1- انتشار العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج:
الدافع الجنسي من أقوى الدوافع الطبيعية عند الإنسان، وعدم تلبية هذا الدافع يسبب الكبت الجنسي والمعرّض للإنفجار في أية لحظة. وهناك بعض المنافذ السلبية لتفريغ هذه الطاقة المكبوتة كالإستمناء والشذوذ الجنسي، واللواط والسحاق وحتى الشذوذ مع الحيوانات. أو منافذ أخلاقية كالرهبنة.
وقد تتحول هذه السلوكيات الجنسية من منافذ اضطرارية مؤقته إلى حالات مرضية مزمنة في حين أن المنفذ الشرعي لهذا الدافع هو الزواج والذي حثت عليه جميع الديانات السماوية.
وقد حذر الإسلام من عواقب التأخر عن الزواج كما في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
ومما يؤكد رفض هذه السلوكيات من جميع الجهات الرسمية والأهلية في جميع أنحاء العالم ما نصت عليه: (حقوق الإنسان، والمعترف بها في القوانين الوطنية والوثائق الدولية وغيرها للأمم المتحدة
1- جميع الأفراد لهم الحق في الحماية من: الإغتصاب والإعتداء الجنسي، والإيذاء والتحرش الجنسي.
2- كل الأطفال لهم الحق في الحماية من الإستغلال، وخاصة الإستغلال الجنسي والبغاء وأشكال الأذى الجنسي كافة.
3- لا يجوز التمييز ضد الناس في حياتهم الجنسية والإنجابية بحجة الميول الجنسية، أو بسبب الطبيعة، أو سبب عجز جسدي. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الشركاء على منع وعلاج حالات العنف الجنسي، سواء في أوقات الأزمات أو في حالات حدوثة المستمرة.
ومن الضروري الإشارة بوضوح إلى أن العلاقات الجنسية غير المراقبة عند الشباب تسبب أمراض منها: ضعف القلب والرئة، والمخ والعظام، وتشوه في الوجه، وفقد السمع والبصرن والشلل الجزئي أو الكلي انتهاً بالموت الفجائي.
و يتحدث "الجنيدي" عن خطر الأمراض التي تنتشر عن طريق الجنس، وانعكاسها على المجتمع ككل قائلا: ليت خطر هذه الأمراض المهلكة تنحصر في المصاب بها وحده لهان الأمر، ولكنها تنتقل من المريض إلى كل جسم سليم يتصل به، هؤلاء ينقلونها إلى سواهم وهكذا دواليك، حتى تسرى العدوى في دم الأمة ويتفشى الداء بكل فرد من أبنائها.
ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان التدابير التي تلزم على وجه الإستعجال، والتي تتضمن قيام الشباب والرجال بدور يتسم بمزيد من الإحساس بالمسؤولية؛ للتصدي للخطر المتزايد الذي يهدد النساء والفتيات. وتمثل النساء الآن قرابة نصف جميع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وتتزايد معدلات الإصابة بالعدوى تزايدا هائلا بين الشابات. ففي افريقيا (جنوب الصحراء) نجد أن النساء يشكلن نسبة قدرها 57% من البالغين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
في عام 2004 كان هناك نحو 10 ملايين شاب مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، مع إصابة ما يصل إلى 6000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15، 25 سنة بالعدوى يوميا وذلك حسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2004.
العادة السرية:
ويعتبر الإستمناء (أو العادة السرية) من أخطر الممارسات الجنسية الشاذة ذات الأبعاد المستقبلية، من حيث أضرارها ونتائجها السلبية على الشاب ومن هذه الأضرار:
أ- أضرار الجسمية: ثبت طبيا أن الذي يدمن على هذه العادة يقع في الأمراض التالية: إنهاك في القوة، نحول في الجسم، ارتعاش بالأطراف خفقان بالقلب، ضعف في البصر والذاكرة، إخلال الجهاز الهضمي، إصابة الرئتين بالإلتهابات التي تؤدي إلى السل في أغلب الأحيان.
ب- أضرار جنسية: من أهمها مرض العنة: ومعناها عدم قدرة الشاب على الزواج. ومن الأضرار اشمئزاز كل جنس من الآخر، لإعتياد الرجل في إشباع غريزته عن طريق هذه العادة، وإذا لم تجد المرأة حصانتها بزواجها من هذا الرجل المريض، فقد ينتهي الأمر بينهما إلى الفراق، أو الإنحراف الأخلاقي وزنى المرأة.
ت- أضرار نفسية وعقلية: ومنها الذهول، والنسيان، ضعف الإرادة، ضعف الذاكرة، الميل إلى العزلة والإنكماش، الإتصاف بالإستحياء والخجل، الشعور بالخوف والكسل وغيرها من الأضرار التي تحطم الشخصية.
2- عنوسة الفتيات
ينظر الكثيرون في مجتمعنا إلى الفتاة العانس نظرة سلبية من حيث النقص، من هنا يبدو حكم المجتمع القاسي على الفتاة التي لم تتزوج. وهي أكثر معاناة من الشاب؛ لأنه مهما طالت سنوات عزوبته فمن الممكن أن يتزوج دون وجود أي مانع. أما العانس فتصل إلى سن يذبل فيه شبابها وتفقد قدرتها على الإنجاب، إضافة إلى الضغوطات التي يمارسها المجتمع عليها والذي يحاصرها من جميع النواحي ويحاسبها على كل سلوك تقوم به.
في مسح أجري على السكان في تونس في عام 2000 تبين أن: نسبة الرجال غير المتزوجين والواقعة أعمارهم بين 25- 29 زادت من 71% عام 1994 إلى 81% عام 2000. كما تبين أن نسبة الإناث غير المتزوجات والواقعة أعمارهن بين 20- 40 وصلت إلى 74,7% من مجموع هذه الفئة العمرية، أما الإناث اللاتي تراوح سنهن بين 25- 29 فبلغت نسبة العازبات منهن 47,3% بعد أن كانت 37,7% عام 1994، أي أنه خلال ست سنوات فقط تعززت ظاهرة العنوسة بإضافة 10% من الفتيات التونسيات. وتأخر سن الزواج عند الشبان إلى حدود 32 عام وعند الإناث إلى 29 عام.
3- فقدان الإستقرار:
تحدث "عجيان" على لسان أحد الأطباء المتخصصين بقضايا الجنس وعلاقته بالإستقرار، بالآتي: إن الجوع الجنسي جسدي، ولكنه لا يمكن لصاحبه أن يحصل على أي استقرار نفسي أو عقلي، فهو لا يبدع ولا ينتج ما دام الحرمان مستحوذا عليه، كمثل الجائع لا يستطيع إنتاجا حتى يملأ جوفه. فالزواج يحقق الإستقرار، فبالإتصال الجنسي بين الزوجين يتحقق الإشباع العضوي، وبالعلاقات العاطفية والزوجية يتحقق الإستقرار النفسي لدى الشريكين.
4- الأمراض الصحية النفسية والجسدية:
من الأمراض النفسية التي يعاني منها الجنسان نتيجة لتأخر الزواج العقد النفسية، وفقدان الشهية، والإضطرابات والهم والتوتر والقلق الدائم، وضعف الشخصية، والإكتئاب والإنطواء، فضلا عن التخيلات الغرامية التي ترهق العقل الجسد معا. فالمتأخر عن الزواج يعيش أحيانا في حطام نفسي يعاني التعب، والشعور بالضياع والضجر. ولمواجهة يأسه ينغمس في حياة ملؤها العبث واللامبالاة والإنحراف، كشرب المكسرات والتدخين والزنى لتلبية رغباته وشهواته، مما يتسبب له بالعديد من الأمراض التناسلية كالإيدز والزهري. وورد في إحدى الدراسات أيضاً عن وجود علاقة بين حالة العزوبة وفعل الإجرام، حيث كانت نسبة المجرمين 38 من العازبين، مقابل 17 من المتزوجين. ومن أشكال الإجرام الإعتداء الجنسي، وحالات الإغتصاب، ولواط الأطفال والخطف.
يرى علماء النفس أن المتزوجين أوفر صحة من العازبين وأطول عمرا إذا كانت حياتهم مستقرة.
وقد توصل "دوركهايم" إلى أن العازبين أكثر تعرضا للإنتحار من المتزوجين، وقد أكدت الدراسات وجود هذه العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية والزواج. وقد بينت دراسة أجراها علماء نفس في جامعة شيكاغو عن حالات الجنون عند المتزوجين وغير المتزوجين من الجنسين، فوجدوا أن نسبة المجانين من العازبين بلغت 83%. وتوصلوا أيضاً إلى أن عددا كبيرا من الفتيات قد أصبن بأمراض عصبية كالصرع والإضرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي، وبالزواج يمكن الشفاء من هذه الأمراض، أما الأمراض الجسدية والمتعلقة بالإنجاب لدى المرأة فتتمثل في مضاعفات الحمل والولادة، وحالات الإسقاط ووفيات الأجنة، واحتمال ولادة أطفال منغوليين حيث ترتفع نسبتهم بشكل ملحوظ عندما يزيد عمر المرأة عن 35 سنة. ويقول "محمد رهونجي": إذا تزوجت المرأة في سن متأخرة تكون عرضة لتشنجات عصبية شتى، وتكون ولادتها غالباً عسيرة، حيث إن أعضاءها التناسلية لا تكون مرنة كالتي عند الفتاة الصغيرة، والحمل عندها مؤلم لأن الحوض الذي يحوي الجنين لا يكون قابلا للتمدد حسب نمو الجنين، ويكون القلب والرئتان والكبد والمعدة عرضة للتشنجات.
كما أن تأخر الرجل بالزواج ثم الإرتباط بفتاة صغيرة من أجل الإنجاب، هذه الظاهرة تتسبب في خلق نسل ضعيف عليل، وهذا طبيعي ناتج عن تأثير شيخوخة الأب في الجنين. وهناك أيضاً ضرر إجتماعي من الإنجاب في سن متأخرة لأن الأب ربم لا يتمكن من تربية ولده بسبب هرمه أو وفاته، مما يحرم الطفل من عاطفة الأبوة. وقد توصل أحد العلماء السويديين إلى أن فصام الأبناء سببه الزواج المتأخر، وذكروا أن الأطفال الذين يولدون لآباء تبلغ أعمالهم 45 عام أو أكثر معرضون للإصابة بالفصام، بنسبة تزيد ثلاث مرات عن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20- 24 عاما.
5- الزواج غير المتكافئ:
إن المقبل على الزواج شاباً كان أم فتاةً، يجد صعوبات وضغوطات يفرضها الواقع تدفع به لزواج غير متكافئ، أي لا يقوم على أسس صحيحة تضمن له بقاءه واستمراره. فعندما تصبح الفتاة في سن الثلاثين وما فوق تبدأ في التخلي شيئا فشيئا عن الصفات التي ترغب بتوفرها في شريكها، ونتيجة للضغوط التي تمارس عليها داخل المجتمع والأسرة، تجد نفسها مدفوعة للقبول برجل لمجرد الزواج فقط (وكما يقولون: رجل من عود خير من قعود)، بعيدا عن الحب والشعور المتبادل، وحتى النفور منه، وكذلك بعيدا عن الثقة، متخلية عن المكانة الإجتماعية والعلمية والمادية، فقد تتزوج الفتاة المتعلمة تعليما عالياً من شاب عامل بسيط ومن بيئة إجتماعية متدنية، وهناك فتيات كثيرات ضحين بأسس ومقومات زواجهن الصحيحة، فاكتشفن بعد الزواج صفات الزوج السلبية كالإدمان وتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية، والفقر والخداع فصدمن في النهاية بالواقع الذي يعشنه والمنتهي إما إلى البؤس والندم مدى الحياة، أو إلى الطلاق وتشرد الأبناء. ولا يعتبر التنازل عن بعض المواصفات كارثة في نجاح الحياة الزوجية، ولكن الإجحاف في التخلي عن أسس التوافق المادي والمعنوي هو الذي يشكل مشكلة، وكل فتاة يمكنها تقدر حجم التنازلات التي تستطيع تقديمها، والتي لن يؤثر تنازلها عنها على سعادتها ورضاها عن زواجها.
أما الرجل المتأخر في الزواج فلا يستطيع أن يتزوج ممن تقاربه في السن بل سيتزوج من فتاة صغيرة تنجب له أطفالاً، فيكون زواجه غير متكافئ؛ بسبب الفارق العمري بينهما، واختلاف أفكارهما ومستوى النضج والإهتمامات، وأمزجة كل منهما.
وكثيراً ما يتزوج الرجل من أي فتاة إرضاءً لرغبته في الزواج والإنجاب، أو إضاءً الأهل، دون وجود التوافق الروحي والحب وربما لا تتمتع العروس بالمواصفات التي يحبها. ومثل هذا الزواج ينعكس سلبا في حالة الرجل عما هو عليه لدى المرأة، فالمرأة في مجتمعنا غالباً ما ترضى بما قسم لها من نصيب، في حين يبقى الشاب يبحث عن عروس أحلامه بعد التأمين على بناء أسرته اجتماعيا، وينتج عن ذلك الزواج الثاني، أو النزوات العاطفية العابرة والتي لا يمكن تقدير آثارها على حياته الأسرية.