الفرق بين الصحافة الالكترونية
والصحافة المطبوعة ومميزات كل منهما...

أصبح الإعلام الالكتروني المصدر الثاني بعد الفضائيات في الحصول على المعلومة فيما يُرصد تراجع الصحافة المطبوعة والإذاعية. ويتوقع أن تحتل المواقع الالكترونية المرتبة الأولى في فترة قريبة بعد تمكنها من مزج الصوت والصورة في صفحاتها.  

وللصحافة الإلكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة. وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة حتى استطاعت أن تعبر القارات وتتخطى الحدود .
فهل أطاحت الصحافة الالكترونية بالصحافة المطبوعة؟
وهل تنافس الصحافة المطبوعة الإعلام المرئي لتصدر المرتبة الأولى؟
وهل الصحافة الالكترونية قادرة على الحفاظ على المهنية والموضوعية؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة. التقرير التالي سيحاول الإجابة عليها ...  

ظهرت الصحافة الإلكترونية لأول مرة في منتصف التسعينيات الميلادية، لتشكل بذلك ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وليصبح المشهد الإعلامي والاتصالي الدولي أكثر انفتاحاً وسعةً، حيث أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة. وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة

 

كانت بداية الصحافة الإلكترونية مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار وأطروحات ورؤى بسيطة... وتحديداً انطلقت من منتديات الحوار التي تتميز بسهولة تحميل برامجها وبساطة تركيبها. ويكفيك أن تقوم بتحميل هذه البرامج المجانية في الغالب ورفعها لموقعك.. ليبدأ بعدها الموقع في العمل وفي اجتذاب عدد كبير من الزوار. وقد نجحت هذه المنتديات في جذب واستقطاب المتصفحين الذين يضعون فيها آراءً وأفكاراً حرةً غير خاضعة للرقابة، ومن خلالها بدأ أصحاب الرأي الواحد يشكلون فيما بينهم مجموعات داخل المنتديات التي يتبادلون خلالها الحوارات. وبالطبع فإن الحرية التي تميزت بها الإنترنت وعدم السيطرة عليها في البداية وسرعة تداول المعلومات هو الذي حفز الجميع للاهتمام بالإنترنت وتعلم استخدام الكمبيوتر .

ويرفض البعض المقارنة بين الصحافة الورقية والإلكترونية من منطلق أن الصحافة الورقية صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة وأن الصحافة الإلكترونية مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالات والأخبار والصور وبشكل آلي مجرد من المشاعر والإبداع والفاعلية. أما الطرف الآخر فيرى أن الصحافة الإلكترونية مكملة لدور الصحافة الورقية والمطبوعة وليس هناك صراع بينهما إلا أن التمويل أصبح الآن من آليات نجاح تلك الصحف في شكلها الحديث، وثقافة الإنترنت أصبح لها جماهيرها وشعبيتها وهي في ازدياد مطرد على العكس من قراء الصحف والكتب

 

ويتمتع القارئ والكاتب على الإنترنت بتفاعل مباشر إذ يمكنهما أن يلتقيا في التو، وبحرية كبيرة بخلاف الصحافة الورقية التي تكون بالعادة قد تم تعديل مقالاتها من قبل الناشر لأكثر من مرة حتى يكون وفقاً لسياسة الصحيفة. وتتيح الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها وتنشرها للقراء. وتتمتع بسرعة فائقة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم مصداقية الخبر، وكذلك سهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي

 

وعند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية تحتاج لتكاليف مالية ضخمة بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة، فضلا عن ارتفاع تكاليف الورق والذي يكبد الصحف مشقة مالية يومياً، بينما لا تحتاج الصحافة الإلكترونية سوى لجهاز كمبيوتر ومجموعة من البرامج التي يتم تركيبها لمرة واحدة. ويمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم دون الحاجة لمقر موحد.
وتتمتع الصحف الإلكترونية بسهولة التوزيع والتعميم في جميع أرجاء المعمورة، بينما الصحف الورقية تحتاج لمجهود كبير لتوزع محليا وفي قطر واحد، حتى أن الصحف الورقية لجأت للتعميم عبر مواقع إلكترونية. والعامل المشترك غالباً بين الصحف الالكترونية في السعودية مثلا ً والخليج عموماً هو عملية الإغارة عند الساعة الرابعة فجراً على العدد الجديد من الصحف الورقية كل يوم، فتجد مشرفي الصحف الالكترونية يشمرون عن سواعدهم وينسخون ويلصقون غير مبالين بذكر المصدر وغير مراعين لحقوق الصحف المطبوعة أو أسماء الصحفيين الذين كتبوا الخبر!!

 

وتعاني الكثير من الصحف الإلكترونية صعوبات مادية تتعلق بتمويلها وتسديد مصاريفها؛ بسبب ضعف العائد المادي من الإعلانات كما هي الحال في الصحافة الورقية حيث أن المعلن لا يزال يشعر بعدم الثقة في الصحافة الإلكترونية، إضافة لغياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام وغياب الأنظمة واللوائح والقوانين وندرة الصحفي الإلكتروني.

 

وقد أوضحت دراسة قام بها الباحث في استخدامات الإنترنت بمركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية وعضو هيئة التدريس فيها الدكتور فايز الشهري وبمشاركة الباحث البريطاني البروفيسور باري قنتر رئيس قسم البحث العلمي بكلية الصحافة في جامعة شيفيلد بعض خصائص قراء الصحف الإلكترونية العربية من حيث إنهم في الغالب ذكور وشباب، ويشكل الطلبة والمهاجرون العرب حول العالم نسبة كبيرة منهم

 

وكشفت الدراسة أن ما يزيد على نصف العينة يتصفحون الصحف الإلكترونية بشكل يومي، ويعزون ذلك إلى أسباب منها أنها متوفرة طوال اليوم وإمكانية الوصول إليها مباشرة ولا تحتاج إلى دفع رسوم إضافية، كما أنها تمكنهم من متابعة الأخبار من أي مكان وعن أي بلد مهما تباعدت مواقعهم. وبرغم أن كثيراً من المبحوثين قد أشاروا إلى صعوبات فنية تواجههم عند تصفح بعض مواقع الصحف. وتوقعت دراسة أجرتها ميكروسوفت بأن عام 2018 سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية على الأقل في الدول المتقدمة

 

وعن أهم سؤال وهو كيف يحمي أصحاب المواقع المهمة مواقعهم من التخريب أجاب النادي بقوله: يجب الحفاظ بشكل كامل على بيانات الموقع والتأكد من عدم الإدلاء بها لأي شخص مهما كان. والتأكد من خلو الموقع من الثغرات البرمجية. ويُفضل إغلاق سكريبتات الرفع الموجودة داخل الموقع، أو سد ثغراتها. أما الدور الباقي فهو دور الاستضافة وحماية السيرفر بشكل تام من أي عمليات اختراق.

 

ويشير أمين أبو وردة وهو باحث في الإعلام الإلكتروني- أن الإعلام الفلسطيني لعب دورًا في فضح ممارسات الاحتلال طيلة أيام الحرب على غزة، وما سبقها، وما تلاها من تداعيات، من خلال الخبر العاجل الذي يبرزه الشريط المتحرك على المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى سرعة نقل مجريات الأحداث عبر التقارير العاجلة على صفحات الإنترنت، واستخدم المدونات لنشر فضائح الاحتلال، لافتًا إلى أن الهواة في قطاع غزة أبدعوا فيها، حيث استطاعوا أن يُضمنوا مدوناتهم الكثير من الصور، والأحداث في مناطقهم، والتي كانت الكاميرا بعيدة عنها، ناهيك عن استخدام البريد الإلكتروني للتواصل مع كم كبير من الصحافيين والجهات المعنية.

 

وطالب أبو وردة القائمين على المواقع الإلكترونية إبراز خطورة ما ينشر على المواقع الإلكترونية؛ كون الإعلام الإلكتروني أصبح يحتل المرتبة الثانية للحصول على المعلومة الإخبارية من قبل المواطنين، مشيرًا أنه قد يتحول وخلال فترة قصيرة إلى المرتبة الأولى بعد تميزه بإمكانية دمج الصورة والصوت على المواقع الإلكترونية بشكل كبير جدًا، بالإضافة إلى تنقيح المواد الإعلامية، وعدم بثها ونشرها دون التأكد من مصدرها، وموضوعيتها، والبعد عن التجريح، واستخدام الألفاظ النابية في المواقع الإلكترونية.

مفارقات وأسرار الصحف الالكترونية
بعض الصحف الالكترونية يقف خلفها مجموعة أفراد، ليس لهم علاقة بالصحافة ولم يطوروا قدراتهم من خلال دورات صحافية أو عمل ميداني صحفي أو بالانضمام لإحدى الصحف المحلية.

 

صحيفة الكترونية رئيس تحريرها لا يقبل لديه مراسلين إلا عناصر نسائية !!! لماذا هذا؟ وهل الجنس اللطيف أكثر قدرة من الرجل في جلب الأخبار؟

 

صحيفة الكترونية تسرق من سبق الالكترونية الأخبار وتعيد صياغتها وتأتي صحيفة أخرى وتسرق لكن بدون إعادة الصياغة لأنها أصبحت اسطوانة مشروخة ومكشوفة !!

 

شخص يعمل في إحدى الشركات يرسل رسالة لموقع يريد مساعدته في إنشاء صحيفة الكترونية. وبعد السؤال عن هذا الشخص تبين أنه يعمل بوظيفة مستخدم !! ولم يكمل دراسته المتوسطة !! ولم يعمل بالصحافة يوما من الأيام.

 

كارثة الصحف الالكترونية تكمن في جهل التحرير الصحفي وفنونه. فقد كتبت صحيفة الكترونية: (غطست إطارات السيارة في الرمال) والصحيح أن الغطس في الماء ولا يكون في الرمال !!

 

ونحن هنا نوجه نداءا لكل الصحف الالكترونية:
لابد من تعلم فنون التحرير الصحفي قبل أن تفكروا في إنشاء صحيفة الكترونية لكي لا يساء بشكل مباشر لهذه المهنة الإعلامية ولكي تصقلوا مهاراتكم بشكل علمي وصحيح بعيدا عن اجتهاداتكم الخاطئة. 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 142/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 6661 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,749,120

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters