شهد العالم العربي في العشر سنوات الأخيرة تقدما هائلاً في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولكن بدرجات مختلفة وفق الظروف الاقتصادية والمراكز المالية لكل دولة عربية. وبالتحديد تزايد استخدام الحواسب الإلكترونية والبرامجيات في بعض الدول العربية، وتم تطوير البنية الأساسية للاتصالات بشكل مضطرد. ومع انتشار شبكات المعلومات والشبكة الدولية للمعلومات، بدأ الاتجاه تصاعديا في عدد مستخدمي ومشتركي الانترنت. وبقدر الانعكاسات الكبيرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على جميع القطاعات في الاقتصاد العربي، إلا أن درجات الاستفادة اختلفت من قطاع لآخر ومن دولة لأخرى. ومن أهم القطاعات الواجبة الاستفادة من تلك التقنيات في الوطن العربي قطاع التعليم والتدريب. ولكن لا يزال التعليم العربي في حاجة إلى الاستفادة الكبرى من تلك التقنيات حتى يمكن تحسين المراكز التنافسية للمؤسسات التعليمية العربية وتنمية المزايا التنافسية للاقتصاد العربي.

 

أولاً : صورة التعليم الحالي في الوطن العربي :

1-          تزايد نسب الأمية مقارنا ببقية دول العالم.

2-          تزايد معدلات هجرة العقول من الوطن العربي إلى الخارج.

3-          تزايد الاهتمام بالتعليم الغربي مع إقلال أهمية اللغة العربية.

4-          تباين موارد ومخرجات التعليم بين الدول العربية وداخل الوطن الواحد.

5-          غياب التنسيق والتكامل في التعليم العربي.

6-          نقص الاستثمارات في التعليم العربي.

7-          إنفصال التعليم عن حاجات أسواق العمل في الوطن العربي.

8-          زيادة الطلب على خريجي التعليم الأجنبي عن خريجي التعليم العام.

9-          عدم وجود شبكات للمعلومات تضم المؤسسات التعليمية.

10-    التطبيق الجزئي لبعض تقنيات المعلومات والاتصالات.

11-    التأخير في الاستفادة من التقدم الكبير في تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب.

12-  انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وهروب الدارسين إلى الكتلة الشرقية في أوروبا وبعض مؤسسات التعليم غير المعترف بها في الخارج هروبا من بيروقراطية التعليم العربي.

13-    ارتفاع تكاليف التعليم الخاص في الوطن العربي.

14-  والتركيز على التعليم الغربي الكامل في الكتب والدوريات والأساتذة والبرمجيات والانترنت والأساتذة وفقدان الثقة في التعليم المحلي.

 

ثانياً : نظرة إلى التعليم الرقمي :

أقصد بالتعليم الرقمي بالتعليم التي يحقق فورية الاتصال بين الطلاب والمدرسين إلكترونيا من خلال شبكة أو شبكات إلكترونية حيث تصبح المدرسة أو الكلية مؤسسة شبكية Networked Education ويجب أن يشمل التعليم الرقمي المكونات التالية :

أ) المكون التعليمي : الطلاب – الأساتذة – المواد التعليمية- الإداريون- الماليون- المكتبة- المعامل – مراكز الأبحاث- الامتحانات.

ب) المكون التكنولوجي: موقع على الانترنت- حواسب شخصية- شبكة- تحويل المكون التعليمي رقميا.

ج) المكون الإداري : أهداف التعليم الرقمي- فلسفة التعليم الرقمي- خطط وبرامج وموازنات التعليم الرقمي- الجداول الزمنية للتعليم الرقمي- استراتيجية وأهداف لكل من الأجل القصير والأجل الطويل- الرقابة المانعة الوقائية والتابعة العلاجية لانحرافات برامج التعليم الرقمي.

ويحتاج التعليم الرقمي لمعالجات فورية ودورية للتحديات البيئية المحيطة وبالمناخ التنظيمي للمؤسسة التعليمية مثال ذلك ضرورة التنسيق بين البرامج والمؤسسات التعليمية- ومعالجة الاختناقات بين العمليات الرقمية والأخرى اليدوية ومواجهة الطلبات المتزايدة على التعليم الرقمي ومكافحة سرقة المصنفات العلمية والدروس الخصوصية. ويحقق الاقتصاد الرقمي الأهداف التالية :

(1) الارتقاء بمستويات التعليم والتعلم والإبداع.

(2) القضاء على الأمية وتحسين السلوك.

(3) تخفيض تكاليف التعليم.

(4) زيادة الدخل من التعليم وخاصة في المؤسسات الخاصة.

(5) تحقيق الاستقرار الأسري والالتزام بالتخصص.

ويتم ذلك عن طريق تحديث وبناء منظومات المعلومات IS التالية :

أ) منظومة المقررات التعليمية.

ب) منظومة برامج التعليم بالتخصصات المختلفة.

ج) منظومة القبول والتحويلات والخريجين.

د) منظومة التعليم الفوري Online.

هـ) منظومة قاعدة بيانات الطلاب والأساتذة.


ويضم التعليم الرقمي المكونات الإلكترونية التالية : الكتاب الإلكتروني- النشر الإلكتروني- الامتحانات الإلكترونية- التعليم الإلكتروني- المكتبة الإلكترونية وعرض النتائج والدرجات إلكترونيا والتسجيل في المقررات إلكترونيا. ويظهر ذلك في الشكل التالي :

البرمجيات                                                الكتاب الإلكتروني

الحواسب                                                 النشر الإلكتروني

إدارة المعرفة الأنترنت الشبكات

البيانات                                                   البحوث الإلكترونية

الإجراءات                                                التعليم الإلكتروني

الموارد البشرية                                          التعلم الإلكتروني

                                                           التدريب الإلكتروني

                                                           المكتبة الإلكترونية

النظام العصبي الإلكتروني

 


وتساعد المنظومة العصبية الالكترونية على ربط مؤسسات التعليم العربي ببقية العالم بما يتيح للمعلمين وللطلاب فرص تبادل المعلومات كالتالي :

*     التعليم الفوري.

*     تخفيض تكاليف التعليم واحتمالات الخسائر.

*     زيادة جودة التعليم.

حيث يؤدي ربط منظومة التعليم العربي ببقية المنظومات الأخرى العربية والدولية لكل من المرسلين (الأساتذة) والمستقبلين (الطلاب)، حيث تشمل محطات التشغيل لكل منهم مايلي :

قاعدة البيانات – سيرفر قاعدة البيانات – سيرفر الويب – سيرفر العمليات ومن ثم يتم تبادل البيانات الكترونيا وإرسال الملفات إلكترونيا.

 

ثالثا : خلفية التعليم الإلكتروني :

يشير التطور التاريخي للتعليم الالكتروني إلى انجازات وتطورات متعددة في دول مختلفة – ويوضح العرض التالي بعض من تلك المشاركات :-

1-   تعليم الاختزال بالمراسلات عام 1840.

2-   استخدام الراديو لتقديم بعض المقررات العلمية (عام 1922).

3-   استخدام البرامج التليفزيونية في التعليم منذ عام 1934.

4-   استخدام الاتصالات التليفونية في التدريس منذ عام 1965.

5-   استخدام شرائط الفيديو والأقمار الصناعية في التعليم منذ عام 1984. (شبكات الجامعة الإلكترونية).

6-   استخدام شبكات المؤتمرات التليفونية منذ عام 1982.

The National University Teleconferencing Network (NUTN)

7-   استخدام الأقراص الممغنطة في التعليم والمكتبات.

وتستخدم بعض الدول العربية بعض تلك التقنيات ولكن بعيداً عن فكرة الشبكات ودون إعداد برامجيات في جميع التخصصات العلمية. وبالتحديد :-

1-   يتم إعداد برامجيات تعليمية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وسوريا وسلطنة عمان ولكن دون تنسيق أو تكامل بما يسمح بخفض التكاليف.

2-   يتم استخدام الانترنت ولكن بأعداد محدودة مقارنة ببقية الدول الصناعية.

3-   لايوجد ربط فعال بين كل من تقنيات الاتصالات وتقنيات المعلومات مما يؤجل تطبيق التعليم الرقمي عربيا.

 

رابعا : انعكاسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على التعليم الرقمي :

أدى التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد العالمي العولمة والانترنت إلى التوجه نحو شكل جديد في التعليم الرقمي. وأصبح من السهل بناء شبكات تعليمية عديدة تحقق أهداف التعليم بسرعة وبأقل تكاليف، كما أمكن أيضاً تحقيق التكامل الإلكتروني بين برامج التعليم والتدريب على المستوى العالمي. وبالتحديد تم بناء شبكات معلومات دولية وشبكات معلومات محلية وذلك لسهولة الوصول إلى المعلومات وتبادلها والمشاركة في قواعد البيانات بما حقق التفاعل التعليمي.

تكنولوجيا المعلومات

تكنولوجيا الاتصالات

مواقع الانترنت

الحواسب الإلكترونية- المشغلات الدقيقة- البرمجة المتعددة- شبكات الحواسب – سيرفر الطلاب والأساتذة

الطرق السريعة للمعلومات

النظم الرقمية

شبكات المناطق المحلية LAN

شبكات المناطق البعيدة WAN

قنوات الاتصالات

التبادل الإلكتروني للبيانات

البريد الإلكتروني

البريد الصوتي

المؤتمرات التليفونية

مؤتمرات البيانات

المؤتمرات التليفزيونية

التعليم عن بعد

 

 

الكتاب الإلكتروني – النشر الإلكتروني- المكتبة الالكترونية- التعليم الإلكتروني- التدريب الإلكتروني

وأوضح هنا قنوات التعليم الإلكتروني الذي يؤدي إلى التعليم الرقمي في حالة الربط السابق الإشارة إليه :

القنوات

 

السمات والخصائص

1- التعليم في نفس المكان في نفس الوقت

 (ILT) Instructed – Led Training

 

لقاء الأساتذة والطلاب في نفس المكان وفي نفس الوقت- تحديد سابق للزمان ولفترات طويلة.

2- الفصل الخائلي (نفس الوقت لأماكن متفرقة مثال استخدام شبكات الفيديو للطلاب الأولاد والطالبات في نفس الوقت)

 

يناسب من 15-20 طالب في كل مكان

Virtual Class

 

3- المحاضرة الخائلية باستخدام الشبكات والربط بالبريد الإلكتروني وإدارة الحوار

 

Virtual Lecture

تفاعل محدود- يسمح بعدد كبير مرتفعة التكلفة الرأسمالية للاعداد

4- حرية التفاعل مع الانترنت  Self Paced

 

- في أي وقت ومن أي مكان في العالم.

- الاعتماد على الشبكة.

- زيارة المواقع على الانترنت

5- استخدام الموجه المعلم Mentoring

 

- مساعدة الموجه لكل فرد على حده

- تتم بالبريد الإلكتروني.

- تتم بالتليفون- ذات تكلفة عالية

- خدمة شخصية

6- مجالس الحوار الإلكتروني

Discussion Boards

 

- تتم في أي وقت.

- تكلفة أقل.

- تجيب على الأسئلة المطروحة

7- الحوار الثنائي

Chatting

 

- يتم مباشرة.

- وقت فعلي

- تتم بين شخصين في أي مكان

- مجانية

8- المناقشات الإلكترونية

Real time discussion

 

- يمكن تسجيلها كمرجع في المستقبل

- سهلة الإعداد.

9- مجموعات الدراسة

Buddy Systems

 

- استخدام نفس الحاسب الإلكتروني.

- أكثر فعالية.

- أقل تكلفة.

- يحقق المشاركة الفعالة من الطلاب.

10- مساعدة المعلم (المشرف)

Help Desk

 

- وجود وسائل مساعدة.

- استخدام البريد الإلكتروني أو التليفون أو الفاكس.

- سهلة الاستخدام.

- ضرورة وجود مشرف

11- البريد الإلكتروني

 

- ضرورة توفر قاعدة بيانات البريد الإلكتروني للمشاركين.

- سهولة الاستخدام.

- سهولة المتابعة وتبادل المعلومات.


خامسا : بناء إستراتيجيات التعليم الرقمي :

أكدنا في هذه الورقة الفنية أن التعليم الرقمي يحتاج إلى آلية لتحقيق الاتصال الفوري بين الطلاب والأساتذة والجامعة أو المدرسة التي ينتمون إليها باستخدام مواقع الأنترنت. وتحقق تلك الآلية مناخ فعال لتكنولوجيا المعلومات يسمح لجميع الأطراف أن يعملون عن طريق تكنولوجيا المواقع الإلكترونية على الانترنت وذلك لتحسين المعلومات وتبادل المعرفة. ويحتاج ذلك إلى :

أ) بناء موقع على الانترنت.

ب) تحديد البرنامج التعليمي المستهدف.

ج) توفير دعم فعال وفوري وسريع للطلاب.

د) بناء شبكة تعليمية لكل الجامعات أو المدارس.

هـ) توحيد النماذج المستخدمة في جميع البرامج التعليمية.

و) توفير أدوات التعاون والتنسيق والتكامل لتبادل المعلومات.

م) تنميط تصميمات البيانات مثال استخدام قاعدة بيانات مايكروسوفت SQL.

وتحتاج تلك الاستراتيجية العامة من كل مؤسسة تعليمية مراجعة العناصر التالية :

1-        قياس أراء الطلاب والأساتذة حول سهولة المشاركة في المعلومات.

2-        إعداد رؤية لتكامل المكونات الرقمية للمنظومة التعليمية.

3-        العمل على تشجيع الطلاب على الاستعداد والإعداد لتقبل التعليم الإلكتروني.

4-        العمل على تحويل المنظومة التعليمية بالكامل إلى منظومة تعليم رقمي.

5-         التحقق من التشغيل الاقتصادي والحقيقي لكل طاقات التعليم الرقمي.

6-        </stron

المصدر: أ.د. فـــريــد الـنـجـــــــار
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1308 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,749,138

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters