الوعي السياحي لحماية البيئة.
قبل الحديث عن الوعي السياحي لا بدّ من تعريف السياحة الواعية: وهي السياحة التي ترعى احترام البيئة الطبيعية وثقافة البلد المضيف والسكان المحليين والزائرين وصناعة السياحة والأنظمة الحكومية.إنّ السياحة كحركة جماعية تستوعب أفكار وأهداف الحركة البيئية، وعندما نتواصل ونستخدمها
بالشكل الأمثل، يمكن أن تصبح قادرة على قهر عمليات تخريب الطبيعة في العالم وحماية مصالح البيئة والإنسان.
لقد سلكت الكثير من الدول السياحية المتقدمة مضمار نشر الوعي السياحي والبيئي سبيلاً لذلك انتهت إلى تحقيق أهدافها في التنمية السياحية المستدامة عن طريق رفع مستوى الوعي لدى السكان ومعرفتهم بأهمية السياحة وأثارها البعيدة على مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية لجميع فئات المجتمع.وبما أنّ السياحة هي ظاهرة أممية فإنّها تساعد على اجتياز الحدود الدولية واختراقها... وإرغام الدول ذات السكان الجاهلين بيئياً والحكومات التي تفضل مصالح التنمية الاقتصادية ملحقة الضرر بالبيئة أن تتبع أفكار التطور والتنمية (البيئية) الثابتة للحضارة.
فالهدف من نشر الوعي السياحي هو تهيئة الأفراد وتحمّل مسؤولياتهم نحو حماية البيئة أيضاً وبذلك يجعل وأعمالهم متفقة مع المعدلات التي تضمن بيئة صحية، فعلى الأفراد أن يسهموا مساهمة فعالة في الأعمال التي تهدف لحماية البيئة.
أن الوعي السياحي يعتمد أساساً على الإدراك الحسي للمواطن بأهمية البيئة السياحية من التلوث وحماية المصادر المختلفة (موارد مائية، وغابات، ونباتات، وآثار...) وهنا يظهر دور التعليم، فتدريس السياحة وأثارها الحضارية والثقافية والاقتصادية والسياسية كمادة دراسية بمختلف مراحل التعليم يخلق جيلاً من المتعلمين الذين يدركون أن السياحة له قواعده وأصوله فالهدف من الوعي السياحي هو تطوير الموارد البشرية فيما يخص بالبيئة السياحية والمشاكل التي ترتبط بها والتي تشمل المعرفة والمهارات والسلوك والدوافع.وإنّ النشاط الخاص بحماية الطبيعة والتي تقوم به المنظمات السياحية والسياح متنوع من حيث الأهداف والأشكال والطرق، ومن حيث أهداف التنفيذ وهنالك ثلاثة نماذج للقيام بإجراءات حماية الطبيعة (تربوية تعليمية‘ إنشائية، وتنظيمية):
ينحصر هدف الإجراءات التربوية التعليمية في الأعمال التي تتضمن التوعية الجماهيرية والدعائية والتهذيب والتعليم، بواسطة السياحة والرحلات السياحية من أجل الحصول على المعارف والخبرات، واكتساب المهارات وتضمن الإجراءات التربوية التعليمية إجراءات وتدابير معلوماتية ودراسية وتهذيبية ودعائية، وتشكيل الإجراءات والتدابير المعلوماتية أساس المعارف الحقيقية لحماية الطبيعة، إذ أنّه من الأهمية هنا وصول المعلومات عن طريق قنوات السياحة والرحلات السياحية، وأن تساعد على تفعيل نظام التعليم البيئي والتربية البيئية.
وهناك تدابير وإجراءات تعليمية تتضمن عملية النشاط السياحي من خلال الرحلات، وإعطاء إمكانيات غير محدودة للتوسع والتعمق في التربية والتعليم البيئي، مضيفة بذلك معرفة متممة للدروس التقليدية في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية العليا، وتبقى التربية والتعليم البيئي بلا معنى دون القيام بأعمال ترويجية هامة، حيث لا يقتصر السياح والمستجمون فيها على المشاهدة العينية، بل يشاركون في تدابير وإجراءات حماية البيئة، وتتضمن التدابير التعليمية كلا من التدابير الخاصة بتطوير وتنمية خبرات جميع المعلومات ومراقبة، ورصد الطبيعة، والتعمق بالمعارف الخاصة بحماية الطبيعة واكتساب مهارات حماية الطبيعة.
تضم التدابير التربوية لحماية الطبيعة كلاً من التوعية والإرشاد والتحدث والحوار والإقناع بالأمثلة والتربية والتهذيب الذاتي يمكن لهذه التدابير من حيث الشكل أن تكون جماعية (جماهيرية ـ ومجموعاتية) وفردية.
والتدابير الدعائية لحماية الطبيعة التي تمارس في المؤسسات السياحية والترويجية وفي الجولات كلاً من الأشكال التالية: محاضرات شفهية، تقارير، أمسيات فنية... وغيرها والدعاية البصرية والبرامج الإذاعية.
أما فيما يخص التدابير الإنشائية وهي الموجهة لحماية الطبيعة بالذات ولإعادة الطبيعية إلى ما كانت عليه، ولتطوير قاعدة الموارد.كما ويتضمن تصنيف التدابير التنظيمية لحماية الطبيعة التخطيط والإدارة والتكنولوجيا والرقابة وتشكيل الأصول المنهجية للبحث العلمي.
فلا شكّ أنّ تنمية الوعي السياحي المستدام بين المواطنين أمر ضروري لأنّ فاعلية القوانين والتشريعات لا تكتمل دون تنفيذ واعي يتوقف على وعي الجماهير والقواعد الشعبية التي يجب أن تعي مشاكل تلوث البيئة السياحية وأثارها الضارة على السياحة.لقد أصبح من الضروري وضع خطّة نشر الوعي البيئي والسياحي ومع غياب الوعي وتدهور حالة المصادر الطبيعية فيها مما شكل أحد الأسباب في تعثر عمليات التنمية.