لم يعد خافياً أن العمل المؤسسي أضحى ضرورة من ضرورات العمل الدعوي في هذا الزمن؛ كي ينهض في مواجهة مستجدات الواقع وتحديات العصر، كما أنه لا يخفى دور المرأة في الدعوة إلى الله، سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو المحلي أو الدولي، فدعوتها تبدأ للطفل في مهده، والشاب في عنفوان سنه، والرجل في أوج أشده، وضربت بسهم وافر ونصيب ظاهر منذ بزوغ الدعوة المحمدية، بل وقبلها في دعوة إخوانه الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولا غرو فهي شقيقة الرجل، وخلقت منه، لإتمام وظيفته، وتكميله.
ومن المبشرات فيما يتعلق بواقع الدعوة النسائية: وجود لجان خيرية تعني بدعوة المرأة وإصلاحها في جميع مراحلها العمرية وعلى كافة مستوياتها الفكرية والثقافية، وبما أن مواطن الإيجاب ونقاط القوة والتفوق في هذه اللجان النسوية كثيرة لن تخفى على البعيد قبل القريب، والعدو قبل الصديق، سأستبيحكم عذراً في عدم إيرادها، وسأشير إلى واقع نعايشه في مؤسساتنا نحتاج فيه إلى تشخيص، ومن ثم علاج، لتكمل أوراق بعضنا بعضاً، لا سيما أن الطبيب المعالج في أولى مراحل علاجه يُعرض صفحاً عن أعضاء مريضه الصحيحة، ويضع يده على موطن الألم كيما يعالجه؛ ولذا سأحذو حذوه، وأشير إلى سلبيات نعايشها في مؤسساتنا، إليكم عرضها:

أولاً: تفتقد مؤسساتنا إلى التخطيط الدقيق السليم الذي يُعنى به
وضع برنامج مستقبلي لتحقيق أهداف معينة عن طريق حصر الإمكانيات وتكريسها لوضع هذه الأهداف مواضع تنفيذ خلال مدة محدودة.
وأثبتت بعض الدراسات الإدارية أن كل ساعة تصرف في التخطيط الفعال توفر ثلاث ساعات أو أربعاً عند التنفيذ.
ويجب أن تبتعد أعمالنا المؤسسية، بل والفردية، عن العفوية والارتجال أو التخطيط بمفهومه البسيط، وإن شئت فقل "العتيق" الذي يفقد مستلزمات التخطيط الفعّال. وإليك عرض بعضها:
1- وجود جهاز قادر على اتخاذ القرارات التخطيطية، وعادة ما يطلق على هذا الجهاز "الجهاز المركزي للتخطيط".
2- التعرف على الأهداف الرئيسية للعمل ودراسته دراسة دقيقة، وبالتالي فهمه فهماً جيداً، ومن ثم تحليله إلى أهداف ثانوية وفرعية.
3- تحديد الإمكانات المتاحة لدى المؤسسة، والطاقات البشرية والمادية اللازمة لكل هدف أو فاعلية.
4- تفصيل العمليات والفاعليات التي يحتاج إليها التنفيذ، ووضع كشف تفصيلي يبين كلاً منها على حدة.
5- توضيح الصلاحيات والسلطات الممنوحة لكل قسم وعامل فيه.
6- يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بين المستويات القيادية والإشرافية والتنفيذية، وأن يكونوا مقتنعين بسلامة الأهداف وشرعية العمل والأساليب المعتمدة.
7- من المعلوم أن التخطيط أولى مراحل عمل يتلوه تنفيذ ثم متابعة وتقويم، والخطط التي لا تخضع للمراجعة والتقويم المستمر تعد خططاً ميتة تفتقد أهم عناصر التصحيح والتجديد والإبداع.
8- الحذر كل الحذر من معوقات التخطيط السليم، فلا بد أن تتميز الخطة بالمرونة، ويكون لديها قدرة على التعامل مع الأمور المستجدة بحيث يكون واضحاً لديها درجات الأولوية لكل عمل طارئ أو غير طارئ حسب درجة أهميته وإلحاحه، فتفتح الباب أمام العمل الذي يدعم أهداف المؤسسة وبرامجها، وتغلقه أمام الأعمال التي تربك خطة العمل، وتعوق تحقيق الأهداف المنشودة.
ولا بد أن لا تتأثر الخطة برغبات المخططين غير المدروسة، ولا انفعالاتهم العاطفية، ولا تعتمد على معلومات منقولة من بعض المؤسسات أو الدعاة دون فحص وتحليل، لا تشكيكاً في المؤسسة أو الداعية لكن حتى لا تهتز الموضوعية والواقعية التي ينبغي أن تتسم بها خطة العمل.

والمتأمل لهجرة الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يرى مراعاة التخطيط الدقيق في قيام أعمال الدعوة؛ فقد راعى في رحلته اختيار الدليل، وحامل الزاد، والمزود بالمعلومات عن الجهة المضادة، والتوقيت المناسب لسلوك طريق الرحلة، والمكان الجيد المؤدي للهدف.

ثانياً: كوادر المؤسسات الدعوية النسوية:
إن من المعلوم أن نجاح العمل الدعوي في ميادينه المتعددة يعتمد بشكل كبير على وجود كفايات متفرغة منفذة للخطط المرسومة تستطيع إدارة العمل وتوجيهه بنفسها، ويكون تعاونها مع الآخرين من غير المتفرغين في مجال الاستشارة والدعم والتخطيط.
ويلحظ في المؤسسات الدعوية أن كوادرها إمّا غير مؤهلة دعت الحاجة، وعدم وجود الكادر المناسب، إلى تعيينها، أو عضو فعّال جرى تعيينه وفق ضوابط وأسس.. لكن غُضّ الطرف عن تطويره ومتابعته. وفي هذا الصدد أحب أن أشير إلى أنواع الطاقات التي يستفاد منها في العمل الدعوي المؤسسي، وهي: نوع قادر على التخطيط والمراجعة والتقويم وتقديم المشورة، ونوع قادر على الإدارة والتنفيذ، ونوع لديه القدرة على الإبداع والتطوير، والآخر في استخدام التقنيات الحديثة.
ولدى أطروحة أقترحها وهو أن يتم التنسيق والتعاون بين الجامعات والكليات لاكتشاف الطاقات الدعوية والعلمية في الصفوف النسائية الكامنة وإبرازها، وذلك عن طريق توزيع استبانة "طلب توظيف" يتم إعدادها مسبقاً من لجان المؤسسة يبين فيها مسمى الوظيفة الشاغرة، والمهام المطلوبة، ويتم تعبئتها من قبل الخريجات في جميع الأقسام، سواءً شرعية أو علمية أو نفسية أو إدارية، ومن ثم تعقد لجان للمفاضلة وإجراء الاختبار حتى يتم الترشيح المناسب الجيد بعيداً عن الوساطات.

ثالثاً: التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدعوية:
لا يخفى أن لتعدد المؤسسات التي تتبنى العمل الدعوية فوائد كثيرة، فبها يتعدد المحامون عن الإسلام والداعون إليه، كما تتآزر الجهود للإصلاح، ومن خلالها يسهل ضبط العمل وتركيزه والسعي إلى الرقي به وتطويره، وبالجميع يكتمل العمل ويقوّم بعضه بعضاً، ولذا ينبغي الاستفادة من هذه التعددية بشكل إيجابي قدر الطاقة، وتنسيق الجهود، وتقاسم المواقع، وتوزيع الأدوار، وتبادل النصح والمعلومات، والحذر من السلبيات التي قد تطرأ لأي سبب من الأسباب، إذ الهدف هو التكامل والتعاون مع العاملين في هذا المجال وفق الضوابط الشرعية، وليس التنافس والتنازع المشتت لجهود العاملين وطاقاتهم. وهنا أنبه على وجوب تلافي سلبيات قد تقع، منها:
أ ـ تكرار الجهود لهدف واحد مما يسبب إهدار كثير من الطاقات والأموال والأوقات.
ب ـ ضياع الفرصة المتاحة لإيجاد مشاريع تكون بالتنسيق أقوى وأكثر أثراً منها في غيابه.
ج ـ عدم الاستفادة من المعلومات لدى المؤسسات الأخرى لغرض التطوير والرقي بالمؤسسة، فيفترض أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من حيث بدؤوا.

وللتعاون والتنسيق بين المؤسسات الدعوية أقترح أن تشكل لجنة تنسيقية بين الأقسام النسائية في المؤسسات الخيرية تديرها كفاءة قيادية منتجة متجددة، تنظم اجتماعاً دورياً ولقاءً متكرراً بين مديرات اللجان، إمّا شهرياً أو خمسياً.

رابعاً: المشروعات الدعوية والعملية والتربوية المقامة في اللجان النسائية:
يمكن تقسيمها إلى الآتي:
أ ـ الدورات الشرعية:
وهي دروس علمية متخصصة في القرآن وعلومه، والتفسير، والحديث، والفقه، والدعوة وأصولها، والسيرة النبوية، والآداب العامة، تقدم فترة زمنية محددة لأفراد متقاربين في المستوى العلمي والدعوي.
وتهدف هذه الدورات في جملتها إلى رفع المستوى العلمي والوعي الدعوي لدى الدعاة، وتصحيح المسار، وترشيد العمل.
ونلحظ في دوراتنا الشرعية في لجاننا النسائية الفوضى والارتجالية؛ ولذا فإن الأهداف المرجوة لا تؤدي ثمارها، بل ولا أقل المستويات المرجوة منها، وتلحظ أن الدورة تقام وتنتهي لم يختم فيها كتاب ولا جرى اختبار ولا منح شهادة على لغة العصر، وإجازة في اصطلاح المحدثين.

ولكي تنجح هذه الدورات لا بد من الإعداد الجيد لها قبل إقامتها بوقت كاف، ويشمل هذا الإعداد:
1- تحديد المكان والزمان المناسبين.
2- معرفة نوعية المستفيدين وعددهم بشكل تقريبي.
3- معرفة التكلفة المادية المطلوبة ومدى قدرة المؤسسة على توفيرها، وتسجيل الملتحقين برسوم رمزية لتوفير الكتب المشروحة ووسائل الراحة المتاحة، ويوضع في الحسبان طلبة العلم من غير المقتدرين، وكيفية تسهيل الاستفادة لهم من الدورات المقامة.
4- تسجيل كافة احتياجات الدورة، وتوفيرها قبل بدء الدورة.
5- إعداد مقررات الدورة المزمع تدريسها، تقوم على إعدادها لجنة علمية متخصصة، وتوزعها على المدرسين المشاركين في إقامة الدورة، وتكلفهم بالإعداد المدروس في وقت مبكر.
6- ولتحسين مستوى أداء الدورات وزيادة أثرها وفاعليتها ينبغي أن تكون الدورة الشرعية معدة ضمن خطة علمية عامة، ويراعى توزيعها على مستويات يكمل بعضها بعضاً، ويخضع القبول في كل منها لشروط وضوابط، وتجرى امتحانات للدارسين يحدد على ضوئها مدى استفادة الدارس، وأهليته للانتقال إلى المستوى التالي.
7- الحرص على متابعة الدارسين واستثمار نتائج الدورة وإيجابياتها، ومن ذلك مثلاً: رعاية المتميزين من الدارسين واختصاصهم بمزيد عناية وتوجيه.

ب ـ الدورات التربوية:
إن المطلع على نتائج اللجان النسائية التربوية يلحظ فيها الآتي:
1- ضعف التخطيط الدقيق المسبق لها الذي يحدد فيه نوع المشاركين من حيث فئاتهم العمرية ومستوياتهم الفكرية والثقافية، وعددهم التقريبي، والأهداف العامة والتفصيلية.
2- غالباً ما تخضع إلى ذوق المعطي الخاص، ولا تنضبط بخطة مدروسة مقررة تحقق أهدافاً معينة.
3- عدم شمولها لجميع شرائح المجتمع المختلفة، وإفادتها لكافة مستوياته.
4- افتقارها لقواعد التنظيم الداخلي، خذ على سبيل المثال: خلو القاعة من اللاقطة المتنقلة بين أعضاء الدورة المشاركين للحوار والمناقشة.
5- القصور في كتابة تقرير مفصل عن الدورة بعد تنفيذها، يوضح فيه الإيجابيات والسلبيات؛ لتعزيز الأولى منهما، وعلاج الثانية أو تلافيها.

ج ـ المحاضرات والندوات:
ما قيل في الأوليين ينسحب عليها. ويضاف إليها: أن المحاضر والملقي يعرض عقله على الآخرين، فليتنبه من عرضه قبل نضوجه أو حين خلوه وعدم تنظيمه. إن الطرح الرتيب، والتكرار الممل، والخلو من تجديد الخطاب بلغة العصر.. كلها سلبيات لا بد من تلافيها في محاضراتنا وندواتنا.
وأقترح هنا أن يتم التنسيق المسبق، والتوزيع المنضبط بين الأخوات الداعيات في عناوين المحاضرات؛ كيما يكمل بعضنا بعضاً. ومن المعلوم أن اللجان النسوية حرصت على وضع جدول للمحاضرات يتم تنسيقه مع المحاضرين والمحاضرات يختار كل منهم موضوعاً يطرحه ويلقيه، ولا شك في إفادة هذا النوع. والأجود من هذا أن يوضع في الجدول أسابيع ثقافية تخدم موضوعاً معيناً، هاك على سبيل المثال: لما نطرح موضوعاً عن الإيمان فيتناول شخص: ماهيته وثمراته.. في الأسبوع الأول، والثاني: عوامل تقويته.. في الأسبوع الثاني، والثالث: ضعف الإيمان أسبابه وعلاجه.. في الأسبوع الذي يليه. ترى أن الطرح كان على ثلاثة أسابيع، لكل أسبوع ساعة ونصف تقريباً، فكان معدل الزمن خمس ساعات؛ لخروج المتلقي بموضوع متكامل مشبع من كافة جوانبه، تعدد الطارحين له. سيختلف الأمر تماماً ما لو تناوله شخص في ساعة ونصف، سيتقلص الوقت، ويختلف الإعداد، والطرح كذلك، حتى على فرض عدم تنوع المعطي للمادة ما دام أن الموضوع سيقسم ويوزع على أسابيع متعددة، فيكون في كل جدول للجنة أسابيع تخدم موضوعاً معيناً يخطط له مسبقاً ضمن برامجها.

د ـ لقاء الناشئة:
إن الحرص الشديد على هذه النوعية يعطي جيلاً قادراً على تحمل مسؤولية الدعوة والقيام بواجبها؛ ولذا فإن إعداد الجيل مسؤولية كبرى لا بد أن تتبناها اللجان والمؤسسات، ويحرص عليها المصلحون والدعاة، ويصرفها لها من أوقاتهم الكثير والكثير، إن خطوة لقاء الناشئة خطوة مباركة، لكنها أيضاً تعتمد على مجهودات فردية تفتقر إلى التخطيط الدعوي السليم، وهي أقرب ما تكون إلى محاضرات عامة تحقق أهدافاً قصيرة المدى، ولنجاح لقاءات الناشئة أقترح الآتي:
1- الحرص على تعريف الناشئة باللجان النسائية الخيرية وأنشطتها، وذلك عن طريق استضافات لطالبات الجامعة والكليات بالتنسيق المسبق مع العمادة، وقد تم ذلك وأدى نجاحاً ظاهراً في صفوف الناشئة بين طالبات كلية التربية/ الأقسام الأدبية والندوة العالمية، بحيث تستضاف الطالبة من قبل مديرة الفرع في المؤسسة، ويأخذن جولة على المبنى للتعرف على لجانها وأنشطتها المختلفة، وتؤكد فيه مديرة الفرع على وجود حاجة ماسة للتعاون بين المؤسسة والفئة المستضافة.
2- أن تكون لقاءات الناشئة قائمة على خطط منظمة مرحلية مكتوبة، تهدف إلى أهداف أصلية يتفرع منها أهداف ثانوية، وتوزع الناشئة على حسب مستوياتهم العمرية، والفكرية، واهتماماتهم، فما يصلح لسن المرحلة الإعدادية يختلف عنه في مستوى الثانوية، وكذلك الحال مع طالبات الجامعة؛ فاللقاءات تحرص على إعداد الداعية بين صفوف هذه الفئة في الصالح المفيد، وغيرها الكثير. ولو تخصصت كل مؤسسة لخدمة هدف من الأهداف لكان حسناً، ولو تبنتها بمجملها مؤسسة واحدة، ونظمت لها التنظيم الدقيق؛ لقطفت ثمار عملها.

هـ ـ الأنشطة الإعلامية في اللجان المؤسسية:
تأتي وسائل الإعلام على رأس المؤثرات الفعالة التي تصوغ المجتمع بمختلف شرائحه، وتشكل طريقة تفكيره، مما يدعو جدياً لضرورة الانتقال بوسائل الدعوة إلى مراحل أخرى أكثر فاعلية، لشدة تأثيرها، وعمومه، ولتتصف الدعوة بالعالمية. ولا بد عند القيام بأي عمل إسلامي إعلامي من مراعاة الضوابط والقواعد الشرعية التي تضبط ذلك؛ لأن مجال التساهل فيها عند بعض الناس كبير، كما أن مواطن الشبهات والزلل فيها واسعة، فالحرص على نشر الحق يجب أن لا يدعونا إلى التهاون وتجاوز الحدود الشرعية، كما أن التثبت يجب أن لا يجرنا إلى التفريط في هذا الباب العظيم.

ومن الأنشطة الإعلامية المهمة في العمل الدعوي:
* أن يكون للجنة بريد إلكتروني ـ إن عجزت عن إنشاء موقع ـ يسهل مراسلتها عليه من جميع الأماكن في العالم والاستفادة منها. كما أنني أحب أن أشير هنا إلى ضرورة التعاون بين المؤسسات والمواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية، فتزود المؤسسة الموقعَ بأهم أعمالها الدعوية ومشاريعها الجيدة الناجحة ليتم عرضها على الموقع للاستفادة منها، كما أن الموقع سيخدم اللجان من ناحية الدعاية والإعلان لما تقيمه من محاضرات ودورات.

* أن تحرص اللجنة على إصدار مجلة تكون رسولها في بيوت المسلمين، ولسانها في أنحاء العالم، ولعل اللجان النسائية التي تبنت إخراج مجلة تشكو من قلة المشاركين للكتابة فيها، وأقترح هنا أن يكون هناك بطاقة دعوات موجهة للأكاديميات والأقلام الفعّالة المؤثرة على حفل عشاء تلتقي فيه مديرة الفرع ومديرة التحرير بالضيوف، ويتم طرح المجلة والحاجة إلى دعمها والتواصل معها، ويدار على الضيوف ورقة تسجل فيها من ترغب في المشاركة رقم الفاكس، ويتم التواصل معها، كما أن هذه النوعية تمنح اشتراكاً مجانياً في المجلة، وتكرم المشاركات المتميزات من الكاتبات في المجلة بدروع تذكارية، وكلمة تقديرية.

* التعاون مع الصحفيات ذوات التوجه الجيد في كافة الجرائد بحيث يستفاد منهن في الدعاية والتغطية.
ويحسن التنبيه هنا على الحرص على الصدق والأمانة في التغطية الإعلامية، فيجتنب التضخيم من أجل إثبات الوجود أو المنافسة، وتكون الدعاية أيضاً بقدر العمل لا أكبر منه ولا أصغر.

وأختم هنا بضرورة الإعداد الجيد للمادة الإعلامية؛ ذلك أن الارتجالية واللامبالاة التي يقع فيها بعض الدعاة، عجزاً منهم أو تقصيراً، عند إعداد الدروس والخطب والمحاضرات يمكن أن يدركها القليل من الحضور. أمّا الارتجالية في العمل الإعلامي فإن المئات بل الآلاف من الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية سيطلعون عليها، مما يعطي انطباعاً سلبياً عن هذه البرامج والجهات المنظمة لها، وهكذا يمكن أن نسيء من حيث نريد الإحسان.

و ـ الأنشطة التثقيفية للجان النسائية أو ما يسمى بـ (مكتبة اللجنة):
يبقى الكتاب مصدراً أساساً للتلقي والتعليم والتثقيف؛ لسعة انتشاره، وإمكانية الاستفادة منه في شتى الأوقات والأماكن والظروف وبمختلف الأساليب.. وقد شاء الله أن يكون كتابة العظيم مكتوباً في المصاحف يصل إلى كل موقع لا يتسنى وصول الدعاة والمعلمين إليه.
لذا كان السعي في إقامة المكتبات في اللجان من أنفع الأسباب في الإسهام في التوعية والتعليم، وقد أثبتت مكتبة "ابن القيم" النسائية مكانة فعالة وخدمة متميزة في أوساط الباحثات والمثقفات من النساء.
وتتم دراسة إنشاء المكتبة باتباع الخطوات التالية:
1- التعرف على المكتبات القائمة والاستفادة منها.
2- اختيار الموقع المناسب في اللجنة.
3- تحديد حجم المكتبة، ونوعية الكتب التي يحتاج إليها.
4- تفقد المصادر والمراجع المفقودة والحرص على توفيرها.
5- استخدام وسائل التقنية الحديثة في المكتبة العامة.
6- تكليف داعية متخصصة في المكتبات للإشراف عليها.
وبعد هذه الجولة القصيرة.. فإن المؤسسات الخيرية النسوية على قصر عمرها قد أثبتت نجاحاً ملموساً، وأثراً محسوساً، نسأل الله الكريم أن يتقبله ويثيب عليه.

ولديّ توصية أختم بها ورقتي، ألا وهي:
أن على كل داعية ومؤسسة دعوية أن تراجع خططها وإنجازاتها، وأن تسجل تجربتها؛ لتدخل أفقاً أرحب من النصح والتعاون، ولتخطُ خطوة إلى الأمام في طريق تكاتف الجهود وتنسيق الخطط.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 1261 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,815,717

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters