إن الأخوة الإيمانية هي الركيزة الأساسية لبناء أي فريق فعال في العمل الدعوي، وعلى قدر الإخلاص في عبادة "الأخوة في الله" بين الدعاة إلى الله يكون التوفيق والنجاح في بناء الفرق الدعوية الفاعلة.
يقول محمد أحمد الراشد:
"ما برح مقدار إدراك معنى الإخوة يميز ويفاضل بين الدعاة. ولن يرتقي داعية إلى أوج الوعي إلا إذا اعتبر إبراز خلق الأخوة الإيمانية وتعليم موازين الإخاء هدفاً أساسياً من بين أهداف الدعوة الإسلامية وإلا إذا أدرك أن إحلال هذا الخلق في التعامل الواقعي بين المسلمين، وتجسيده في صورة جماعة عمل متآخية يُخول الدعوة ادعاء النجاح ويمنحها لوحده مبرر الوجود حتى ولو لم تُصب سرعة التأثير، أو صد عنها جمهور سذج الناس صدوداً." العوائق، ص27.
لذا أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم وبالأخص "الدعاة إلى الله"، تعريف الفريق الفعال في العمل الدعوى وأهمية بنائه والوسائل المعينة لنجاح بنائه والأدوار المهمة في بنائه.
ما هو الفريق الفعال؟
الفريق الفعال: هو الوسيلة التي تمكن الدعاة إلى الله من العمل الجماعي كوحدة متجانسة لتحقيق هدف دعوى معين أو إنجاز مهمة دعوية واضحة.
أهمية بناء الفريق الفعال:
1. خلق جو ممتع في العمل الدعوى على الرغم من كثرة الأعباء الدعوية.
2. إنتاجية الدعاة إلى الله تزيد حول تحقيق أهداف العمل الدعوي.
3. يتم الاستفادة من طاقات الدعاة بشكل صحيح والتوصل إلى فهم واضح لدور كل داعية في الفريق.
4. مواجهة التحديات التي يمر بها العمل الدعوى بقوة وصلابة وروح إيجابية.
5. إحساس الدعاة إلى الله بأهمية اعتماد بعضهم على بعض وأن كل واحد منهم يسد نقص الآخر.
الوسائل المعينة لبناء فريق فعال:
1. إخلاص النية لله عز وجل والتجرد من هوى النفس ومن حب شهرة وغيرها.
2. تحديد هدف الدعاة إلى الله في هذا العمل الدعوي وتحديد مهمة كل داعية.
3. معرفة إمكانيات الدعاة إلى الله في الفريق والعمل على تطويرها.
4. إيجاد حلقات اتصال مكثفة بين الدعاة في الفريق وأن يحرص كل داعية على العلاقة الأخوية بينه وبين أعضاء الفريق بـ{دوام السؤال والاتصال - قضاء حوائج الإخوان - الدعاء بظهر الغيب - جلسات ذكر لله عز وجل ... الخ}.
5. الحرص على الصفاء القلبي في حالة اختلاف الرأي وأن لا يستدرجنا ذلك إلى ترك العمل أو العمل ضد بعضنا البعض.
6. التنسيق بين الدعاة في أداء المهمات الدعوية ( قائد الفريق غالباً ما يقوم بهذا الدور).
7. التقدير لجهود أعضاء الفريق خلال كل مرحلة.
الأدوار المهمة في الفريق الفعال:
1. القائد:
هو الذي يتمتع بروح الفريق والقادر على الانسجام مع أعضاء الفريق وهو الذي يتحمل الاختلاف وينصت إلى غيره ويحاول فهمهم، وهو الذي يعدل من مواقفه إذا ما اقتنع بالحاجة لذلك ويسارع إلى الاعتراف بأخطائه، هو امرؤ واسع الأفق، لا يتعامل مع الناس على أنهم قوالب ثابتة. ذو همة عالية وقدرة على مواجهة التحديات (بكل ذلك وغيره يستطيع إدارة الفريق نحو الهدف) ومهما كان مستوى نبوغ القائد أو براعته فإنه يحتاج مساعدة غيره لتقديم أقصى ما عنده.
2. المبادر:
هو الذي يقدم أفكارا وأساليب وطرقا مختلفة لتطوير العمل، أو المبادرة إلى تولي المسؤوليات الأكثر صعوبة التي لا يقبل عليها معظم الدعاة لأسباب مختلفة.
3. المحرك - المشجع:
يعمل على تحفيز الدعاة في الفريق ويبعث النشاط فيهم لتحقيق الإنجازات، فيثني على الجهود جامعاً بين الحث والتشجيع.
4. الموفق - المنسق:
يسعى إلى توضيح العلاقة بين الأفكار والمقترحات التي يتقدم بها الدعاة في الفريق، ويقوم بإزالة سوء الفهم الذي قد يحث بين الإخوة في العمل، ويقوم بصياغة منظومة متكاملة ومترابطة بين الأفكار والمقترحات.
5. الناقد البناء:
يقوم بتقويم النتائج التي توصل إليها الفريق بنزاهة وموضوعية مع الاستدراك والتعديل بأسلوب تشجيعي يساعد على استدرار مزيد من الأفكار.