تصنيف الناس

 

الإنسان عموماً مزيج مركب معقد من العواطف والعقلانية والذاتية والموضوعية والداخلي والخارجي والحذر والجرأة والسماحة والفظاظة والعطاء والإمساك والسمو والارتكاس وغير ذلك من النوازع البشرية المتصارعة أو المتوافقة .

ويزيد نسبة هذا السلوك أو تلك الصفة ويقلل غيرها عموماً أكثر تعقيداً : منها الوراثة والتربية والمؤثرات البيئية والمنظومة الاعتقادية والقيم والأعراف الاجتماعية والمكتسبات الثقافية المعرفية والخبرات والتجارب العلمية والظروف الاقتصادية والحالة الأمنية للشخص ، وغير ذلك من العوامل التي تفوق الحصر .

والتصنيف الذي سأورده هنا لا يعني حصر الناس بشكل قاطع فيما سأذكره من تصنيفات ؛ إذ قد يوجد أناس لا يدخلون تحت هذا التصنيف أو تختلف نسبة ومقدار كل صفة من الصفات التي سأذكرها لهم .

 

أ) – العقلاني الاجتماعي الصوري وأهم صفاته :

1.  رؤية العالم من خلال الصور والرؤية بالعين حين أنه عند الحديث عن المعاني المجردة يحولها إلى صور مشاهدة .

2.  يميل إلى إقامة علاقة مع الآخرين ويتفهم حاجاتهم .

3.  سرعة الكلام عند الحديث بسبب تأثره بالنمط الصوري القائم على الصور المتلاحقة والضوء .

4.  يتميز بخلو البال من الحساسيات المفرطة .

5.  يهتم بالتفصيلات وينشغل بالمشكلات اليومية .

6.  يمتلك قدرة على الاندماج في الآخرين ، ويستطيع كسب ثقتهم واحترامهم .

7.  يفضل العمل في النهار ، وأن يكون عمله واضحاً مشاهداً من الناس .

8.  لا يصلح للأعمال الانفرادية ولا يصبر على ذلك .

9.  يجد متعة في الأنشطة الجماعية ويبدع فيها .

10.       يكون كريماً في الإنفاق ويعطي ثقته للآخرين بصورة سريعة .

 

ب) – العقلاني الانطوائي السمعي وأهم صفاته :

1.  يهتم كثيراً باختيار الألفاظ والعبارات .

2.  كلامه بطيء ويركز على نبرات صوته عند الكلام .

3.  يحب الاستماع كثيراً .

4.  يميل للمعاني التجريدية النظرية كثيراً .

5.  يحب الوحدة والانفراد ويكره الضوضاء والصخب .

6.  قدراته محدودة على بناء علاقات مع الآخرين والاندماج في الأعمال الجماعية .

7.  يبالغ في الحسابات الدقيقة لكل عمل يكلف به ولا يحب المغامرة والأعمال غير المحسوبة

8.  يتفوق في أعمال الأبحاث والتخطيط حيث الحاجة للتفرغ والهدوء وعدم وجود العدد الكثير من الناس .

9.  يقول ما يؤمن به بقوة مفترضاً أن الآخرين يسلمون بمنطقه سلفاً .

10.       ينظر للعالم من خلال الكلمة واللغة وحتى لو أراد التعبير عن الصور المشاهدة الجامدة حولها إلى متكلمة .

 

جـ) –  العاطفي الانطوائي الحسي وأهم صفاته :

1.  كلامه أكثر بطئاً من سابقيه .

2.  يخرج صوته عميقاً مصحوباً بأنه أو آهة أو نفس عميق .

3.  يستشعر ثقل المسئولية أكثر من غيره، ولذلك ينفعل للمبادئ ويندفع للعمل لهما .

4.  يسيطر عليه الخجل والتردد عند المواجهة لغيره ويكره التجديد والمغامرة في أي عمل أو الانتقال لعمل جديد .

5.  يشكك دائماً في قدراته وإمكاناته .

6.  لا يحب الاتصال بالناس وإن اختلط بهم كان حاد الطبع يثور لأتفه الأسباب لكنه لا يظهر ذلك إلا أحياناً .

7.  كثير التنظير والنقد لغيره في حالات انفراده أو في أثناء التواصل مع دائرة ضيقة من الناس .

8.  لا ينجح في قيادة غيره وينقاد في الظاهر بسهولة ولكنه شديد التذمر في الباطن من أي شخص يوجهه .

 

د) – العاطفي الاجتماعي وأهم صفاته :

1.  أنه ذو حركة دائمة ونشاط متجدد .

2.  صاحب مزاج متقلب لا يثبت على شيء .

3.  أنه حاد في حبه وبغضه مبالغ في مدحه ونقده لغيره غير موضوعي في أحكامه .

4.  لا يصلح لعمل قيادي أو طويل المدى لكنه يصلح للأعمال القصيرة القريبة .

5.  يبدع في تحريك الأجواء الراكدة ولكن لفترات محدودة .

6.  لا ينجح في بناء علاقات دائمة لكنه يحقق نجاحاً ملحوظاً في بناء علاقات قصيرة وبخاصة مع قليلي الثقافة والطموح .

7.   يكون في الغالب صادقاً في أقواله ومباشراً في أفكاره لا يجيد التورية ولا المواربة .

8.  لا يطيق الوحدة والانفراد وبالتالي لا يناسبه ولا ينجح في العمل الذي من لوازمه الانفراد أو الهدوء .

هذه الأنماط هي الغالبة على الناس كما ذكرت حسب ما أثبتته الدراسات النفسية ، وقد يكون هناك أنماط أخرى فقد يكون الإنسان عاطفياً انطوائياً سمعياً ، وقد يكون عقلانياً انطوائياً صورياً ، وقد يكون عقلانياً اجتماعياً حسياً أو سمعياً أو غير ذلك من التركيب المختلف للصفات ، وأنت ترى أن الكمال في الناس عزيز ، وأن كل إنسان فيه صفات إيجابية وأخرى سلبية ؛ ولذلك عند تعاملك مع الآخرين عليك أن تحدد ابتداءً من أي الأنماط هو ثم تحاول أن ترصد أهم صفاته ثم تضع لك خطة للتعامل معه .

والإنسان يستطيع بالمجاهدة والمصابرة وبأساليب وطرائق ليس هنا مجال التفصيل فيها أن يجمع في شخصه أكثر من نمط نفسي إنساني ، وبالتالي يُمكنه أن يكتسب كثيراً من الصفات الإيجابية في أكثر من نمط ، وأن يتخلص من الصفات السلبية التي في نمطه الخاص به .

ويستطيع أيضاً أن يربي ، ويهذب غيره ليحقق فيه ما ذكرت ولكن بجهد أكثر ومصابرة أكبر وعمليات التربية والتهذيب هذه هي التي بها يمتاز الناس بعضهم على بعض بعد ذلك ، وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا  ، وقال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ .

 

*************************************

المصدر: عوض بن محمد القرنى
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 752 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,893,800

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters