها مكتملة مع بعضها وبالترتيب. وقد أفردت لهم مقالاً قبل ذلك ولكني سأذكرهم في عجالة

المحور الاول للإدراك:-

وهو محور النفس ووجهة نظرها وفيه ننظر إلى المشكلة وما قد سببته في حياتنا وهذا أول شعور ينتابك تجاه المشكلة او الموقف وغالبا يثبط الهمة ويبعث بالإحباط والمسئول هنا عنها العقل الباطن اللاواعي فقط
لماذا رسبت؟؟لماذا طردت من الوظيفة؟؟لماذا فشلت؟؟أنا لا أجيد هذا...انا لا أقدر على ذلك الشئ...أنا لن اسافر فكل من سافر قد تعذب وتوجع وتألم في غربته!!

المحور الثاني للإدراك:-

وهو وجهة نظر الآخر وفيه ننظر إلى السبب ومعالجته وهي وجهة مشتركة بين العقل الواعي في محاولة لإستخدام القدرات الجبارة للعقل الباطن وتغيير مسارها إلى الإطار الإيجابي لحل المشكلة والتعامل معها.وهنا تاتي أهمية العقل الواعي في الرد على هذه الرسالة السلبية الكفيلة بتدميري وتدمير الحياة بصورة أبدية أفشل؟لماذا؟؟هناك الكثير من الناجحين مثلي إذا كان أي إنسان قادر على فعل شئ فهذا يعني انه ممكن لي طردت من الوظيفة لأني لا أجيد اللغة أو لأني لا أجيد هذا الشئ ،إذاً فعندي موارد غيرها الكثير ومشاريع وطموحات فلأجرب ولا أتوقف وأيضا أنمي قدراتي وأعوض تقصيري ومن الآن فلن اتوقف عند هذه الخطوة ولأتقدم خطوة للأمام فهي فرصة جادة ومشجعة ومحفزة للتعلم ..أليس هذا باعث على الإنجاز والتقدم ؟؟

المحور الثالث للإدراك :-

وهو محور المراقب
وهنا يكون دور العقل الواعي فقط فهو يقوم بمعادلة الرأيين ويعطيك دفعة قوية للأمام في إتجاه إيجابي وربما يكون إتجاهاً فريداً تولد من بنات أفكارك بعد مرحلة التوقف لتعود وقد ملأت مسامع الدنيا بإنجازك!!

توقف!!!!





لكي تتخلص من التفكير السلبي


لا بد من التفكير في قدراتك واستطلاع إنجازاتك في الماضي وإن كانت صغيرة فأنت تقدر على تركيز الضوء عليها لتكون مضيئة في حياتك ولتبعث بالأمل في المستقبل ويطمئن بها قلبك فلا يوجد إنسان عديم القدرات والإنجازات ولكنها موارد عقلية وفكرية تحتاج فقط إلى من يرشدك إليها وأن تسلط الضوء عليها وتيقن بأنها أسهل الطرق وأبسطها المؤدية إلى التغيير الجذري بإذن الله.

لا بد من الشعور برضاك عن ذاتك وأن تكون أنت وحدك فقط ولا أحد غيرك. ولا داعي للتشاؤوم وإعطاء المشاكل والمواقف أكبر من حجمها وحاول دائما تقليص حجمها وتبسيطها بقدر ما تستطيع.

عليك بالتزام الهدوء والإسترخاء وتدرب عليه والتزم البرود أمام الإستفزاز وانظر إلى ماذا سيكون بعد رد فعلك ما مكسبك من العصبية والإنفعال.

لا تدع مساحة الفراغ تتسع في حياتك فالفراغ خير صديق للأفكار السلبية.
تذكر دائماً أن للأصدقاء أكبر الأثر في حياتك فهم منبع الحماس وأيضاً الإحباط فالزم الصحبة الصالحة وصاحبة النظرة المستقبلية المشرقة.

المصدر: منتدى تطوير الذات و بناء و تنمية الشخصية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 3444 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,731,724

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters