تنمية الذكاء الاخلاقي عند الأطفال ..
الذكاء الأخلاقي وكيفية تنميته
يولد الطفل بعقل نقي ثم يأخذ من خبرات أبويه ثم يتأثر بأصدقائه ومعلميه والكتب التي يدرسها أو يقرؤها ثم بالمجتمع الذي يعيش فيه ليكون خبراته الشخصية فتتحدد شخصيته، فإن كانت خبرته التي أخذها عن والديه ذات أسس ورواسي متينة يكون تأثيرها أقوى وتصبح سدا منيعا لتأثيرات الغير إن كانت سلبية.. والطفل يستخدم ذكاءه في الخير أو في الشر.
تعريف الذكاء الأخلاقي
عرف الذكاء الأخلاقي العديد من العلماء ووضعوا له تعريفات كثيرة، فمنهم من عرفه بالعدل، ومنهم من عرفه على أنه قدرة الإنسان على الالتزام بما يؤمن به، وآخرون عرفوه على أنه تسمية الفضائل والأخلاق ومعرفة المشاعر.
ونخرج من هذه التعريفات بتعريف عام للذكاء الأخلاقي يتلخص في نقطتين هما:
- قدرة الإنسان على الالتزام بما يؤمن به.
- قدرة الإنسان على تسمية القيم والأخلاق، أي حين يسأل نفسه لماذا أقوم بهذا التصرف يعرف كيف يجيب على نفسه، ويقول مثلا: لأن هذا شجاعة أو لأن هذا كرم أو إيثار أو غير ذلك من الصفات.
متى يكون الطفل ذكيا أخلاقيا؟
يكون الطفل ذكياً حين يتعلم أن يلتزم بما يؤمن به ويعمل به.
مفردات الذكاء الأخلاقي
يرى بعض العلماء أن الذكاء الأخلاقي يتكون من مجموعة من الأخلاق تصل إلى أربعمائة فضيلة، فهل فعلا الذكاء الأخلاقي يجمعهم كلهم؟
حاول العلماء في هذا المجال الاتفاق على مفردات الأخلاق، فمنهم من اختار 7 فضائل ومنهم من اختار ثلاثة فضائل، ودوارن هاس الذي يعتبر رائداً في مجال الذكاء الأخلاقي اختار 3 مفردات واعتبرها أهم شيء في الذكاء الأخلاقي وهي:
1- العدل ويتضمن القاعدة الذهبية التي تقول عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
2- الشرف والنبل والكرامة، ويتضمن مساعدة الناس على أن يشعروا شعوراً طيباً تجاه أنفسهم، فلا يحاول أن يحبطهم أو يقلل من نجاحاتهم.
3- ضبط النفس ويشمل الثقة بالنفس والتواضع.
أن موضوع الأخلاق أصيل من الناحية الإسلامية، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال عنه القرآن (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقد صنف المسلمون الأخلاق تصنيفات كثيرة، فبعضهم يرى أن الأخلاق كلها تقوم على أربعة أركان:
- الصبر.
- الشجاعة.
- العفة.
- العدل.
والإمام الغزالي حين بين أصول الأخلاق وجد أنها تتكون من:
- الحكمة.
- العفة.
- الشجاعة.
- العدالة.
ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حدث الصحابة في أحد الأيام بين أن المؤمن قد يبخل أو يجبن ولكن لا يكذب، أي أننا في تدريب أبنائنا وتعليمهم الأخلاق نضع قاعدة إسلامية عريضة هي ( الصدق أولاً).
فوائد الذكاء الأخلاقي ( ثمار الذكاء الأخلاقي)
- أولاً له فوائده الإيجابية على الصحة النفسية للإنسان فحين يلتزم الإنسان بما يقول يجد نوعا من الصحة النفسية كالاستقرار النفسي.
- التنمية الفردية، فقد يواجه الشخص صاحب الذكاء الأخلاقي بعض الصعوبات واللوم أحياناً وقد يقابل أشخاصاً لا يتميزون بالذكاء الأخلاقي، ولكنه يمضي بينهم مطمئناً إلى سلامة أخلاقه ومبادئه.
- إذا التزم الفرد والمجتمع بالذكاء الأخلاقي وميزوا بين الصح والخطأ اكتسبوا ما يسمى بالصحة المجتمعية وأصبحوا أصحاء مترابطين متماسكين.
- ضعف الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انحرافات وارتكاب جرائم.
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى الاهتمام بالآخرين والبعد عن الأنانية، كما أنه يمنع الخبث بين الأفراد مما ينشر الأمان في المجتمع.
- الذكاء الأخلاقي يقضي على الفساد الإداري.
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انتشار السلام والمحبة والود والتقدير والبعد عن العنف والعدوانية.
- ضعف الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى ضعف براءة أطفالنا.
- الذكاء الأخلاقي يكسبنا الصبر والتسامح والعدل، الأمر الذي يزيد من قدرة الإنسان على التكيف والتعامل مع الآخرين.
- الذكاء الأخلاقي يعطي للأطفال حصانة أخلاقية ومناعة ذاتية.
أنواع الذكاء ومكانة الذكاء الأخلاقي بينهم
- هناك الذكاء المكاني وهو القدرة على حفظ الأماكن والوصول إليها.
- الذكاء الوجداني وهو القدرة على التواصل وجدانيا مع الآخرين.
- الذكاء اللغوي وهو التعامل مع المفردات.
- الذكاء الروحي وهو الفلسفة والسؤال عن مفردات الكون.
والذكاء الأخلاقي هو الضابط لكل هذه الأنواع وكل هذه الأخلاق.
فمن يمتلك كل أنواع الذكاءات السابقة يمكن أن يصبح مجرما إن لم يتصف بالذكاء الأخلاقي.
مؤشرات ضعف الذكاء الأخلاقي وقوته
فمثلا شرطي المرور الذي يرى أحداً يحتاج إلى المساعدة ويقوم بمساعدته عنده ذكاء أخلاقي قوي.
وكذلك من يحترم المعلم ومن يتعاون مع الآخرين ويحترمهم ويقدرهم.. كلها مؤشرات على قوة الذكاء الأخلاقي.
هل يمكن أن يتصرف الشخص الذكي أخلاقيا بطريقة غير أخلاقية؟!
ممكن!!
إن اجتهد الشخص الذكي أخلاقياً ورأى أن ما قام به فعله حسب اجتهاده وأنه ليس به مخالفة شرعية، ولكن أخطأ في التصرف مثل الشخص الذكي الذي أخطأ في معادلة رياضية، لا يعني ذلك أن نصفه بالغباء.لكن الشخص غير الذكي أخلاقياً حتى لو عرف أنه أخطأ يعاند ويكابر.
هل يوجد فرق بين الذكور والإناث في الذكاء الأخلاقي؟
هل الذكاء الأخلاقي وراثي أم مكتسب؟
يولد الإنسان وعنده الاستعداد الفطري للتحلي بالأخلاق، والبيئة لها دور كبير في تعزيز هذا الاستعداد أو تثبيطه..
فنجد تفاوتا بين الأفراد في التحلي بالذكاء الأخلاقي، وقد ورد في الأثر أن الله قسم الأخلاق بين العباد كما قسم الأرزاق..
خلاصة ذلك أن الذكاء الأخلاقي يمكن أن يكتسبه الفرد على مدار عمره ويستطيع أيضاً تعديله في أي عمر.
كيف تنمي الذكاء الأخلاقي عند أبنائك؟
يستطيع الآباء تنمية الذكاء الأخلاقي عند أبنائهم بوسائل عدة هي:
- التدريب والتعلم.
- التنمية الأخلاقية بالتشجيع على السلوك الطيب.
- إعطاء الأبناء موقفا وتدعيمه بطرح أسئلة معينة عليهم ومن الإجابات ننمي طريقة تفكيرهم ونوجههم.
- تعويدهم على الإحساس بمشاعر الآخرين واحترامهم وتقديرهم.