الإدارة الذكية والتسويق:
يقوم النشاط التسويقي معبرا عن أحد ملامح الإدارة الذكية في المكتبات المتخصصة من أجل إرضاء وإشباع الحاجات المتطورة والمتغيرة للباحثين ليصبح التسويق إحدى القوى الدافعة للارتقاء بخدمات المعلومات، فمن المهم إذا التعرف على دوافع القارئ والباحث وتحديد مكان تواجده وكيف يقرأ ولماذا يقرأ وما الذي يؤثر في قراراته للاستفادة من الخدمة المعلوماتية حتى يمكن أن يتم التوجيه إليه باستراتيجية وسياسات جاذبة له ، فمن المفيد والمهم للقائمين على المكتبات المتخصصة أن يعلموا أنهم يخدمون قراء ودارسين وباحثين متحركي الرغبات ومتنوعي السلوك فعلى القائمين بهذه المهام أن سعوا لتطوير ما لديهم من مقتنيات مما يجعل هذا القارئ أو الباحث هو دائما الزائر المرتقب.
يستلزم الأمر تفحص ما هو متاح من خدمات معلومات في المكتبة العربية المتخصصة وتحليل معناها ليتمكن من خلال الإدارة الذكية رسم شكل المستقبل مع توقع حجم ونوعية النشاط تمهيداً لصياغة استراتيجية للتسويق ورسم السياسة الهادفة للوصول للمستفيد المرتقب بأقل جهد وأدنى تكلفة كذلك أن يتعرف الباحث أو المستفيد على ما أعد له من خدمات معلوماتية لإشباع حاجاته ورغباته المتنوعة والمتعددة، فيتطلب الأمر وقفة مع الذات لتقييم المجهودات م أجل المزيد من تقديم الخدمة الجيدة ليتحقق النجاح لكل من مقدم خدمة المعلومات والفائدة للمستفيد من هذه الخدمة.
أصبح التسويق صيحة العصر في مجال المعلومات لإشباع الحاجات من خلال المزيج المتكامل من الخدمات التي تقدمها المكتبة العربية المتخصصة ومسؤوليتها في إشباع الرغبات والحاجات المتطورة والمتغيرة للمستفيدين، والتي تعد المسوغ الاقتصادي والاجتماعي المجدي لوجود المكتبة المتخصصة على افتراض أن الاهتمام بالزائر أو الباحث أو المستفيد هو أصل ومبرر قيام النشاط ذاته.
يمكن أن يتضمن النشاط ثلاث مهام رئيسية في ظل الإدارة الذكية للمكتبة المتخصصة.
1. تدبير الاحتياجات وتوفير الموارد البشرية والمادية والمدخلات اللازمة.
2. تنظيم الموارد وتوجيهها وتشغيلها.
3. التصرف في المخرجات بالعرض الذكي بما يعطي أقصى عائد ممكن.
الحاجات والرغبات
تعد الرغبة والحاجة لخدمات المعلومات هي نقطة البدء في النشاط التسويقي المتزايد للمكتبة المتخصصة كما تعد\ الرغبة في تقديم خدمات المعلومات بمنزلة السبيل لاختيار الوسيلة اللازمة لإشباع هذه الرغبات، لذا فالقائمون على المكتبة المتخصصة لا يقومون بتنمية الحاجات وتوليدها فقط بل يقومون أيضاً بإشباع الرغبات وتوجيهها والتأثير في القرارات الخاصة باختيار نوع الخدمة المعلوماتية اللازمة حيث تتحقق قيمة الخدمة وفقاً لقدرتها على إشباع رغبات معينة ومنافع مباشرة في ذات الوقت لدى المستفيدين. إن المعلومات هي شريان العملية التسويقية فكيف يتم إشباع حاجات المستفيد دون أن يكون معروفاً للقائمين على المكتبة المتخصصة ما هي المهمة التسويقية مع دراسة دوافع المستفيد.
تبادل المنافع
تعد عملية التبادل هي لب قضية التسويق فعلى مقدم الخدمة أن يعطي للمستفيد شيئاً ذا قيمة بالنسبة له مقابل شيء ذي قيمة بالنسبة للمكتبة العربية المتخصصة ألا وهو مزيد من إقبال المستفيدين والازدهار في العمل ومزيد من الإقبال على طلب الخدمة.
وبناء على هذا المفهوم فإن التبادل يقوم على:
1. وجود طرفين في التعامل.
2. يكون لكل طرف القدرة على الاتصال والتلقي في الوقت المناسب بالصورة الصحيحة من المرة الأولى وفي كل مرة.
3. الانطلاق نحو جهة المستفيد.
4. الترابط بين النشاط التسويقي للمعلومات والعملية التنظيمية والإدارية الذكية الحاكمة (التحليل ـ التخطيط ـ التوجيه).
5. استمرار الوظيفة التسويقية للمعلومات. أي استمرار الارتباط بالمستفيد والعلم على جذب مستفيدين جدد.
يعتمد قرار المستفيد في اختيار أحسن البدائل المتاحة أمامه اعتماد على وجود معلومات كافية عن طبيعة الخدمات المعروضة في المكتبة العربية المتخصصة من ناحية:
ـ مدى الدقة ـ التوقيت السليم ـ الشمول ـ الملائمة.
العرض والطلب:
تعد الموائمة بين العرض والطلب على خدمات المعلومات ضرورة يطلبها مجتمع المستفيدين، لذا فمن المهم التنبؤ بحجم الطلب في الأجلين القصير والطويل في إطار الإدارة الذكية للمكتبة العربية المتخصصة. تتمثل الصعوبات التي تعترض عملية التبادل بين مقدمي الخدمة والمستفيدين في النقاط التالية:
1 ـ الفاصل المكاني:
يؤثر التباعد المكاني على جدوى تقديم الخدمة المعلوماتية.
2 ـ الفاصل الزمني:
على المكتبة العربية المتخصصة أن توائم بين جودة خدماتها وتقديمها في الوقت الذي يحتاجه المستقيدون.
3 ـ الفاصل الإدراكي:
قد تنتج المكتبة العربية المتخصصة الكثير من الخدمات المعلوماتية التي لا تتواءم مع حاجة ورغبة المستفيدين، إما بسبب عدم الإدارك الحقيقي لحاجاتهم أو لأنهم لا يعلمون عنها شيئاً ومن ثم يزداد اتساع الفجوة من عدم الإلمام من جانب كل من مقدم الخدمة والمستفيد وبما يمكن أن يقدم له من منافع معلوماتية.
4 ـ فاصل القيمة:
تختلف وجهات النظر بين كل من مقدم والمستفيد بها، خاصة إذا تباعدت المسافات فيما بينهما، إذ قد ينظر مقدم الخدمة من خلال زاوية الإعداد والتحصير لها بينما ينظر المستفيد إلى قيمة الخدمة من زاوية ما تعطيه له من منافع مقارنا ذلك بمقدار التضحية المبذولة من جانبه للحصول عليها، وبالتالي فعلى مقدم الخدمة أن يعيش تضحيات المستفيد ومنافعه أيضاً حتى يتم تجاوز هذا الفاصل.
تسعى جهود التسويق إلى تخطي الفواصل المختلفة من خلال توليد بعض المنافع مثل المنفعة الزمانية والمنفعة المكانية ومنفعة التملك، هذا فضلاً عن المنفعة الشكلية في بعض الأحيان.
المصدر: منتديات الدكتور عبد القادر حسن العداقي.
نشرت فى 21 أكتوبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,761,798