نظام المعلومات التسويقي و علاقته بالجودة
الجودة من الأمور الحاكمة التي يعتمد عليها المستهلك بشكل أساسي في قرار اختياره للسلع و الخدمات و قد اعتمدت الكثير من المنظمات على زيادة الإنتاج و تحسين جودته و ذلك بالاعتماد على نظم المعلومات بصفة عامة و نظام المعلومات التسويقي بصفة خاصة باعتباره يعتبر همزة وصل بين المنظمة و بيئتها الخارجية كما تم توضيحه سابقا .
و على هذا الأساس سوف نوضح العلاقة التي تربط جودة المنتوج بنظام المعلومات التسويقي .
المطلب الأول:دور نظام المعلومات التسويقي في تحديد مواصفات المنتوج انطلاقا من المستهلك
إن إنتاج منتوجات جيدة و بجودة عالية تنطلق من دراسة السوق و ماذا يريد المستهلك و لاشك أن لهذا الأخير قوى يمكن من خلالها التأثير على المنظمات فالمستهلك هو الهدف النهائي لأي عملية إنتاجية و تسويقية و هو الذي يقرر قدرة المنظمة على الاستمرار في الأسواق و الواقع أن الدرجة التي تتمتع بها المنظمة في مقاومة تأثير المستهلك و قوته أو في فرض حاجات المنظمة على المستهلك هي التي تزيد من قدرة المنظمة على مواجهة القوى التنافسية الأخرى .
إن هذا التحليل يشير إلى الأنشطة التسويقية و الإنتاجية للمنظمة و التي تهتم بدراسة الجوانب و الأبعاد السلوكية للمستهلكين فقبل أن تقوم المنظمة بإنتاج سلعة أو خدمة معينة لابد لها من معرفة ما هو مطلوب من قبل المستهلكين و كيف يمكن للمنتج أو الخدمة المصممة بمستوى عالي من الجودة أن تقابل الحاجات النفسية و الاجتماعية للمستهلك .
و بناءا على هذا يلعب نظام المعلومات التسويقي دور مهم في تحديد المواصفات الخاصة بالمنتوج الذي يرغب فيه المستهلك و ذلك بالاعتماد على الناحية النفسية و الاجتماعية له لتساعد رجال الإنتاج و التسويق في بناء خطة تسويقية و إنتاجية تحقق هدف المنظمة .
فمن الناحية النفسية يقوم رجال التسويق بالاعتماد على نظام المعلومات التسويقي بدراسة كيف يقوم المستهلك بعملية استيعاب و إدراك المعلومات الخاصة بالمنتجات أو الخدمات و مثل هذه الدراسة تتطلب دراسة وفحصا للأنشطة الادراكية و الفكرية و التعليمية و القدرة على التذكر التي يمر بها الفرد عند اتخاذه للقرارات الشرائية ،كذلك فان على رجل التسويق أن يعرف ردود الأفعال الوجدانية و التي يشعر بها المستهلك اتجاه المنتج و كيف تؤثر عمليات التعلم و الدوافع على تصرفاته .
أما من الناحية الاجتماعية فان رجل التسويق يجب أن يتعرف على الدور الذي تلعبه الجماعات ووسائل الاتصال الشخصية و الأسرة و الاتصالات الجماهيرية و حضارة و ثقافة المجتمع في عملية اتخاذ القرار الذي يقوم به المستهلك عند الشراء .
فكرة تحليل المستهلك و تأثير المعلومات التي يتم جمعها من هذا التحليل على تصميم بعض الأنشطة التسويقية و الإنتاجية . وكما هو واضح في هذا السياق فان المعلومات التي يحصل عليها رجل التسويق بالاعتماد على نظام المعلومات التسويقي من تحليل المستهلك يمكن أن تساهم في القرارات الخاصة بتصميم سياسات التسويق و الإنتاج التي تمكن المنظمة من إنتاج المنتوج المرغوب فيه بالمواصفات المطلوبة من طرف المستهلك بصفة خاصة و السوق بصفة عامة .
• تحليل المستهلك
• الجوانب النفسية
• عملية استقبال و تشغيل و فهم المعلومات
• الإدراك
• الذاكرة الإنسانية
• عملية اتخاذ القرارات
• ردود الأفعال الوجدانية اتجاه المنتج و الخدمة
• الدوافع
• التعلم
• الاتجاهات
• الجوانب الاجتماعية
• عمليات التأثير الشخصية
• اتخاذ القرارات داخل الآسرة
• الجماعات و تأثيرها
• الاتصالات الجماهيرية
• الحضارة أو الثقافة
التطبيقات في المجال التسويقي والإنتاجي
• تصميم المنتج أو الخدمة بالجودة المطلوبة
• تصميم عمليات الاتصال
• التنبؤ بحجم الطلب
• تصميم سياسات و منافذ
• تحديد قنوات التوزيع
المطلب الثاني: مساهمة نظام المعلومات التسويقي في تحقيق جودة المنتوج
نظام المعلومات التسويقي يساعد في اتخاذ القرارات الإنتاجية الخاصة بجودة المنتوج و هذا ما يؤكده محمد فريد الصحن في قوله» بأن نظام المعلومات التسويقي لا يجب النظر إليه كأداة مفيدة لمدير التسويق فحسب و إنما كونه يؤدي إلى تحسين عملية اتخاذ القرارات عن طريق إلقاء الضوء على كافة البدائل التسويقية المتاحة و عرض المتغيرات الخاصة بالقرار بطريقة تمكن رجل التسويق و الإنتاج من اختيار أفضل البدائل «
و بالتالي يمكن لمدير التسويق أن يستخدم نظام المعلومات التسويقي لاتخاذ القرارات التسويقية و التي تساعد في تحسين خطة الإنتاج.
فنظام المعلومات يوفر لمدير ما يحتاجه من بيانات و معلومات للتعرف على حاجات المستهلكين و رغباتهم و أيضا الكشف عن نوايا المنافسين و تحركاتهم و بناءا على هذه المعلومات يقوم مدير التسويق بصنع عناصر المزيج التسويقي المناسب ، كما أن ما يوفره نظام المعلومات التسويقي من معلومات مرتدة يساعد مدير التسويق في تقييم أثار قراراته و أيضا مراجعة خططه و استراتيجياته و لا يقتصر دور نظام المعلومات التسويقي في تزويد مدير التسويق بالمعلومات المناسبة و لكن أيضا في تزويد باقي المديرين في المنظمة بما يحتاجونه من معلومات تسويقية ،فالنظم الوظيفية في المنظمة لا تعمل بمعزل عن بعضها، بل على العكس لابد أن يكون هناك نوع من التكامل بين هذه النظم و الشكل رقم ) II - 10 (يوضح ذلك . فخطط الإنتاج و التصنيع مثلا لابد أن تتوافق و تتكامل مع خطط و استراتيجيات التسويق حتى تحقق المنظمة هدفها و هو منتوج ذو جودة عالية كما أن الخطط المالية لابد أن توضع في ضوء خطط الإنتاج و خطط التسويق .
لقد أدى التطور الحديث في أساليب نقل المعلومات إلى اتجاه معظم المنظمات إلى استخدام نظام معلومات لامركزي يتيح هذا النظام لكل مدير الوصول إلى المعلومات المخزنة في النظام في استخدام الحواسب الآلية الشخصية و ربط جميع المديرين بشبكة معلومات رئيسية تتيح هذه الشبكة لأي مدير في أي مكان و في أي وقت الحصول على ما يحتاجه من معلومات داخلية أو خارجية و تحليلها باستخدام النماذج و الأساليب الإحصائية المتقدمة و إعداد التقارير اللازمة عنها ونقلها إلى غيره من المديرين عبر نفس شبكة المعلومات .
و بالتالي فان نظام المعلومات التسويقي بهده المواصفات يسمح للمديرين بالحصول على المعلومات التي يحتاجونها بشكل مباشر، سريع و متناسق مع احتياجاتهم و كلما زادت مهارات المديرين في استخدام و تشغيل هذه النظم،و كلما زادت التطورات التكنولوجية المرتبطة بها زادت اقتصادية تشغيلها و زادت أيضا فعاليتها في صنع القرار و بناء قاعدة إنتاجية بالمواصفات المطلوبة .
المطلب الثالث: مسؤولية نظام المعلومات التسويقي عن الجودة
تبدأ المسؤولية عن الجودة عندما يحدد نظام المعلومات التسويقي متطلبات العميل من الجودة و تستمر حتى يتلقى العميل المنتج بمستوى عالي من الرضا و يساعد نظام المعلومات التسويقي في تقويم مستوى جودة المنتج الذي يريده العميل كما يقدم بيانات جودة المنتج و يساعد في تحديد متطلبات الجودة ، و تكون كمية من معلومات التسويق متاحة فعلا لتفنيد هذه الوظيفة فالمعلومات الخاصة بعدم رضاء العملاء تتوفر عن طريق شكاوي و اعتراضات العملاء و تقارير ممثلي المبيعات و خدمة المنتج و حالات المسؤولية القانونية للمنتج و مقارنة حجم المبيعات مع الاقتصاد ككل هو مؤشر جيد لرأي العملاء في جودة المنتج .
و يقوم نظام المعلومات التسويقي بتقويم كل البيانات و يحدد الجودة اللازمة للمنتج و يكون ضروريا وجود نظام توجيه للمعلومات أو للتغذية العكسية بصورة مستمرة و ذلك بجمع بيانات بطريقة فعالة .
و تتلخص مسؤولية نظام المعلومات التسويقي اتجاه الجودة في النقاط التالية :
• يعمل على اكتشاف ووصف حاجات و توقعات العملاء .
• عليه بتحويل هده التوقعات إلى المسؤولين عن إنتاج المنتوج .
• التحقق من أن طلبيات الزبائن تمت معالجتها بطريقة سليمة مع احترام مواعيد التسليم .
• التحقق من أن عمليات تركيب و استعمال المنتوج واضحة و مفهومة .
• عليه أن يبقى على اتصال مع الزبائن قصد تأمين إرضاء كامل ومستمر .
• و أخيرا عليه الحصول من الزبائن على الأفكار التي بإمكانها تحسين وتطوير المنتوج أو الخدمة و إبلاغها إلى باقي المنظمة .
و بالتالي نظام المعلومات التسويقي هو الصلة الوثيقة بين العميل و المنظمة .