ماذا قال الإسلام
عن الحب ؟
كثيرا ما يسأل المقبل على الزواج عن :
الحب قبل الزواج هل هو حلال أم حرام ؟
- الحب كمشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
- وقد ضرب الله مثلا في قصة إعجاب ابنة شعيب بموسى عليه السلام على الحب كمشاعر تلامس القلوب ,
فكانت نتيجته تعريضها بشمائله و عرض والدها الزواج على موسى عليه السلام ,
فأنفق من عمره الشريف عشر سنين في سبيل حبه لها, فلولا أن الحب من أغلى الأشياء, لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه .
- وقد جاء تأكيد النبي لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفؤها إلا النكاح وذلك بقول الرسول :
( لم ير للمتحابين مثل النكاح ) ابن ماجة (1847).
- ولذلك لم يحتمل النبي السكوت عندما شاهد المتيم مغيث يقابل بالصد والهجران من بريرة فكان راحما بالمحبين شافعا لهم,
وهذا نص الحديث :
* قصة بريرة ومغيث :
- عن ابن عباس رضي الله عنهما :
( أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي للعباس :
يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ،
فقال النبي : لو راجعتيه .
قالت : يا رسول الله أتأمرني ؟
قال : إنما أنا شافع ,
قالت: لاحاجة لي فيه )
البخاري (5283).
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما :
( ذاك مغيث عبد بني فلان - يعني زوج بريرة- كأني أنظر إليه يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها )
البخاري (5281).
* قصة أبوبكر والجارية :
- وهذا الصديق أبو بكر يمر في خلافته بطريق من طرق المدينة . فإذا جارية تطحن برحاها وتقول :
وهويته من قبل قطع تمائمي ... مـتمايسا مثل القضيب الناعم
وكـأن نـور الـبدر سُنَّة وجهه ... ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم
فدق عليها الباب فخرجت إليه فقال :
ويلك أحرة أنت أم مملوكة ؟!
فقالت : بل مملوكة يا خليفة رسول الله . قال : فمن هويت ؟!
فبكت ثم قالت : بحق الله عليك إلا انصرفت عني .
قال : لا أريم أو تعلميني.
فقالت :
وأنا التي لعب الغرام بقلبها ... فـبكت لحب محمد بن قاسم
فسار أبو بكر إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه ,
وبعث إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب
وقال : هؤلاء فِتَنُ الرجال . وكم مات بهن من كريم , وعطب عليهن من سليم .
* قصة المحب مع علي :
- أُتيَ علي بن أبي طالب بغلام من العرب وجد في دار قوم بليل ،
فقال له : ما قصتك ؟ فقال : لست بسارق , ولكني أصدقك :
تـعـلقت فــي دار الـربـاحي iiخَــودة ... يـدل لـها من حسنها الشمس iiوالقمر
لها من نبات الروح حسن ومنصب ... إذا افـتخرت بالحسن صدقها الفخر
فـلما طـرقت الـدار مـن حب مهجة ... أتــيـت وفـيـها مــن تـوقـدها جـمـر
تـبـادر أهـل الـدار لـي ثـم صَـيَّحوا ... هـو الـلص محتوم له القتل والأسر
فلما سمع علي شعره رقَّ له وقال للمهلب بن رباح : اسمح له بها نعوضك منها.
فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه ؟
فقال: النهاس بن عيينة العجلي .
فقال: خذها فهي لك .
- فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه , وسبيله الوحيد النكاح كما أخبر الحبيب .
* قصة الطفيل وزوجته :
- دخل الطفيل في الإسلام فأتت إليه زوجته لتقرب منه فمنعها وقال :
إليك عني فلست منك ولست مني .
قالت ولم ؟! بأبي أنت وأمي ,
فقلت: فرق بيني وبينك الإسلام , فقد أسلمت , وتبعت دين محمد .
قالت: أنا منك وأنت مني , وديني دينك فأسلمت .
سير أعلام النبلاء (جـــ1ص248-250),الإصابة(جــــ2ص225).
- هكذا يكون جواب المحب لحبيبه , ( أنا منك وأنت مني )
ولكنه حب موصول بفاطر السماوات والأرض , خالق الحب ورازقه .
* هل تعرفون من هي صاحبة أغلى مهر في العالم؟!
- أظنكم فكرتم بأشهر الشخصيات العالمية كالأميرات والممثلات والمغنيات.
لكم الحق في ذلك !! هكذا أعتدنا التفكير لأن صورة الحب أمامنا هكذا معاييره.
ولكن أصحاب الحب الحقيقي عرفوا من تكون , ترى من تكون؟! فإلى رحاب القصة :
* أم سليم وأغلى مهر في العالم :
- توفي زوج الرميصاء بنت ملحان المكناة ( أم سُليم )
وبعد انتهاء عدتها , تقدم لخطبتها ( يزيد بن سهل ) المكنى أبو طلحة , ولكنها رفضته ..... لماذا؟
أعتقد هو أنها تريد الذهب والفضة .
فسألها : هل تريدين الأصفر والأبيض ؟
فقالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة , وأشهد الله ورسوله انك إن أسلمت رضيت بك زوجا من غير ذهب وفضة , وجعلت إسلامك لي مهراً.
قال: من لي بالإسلام ؟
قالت : أنا لك به.
فقال: كيف؟
قالت: تنطق بكلمة الحق, فتشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله, ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به.
فانطلقت أسارير أبي طلحة ..
وقال: أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله.
الإصابة(جـــ1ص566) , الطبقات الكبرى(جــ 3ص504).
- الإسلام , هو أغلى مهر حصلت عليه امراة .
فهل أغلى من ذلك ؟ هنيئاً لأم سُليم مهرها الذي سطر تاريخاً يتداول على الألسن , ويكفيها تشريفا أن يقول المسلمون :
( ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سُليم ) .
إن كنا لا نعرف في أيامنا حباً هكذا بدايته , فلنحاول أن نبدأ حبنا بالعاطفة وننميه مع الأيام بالزواج.
* فمن قال أنني أحب وينوي فيه زواج ونكاح على سنة الله ورسوله وسعادة في الدنيا مع زوجة صالحه لتكون له جنة الدنيا وأذكركم بحديث الرسول :
( الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة )
فهنيئا له حُبه فسيكون له عونا على طاعة الله عز وجل , ومن كان حبه فقط باللسان لا ينوي به زواج وستر فهذا الحب المحرم .
- ولنتدبر قول الله عز وجل :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
نشرت فى 1 يوليو 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,768,837