الحمد لله مقدّر الأرزاق والأقوات وجعل نيلها بالتوكل واتخاذ الأسباب فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، والصلاة والسلام على خير الأنام، القدوة في طلب الرزق والكسب االحلال، صلوات ربي وسلامه عليه.
إنّ مما جاء به الإسلام تأكيد وترغيبا هو العمل وطلب الرزق والكسب الحلال، والاتجار في جمع المال؛فقد قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )-الجمعة (10).
وقال أيضا: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) - الملك(15).
فالله قد جعل النهار معاشاً، وجعل للناس فيه سبحاً طويلاً. أمرهم بالمشي في مناكب الأرض في أطرافها وفجاجها ونواحيها وجبالها , وبحارها ليأكلوا من رزقه بأنواع المكاسب والتجارات، وقال في آية أخرى : (..وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... )- الْمُزَّمِّل (20). فقَرَنَ سبحانه وتعالى في الآية الكريمة بين المجاهدين في سبيله والذين يضربون في الأرض يبتغون من فضله، ومعنى يضربون في الأرض أي يسافرون في الأرض يبتغون من فضل الله بالمكاسب والمتاجر، فالله سبحانه وتعالى بسط الأرض وأخرج منها الخيرات والبركات، وجعل الخير كل الخير في العمل، والشر كل الشر في البطالة والتسول والخمول والكسل، والإسلام دين عمل وكد وجهد و جهاد
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني في معجمه بسند صحيح: أي الكسب أفضل قال: (أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور)، وجاء من رواية البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : (ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده).
ومر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فرأى أصحابُ رسول الله من جَلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، إلى آخر الحديث وإن كان خرج رياء وتفاخراً فهو في سبيل الشيطان) رواه الطبراني في الأوسط (6835) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم: 1428.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والطبراني في الكبير والأوسط من حديث عمرو بن العاص أنه قال: ( نعم المال الصالح للرجل الصالح).
ولنا القدوة في صحابة رسول الله فقد كان أبو بكر أتجر قريش، وما قُتل الخليفة الراشد عثمان حتى بلغت غلة نخله مائة ألف. وقال عبد الرحمن بن عوف المهاجر الذي قال للأنصار: دلوني على سوق المدينة وقال: (يا حبذا المال، أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي).
فكسب الرزق وطلب العيش شيء مأمور به شرعاً، مندفعة إليه النفوس طبعاً ولكن الشيطان قد يستحوذ على بعض النفوس فيلبس عليهم ترك طلب الرزق فيركنون إلى البطالة و الخمول والكسل والاتكال وبعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك إلى التسول والعياذ بالله
ظاهرة التسوّل:
وأما التسول فقد شاع في مجتمعنا شيوعا كبيرا حتى أصبح حرفة تعلم وكلاما يلقن وعملا منظما وفنا يتخصص فيه، حتى لا يستطيع الواحد أن يفرق بين الصادق في مسألته، الصادق في فقره وحاجته وبين الكاذب فيها والمحتل، ولا يستطيع الواحد أيضا أن يميّز بين المستحق والمستكثر، وبعض المتسولين اليوم حتى لا نقول أغلبهم يستكثرون لما وجدوه من ربح وفير ودخل سريع كما صرح به غير واحد منهم، والمستكثر هو من سأل الناس لا لأنه لا يجد قوت يومه ولكن ليكثر ماله.
وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا كما في الصحيحين وقال: ( من سأل الناس تكثرًا -أي زيادة على حاجته وليكثر ماله - فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى ليس في وجهه مزعةُ لحم)- أي قطعة لحم - متفق عليه- وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة) - متفق عليه-
مشكلة البطالة:
وأما البطالة فهي من أخطر المشكلات الاجتماعية وأسوئها عاقبة، وأشدها تأثيرا على طمأنينة الحياة وهناءة العيش، لأنها تولد التسول والسرقة والانحراف بشتى أنواعه.
ومشكلة البطالة ليست فيمن لم يجد عملا يعمله، لأنه يحدث للإنسان أن لا يجد عملا في مدة أو في فترة معينة، ولكن المشكلة فيمن يرضى بالبطالة، و يرفض العمل و يتكبر على كل عمل حلال عرض عليه.
أخي المسلم إن العمل، مهما كان حقيرا فهو خير من البطالة، ورضي الله عن الخليفة الفاروق حيث قال: (إني أرى الرجل فيعجبني شكله، فإذا سألت عنه فقيل لي: لا عمل له، سقط من عيني). وقال أيضا عمر: (مكسبة في دناءة خير من سؤال الناس).
والبطالة ليست بعيدة من التسول مادامت البطالة بريد التسول، فمكسبة في دناءة خير من البطالة.
فلا يليق بالرجل القادر، أن يرضى لنفسه، أن يكون حِمْلاً على كاهل المجتمع، ثقيلا مرذولا، وأن يقعد فارغا من غير شغل، أو أن يشتغل بما لا يعنيه، فهذا سيورثه سفاهة في الرأي، وسذاجة في العقل.
ولقد قال لقمان الحكيم لابنه: (يا بني، استغن بالكسب الحلال، فإنه ما افتقر أحد إلا أصابته إحدى ثلاث خصال: رقة في دينه، أو ضعف في عقله، أو وهاء في مروءته وأعظم من هذا، استخفاف الناس به).
والمؤمن نزيه القلب وشريف الخلق وعزيز النفس فلا يرض أن يكون عالة على الناس بطالا أو متسولا.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( شرف المؤمن صلاته بليل وعزه استغناءه عما في أيدي الناس ) حسنه الشيخ الألباني في الصحيحة 1903.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكُم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكفَ اللهُ بها وجهَه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ) - متفق عليه-
فليس بنقص أخي المسلم أن تعمل عملا ولو رآه الناس عملا حقيرا فالمهم أن تكف وجهك، وليس بنقص أخي المسلم أن تكون حدادًا أو نجارًا، بل بالعكس فهي من أشرف الحرف، فداود عليه السلام كان رسولا نبيا وكان حدادا و زكريا نبيا مرسلا وكان نجارا وما من نبي إلا رعى الغنم.
وليس بعار ولا عيب أن تميط الأذى عن الطريق وتكونَ كناسا ولكن العار كل العار والعيب كل العيب في معصية الله جل وعلا والخمول والكسل والبطالة حين يعيش الإنسان على فتات غيره، وحين يعيش الرجل على لقمة غيره مع أنه صحيح البدن قوي الجسد، فهذا من محق البركة في الأجساد.
وهذا عبد الله بن المبارك الإمام الجبل القدوة المحدث الفقيه أمير المؤمنين في الحديث جمعت فيه خصال الخير كلها، فمع إمامته وجلالته كان يحمل البضائع على ظهره ولما رآه بعض الناس قالوا له: يا إمام أمثلك يفعل هذا؟، قال: "نعم: إنما نعمل هذا لنصون هذا" وأشار إلى وجهه رحمه الله.
نعم فالمؤمن ليس بطالا ولا متسولا، لا عمل له ولا كسب، الإسلام لا يعرف المؤمن إلا كادحا عاملا، مؤديا دوره في الحياة، آخذا منها معطيا لها (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )- الملك(15). وقال: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا...) القصص (77).
الحرص على الكسب الحلال
فعلى المسلم أن يأخذ بأسباب العمل المباح والكسب الحلال، فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب وتسبب.
و ليعلم المسلم أن طلب الحلال وتحريه أمرٌ واجبٌ، وحتمٌ لازمٌ، فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه. إنّ حقاً على كل مسلم ومسلمة أن يتحرى الطيب من الكسب، والنزيه من العمل؛ ليأكل حلالاً وينفق في حلال والكسب الحلال والأكل من حلال من موجبات رضا الرب ودخول الجنة
أخرج الإمام أحمد وغيره بأسانيد حسنة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفةٌ في طعمة) أي أن يكون طعامك نزيها نقيا حلالا طيبا والحديث صححه الألباني في الصحيحة 733.
خطورة الكسب الحرام
وإن أكل الحرام وكسب الحرام، يُعمي البصيرة، ويوهن الدين، ويقسي القلب، ويُظلم الفكر، ويُقعد الجوارح عن الطاعات، ويوقع في حبائل الدنيا وغوائلها، ويحجب الدعاء، وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولا يتقبل الله إلا من المتقين والكسب الحرام له عواقب وخيمة على النفس والأهل والولد، وإن كاسب الحرام وآكله ممحوق البركة فهو كشارب ماء البحر كلَّما ازداد شرباً ازداد عطشاً، وهو كشارب شرب الهيم، لا يقنع بقليل، ولا يغنيه الكثير، ففي الحديث الصحيح عند البخاري والنسائي: (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه، أمن الحلال أم من الحرام). وزاد رزين: (فإن ذلك لا تجاب لهم دعوة) لأن الأكل من الحرام يفقد صلة العبد بربه، قال صلى الله عليه وسلم:(يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء؛ يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب له) فهذا الرجل قد استجمع ما يدعو إلى رثاء حاله أشعث رأسُه وأغبرت قدماه تقطعت به السبلُ في سفره الطويل وتغربت به الديار، فقد استجمع صفاتِ الذل والمسكنة والحاجة والافتقار، ورفع يديه إلى السماء يدعو ربَه ولكنه قد قطع صلته بربه، وحرم نفسه من مدد مولاه، فردّت يداه خائبتين ولم يقبل دعاؤُه لأنه أكل من حرام، واكتسى من حرام، ونبتَ لحمُه من حرام فأنى يستجاب له؟.
فعلى المسلم الحرص على الكسب الحلال والطيب من الرزق فقد أغنانا الله تعالى من فضله و كفانا بحلاله عن حرامه.
أسباب الرزق وزيادته:
إنّ الله خلق الخلق فأحصاهم عددًا وقسم أرزاقهم وأقواتهم فلم ينس منهم أحدًا، وهو القائل جل وعلا: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ– هود (6). فما رفع إنسان كف طعام إلى فمه إلا والله كتب له هذا الطعام قبل أن يخلق السموات والأرض. فمن أسباب الرزق:
وجوب اتخاذ السبب مع التوكل على الله تعالى:
قال رسول الله: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو صحيح.
فالتوكل على الله يأتي بالرزق مع وجوب اتخاذ السبب بالحركة والسعي، فكما جاء في الحديث فإن الطيور لم يأتها رزقها رغدا إلى أوكارها، وهي قابعة في أعشاشها، وإنما غدت في الصباح سعيا في طلبه، فطارت من عشها وحلقت في السماء وحطت على الشجر والحجر ورجعت وقد شبعت من رزق الله تعالى وفضله.
2- تقوى الله جل جلاله: قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ... ) الأعراف (96). وقال تعالى: (... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ... (3) التحريم(2-3). فالخير كل الخير، وجماع الخير في تقوى الله تعالى فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، فلن تضيق أرضُ الله على عبد يتقي الله، ولن يضيق العيشُ والرزقُ على من خاف الله واتقاه.
ورحم الله القائل:
عليك بتقوى الله إن كنت غافلاَ َ
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر واللــــه رازقاَ َ
فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
ما أكل العصفور شيئا مع النسري
3- الدعاء والالتجاء إلى الله جل وعلا: فإن ضاق عليك رزقك وعظم عليك همك وغمك وكثر عليك دَينك فالجأ إلى الله وتضرع إليه بالدعاء "دخل النبي صلى الله عليه وسلم يومًا إلى مسجده المبارك فنظر إلى أحد أصحابه وجده وحيدًا فريدًا ونظر إلى وجه ذلك الصحابي فرأى فيه علامات الهم والغم رآه جالسًا في مسجده في ساعة ليست بساعة صلاة فدنى منه وهو بالمؤمنين رءوف رحيم فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا أمامة ما الذي أجلسك في المسجد في هذه الساعة؟) قال: يا رسول الله، هموم أصابتني وديون غلبتني ـ أصابني الهم وغلبني الدين الذي هو همّ الليل وذل النهار ـ فقال: (ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك قال: بلى يا رسول الله، قال: (قل إذا أصبحت وأمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، قال أبو أمامة رضي الله عنه وأرضاه: فقلتهن فأذهب الله همي وقضى ديني" رواه أبو داود
4-صلة الأرحام: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه، و ينسأ له في أجله، فليصل رحمه) – صحيح البخاري-
صِلة الأرحام؛ نعمة من الله ورحمة يرحم الله بها عباده، وهي من أعظم الطاعات والقربات لما فيها من إدخال السرور على الأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وسائر الأرحام والقرابات. فمن وصلهم وصله الله وبارك له في رزقه ووسع له في عيشه.
5-المحافظة على الصلاة: الصلاة عمود الإسلام وركن الملة ورأس الأمانة، بها صلاح الأعمال والأقوال، أداؤها نور في الوجه والقلب وصلاح للبدن والروح، تطهر القلوب وتكفر السيئات، تجلب الرزق والبركة قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِلصَّلواةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ والْعَـاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132]. يعني إذا أقمت الصلاة أتاك رزقك من حيث لا تحتسب.
5-النفقات والصدقات: فمن أنفق لوجه الله ضاعف الله له الأجر؛ فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله، ولك الخلف من الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( ما نقص مال من صدقة وقال وما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) وقالصلى الله عليه وسلم: (يا أسماء أنفقي يُنفق الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك ) – رواه مسلم-
6-الاستغفار والتوبة إلى الله: قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) - نوح -
فلا تترك الذنوب تتراكم عليك أخي المسلم بل سارع إلى مغفرة من الله وبادر بالاستغفار والتوبة والإنابة إليه فإن الإنسان قد يمنع الرزق لمعصية إرتكبها فأكثر من الاستغفار وجدد التوبة.
وختاما نقول ليست الأرزاق أن يجلس الإنسان في مسجده أو في بيته أو في حومته، فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، فالمسلم يأخذ بالأسباب ويسعى في طلب الرزق الحلال من أبوابه والمسلم رجل مبارك يسعى على نفسه وأهله وولده، فيكتب الله له أجر السعي والعمل، ويفتح له من رحمته، وينشر له من بركاته وخيراته، فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب وتسبب، ورحم الله عبدا كسب فتطهر، واقتصد فاعتدل، وذكر ربه ولم ينس نصيبه من الدنيا.