منذ سنوات ونحن نعلم جيدا ما المقصود «بهمس صمام القلب». ولكن ما لا نعلمه حقا هو ما إذا كنت بحاجة لعملية جراحية لترميم الصمام أو لاستبداله بالكامل، والحقيقة فإن الكثيرين ممن يعانون من مشكلات في صمام القلب يشعرون بقلق إزاء احتمال حاجتهم إلى جراحة القلب المفتوح.

لحسن الحظ فإن أغلبية الناس الذين يعانون من مشكلات صمام القلب لن يعانوا من أية مؤثرات مرضية أو حتى الحاجة إلى جراحة القلب المفتوح. وفضلا عن ذلك فإن معظم الناس الذين يعانون من اضطرابات خاصة بصمام القلب والذين يتخذون احتياطات بسيطة ومحدودة، بما في ذلك الخضوع لعمليات فحص دورية، يمكنهم في كل الأحوال تجنب أية مضاعفات.

ولكن في حال برزت مضاعفات مرض الصمام، فهناك أنواع مختلفة من العمليات الجراحية، وغالبا ما يكتب لتلك العمليات نجاح كبير، ويمكن عن طريق تلك العمليات تصحيح معظم المشكلات الخاصة بصمام القلب، وتعود صحة الإنسان سيرتها الأولى، وتصبح حياة المريض صحية ومليئة بالحيوية.

الاتجاه الصحيح

يحتوي قلب الإنسان على أربع حجيرات، فهناك الحجيرتان العلويتان (الأذينان) اللتان تتلقيان الدم وبدورهما تقومان بملء الأذينين السفليين اللذين يقومان بدورهما بضخ الدم. ويقوم الأذين على الجانب الأيمن بضخ الدم عبر الرئتين والعودة إلى الجانب الأيسر من القلب. ويقوم الأذين على الجانب الأيسر من القلب بضخ الدم عبر الجسم.

ويحتوي القلب على أربعة صمامات. فمع كل نبضة في القلب تفتح تلك الصمامات وتنغلق بطريقة منسقة لضمان تدفق الدم في اتجاه واحد فقط. ولكن المشكلتين الرئيسيتين اللتين تواجهان صمامات القلب هي:

* التضيق: يمكن أن يصبح أي صمام قلب متيبسا أو متضيقا، مما يؤدي إلى الحد من تدفق الدم.

* الإرجاع: عندما لا ينغلق الصمام بصورة جيدة يبدأ الدم بالتسرب إلى الخلف، بالاتجاه الخطأ.

ولكن أسباب ذلك تختلف وتتنوع. فالبعض يولدون ولديهم تشوهات خلقية في الصمام. ومع مرور السنوات يصبح الصمام متعبا وقد يؤدي ذلك إلى مشكلات. كما يمكن أن يصاب الصمام بعدوى من بكتيريا سابحة في مجرى الدم.وهي حالة يطلق عليها التهاب الشغاف البكتيري، أو التهاب بطانة القلب.

ولهذا السبب نرى أن معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة يطلب منهم تناول مضادات حيوية كإجراء وقائي قبل الجلوس على كرسي طبيب الأسنان، أو الخضوع لعمليات جراحية. ولكن جمعية القلب الأميركية راجعت توجيهاتها حديثا حول ما يخص المضادات الحيوية الوقائية. ولكن هناك الكثيرون الذين يحتاجون لتناول المضادات الحيوية وفقا للتوجيهات والنصائح السابقة. ولكن قبل القيام بأية تغييرات تحدث إلى طبيبك حول ما يمكن أن يشكل أفضل وقاية بالنسبة لك.

كما يمكن أن تتعرض الصمامات لتلفيات كنتيجة لحمى روماتزمية، وهي من المضاعفات الناجمة عن التهاب الحنجرة التي تسببها العقد المكورة وهي مجموعة بكتيريا وهي منتشرة بين الصغار والمراهقين وتشمل الأعراض الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة وألم في المعدة واحمرار وتورم اللوزتين.ولا تسبب هذه الحالة المرضية دائما أية أضرار دائمة ولكن في حال حدوث الضرر فإن أية مشكلات قد تصيب صمامات القلب قد تظهر في خلال فترة تتراوح ما بين 10 إلى 30 سنة.

تغييرات صامتة

ينجم عن أية اضطرابات قد تصيب صمامات القلب تحميل جهد على عضلة القلب فتأخذ بالعمل والنشاط أكثر من قدرته العادية لتوفير الضخ المناسب والطبيعي للقلب. وعندما يعمل القلب بهذا الجهد الكبير يمكن أن يقود ذلك إلى فشل حركة القلب، وهي عملية تبدأ عندما لا يستطيع القلب أن يضخ ما يكفي ويزود الجسم بالدم المناسب للأجهزة والأعضاء.

ويحاول القلب من الناحية المبدئية أن يقوم بعملية التعويض عن طريق التمدد أو تكثيف عضلة القلب أو كليهما، حتى يستطيع القلب أن يضخ المزيد من الدم. ولكنه عندما يصلئإلى مرحلة لا يستطيع معها توفير الطاقة اللازمة لضخ الدم فتظهر عليه أعراض مثل الإنهاك واحتقان عضلة القلب أو تورم الساقين.

ولكن لسوء الحظ، فقد لا تتوفر هناك أية أعراض تشير إلى المشكلة. وقد تتطور الأعراض بالتدريج و ببطء، وهو ما لا يلفت نظرك أ-و تشعر بحدوثه. وهناك الكثيرون الذين لا يشعرون بأية أعراض تشير إلى وجود اضطرابات في صمام القلب ويستمر الأمر على هذا المنوال إلى أن تتفاقم الحالة ويبدأ بحدوث ما هو أسوأ وفي أعقاب ذلك، وعلى الرغم من إمكانية استبدال الصمام أو ترميمه فإن بنية القلب تطرأ عليها تغير سببه فشل عضلة القلب، وهي حالة يستحيل ترميمها.

رصد الإصابة واتخاذ القرارات الصائبة للعلاج

يتم الكشف عن وجود خلل في أحد صمامات القلب خلال إجراءات الفحص الروتينية التي يمكن أن يقوم بها الطبيب ويحدث الكشف بالصدفة أثناء استخدام الطبيب لسماعته الطبية، ويعلم الطبيب أن المريض مصاب عندما يسمع صوت وش أو نقر صادر عن القلب. وفي حال شك الطبيب بوجود اضطرابات، يقوم بإجراء المزيد من الفحوصات ومنها استخدام تخطيط صدى القلب الذي يمكن أن يحتاج إليه المريض لتحديد طبيعية إصابة الصمام بشكل دقيق، ولقياس حدة المشكلة ولتحديد إذا كانت هناك أية مشكلات أخرى.

واستنادا إلى طبيعية حالة إصابة الصمام سواء كانت إصابة خفيفة أو متوسطة وما إذا كانت الأعراض غير ظاهرة، فإن الطبيب قد يوصي باتخاذ إجراء الانتظار مع الرقابة الحذرة للحالة للتعرف عليها بدقة.ومن خلال هذه المقاربة من المهم توخي الحذر إزاء احتمال وجود تطورات خطيرة أو الأسوأ ظهور الأعراض التي تستدعي مراجعة طبيبك على الفور.وتشمل الأعراض والمؤشرات:


- الشعور بالإنهاك.
- تقطع الأنفاس مع كل جهد يبذل أو عند الجلوس.
- ألم في الصدر أو ضيق في الصدر.
- تورم في الكاحلين.
- الدوخة أو فقدان التوازن.
- اضطرابات في دقات القلب.

من المهم جدا أيضا الخضوع لعمليات تقويم صحي منتظمة للتأكد من عدم تدهور الحالة أو تسببها في مشكلات أخرى في القلب، حتى وإن كنت تشعر بأن حالتك الصحية جيدة.

الأدوية ودورها المحدود

تلعب الأدوية دورا محدودا في علاج مشكلات صمام القلب. ولكن قد يوصي طبيبك ببعض الأدوية. لعلاج عوامل الخطورة التي يشكلها مرض الشريان التاجي وخاصة إذا كان المريض مصابا بضيق في الشريان الأبهر. وتتضمن عوامل الخطورة ارتفاع ضغط الدم والكلسترول. ويمكن أن تكون الأدوية المعالجة لهاتين الحالتين مفيدة على نحو خاص. تحكم بتسارع نبضات القلب إذا كنت مصابا بالضيق التاجي حتى يتمكن الأذين الأيمن الامتلاء بالدم بقدر ما يستطيع. خفض ضغط الدم المتزايد إذا كنت مصابا بإرجاع أبهري أو تاجي. تحسين وظيفة القلب إذا كنت أصبت بفشل في عضلة القلب.

توصية بإجراء جراحة قلبية

في حال شعرت بأعراض اضطراب صمام القلب وتعرض الصمام لتلفيات شديدة فإن اللجوء إلى العامل الجراحي هي الوسيلة الفعالة لترميم الصمام المتضرر وهو ما يوصى به على الأغلب.ولكن حتى وإن كنت تشعر بأن صحتك ممتازة فإن طبيبك سيواصل الإصرار على إجراء عملية جراحية. وذلك استنادا إلى حدة إصابة الصمام والتغيرات البنيوية للقلب. وقد تتضمن العملية الجراحية الآتي:

توسيع الصمام المتضيق باستخدام البالون مع استخدام أقل التقنيات الجراحية تدخلا ودون الحاجة إلى قلب مفتوح، حيث يوضع بالون قابل للنفخ في صمام القلب المتضيق، ويتم النفخ لإزالة التضيق حيث يكون الصمام قد انغلق بالكامل. أما بالنسبة لتضيق الشريان التاجي فيمكن علاج الحالة بسهولة ما لم يكن قد تشوه الصمام أو تيبس. ولكن نادرا ما يستخدم نفخ البالون في عملية توسعة الشريان الأبهر المتضيق.ولكن يمكن استخدام البالون لسد ثغرة للتخلص من أعراض قد تؤدي إلى خضوع المريض لعملية جراحية.

ترميم الصمام: عندما تكون عملية رجوع الدم في طريق معاكس فإن ترميم القلب باللجوء إلى عملية قلب مفتوح قد تصبح خيارا مفهوما. ومن الطرق المستخدمة تشذيب نسيج الصمام. أما الخيار الثاني فهو تقليم طيات الصمام أو حلقة النسيج التي تعدم تلك الطيات حتى يتمكن النسيج من الانغلاق ولكن في حال أمكن ترميم الصمام الطبيعي فإن النتائج ستكون أفضل وأطول.

استبدال الصمام: يتناول هذا الإجراء عملية قلب مفتوح وتشمل العملية إزالة الصمام التالف واستبداله بصمام طبيعي. و يمكن أن يصنع الصمام البديل من المعدن أو من المواد الحيوية مثل نسيج يؤخذ من متبرع بشري أو من حيوان. ترميم أو استبدال وتر الصمام التاجي: عندما يصبح الوتر الذي يساعد الصمام التاجي على القيام بوظيفته رخوا أو تقطع ينبغي عندئذ القيام بعمل جراحي لشد الوتر أو استبداله للمساعدة على إيقاف عملية الرجوع.

تتطلب معظم الإجراءات الخاصة بتمرير أو استبدال صمام القلب جراحة القلب المفتوح. ولكن تم أخيرا دراسة عدد من الإجراءات الجراحية تتيح الفرصة لترميم تضيق الصمام التاجي واستبدال الصمام الأورطي ( الأبهر) باستخدام أدنى درجات الجراحة في العملية. ويحتاج البدء بمثل هذه العمليات إلى المزيد من الوقت.

الاستجابة إلى الأعراض


عندما تتم التوصية بإجراء ترميم لصمام القلب أو استبدال الصمام، فإن ذلك يعني بأن المخاطر المدرجة بالعملية الجراحية ستكون أقل من مخاطر الوقوف دون القيام بأي إجراء جراحي.

المصدر: المنتدى الطبى
  • Currently 110/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 1931 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,720,743

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters