من أخلاقنا الجميلة |
الحياء : خلق نبيل يبعث دومًا على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حقِّ أصحاب الحقوق . والحياء : هو "الحشمة" أو "الاحتشام" ،
فهو أمر محمود ، لما فيه من اعتدال الخلق
والحياء : أمارة صادقة على طبيعة الإنسان ، فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه ، وعندما ترى الرجل يتحرَّج من فعل ما لا ينبغي ، أو ترى حمُرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق ،
فاعلم أنه حيُّ الضمير ، نقي المعدن ، زكي العنصر ، وإذا رأيت الشخص ضعيفًا بليد الشعور ، لا يبالي ما يأخذ أو يترك ، فهو امرؤ لا خيرَ فيه ، وليس له من الحياء وازع يعصمه من اقتراف الآثام وارتكاب الدنايا . (خلق المسلم، الشيخ محمد الغزالي) .
وذهب "الجُنيد" إلى أن الحياء حالة تتولد بين موقفين للإنسان المسلم التقي :
الأول : رؤية الآلاء ، أي نعم الله- عز وجل- التي أسبغها على الإنسان ظاهرًا وباطنًا .
والآخر : رؤية التقصير ، أي شعور المرء بأنه لا يستطيع أن يوفي هذه النعم حقها من الشكر ، كما ينبغي أن يكون .(رياض الصالحين، النووي).
وقد حث الإسلام على أدب وخلق الحياء في آياتٍ كثيرة منها :
1- قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوافَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم}الأحزاب (53)
وهذه الآية نزلت حينما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين : "زينب بنت جحش" وصنع وليمةً ، ودعا الناس إليها ، فلما أكلوا ظل بعضهم ماكثًا في بيت النبي ، وقد ثَقل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه استحيى من إظهار تألمه ، فنزلت الآية تنهاهم عن ذلك ، وتُبين لهم كيف يتأدبون في التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله .
2- قوله تعالى :
{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} القصص (25)
وهذه الآية تتحدث عن حياء ابنة شعيب عليه السلام حين جاءت إلى موسى عليه السلام تدعوه إلى أبيها ليجزيه على صنيعه ،
فجاءت إليه تمشي على استحياء ، فمن شدة حيائها ، فاض حياؤها حتى ملأ الأرض حياءً .
وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على خلق الحياء وتمثله في نفسه :فروى عن أبي سعيد رضي الله عنه قال :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئًا ، عرفناه في وجهه" (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء" رواه مالك
وعن عبد الله بن بسر قال :"إن النبي- صلى الله عليه وسلم-إذا أتى بابًا يريد أن يستأذن لم يستقبله، جاء يمينًا أو شمالاً، فإن أُذن له، وإلا انصرف"(سنن أبي داوود)
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان" (صحيح مسلم، كتاب الإيمان)
وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار" (سنن ابن ماجة، كتاب الزهد)
وعن عمران بن حصين قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"الحياء لا يأتي إلا بخير" (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
من هذه الأحاديث السابقة وغيره نعلم أن الحياء مرتبط بالإيمان ، ودائمًا يأتي بالخير على صاحبه .
وكما يقول الشيخ الغزالي : "فإذا فقد الشخص حياءه وفقد أمانته أصبح وحشًا كاسرًا ينطلق معربدًا وراء شهواته ، ويدوس في سبيلها أزكى العواطف ، فهو يغتال أموال الفقراء غير شاعر نحوهم برقة ، وينظر إلى آلام المنكوبين والمستضعفين فلا يهتز فؤاده شفقة ، إن أثرته الجامحة وضعت على عينيه غشاوة مظلمة ، فهو لا يعرف إلا ما يغويه ويغريه بالمزيد ..
ويوم يبلغ امرؤ هذا الحضيض فقد أفلت من قيود الدين وانخلع من ربقة الإسلام"
(خلق المسلم)
ويقول الشاعر: صالح بن عبد القدوس :
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه ... ولا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك وإنما ... يدل على فعل الكريم حياؤه
(أدب الدنيا والدين، الماوردي)
إن الحياء ملاك الخير ، وهو عنصر النبل في كل عملٍ يشوبه ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما كان الفحش في شيءٍ إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" (رواه الترمذي)
فلو تجسَّد الحياء لكان رمز الصلاح والإصلاح ،
فعن عائشة- رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : "لو كان الحياء رجلاً لكان رجلا صالحًا ، ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سوءً" (رواه الطبراني)
وفي هذا العصر انخلعت ربقة الحياء من رقاب كثيرٍ من الناس ؛
حيث الاختلاط المشين ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، والتقليد الأعمى لغير المسلمين ، فهل رجعنا إلى ديننا ؟
وهل اتعظنا بحياء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والصحابة والسلف الصالح ؟ بل هل اتعظنا بحياء أهل الجاهلية ؟
فقد كان أهل الجاهلية يتحرجون من بعضِ القبائح بدافع الحياء ،
فها هو هرقل يسأل أبا سفيان عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيقول أبو سفيان :
"فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذبًا، لكذبت عنه" (صحيح البخاري)
فمنعه الحياء الافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يُوصف بالكذب ، ويُشاع عنه ذلك .
وكذلك ما جرى مع السيدة خديجة رضي الله عنها حيث وافق أبوها في حضرة جمعٍ من قريش- وهو سكران- على خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما صحا من سكره ، وفكَّر بالتراجع ، ما ردعته إلا بالاستحياءِ من أن يقر بسكره ، فقالت له : أما تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ، تخبر الناس إنك كنت سكران ؟ فلم تزل به حتى رضي . (مسند أحمد)
كم يحتاج الناس في هذا الزمان إلى إحياءِ هذا الخلق ، بالالتزام بالكلمة ، والارتداع عن الوقوع في القبائح أو الشبهات إلا بشيء من الحياء .
إن الحياء هو رأس مال الثقة بالإنسان ؛ ولذلك قال جمال الدين الأفغاني- رحمه الله : إن الناس تجل صاحب الحياء لأمرين :
الأول : أن صاحب الحياء يحترم عقله، ويلتزم أحكامه في كل المواقف .
والآخر : أن هذا الإنسان هو أسبق الناس إلى احترام عهوده، من حيث الصدق والوفاء .
من صور الحياء..
أولاً : الحياء من الله :
فالحياء في أسمى منازله وأكرمها يكون من الله- عز وجل- فنحن نطعم من خيره ، ونتنفس في جوه ، وندرج على أرضه ، ونستظل بسمائه ، فالإنسان بإزاء النعمة الصغيرة من مثله يخزى أن يقدم إلى صاحبها إساءة ، فكيف لا يوجل الناس من الإساءة إلى ربهم الذي تغمرهم آلاؤه من المهد إلى اللحد ، وإلى ما بعد ذلك من خلود طويل ؟.
إن حق الله على عباده عظيم ، ولو قدروه حق قدره لسارعوا إلى الخيرات يفعلونها من تلقاء أنفسهم ، ولباعدوا عن السيئات خجلاً من مقابلة الخير المحض ، بالجحود والخسة . (خلق المسلم)
فعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استحيوا من الله حق الحياء" قال : قلنا : يا نبي الله، إنا نستحي والحمد لله.
قال : "ليس ذلك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء :
أن تحفظ الرأس وما وعى ، وتحفظ البطن وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك ، فقد استحيا من الله حق الحياء" (رواه الترمذي)
وعن أبى واقد الليثي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد والناس معه ، إذ أقبل نفر ثلاثة ، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد ، قال : فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أحدهما فرأى فرجةً في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا ، فلمَّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟
أما أحدهم : فأوى إلى الله ، فآواه الله ، وأما الآخر : فاستحيا ، فاستحيا الله منه .
وأما الآخر : فأعرض ، فأعرض الله عنه" ( صحيح مسلم)
إن الإنسان في حضرة الرجال الذين يجلهم ويحرص على استرضائهم يضبط سلوكه ضبطًا محكمًا ، فيتكلم بقدر ، ويتصرف بحذر ، والمسلم الذي يعرف من تعاليم دينه أنه لا يغيب عن الله أبدًا ؛ لأنه ماثل في حضرته ليلاً ونهارًا ، وينبغي أن يكون تهيبه لجلال الله أعظم ، وتأدبه بشرائعه أحكم ؛ وذلك معنى الأثر :"استحي من الله كما تستحي من أولى الهيبة في قومك"
(خلق المسلم)
ثانيًا : الحياء من الملائكة :
فالإنسان الذي يستحي من الله- عز وجل- يستحيي من الملائكة، فلا يقدم على فعل السوء ، أو على ما يمس حياة الملائكة ، ومن الأحاديث الواردة في هذا الصدد :
ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ليستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه ، كما يستحيي من رجلين صالحين من جيرانه ، وهما معه بالليل والنهار" (كنز العمال)
وعن بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إياكم والتعري فإن معكم مَن لا يفارقكم إلا عند الغائط ، وحين يفضي الرجل إلى أهله ، فاستحيوهم وأكرموهم"(سنن الترمذي ، كتاب الأدب)
فإذا بلغ الإنسان درجةَ الحياء من الله وملائكته، استحيت منه ملائكة الرحمن ، كعثمان بن عفان رضي الله عنه .
فعن عائشة رضي الله عنهما قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي ، كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه ،فاستأذن أبو بكر فأذن له ، وهو على تلك فتحدث ،ثم استأذن عمر ، فأذن له ، وهو كذلك ، فتحدث ،ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة :دخل أبو بكر فلم تهتش له ، ولم تباله ، ثم دخل عمر ، فلم تهتش له ، ولم تباله ،ثم دخل عثمان ، فجلست ، وسويت ثيابك ؟ فقال :"ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة !!"
(صحيح مسلم)
ثالثًا : الحياء من الناس :
ويكون ذلك بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح ، ورعاية حقوقهم ،فالمرء إذا اكتملت مروءته استحيا من الناس ، فعف لسانه وصان جوارحه .
ومن الحياء من الناس، أن يعرف لأصحاب الحقوق فضلهم ،فيوقر كبيرهم ، ويتواضع لعالمهم ، ويخفض جناحه لمن هم دونه في الفضل ،وفى الحديث: "تواضعوا لمن تعلمون منه"(رواه الطبراني)
وكذلك : "اللهم لا يدركني زمان لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيا فيه من الحليم"(رواه أحمد)
وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم : "إذا كنت في قوم فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب في الله - عز وجل - فاعلم أن الأمر قد رق" (رواه أحمد)
وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا فتنكب الطريق عن الناس ،
وقال : لا خير فيمن لا يستحيى من الناس .
وقال بشار بن برد :
وهذا النوع من الحياء قد يكون من كمال المروءة ، وحب الثناء ،ولذلك قال رسول الله :"مَن ألقى جلباب الحياء فلا غِيبة له"
وروى الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم :"إن مروءة الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه وإلفه وجليسه"
وذلك لأن الحياء يدعو صاحبه إلى مكارم الأخلاق، وينهاه عن رذائلها، والفحش طريق كل فساد، ومن ثمَّ فإن نزع الحياء هو بداية الهلاك والعياذ بالله .
آثار الحياء:
1- تقوية الإيمان: ودليل ذلك قول النبي (ص): "الحياء والإيمان قرناء جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
2- اكتساب الصفات الكريمة: ومن هذه الصفات الوقار والسكينة.
3- محو الذنوب وعفو الله: ودليل ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي: "يابن آدم، إنّك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك، وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك، ومحوت من أم الكتاب زلاتك، وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة".
4- الوصول إلى درجة الإحسان: فالحياء يتحقّق في الإنسان ويتأكّد إذا استشعر أنّ الله مطلع عليه ويراقبه، قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُم أيْنَ ما كُنْتُم) (الحديد/ 4)، وقال أيضاً: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر/ 19)، وخاصة إذا علم العبد أنّ الملائكة تكتب عليه كلُّ ما يتلفظ به (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق/ 18)، وكذلك فإنّ الملائكة تكتب كلُّ ما يفعله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار/ 10-12).
5- وقاية النفس من الهبوط: فالحياء حصن للمسلم، يقيه شرّ الوقوع في الهلاك، ويشكل وازعاً ذاتياً وضميراً حيّاً داخل الإنسان، فيأخذ بيده إلى طريق الخير، ويبعده عن طريق الغواية والمعاصي.
6- الأثر النفسي للحياء: الحياء يؤدِّي إلى طمأنينة النفس، وتتوافق النفس والحياء من داخلها، لأنّه لا يترتب عليه حرج أو خوف من الآخرين، ومن ثمّ فإنّ الحياء يقي النفس الاضطرابات النفسية، ويمتعها بصحة نفسية سليمة.
- كيف نكتسب الحياء وننميه؟
أوّلاً: تقوية الإيمان:
فالإيمان للجوارح كما يقول ابن القيم – يرحمه الله –: "كالملك للجنود، إن أمر بخير صنعت خيراً، وإن أمر بسوء وقع السوء".
ثانياً: الاستعانة بالله تعالى:
فالتقرب إلى الله والتضرع بأنّ يرزقنا التقوى والحياء من الوسائل الفعّالة في إكساب الفرد الحياء.
ثالثاً: تجنب الألفاظ والأعمال البذيئة، واجتناب تبديل الملابس على مرأى من الآخرين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ) (النور/ 58).
رابعاً: استخدام الكنية والتعريض والتلميح – لا التصريح – إلا فيما يحقق مصلحة شرعية.
خامساً: الإكثار من الاطلاع على آيات الحياء والأحديث والآيات التي تناولته الحياء ومدارسة ذلك كلّه.
سادساً: التدرّب على التحلي بالحياء على طريقة: "إنّما العلم بالتعلّم، وإنّما الحلم بالتحلم..".
سابعاً: المحافظة على العبادات المفروضة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر مثلاً، وكذلك بقية العبادات.
ثامناً: التأسي برسول الله (ص) في هذا الخلق وكذلك لك أصحابه والصالحين.
تاسعاً: اعتزال البيئة الموبوءة بضعف الحياء، واختيار الصحبة الطيِّبة.
عاشراً: مدارسة أسماء الله تعالى التي تشعرنا بمراقبته سبحانه، وذلك مثل: الشهيد، والسميع، والرقيب، والبصير... إلخ، قال حاتم الأصم: "تعهد نفسك في ثلاث: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك، وإذا سكت فاذكر علم الله فيك.