المقدمـــــة

ان التغير المتسارع فى جميع مجالات الحياه هو السمه المميزه لعصرنا الحالى بل ان معدلات سرعة هذا التغير تكاد تصدم الكثيرين سواء على مستوى الافراد او المؤسسات . ونتيجه لهذه التغيرات كان من الضرورى الاستجابه لها من خلال تغيير وظائف المؤسسات بكافة انواعها واشكالها واحجامها ، ومؤسسات التدريب فى اى مجتمع تعتبر اولى من اى مؤسسات اخرى بالتغيير لمجارات طبيعة العصر والاستجابه للتحولات التى تكتسح مجالات الحياه المختلفه .

ومن التعغييرات الكبيره التى يتسم بها عالمنا المعاصر تلك الثوره التكنولوجيه الهائله ، والتقدم التقنى الهائل الذى نشهه على كل الاصعده . وكان لابد على طرائق التدريب ان تستجيب لهذه الثوره التقنيه من جهة ان تعكس برامجها ومقرراتها وانشطتها عناصر هذه التكنولوجيا وبالتالى تنقلها الى ميادين العمل لتعاصر استخدامات التكنولوجيا الحديثه وبما يمكن مستخدميها من التكيف مع طبيعة العمل المكلفين به وبالتالى فان التدريب يستجيب من مخترعات ومنتجات تلك الثوره التكنولوجيه فى تفعيل انشطته وتسهيل وتحقيق اهدافه .

ونظرا للتغييرات الكبيره التى يشهدها المجتمع العالمى مع دخول عصر المعلومات وثورة الاتصالات ، فان الحاجه ماسه فى هذا الوقت بالذات الى تطوير برامج المؤسسات التدريبيه لكى تواكب تلك المتغيرات ولذا فقد تعالت الصيحات هنا وهناك لاعادة النظر فى محتوى العمليه التدريبيه واهدافها ووسائلها بما يتيح للمتدرب  فى كل مستويات التعليم الاستفاده القصوى من الوسائل والادوات التكنولوجيه المعاصره فى استفادته من التدريب بما يمكنه من اكتسابه للمعارف والمهارات التى تتفق وطبيعة العصر الذى نعيشه .

ويعتبر الحاسب الالى احد ابرز افرازات الثوره التكنولوجيه المعاصره والذى يمكن الاستفاده منه ايما استفاده فى المجال التدريبى وقد تم بالفعل استثمار هذه التقنيه من زوايا عديده فى تطوير الكثير من جوانب العمليه التدريبيه وتسهيل العديد من المهام .

يعتبر التدريب محور عملية التنمية والتطوير, وتتبارى المؤسسات حالياً بالأهمية التي تعطيها للتدريب في منظومة عملها من حيث نوعية البرامج التدريبية ومستوياتها, وبالنسبة المئوية من الميزانية التي ترصدها لتدريب مواردها البشرية,

إذ تحول اسم الانسان في عالم العمل المعاصر من العامل الموظف إلى المورد البشري, لهذا يتسابق المختصون على تعظيم قيمة ذلك الانسان في عمله إذ أطلق عليه الاقتصاديون اسم رأس المال البشري, وسماه المحاسبون(الأصول البشرية), وحدده علماء الإدارة المعاصرون والمجددون (رأس المال المعرفي).‏

وهكذا تطورت تلك التوجهات مع التقدم العلمي والتقاني وغيّرت ثورة المعلومات والاتصالات في بداية القرن الحادي والعشرين نهج العمل , فأصبح التركيز على الإبداع والتعامل مع المتغيرات المستمرة لدرجة أصبحت الإدارة تواكب عمليات التغيير للوصول إلى الجودة الشاملة التي يقودها إداريون متميزون.‏

يضاف لذلك تحول منظمات الأمس إلى مؤسسات لها أهداف واضحة ومحددة وبنية تنظيمية شبكية مرنة , وتدار بأسلوب إدارة المشروعات, إضافة لتحول القيادة الادارية إلى قيادة استراتيجية تنتقل من التطوير إلى التحسين المستمر بل إلى الإدارة الوقائيةالتطورية, ما يعني التدريب الذي يعد أحد مرتكزات التطوير المستمر تجاوز إجراء الدورات التدريبية ومنح شهادات الحضور وأصبح خياراً استراتيجياً في منظومة استثمار الموارد البشرية وتنميتها.‏

ففي هذه المحطة نحاول تسليط الضوء على أسلوب أو طريقة إعداد دورة تدريبية. بحيث تكون الممارسة لهذه المهمة واقعية وعلمية وعقلانية.‏

 الفكرة‏

السيد بسام جبلاوي مدير المعهد النقابي المركزي التابع للاتحاد العام لنقابات العمال أشار في حديث معه إلى أن خطوات إعداد دورة تدريبية على سبيل المثال تبدأ مع كون الدورة فكرة تظهر ثم تستمر من خلال تحضير الوثائق الأساسية لها و الترتيبات المساعدة لانعقادها كي تنتهي مع اختتام الدورة وتقويمها وإصدارالوثائق بنتائجها.‏

وفيما يخص إعداد منظومة التدريب فهي تتضمن تحديد الأهداف التدريبية والأساليب المعتمدة ومكونات العملية التدريبية, وسواء كانت الدورة منبثقة عن الخطة العامة للوحدة الإدارية أو عن خطة القوى العاملة والتدريب والتأهيل وبرامجها... أو كانت تلبية لحالة طارئة... فإن الخطوات الأساسية التي يمكن القيام بها متشابهة إلى حد ما وتنطلق من ذات المنطق العلمي من حيث الأهداف والأساليب الخاصة بمنظومة التدريب من حيث تحديد الاحتياجات التدريبية مثل احتياجات المؤسسة وفرق العمل والشخص العامل.‏

تحليل الاحتياجات‏

إضافة إلى جمع الاحتياجات التدريبية وتحليلها بمعنى يتولى الفاعل الرئيسي مهام التنسيق بين إجمالي الترتيبات المتعلقة بالعملية التدريبية .‏

والأمر الاخر برأي جبلاوي يقوم على تحليل الحاجات الجماعية الهادف إلى جمع المعلومات عن سير العمل والكفاءات المتوافرة حالياً في الأقسام و المديريات أو البنى المعنية عن مشروعاتها على المدى المتوسط, وعن حاجاتها عن الكفاءات والقدرات لانجاز أعمالها وعن التنوع في الكفاءات المطلوبة .‏

ووجوب وجهة النظر الأخرى هو أن يشارك فيه الأفراد بالاقسام أي البنى والسلطة التربوية المؤهلة لتحديد الأهداف والافضليات المتعلقة بالقسم والبنية ومنشط التدريب والمسؤول عن الافراد في المرحلة النهائية .‏

التوازي مع الحاجات الجماعية‏

أما تحليل الحاجات الفردية فيجب أن يحصل بالتوازي مع الحاجات الجماعية, وبطريقة يمكن أن يعبر فيها كل شخص عن مشروعه الشخصي أو المهني, وأن تحلل وتؤخذ بالحسبان في إطار استراتيجية شاملة تسمح بتنفيذها من خلال مقابلة التقييم , وينجم عن تلك المقابلة اتفاق حول التوجهات الشخصية للفرد التي تخص تحسين كفاءاته والتحضير للترقيات واكتساب التأهيل الجديد أو ربما إعادة تغيير الاختصاص.‏

لماذا المقابلة?‏

ويبقى الهدف برأي جبلاوي من المقابلة الفردية وتحديد الاحتياجات الفردية هو استخلاص أفكار عن العوامل النفسية والمادية المكونة لشخصية المرشح للتدريب, والمقدرة على تشخيص الحاجات واستنباطها والإحاطة الشاملة بالبيئة التي تحيط بالمرشح للتدريب وبثقافة الإدارة وتجربتها في قيادة أعمال هذا النوع من التدريب.‏ لقد أصبح التدريب عملية معقدة تستدعي علما وممارسة ميدانية وليس أحدهما فقط
كما أن الإعتماد على الخبرة الميدانية دون اللجوء الى العلم يخل بإحدى القواعد الأساسية لتطور
تلك الخبرة والعمل على نموها ، بل سيحد منها ويجعل من صاحبها مدربا ينقصه الكثير مهما كانت
خبرته العلمية ، حيث أن التدريب الرياضي بصفة عامة وتدريب كرة القدم بصفة خاصة يقصد به :

إعداد الاعب إعداد فسيولوجيا بتكيف أجهزته الحيوية مع المجهود المبذول والأداء المطلوب
خلال المباراة ، وكذا إعداده مهاريا وخططيا بحمل مناسب سواء من حيث الشدة أو الحجم .)
ومن خلال هذا الموضوع سوف أتتطرق الى أهمية التخطيط التدريبي لمدربي وأهم مميزات
التدريب الحديث .........


أهم مميزات التدريب هي :

1ـ التكامل في تنمية نواحي الإعداد للاعب والتركيز على الإعداد البدني الخاص بدرجة كبيرة ، ولذا فلا بد من أن تراعي التنمية الشاملة لجميع عضلات وأجهزة الجسم بالإضافة الى تنمية عناصر اللياقة البدنية الخاصة بدرجة متوازنة .


2
ـ التخطيط والتنظيم والإستمرار وعلى أسس علمية بما يضمن معه التأثير الإيجابي على مستوى اللاعب وإستمرارتقدمه في الجوانب المختلفة كمبدأ التدرج في إرتفاع مستوى الحمل والتوقيت الصحيح لتكراره .


3
ـ التدريب على الجماعية من حيث شكل الأداء مع التركيز على الصفة الفردية للتدريب عموما حيث إنه يراعى الفروق الفردية للاعبين من حيث المستوى البدني والمهاري أو العمر وغيرها .


4

ـ تعتمد عملية التدريب في على عاملين يكمل بعضهما الآخر .
أولهما : إعداد اللاعب من الناحية التطبيقية (التعليمية والعملية ) للأداء البدني والمهاري
والخططي . والآخر من الناحية النفسية والذهنية ( الصفات الإرادية والتربوية)حيث يلعب الجانب النفسي والذهني دورا هاما في التفوق من جراء مؤازرة
الجماهير والإرتباط بأرض المنافسة وعوامل أخرى معنوية وأخرى مادية .


الصفات الإرادية تتخلص في مايلي :

1
ـ الروح العالية

2ـ التصميم

3ـ الولاء

4ـ الحماس

5ـ الالتزام
6
ـ بذل أقصى جهد

اللعب الرجولي

8ـ التركيز

9ـ امتصاص حماس الآخرين

10ـ التحكم في الانفعال .
ولذا يجب على المدرب أن يتخذ في حسبانه الإعداد المتكامل للاعب من الجانب البدني والمهاري والخططي والنفسي والذهني ....

أهمية تخطيط التدريب لمدربين ..........

التخطيط للتدريب وسيلة ضرورية للتقدم بحالة اللاعبين حيث يحدد مضمون ومحتويات
عملية التدريب بطريقة منظمة تؤدي الى أعلى مستوى للأداء خلال المنافسات .
ولكي يمكن الوصول في التدريب الى المستويات العالية فإن ذلك يتم من خلال وقت طويل ولابد
من التحكم في الوقت ، ولهذا نجد أن أهمية وضع خطط تدريب لفترات أقصر ( سنة ـ فترة ـ مرحلة
أسبوع ) يتم فيها تحديد الأهداف والوجبات وتدرجها من أهداف وواجبات فرعية الى أهداف أكبر منها
وهكذا يتم تحقيق الهدف النهائي من الخطة العامة .

تنقسم مرحلة التخطيط الى ثلاثة مراحل هامة وهي :

أولا : مرحلة الإعداد العام وتشمل
التمرينات العامة ويزداد حجم الحمل فيها بدرجة كبيرة ما بين (70% إلى 80% ) من درجة الحمل الكلية وكثافة التورينات تكون متوسطة ، وذلك لتطوير الحالة التدريبية وأيضا للارتقاء بعناصر اللياقة البدنية العامة وتستغرق هذه المرحلة بين (6 أسابيع إلى 8 أسابيع ) للتأهيل للمسابقة بشكل عام ، ويجري التدريب خلال تلك الفترة يوميا وقد يصل الى مرتين في اليوم الواحد ومن ( 3 إلي 5 مرات أسبوعيا ) لفرق الناشين والشباب وتحتوي هذه المرحلة على
تدريبات عامة لجميع أجزاء الجسم والعضلات بإضافة إلى تمرينات الإحساس والتمرينات بالأجهزة والألعاب الصغيرة وتتضمن التدريب على الأثقال ويكون التركيز بالنسبة للقوة على العضلات .

ثانيا : مرحلة الإعداد الخاص وتشمل
تستغرق هذه المرحلة من ( 4 إلى 6 أسابيع ) وتهدف إلى التركيز على الإعداد البدني الخاص من خلال تدريبات الأداء الخاص باللعبة من حيث الشكل والموقف وتتضمن هذه المرحلة أيضا على تدريبات الإعداد الخاص والتمرينات المهارية بأكثر من تقنية والتمرينات التي تنمي المهارة بالارتباط بتطوير الصفات البدنية والتمرينات المهارية المركبة .

ثالثا : مرحلة الإعداد للمباريات وتشمل
تستغرق هذه المرحلة من ( 3 إلى 4 ) أسابيع ويركز فيها المدرب على النواحي المهارية والفنية والخططية الهامة والرئيسية وتهدف هذه المرحلة لتثبيت الكفاءة الخططية للاعبين مع العناية بدقة الأداء الخططي تحت ضغط المدافعين بالإضافة إلى الارتفاع بالحالة البدنية وتثبيتها استعدادا لفترة المباريات .

المبادئ التنظيمية لوحدة التدريب اليومية هي :
1. يحدد المدرب زمن وحدة التدريب اليومي من ( 60 إلى 150 ) دقيقة ويتحدد الزمن وفقا لدورة الحمل الأسبوعية وللهدف من وحدة التدريب والفترة أو المرحلة للبرنامج السنوي .

2. التنظيم في وحدة التدريب اليومية من حيث تشكيل الحمل للتمرينات وفترات الراحة البينية وفقا للهدف منها ومراعاة أسس ومبادئ التدريب ، وبناء البرامج وأن تحتوي وحدة التدريب على بعض التورينات الترويحية لتجنب عامل الملل .

3. التحضير والإعداد لوحدة التدريب قبل بدء التدريب وذلك من حيث إعداد الأدوات والأجهزة وتحديد الشرح النظري وكذا إلمام المساعدين بمحتويات وحدة التدريب وعمل كل منهم .

4. تحديد أهداف التدريب لوضع المحتوى بما يحقق تلك الأهداف كما يجب إيضاحه لدى اللاعبين وأن يتعرفوا على المحتمى المحقق لتلك الأهداف قبل بدء وحدة التدريب اليومية يعد التدريب وفقا للتوجهات المعاصرة خيارا يرتبط بفرصة المؤسسة أو المنظمة على الاستمرار والبقاء وقبل ذلك التنافس.

وبالتالي فقد تراجع أمام هذا التصور الفهم التقليدي الذي كان ينظر للتدريب وسيلة لتحقيق الأرباح وتحسين الإنتاجية من خلال معالجته لمشكلات نقص المهارات أو المعلومات وكذا المعارف.
وتأسيسا على ما تقدم، فان حجم المجهودات المناطة بالإدارات التدريبية بات من السعة بمكان إلى الحد الذي أصبح معه الاهتمام المركزي للإدارات والقيادات العليا ينصب على توفير التخصصات المالية المناسبة لبرامجها وتهيئة القيادات الكفاءة، فضلا عن المدربين بمهارات متجددة وحديثة.

إن الدول التي تسجل أرقاما عالية في النمو تحوز على أفضل المؤشرات الخاصة بحجم الإنفاق على التدريب والتعلم، ولعل هذا ما جعل المنظمة مهتمة وعلى نطاق واسع بالمهام التدريبية مركزة على الاتجاهات المعاصرة في إطار دورها الريادي وبالتعاون مع معاهد التنمية الإدارية في المنطقة العربية.

محاور الملتقى

أولا:النظم والأساليب والممارسات التقليدية في تحديد الاحتياجات التدريبية-نظرة تقويمية نقدية

ثانيا: أساليب ونظم تحديد الاحتياجات التدريبية الموجهة بالأداء.

ثالثا: أساليب ونظم تحديد الاحتياجات التدريبية المبنية على القدرات.

رابعا: تصميم وتخطيط البرامج التدريبية – التوجهات المعاصرة.

خامسا: أسس وآليات ربط المسارين الوظيفي والتدريبي.

سادسا : قياس عائد وكلفة التدريب.

ورشة العـــــــــمل

التدريب الموجه بالأداء " عنوان ورشة العمل "
تتسم عموم المناهج التدريبية في المنطقة العربية بالتكرار واعتماد البرامج الجاهزة، فتحول التدريب إلى مجموعة من المحاضرات التقليدية التي تسجلها الإدارات التدريبية إنجازا كميا في إشارة إلى حجم برامجها التدريبية ولما كان التدريب ليس هدفا بحد ذاته، فإن مدخله المرتبط بالأداء وتحقيق الأهداف يعد خيارا يحقق الغايات الأساسية ومحوره تمكين المؤسسات والإدارات على الاستمرار والبقاء وليس تحقيق الربحية أو رفع الإنتاجية حسب.

لقد بات ضروريا إحداث تغيرات جذرية في المناهج التدريبية واستهداف تنمية الأداء الكلي والفردي وليس فقط التمحور عند حل المشكلات وما ينجم من مصاعب عند نقص المهارات والمعلومات.

أهمية ورشة العمل

1.    قياس وتحليل متطلبات تحسين الأداء الفردي والمؤسسي.

2.    تخطيط وتصميم البرامج التدريبية الموجه بالأداء.

3.    أساليب تنفيذ البرامج التدريبية الموجه بالأداء.

4.    تقييم نتائج البرامج التدريبية الموجه بالأداء.

5.    نماذج  وتطبيقات.

محاور ورشة العمل

أسلوب تنفيذ الورشة:
-
حواريات فرقية.
-
حالات عملية.
-
ممارسات تطبيقية.

الأساليب المستخدمة

أ.د. رفعت عبد الحليم محمد الفاعوريفلسفة التدريب والمدرب:
وتعني كلمة الفلسفة في قاموس Webster أنها الأصالة وهي الحكمة أو المعرفة ودراسة قنوات التحكم بالتفكير والقيادة والأساسيات العامة لقوانين المعرفة والنشاط وشخصية وسلوك البشر. ويعرف الفيلسوف أنه الشخص الذي يواجه الأحداث جميعها والظروف الملائمة وغير الملائمة بهدوء وضبط نفس.

 ومن هذا التعريف العام نستطيع أن نقول أن فلسفة التدريب الرياضي لا تختلف عن الفلسفة العامة للحياة، بل هي جزء منها لو عبرنا عن النشاط الرياضي بأنه علم يحوي ويعتمد على علوم الحياة الأخرى ونشاط أساسي للفرد يحتاج في أدائه الى الحكمة والقيادة ومعرفة شخصية البشر وسلوكه. وكيف أن المدرب الذي يترجم هذه الفلسفة يتحكم في أحيان كثيرة بتفكيره وتفكير الرياضي على وفق النشاط الخاص به. فالتدريب وفي مجالاته الرياضية وغير الرياضية كافة يعد من أهم مفاصل التنافس العام في المجتمعات المعاصرة، فالتدريب كما يراه عصام الدين عبد الخالق وسيلة وليس غاية، فبدون عملية التدريب لن تكون هناك مهارة سواء اكانت رياضية أو مهنية في المجتمع الكبير، في ظل التطور العلمي والتكنولوجي فمع مزاولة التدريب ولمدة طويلة على وفق هدف أو أهداف معينة تزداد كفاءة الإنسان المهارية.

وهناك أحساسان مهمان يتعرض إليها المدربون خلال عملهم في مجال التدريب الرياضي بصورة عامة وتدريب كرة السلة بصورة خاصة هما: الفخامة والأبهة، والاضطهاد واليأس وبنسبة تتناسب طرديا مع أهمية المباراة، فيحس المدربون بالإحساس الأول (الفخامة والأبهة) عند النجاح والفوز في المباريات الرسمية وغير الرسمية (الودية( والتجريبية. ويتعرض للإحساس الثاني عند الوقوع في خسارة غير متوقعة أو عدم الرضا على ما يفعله اللاعبون الذين يتدربون تحت سيطرتهم وفي الحالتين يجب أن يميل المدربون إلى الفلسفة لتفسير هذه الاحداث وقبولها بهدوء وضبط نفس عاليين، للمقدرة على الاستمرارية في وضع القرارات الواضحة والصحيحة. وهناك أيضا التعامل على وفق منظور فلسفي خاص مع ردود أفعال اللاعبين والجمهور والمنافسين ونتيجة المباراة وكل ما يتعلق باللعبة. إن التدريب الرياضي يضع المدرب في حالة اجتماعية خاصة لأنه يصبح تحت طائلة الأحكام الغريبة في بعض الأحيان من قبل متابعي اللعبة، فمرة ينعت المدربون بأفضل الألقاب والنعوت ومرة أخرى بأقساها.

ويعد التدريب من اصعب الأعمال التي يقوم بها الفرد في مجال النشاط الرياضي وفي مجال النشاط الاجتماعي العام ايضا لأنه أي المدرب يتعامل مع مجموعة كبيرة وكثيرة من المتغيرات التي تؤثر بالتالي في نتائجه السليبة أو الإيجابية. فعليه أن يملك فلسفة أو خطا عريضا يسير عليه يكون قد استنبطه من خبرته العامة في الحياة ونوع شخصيته وخبرة الآخرين في العمل نفسه. يعد المدرب وبشكل عام ومدرب كرة السلة بشكل خاص موسوعة ثقافية وعلمية ورياضية واجتماعية لانه يحتاج الى كل هذا لمعرفة كيفية واستمرارية التعامل مع لاعبي كرة السلة.

إن أول وأصعب مرحلة تواجه المدرب هي عملية الاختيار الاولى للفريق التي تعتمد على خبرته في التعامل مع اللاعبين المشاركين في عملية اختيار فريق كرة السلة، فنظرة المدرب تختلف بشكل كامل عن نظرة اي فرد اخر ليس له هذه الصفة. فعين المدرب فاحصة وتميز ومن الوهلة الاولى نوعية اللاعب ومدى الاستفادة منه في الفريق ولمدة طويلة من الزمن ويعتمد المدرب في اختياره الاول على القياسات الجسمية لللاعبين والتي تكون مؤثرة في تعلم المهارات الأساسية بشكل كبير للعبة. وكما هو معروف ومن خلال الكثير من الدراسات التي تعنى بالقياسات الانثروبومترية على الكثير من الابطال العالمين وتحقيقه لبعض القياسات الخاصة بممارسة بعض الفعاليات الرياضية حيث يميز عدائوا 100م بالنحافة والجذع الطويل والاكتاف العريضة والساق القصير. واتفقت اراء الخبراء على وجوب توافر قياسات جسمية خاصة لكل نشاط رياضي مختار. هذا ماأكده MASS ) وجمال بركات ).
وهذه المعلومات الفنية كلها وغيرها يجب ان تتوفر في المدرب حتى يتمكن من مواصلة مشواره الطويل والصعب.
وفي الكثير من الاحيان لايتوافر لمدرب كرة السلة حرية اختيار عالي المستوى للاعبيه من ناحية قياساتهم الجسمية (على اعتبار ان الصفات البدنية والمهارية بالامكان ان تنمى لاحقاً) على وفق مراكز اللعب، فعليه وفي هذه الحالة معرفة ووضع بدائل العمل الناجحة في كيفية التعامل مع ما متوفر لديه من احداثيات النجاح في عمله. فمثلاً وجود فريق ذي قياسات في الاطوال قصيرة نوعاً ما وبشكل عام فان ذلك يعطي المدرب اشارة في استحداث طرائق للعب وبصورة مؤثرة في فريقه ..كاختيار طريقة اللعب السريع وعلى مهارة التهديف البعيد.
وان معرفة مدرب كرة السلة للقوانين الميكانيكية والفيزياوية التي تعتمد على الاطوال ومحيطات قياسات الجسم وزوايا العمل المناسبة في التعامل مع الاداة (الكرة) من شأنه ان يجعل المدرب قادراً على تصحيح الاداءات الفنية لمهارات كرة السلة المختلفة.

ويقول John R. Wooden: يصعب أن أشرح فلسفتي في تدريب كرة السلة ولكن الأشياء الثلاثة في أدناه هي التي تشكل الجزء الأكبر والمهم من فلسفتي التدريبية وهي:

1. قدم أفضل ما لديك.
2. المدرب = المدرس.
3. المدرب = القائد.

ويؤكد ذلك أيضاً نيل ليسانس وديك موتا انه على الرغم من أن دور المدرب يختلف من مستوى إلى آخر في كرة السلة وانسجاماً مع الدرجة النسبية التي تصل إليها مباراة المدرب سيكون كل فريق امتدادا على الملعب لفلسفة المدرب في الهجوم وفي جوانب أخرى وسيكون امتدادا لفلسفته في الحياة. ويكون المدرب الحقيقي مدرساً، طلابه الفريق، وصفه ساحة التدريب، والمباراة اختباره

ويعتقد الباحث إن هذا الاعتقاد مستند على خبرته الشخصية في مزاولة التدريب في أن هناك الكثير من الامور يجب على المدرب تعلمها غير الأساسيات الفنية والبدنية والنفسية للعبة كرة السلة فهناك عوامل أخرى مهمة والتي تتضمن مثلا اقتناع المدرب أنه يزاول هوايته المفضلة حتى ولو كان محترفا لان مزاولة أي عمل كهواية يكون فيه حب ومتعة كبيرين وبالتالي رغبة في المواصلة، وهذا يولد الصبر في السعي بهذا العمل الشاق الذي يكون الانتظار في بعض الأحيان فيه طويلا لمعرفة نتائجه. فكيفية جعل اللاعب يستمر في التدريب والصبر على الظروف السلبية مثل التعب والإعياء وفي مرات كثيرة عدم الرغبة في التدريب التي تعد من أكبر المشاكل التي تواجه المدرب. وتؤكد ذلك وداد المفتي بقولها : أن عملية التدريب بحد ذاتها تحتاج إلى صبر ومثابرة.
ويؤكد Dellmer Harris أن المدرب الناجح هو الذي يستطيع توصيل المعلومة إلى لاعبيه وأن يملأ مكانه كمدرب أمام الجميع

وهناك أيضا الكم والنوع في التدريب فليس المدرب الذي يملك التمرينات والمعلومات الكثيرة هو المدرب الأفضل ولا العكس صحيح، فنجاح المدرب يعتمد على كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من التمرينات الرياضية سواء اكانت بدنية أو مهارية أو خططية واختيار أفضلها على وفق ما يتناسب وحاجة اللاعب أو المدة التدريبية على وفق ما يؤكد المدرب فلتون سميث بقوله " على مدرب كرة السلة أن يعرف الإجابة على أدوات الاستفهام الثلاث الاتيــة، ماذا ومتى وكيف يستعمل هذه التمرينات للاعبي كرة السلة خلال الموسم الرياضي

وهناك شيء آخر يجب أن يوضع من ضمن فلسفة التدريب والمدرب وهو شخصية المدرب وتأثيرها في من حوله من لاعبين وإداريين ومتابعين. ويؤكد المدرب Jaime Perez إن شخصية المدرب هي جزء من فلسفته والتي تتعامل مع روحه وبساطته.
فالشخصية المتوازنة في العمل التدريبي هي أفضل الطرائق لنجاح المدرب فتارة نجد المدرب كدكتاتوراً في الملعب وتارة أخرى نجده أباً أو أخاً حنوناًُ خارج ساحات التدريب.

ويرى Dellmer Harris أن واحدة من عوامل الفلسفة الناجحة للمدرب هي المتابعة والتعرف على أهم التغيرات الفنية في اللعبة ويجب عليه أن يكون دائم البحث عن أهم وأفضل طرائق التعلم لنقلها وبصورة مبسطة وسهلة إلى لاعبيه
ويود الباحث أن يضيف إلى كل هذا رأيه المتواضع واستنتاجه لفلسفة المدرب والتدريب من خلال مثل عربي معروف يقول "الفرس بخيالها". فلو طبقنا هذا المثل على المدرب والفريق وعوضنا عن الفرس بالفريق وعن الخيال بالمدرب نلحظ أن النجاح أو الفشل الذي يصيب نتائج الفريق نابع من روح العمل التعاوني الجاد والحازم أو العمل المفكك وغير المنضبط بين المدرب وفريقه، فالفريق هو مرآة لروح المدرب.

فعمل المدرب مع البقية (اللاعبين والإداريين) كفريق عمل متفان ومخلص ينتج عنه فريق ناجح فنيا وإداريا. اذ ان العمل لتحصيل الفوز المعنوي والمادي يكون نابعا أولا من نفس المدرب ثم تتم عملية تثمينه لدى الفريق ككل. فالمدرب وضع التنافس والمنافسة من أولويات عمله ولا يستسلم أبدا لان كل مباراة هي جرعة خبرة تضاف إلى كأسه .

أهمية التدريب وأهدافه

أهمية التدريب:
يعتبر التدريب خيارا استراتيجيا لأي جهة تتطلع الى إعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية حاجات العمل التطورات والتغيرات السريعة التي تحدث في مجالات العمل. ومواكبة
وللتدريب أثناء الخدمة أهمية كبيرة نظرا لما يهيئه التدريب للموظف من معارف ومهارات جديدة تتطلبها مهنته،أو من خلال تعرفه على أفضل الحلول للمشكلات التي يواجهها أثناء ممارسته لمهنته مما يزيده تمكنا في أداء عمله ويساعده على تجنب الأخطاء ،ليصل بذلك الى المستوى المنشود
الذي تمطح اليه أي جهة تسعى للرقي والتقدم.

أهداف التدريب:
تنقسم أهداف التدريب الى ثلاث مجموعات رئيسية:
1. الأهداف التقليدية:
( أ ) تدريب العاملين الجدد وتعريفهم بسياسة وأنشطة المنظمة التي سيعملون بها.
( ب )تزويد الموظف أثناء الخدمة بمعلومات أو مهارات معينة عند ادخال تعديلات في أساليب العمل وطرقه أو في الأنظمة والقوانين.

2. أهداف حل المشكلات:
عندما تواجه العاملين بالمنشأة مشاكل تحتاج الى حل، حينها يأتي دور التدريب في البحث عن أفضل الطرق التي تساعد العاملين على تخطي تلك المشكلات.
3.  الأهداف الابداعية:
وهي التي ترمي الى تحقيق مستويات عالية من أداء العمل ، عن طريق استخدام أساليب علمية متطورة،وعناصر متميزة قادرة على التجديد والابتكار والابداع

 الخلاصه والتعليق :-

ان المستقبل لن يكون عصر الصناعه بل عصر تكنولوجيا المعلومات فلابد من الاستخدام الامثل لهذه التكنولوجيا لخدمة التدريب والارتقاء به فنحن نعيش فى عصر التحدى ولكن يمكننا التاثير فى نتائجه فكل منا مسئول عن التفكير والتخيل واقتراح الافضل من اجل مستقبل يعتمد اساسا على تكنولوجيا المعلومات .

فلابد من اكساب الفرد المهارات اللازمه التى تمكنه من استخدام احدث التقنيات فى عمله وبما يعود بالنفع على الاستخدام الامثل لموارد المنشأه ويعود بالتالى على ثقل خبراته وايجابية استخدامه للطاقه المتوافره لديه بما يقلل من التكاليف ويزيد الارباح ويمكن المنشأه من زيادة دخله والارتقاء بمستواه الاجتماعى .

حيث ان تعقيدات الحياه اليوميه لا تتطلب المهارات الجسمانيه والعقليه للمتدرب ليساير التقدم التكنولوجى ، ولكن من الضرورى تعلم مهارات الحياه الاجتماعيه التى تمكن الفرد من المعايشه والمشاركه الايجابيه مع فريق العمل داخل مؤسسته وبالتالى مردود هذه العلاقه الطيبه على لمجتمع .

المصدر: وائل كمال سليمان محمود
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 174/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
57 تصويتات / 8482 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,755,824

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters