امين المكتبة هو من اهم العناصر التى تحقق وجود المكتبة لان وظائف المكتبة ليست الا الوان النشاط التى سوف يمارسها الامين ولهذا السبب فان اعداد مثل هذا الامين يعد عملا فنيا فى غاية الاهمية ونستطيع ان نفهم المهارات والكفاءات التى يجب توافرها فى امين المكتبة اذا ادركنا طبيعة العمل الذى يقوم به.
"ان امين المكتبة يؤدى عملا فنيا فى مؤسسة تربوية تعليمية"وهو لهذا السبب يحتاج الى نوعين من الاعداد الفنى المهنى فهو يحتاج الى الاعداد الفنى فى علوم المكتبات والى التاهيل المهنى فى التربية وعلم النفس ولهذا سوف اعرف المكتبة المدرسية لابين لماذا نحتاج الى هذين اللونين من الاعداد.
المكتبة المدرسية:مجموعة من المواد التعليمية والتثقيفية المختلفة-مواد قرائية وسمعية وبصرية اختيرت ونظمت تنظيما فنيا خاصا بحيث يمكن تقديم الخدمات المكتبية المعتمدة الى التلاميذ والى اعضاء هيئة التدريس فى الوقت المناسب فى صورة كافية"
هناك عنصران هامان فى هذا التعريف وهما
1-مجموعة اختيرت ونظمت تنظيما فنيا خالصا.
2-تقديم الخدمات المكتبية المتعددة الى التلاميذ والى اعضاء هيئة التدريس.
والحقيقة انه لايمكن الاستغناء لاحد هذين العنصرين عن الاخر فليس من الممكن تقديم خدمة مكتبية سليمة بدون تنظيم فنى لائق,والتنظيم الفنى اللائق لن يؤدى بذاته الى خدمة مكتبية سليمة والمكتبى بالمعنى السليم فى المدرسة هو من يستطيع ان يؤدى العملين وهو الذى يؤمن ايمانا صادقا بانه لا غنى لاحد الامرين عن الاخر.
فهو يحتاج اولا:
الى الاعداد الفنى فى علوم المكتبات لانه لابد ان ينظم مكتبته تنظيما فنيا لائقا ولا لا يستطيع تادية خدمة مكتبية بالمعنى السليم.
ويحتاج ثانيا:
الى الاعداد الفنى فى التربية وعلم النفس لانه سوف يقوم بتقديم خدماته المكتبية الى التلاميذ وهو سوف يتعامل مع المدرسين فلا بد:
-ان يكون ملمابالمبادئ والطرق الاساسية فى التربية.
-ان يكون على خبرة بالمناهج وطبيعة تكوينها
-ان يكون عارفا بطبيعة عملية القراءة ومستوياتها ومقايسها.
والدول التى لها تجاربها الطويلة فى هذين اللونين تؤمن بهذة الحقيقة وتتطلب فى المكتبة هذين اللونين من الاعداد الفنى المهنى ,حيث يوجد لامين المكتبة وظيفتين رئيستين هما: التنظيم,والخدمة.
اخصائى المكتبة المدرسية:
لاخصائى المكتبة المدرسية مهام كثيرة لا تقل عن مهام المدارس ان لم تكن تزيد عنها,ولهذا يجب ان تتوافر لدى اخصائى المكتبة مؤهلات ومهارات تساعدة على القيام بوظيفته على خير وجه ,ومن اهم ادوار امين المكتبة دوره التعليمى,اذ يجب علية ان يدرس منهج متكامل للتربية المكتبية لتدريب التلاميذ واكسابهم مهارة الاستخدام الواعى والمفيد لمجموعات المواد المكتبية,كذلك يجب علية ان يدرب المدرسين على استخدام المواد وتوظيفها لخدمة الاغراض التعليمية والتربوية والتثقيفية, ويرشدهم الى افضل المواد لتحقيق عذه الاغراض.
ويمكن ان نقول :ان اخصائى المكتبة المدرسية يقوم بالادوار التالية:
1-دوره كاخصائى معلومات عن طريق:
-توفير سبل استخدام مركز الاوعية بالمدرسة ومجموعات الكتب والمواد المطبوعة وغير مطبوعة.
-تحديد احتياجات المستفيدين والعمل على تحقيقها.
-ارشاد المستفيدين الى اختيار المواد المناسبة لاحتياجاتهم.
2-دوره كمعلم عن طريق:
-تعليم الطلاب مهارات تناول المعلومات واستخدامها وتنمية هذه المهارات.
-المساعدة فى بناء اتجاهات ايجابية نحو استخدام المعلومات.
3-دوره كمستشار تعليمى عن طريق:
-بذل المشورة للمعلمين فى استخدام مجموعة واسعة من المصادر.
-مساعدة المعلمين فى تنمية الانشطة التعليمية.
مساعدة المعلمين والطلاب على استخدام تكنولوجيا التعليم ةالمعلومات.
ولكى ييقوم امين المكتبة بهذة الادوار لابد ان تتوافر لديه المهارات والقدرات التالية:
1-الفهم الكامل لدور المكتبة فى المجتمع المدرسى
2-الخبرة الكافية بمصادر المعلومات.
3-الالمام بانتاج واستخدام اوعية المعلومات والاجهزة الخاصة بها.
4-التنظيم الفنى لمواد المكتبة عن طريق الفهرسة والتصنيف والتحليل الموضوعى.
5-توفير المراجع , والخدمات المرجعية لاسترجاع المعلومات.
6-الخبرة الكافية بمبادئ التنظيم والاداة و مهارات ادارة الافراد والاشراف.
7-التعرف الكامل والواعى على المناهج الدراسية والوحدات التى تشمل عليها لوضع الخطط لتدعيمها.
ومجمل القول ينبغى ان نوضح ان شخصية امين المكتبة ومسؤولياته الوظيفية والتربوية كثير جدا فيمكن ان نقول انه:
-هو المذيع او المشرف على الاذاعة الثقافية الصباحية.
-وهو الرائد للجنة الثقافية والدينية لاتحاد طلاب المدرسة.
-وهو المسؤل عن جماعة اصدقاء المكتبة.
-وهو المسؤل عن الخدمة المرجعية بجميع انواعها.
-وهو المسؤل عن كافة النواحى المالية والفنية والادارية للمكتبة.
-وهو الاعلامى الذى يركز على المناسبات الهامة والعامة واحداث الساعة فيبرزها فى لوحات العرض وفى الاذاعة المدرسية وفى المسابقات العامة.
ومن هنا نادت التوصيات بتعيين اخصائيين متفرغين من حملة المؤهلات العليا بمكتبات المدارس مع اعطائهم دورات تدريبية لتاهيلهم لعملهم.
وتطور العالم في وقتنا الحاضر وأصبح يطلق عليه مسمى (قرية) ومن ثم التطورات الحديثة والهائلة في مجال الاتصالات وتيسير سبل الحصول على المعلومات بطرق ميسرة.
إذا أن الفرد لم يعد يدور في نطاق الأسرة أو المدرسة أو المدينة أو الدولة بكافة وسائلها الإعلامية في حصوله على المعلومات وإنما تعداه إلى أنه يستطيع وبتعامله مع الحاسب الآلي المرتبط بشبكات المعلومات العالمية كالإنترنت من الولوج إلى العالم من أقصاه إلى أدناه دون أية معاناة تذكر مقارنة بعشر سنوات مضت حينما كان من الصعب القيام بذلك، فهو هنا كأنه يعيش في قرية صغيرة يستطيع معرفة مسالكها الموصلة لما يريد. وبتطور تقنيات الحاسب الآلي ووسائط نقل المعلومات كان لزاماً على المكتبات بصفة عامة والمكتبات المدرسية –موضوع مقالتنا هذه- وأمنائها التغير تجاه ملاقاة هذه التطورات والسير معها وليس ضدها.
وفي هذه المقالة سوف نجعل من أمين المكتبة المدرسية محور الحديث وأداة التغيير الضرورية لتطوير المكتبات المدرسية ومرتاديها من طلاب ومدرسين وموظفين وذلك عطفاً على التطورات المذهلة في تقنيات المعلومات . وهنا قد يتبادر إلى الذهن هذا السؤال:
لماذا أمين المكتبة؟
وللإجابة على هذا السؤال نود أن نشير إلى أنه ومن خلال خبرتنا في تدريب مجموعة كبيرة من أمناء المكتبات المدرسية من مختلف مناطق المملكة في معهد الإدارة العامة على مدار سنوات عديدة وجدنا أنهم يتحملون جزاءً كبيراً من نجاح أو فشل المكتبة المدرسية في تحقيق رسالتها. ليس ذلك فحسب بل نجد أن أمين المكتبة المتفاني في عمله يؤثر تأثيراً إيجابياً على اتجاهات الطلاب والمدرسين نحو المكتبة المدرسية والاستفادة منها .
لقد تأثر دور أمين المكتبة المدرسية بعد توافر وتزايد تقنيات حفظ ونقل المعلومات بل وأثر على طريقة إدارة المكتبة المدرسية لتتحول المكتبة من كونها مستودع للكتب وأداة لقضاء وقت فراغ الطلاب والمدرسين لتصبح أداة حديثة لتنمية قدرات ومهارات الطلاب ووسيلة لدعم المناهج الدراسية ومصدراً من مصادر التعلم ، وتحول أمين المكتبة المدرسية من كونه مدير مخزن للكتب إلى موجه ومستشار وداعم وميسر للمستفيدين لاستخدام المصادر الحديثة المرتبطة بالمناهج الدراسية على اعتبار أنها جزء هام من العملية التعليمية في المدارس.
إن التحول السريع في أنماط التعليم وطرقه ووسائله وتقنياته يحتم على أمين المكتبة المدرسية أن يطور ويغير من دوره التقليدي ويطور وسائل اتصاله بالإدارة المدرسية والمعلمين والطلاب، ليس ذلك فحسب بل إن التغيير يتعدى إلى وسائل وتقنيات استرجاع المعلومات، كذلك فإن الطلاب وبتوافر مثل هذه التقنيات الحديثة في مجال التعليم يحتاجون إلى مزيداً من المعلومات ودعم المكتبة المدرسة . لذا نجد أن المكتبة المدرسية وفي عالم التكنولوجيا تستطيع أن تتعدى حاجز المكان بواسطة استخدام الحاسب الآلي وشبكات المعلومات لتوفير المعلومات لمن يطلبها في المدرسة. وأشير هنا إلى أهمية شبكات المعلومات في ربط المكتبات المدرسية بعضها مع بعض لتكوين شبكة معلومات قوية تكون اهتماماتها موحدة وموجهة لتكامل مصادر المعلومات. وبذلك ينتفي حاجز المكان في سبيل أفاق واسعة للاتصال وتبادل المعلومات.
وهنا أتمنى على القائمين على المكتبات المدرسية في المملكة العربية السعودية إلى المبادرة باقتراح إنشاء شبكة معلومات عربية موحدة للمكتبات المدرسية في الوطن العربي وفق قانون موحد يستفيد منها الجميع.
من أمين مستودع إلى مستشار:
يتعدى دور وتأثير أمين المكتبة المدرسية في عصر المعلومات دوره وتأثيره التقليدي وليتعدى تأثيره إلى الفصول الدراسية وذلك بالتعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية لمعرفة احتياجات الطلاب المعلوماتية.
إن طلب المعلومات المقترحة من قبل الطلاب والمدرسين والإدارة يتطلب من أمين المكتبة البحث عنها خارج جدران المكتبة مما يؤدي إلى أهمية تغيير النمط التقليدي في طلب المعلومات وتوفيرها ويتفرغ أمين المكتبة المدرسية لتنفيذ هذا العمل المتخصص مع ترك الأعمال التقليدية للموظفين الأقل تخصصاً والتي تهتم لما هو داخل المكتبة.
من هنا نجد أن أمين المكتبة المدرسية يساهم مساهمة فاعلة في عصر المعلومات في مساعدة الطلاب والمعلمين على الحصول على المعلومات المطلوبة بسرعة وفاعلية، بل ويساهم في تقييم المعلومات التي تم الحصول عليها لتحديد مدى فائدتها لهم من عدمه وكذلك توجيه هذه المعلومات لجعلها معلومات مفيدة تنمي المعرفة لدى المستفيدين. لذا يجب على أمين المكتبة المدرسية أن يكون متخصصاً في استخدام تقنية المعلومات ليستطيع أن يستفيد ويفيد من هذه التقنيات بل ويتعدى ذلك إلى تدريب المستفيدين على استخدام هذه التقنيات الذين هم بالدرجة الأولى الطلاب والمعلمين.
وفي التحول نحو جعل الطالب يعتمد على نفسه في الحصول على المعلومات لدعم المنهج الدراسي، فإنه يصبح دور أمين المكتبة مصدراً مهماً لإجابة استفسارات الطلاب وسد حاجاتهم المعلوماتية.
وبالنظر في عصرنا الحاضر نجد توافر الكثير من المعينات التربوية الداعمة للمنهج الدراسي وكذلك تعدد الوسائط الحديثة الخاصة بنقل المعلومات وهذا يحتم على المكتبة المدرسية التحول التدريجي من توفير مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة إلى المصادر الحديثة في شكلها الإليكتروني وهذا بدوره سوف يؤدي إلى توجيه أمين المكتبة المدرسية إلى البحث عن المعلومات باستخدام هذه الوسائل الحديثة مما يدعو إلى التغيير في سياسة تنمية المجموعات في المكتبات المدرسية والتحول التدريجي نحو قيام مفهوم المكتبة الرقمية (Digital Library ) وهذا بدوره سوف يدفع بأمين المكتبة المدرسية إلى ضرورة البحث عن الطرق السليمة لتقييم مصادر المعلومات المحسبة بما تحتويه من معلومات سواءً أكانت على أقراص مدمجة أومن خلال الإنترنت وذلك بهدف اختيار المناسب منها وتقديمها للرواد في مدرسته على نحو يلبي رغباتهم وحاجاتهم من المعلومات وتساعد في دعم المنهج الدراسي ومناسبتها لأعمار الطلاب.
وبتوافر شبكات المعلومات الضخمة ومنها الإنترنت فقد سهلت المشاركة في مصادر المعلومات وإمكانية إتاحة كثيراً من المعلومات لكثير من المستفيدين في وقت واحد، فالمكتبات تستطيع أن تنشر فهارسها ومحتوياتها آلياً على الإنترنت وبذلك تتيح لكل فرد من البحث فيها والاستفادة منها دون عوائق المكان والزمان. وهذا بدوره يساهم في تطبيق مبدء الإعارة التبادلية بين المكتبات ذات العلاقة والمشاركة في مصادر المعلومات وبذلك تتيح المكتبات المشتركة لروادها مصادر متنوعة والتي لم تكن لتتاح سابقاً إلا بعد توافر هذه الشبكات الضخمة.
وبإتاحة هذه المصادر المتعددة في شكلها الإليكتروني كان لزاماً على أمين المكتبة شرح الكثير من المسائل القانونية والأدبية المتعلقة بالدخول واستخدام بعض المواقع أو قواعد المعلومات كقانون الحماية الفكرية (copy right ) وغيرها من القوانين الأخلاقية المنظمة للاستفادة من قواعد المعلومات المتعددة.