المذيع هُوَ الشخص الَّذِي يقوم بقراءة الأخبار. فِي النشرات المختلفة التي تبث فِي الإذاعية أوْ التلفزيون، وَهُنَاكَ خلط بَيْنَ مفهوم مهنة المذيع ومقدم البرامج، وَعَلَى كل لن ندخل فِي هَذِهِ التفصيلات، وسنحاول ان نبين كَيْفَ يُصبح الإنسان مُذِيعَاً أوْ مقدم برامج.
لو نظرنا إلى المذيعين ومقدمي البرامج نجد ان لديهم تخصصات جامعية مختلفة، والقليل منهم لم يدخل الجامعة، ولم يحصل عَلَى مؤهل علمي عالٍ، بل ان بعضهم دخل المجال بالصدفة، وحقق نَجَاحاً كبيراً فِيهِ.
لكن.. كَيْفَ يُصبح إنسان مَا مُذِيعَاً أوْ مقدم برامج، قبل الدخول بهذه التفصيلات لا بُدَّ من الحديث عَنْ مجموعة من المهارات التي يجب ان يمتلكها من يخوض فِي هَذَا المجال.
أولاً: الشكل المقبول. من الضروري ان يَكُون شكل المذيع أوْ المقدم مقبولاً عَلَى الشاشة، لأن الإنسان يرتاح للشكل الجميل، وينفر من الأشكال غَيْر الجميلة، وَلا بُدَّ من الإشارة هنا إلى ان بعض النَّاس يختلف شكله عَلَى الشاشة قليلاً، ولا يشترط ان تَكُون وسيما جداً كي تُصْبح مُذِيعَاً، بل ان يَكُون شكلك مقبولاً، أوْ مألوفاً عَلَى الأقل.
ثَانِياً: قدرات لغوية. يجب عَلَى المذيع أوْ المقدم ان يَكُون صاحب لغة قوية، وسليمة، وان يَكُون متعقما فِي قواعد اللغة العربية، وان يَكُون قَادِرَاً عَلَى تطبيق هَذِهِ القواعد فِي كلامه، وَكَذَلِكَ الحال إذا كان البرنامج الَّذِي يريد تقديمه بأيَّ لغة أخْرَى، عَلَى اننا نلاحظ ان كثيرين من المقدمين لا يمتلكون هَذِهِ المهارة، وهَذَا يسبب لهم الاحراج والضعف امام النَّاس، ومع انتشار الفضائيات، خاصة تلك الفارغة التي تخلو من المضمون الجيد، نُلاحِظُ ان كَثِيراً مِنْهَا تفضل استخدام العامية، وحتى العامية تحتاج مِنْكَ إلى قدرة عَلَى التعبير، وانسياب فِي الكلام، وعدم التلعثم فِيهِ، خاصة حِينَمَا تَكُون امام كاميرات، وكما يقال فالكاميرا لَهَا رهبة.
ثالثاً: الثقافة العالية. من المفترض ان يَكُون المذيع أوْ المقدم كَذَلِكَ، لأنه سيقابل فِي برامجه عدداً كبيراً من النَّاس من أصحاب الخلفيات المختلفة، وَعَلَيْهِ ان يعرف كَيْفَ يتعامل معهم، وَكَيْفَ يطرح الأسئلة عليهم، صحيح ان هُنَاكَ معدين يقومون بتحضير الأسئلة ومحاور النقاشات لَهُ، ولكن تحصل هُنَاكَ فِي بعض الأحيان مداخلات غَيْر محسوبة تحتاج إلى ثقافة وقدرة عالية عَلَى تجاوزها أوْ التعامل معها، وَلِذَلِكَ عَلَى المذيع أوْ المقدم ان يَكُون عَلَى اطلاع دائم بمستجدات الأحداث والاخبار المتعلقة بموضوع برنامجه.
رابعاً: سرعة البديهة. سرعة البديهة تعني القدرة عَلَى التفكير السريع، والاستجابة للمواقف المختلفة ، والرد عَلَيْهَا بِطَرِيقَةٍ صحيحة فِي الوقت المناسب، وهَذَا الأمر ضروري فِي عمل المقدم أوْ المذيع، لأنه – خاصة إذا كان عَلَى الهواء مباشرة- فإنه قَدْ يتعرض لمواقف غَيْر محسوبة ابدا، وتحتاج منه إلى سرعة تصرف، كي يبدو الأمر طَبيعياً.
خامساً : الصوت الجميل، والقدرة عَلَى نطق الحروف بِشَكْل صحيح.
أما كَيْفَ يصل الشخص لِيَكُونَ مُذِيعَاً فلها عدة طرق:
أولاً: قراءة إعلان عَنْ طلب مذيعين أوْ مقدمي برامج فِي وسائل الإعلام المختلفة، وَفِي هَذِهِ الحالة يتم تقديم طلب، ثمَّ تخضع الطلبات لمراجعة لجان مختصة تختار بعض الأسماء من بَيْنَ المتقدمين، وَفِي المرحلة التالية تَكُون هُنَاكَ مقابلة ابتدائية، وَفِيهِا يتم استبعاد عَنْ كبير من المتقدمين، لعدم كفاءتهم، أما العدد الأقل المرشح للقبول فيخصع (لبروفة) كاميرا، وَفِيهِا يجلس المرشح امام كاميرا حقيقية، وكأنه فِي برنامج حقيقي، ويطلب منه المخرج القيام بتقديم البرنامج، وتشتغل الكاميرات وكأنه تصوير حقيقي، ويسجل اللقاء لمراجعة اللجنة، وَفِي حال قبول المذيع يوقع معه عقد.
ثَانِياً: ان يقتنع مخرج أوْ أحد القائمين عَلَى إحدى المحطات بأهلية شَخْص مُعَيَّنٍ ليقوم بهذا العمل، فيتم تحويله إلى لجنة مختصة.
عَلَى كل.. فِي حالة قبول المذيع فإنه. قَدْ يخضع لعدد من الدورات التدريبية التي تؤهله فِيمَا بَعْدَ ليصبح مُذِيعَاً أوْ مقدم برامج.
هُنَاكَ عمل آخر يقوم به المراسلون الذين يتجولون فِي كل مكان، وينقلون التقارير والاخبار المصورة للمحطات الفضائية والتلفزيونية، ويتم تحويل المتميزين منهم إلى مذيعين ومقدمي برامج داخل الاستديو فِي المستقبل.
يتمتع المذيع ومقدم البرامج لمكانة اجتماعية ممتازة، وَكَذَلِكَ لرواتب عالية فِي كثير من المحطات الفضائية، كما انه يَكُون قَادِرَاً عَلَى إقامة علاقات واسعة تساعده كَثِيراً فِي عمله، عَلَى ان هُنَاكَ صعوبة كبيرة فِي الوصول إلى درجة تُصْبح فِيهِا مُذِيعَاً، والسبب التنافس الشديد عَلَى هَذِهِ المهنة، لأنها قَدْ تقودك إلى الشهرة والنَّاس تحب هَذَا الشيء.
فِي العَادَةِ فإن القنوات الفضائية تختار المذيع أوْ المقدم بناء عَلَى كفاءته، ويفضل ان تَكُون لديه خبرة سابقة فِي محطات فضائية أخْرَى ، أو تلفزيونية ارضية، أما التلفزيونات الرسمية، فيخضع فِيهِا الأمر للواسطات فِي معظم الأحيان.
من سلبيات هَذِهِ المهنة انها تعتمد عَلَى الشكل كَثِيراً، ومع تقدم الإنسان فِي العمر تقل فرصته فِي هَذِهِ المهنة، كما انها متقلبة وتخضع لامزجة القائمين عَلَى القنوات الفضائية والتلفزيونية، كما ان الشهر التي تعطيها المهنة لصاحبها تفرض عَلَيْهِ كثير من المتاعب أقلها انه لا يستطيع الحركة بسهولة، ويَكُون مُراقب دائماً من وسائل الإعلام، وَقَدْ يتعرض للدس من قبل زملائه فِي العمل، وشهرته تفرض عَلَيْهِ ان يعيش فِي مستوى اجتماعي قَدْ لا يستطيع راتبه تغطيته.
الطريقة المثلى لتكون مذيعا ناجحا
1- أسلوب الحوار وطريقة توجيهه يجب أن يكون السؤال مختارا ومكتوب بطريقة صحيحة.
2- الكفاية اللغوية ولا يشترط ان يتكلم بالفصحى ولكن الشرط ان يتكلم مع الضيف بما يرتاح ان يتكلم معاه لغويا سواء بالعامية او بالعربية او باي لغة اخرى تريح الضيف حتى ولو دمج العامية بالعربية او بعض المصطلحات الاجنبية التي قد يفهمها الضيف او يشرح مبسطا.
3- النظر الى وجه الضيف فينظر وعينه بعينه ويكون المذيع بقدر الامكان ان يحفظ السؤال او معناه.
4- الجلوس السليم فحيث يكون هناك جلوسا سليما اثناء المحاورة فيكون الوضع والحركة مناسبا للحوار.
5- عدم الحيازية لاي طرف فعندما يكون هناك مشكلة ايجابية او سلبية فلا ينحاز لاي من الاطراف فقط يطرح السؤال و يسأل طريقة حله او اقتراح لذلك.
6- ان يكون هناك ثقة بنفس المذيع ويواجه الكاميرا بكل راحة فطريقته سهلة اعتبر ان ليس هناك كاميرا بل انت جالس في مجلس تسأل ضيفك واجعله حوار ودي لكي يرتاح الضيف.
7- ان يكون هناك اتصال شخصي مناسب مع الضيف حيث لا يسبب له النفور وعدم تحبيذ الجلسة فيراعي وضعيات الاتصال الشخصي كاتصال العينين والوضع والحركة وتنويع الصوت واللغة الغير منطوقة وما الى ذلك من مهارات الاتصال الشخصي المناسب وان يكون المذيع على حقيقته لا بتزييف شخصية مذيع آخر.
8- قبل اجراء التصوير على المذيع ان يجري حوارا وديا غير متعلق بالموضوع وترحيب الضيف واجراء بروفا قبل التصوير.
9- شكر الضيف على انه اخذ من وقته والكلام اللطيف على أن لا يكون كلاما مزخرفا.