دور الإعلام في دعم العمل التطوعي في المجتمع

مقـدمـة :

 

ظهرت بدايات العمل التطوعي في العالم العربي في القرن التاسع عشر واستمر بوتائر مختلفة حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل دولة من الدول العربية وكان له إسهامات كبيرة في تقديم العون والمساعدات للفئات الاجتماعية المحرومة.

ويعتبر البعد الثقافي القيمي عاملاً مهماً بالعمل التطوعي لما للمنظومة الثقافية والقيمية من تأثير على الدوافع والأسباب التي يحملها الأفراد ولاشك أن الموروث الثقافي العربي الإسلامي والمسيحي يحتوي على العديد من القيم الاجتماعية والثقافية الإيجابية كالتعاون والتكافل والزكاة والبر والإحسان وغيرها من القيم التي تحفز المواطن على التفاني من أجل الغير.

مفهوم العمل التطوعي :

 

كغيره من المفاهيم فإنه لا يوجد اتفاق تام على مفهوم واحد للعمل التطوعي بين المختصين بهذا المجال ولكن أغلب التعريفات تتفق على الأقل بأن أحد الجوانب التالية تشكل عنصراً مهماً في مفهوم العمل التطوعي .

إن العمل التطوعي يعكس وعي المواطن وإدراكه لدوره في المجتمع وبالتالي انتماءه لهذا المجتمع.

إن العمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله المواطن من أجل مجتمعه أو من أجل جماعة معينة دون توقع جزاء مادي مقابل جهوده سواء كان هذا الجهد مبذولاً بالنفس أو المال .

إن العمل التطوعي هو جهد إرادي يقوم به الفرد أو جماعة من الناس طواعية واختيار بتقديم خدماتهم للمجتمع أو لإحدى فئاته .

إذ يمكن الاستنتاج بأن التطوع هو حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين ولكن يجب أن لا ينظر العمل التطوعي بمنظور مثالي من حيث أهداف ودوافع الأفراد الذين ينخرطون بالعمل التطوعي ، حيث قد تكون هناك أهداف غائية وإن كانت غير مباشرة للأفراد والتي قد تؤثر على العمل التطوعي بالاتجاه السلبي أحياناً .

أهمية العمل التطوعي :


هناك العديد من العوامل التي تعطي أهمية لعمل التطوعي في المجتمع العربي المعاصر والتي يمكن تلخيصها بالتالية :

- عدم قدرة الدولة في المجتمع المعاصر على الاستجابة لكل الحاجات المجتمعية أو تلك الخاصة ببعض فئاته لأسباب مالية بحتة من حيث عدم القدرة على توفير المصادر المالية الكافية لسد كافة حاجات أفراد المجتمع أو لأن الدولة بأجهزتها الإدارية البيروقراطية المركزية غير قادرة على الاستجابة لحاجات الناس وبالوقت المناسب أو لأسباب أخرى من حيث أن الدولة قد لا تكون لديها القدرة أو الاستعداد لتوفير وتعبئة المصادر المهمة من أجل سد حاجات الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع والتي لا صوت لها ومن هنا تبرز أهمية القطاع التطوعي حيث يستطيع توفير الخدمات التي توفرها الحكومة ويعود ذلك لما تتمتع به مؤسسات العمل التطوعي من مرونة وقدرة على الحركة السريعة ومن هنا فإن العمل التطوعي يأتي مكملاً لعمل الحكومي وداعماً له لصالح المجتمع عن طريق رفع مستوى الخدمة أو توسيعها.

- إن القطاع التطوعي عادة ما يكون أقدر على التعرف على الفجوات الموجودة في نظام الخدمات في المجتمع وبالتالي التنويه لها وجذب الاهتمام إليها .

- إتاحة الفرصة للمواطنين لتأدية الخدمات بأنفسهم مما يقلل من حجم المشكلات الاجتماعية في المجتمع .

- تمشياً مع المبادئ الرئيسية التي تركز عليها المجتمعات فإن العمل التطوعي يمكن المواطنين من خلال تعليمهم وتدريبهم ومساهمتهم بالأعمال المختلفة والمساهمة بالمشاركة باتخاذ القرارات التي تمس حياتهم وحياة مجتمعهم بشكل ديمقراطي .

- إن العمل التطوعي هو مؤشر على الجانب الإنساني بالمجتمع ويعمق روح التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة .

وباختصار يمكن القول بأن أهمية العمل التطوعي تكمن بأنه تعبير مهم عن حيوية وديناميكية الجماهير ومدى إيجابيتها وأصبح يقاس تقدم المجتمع الإنساني بحجم المنظمات التطوعية وإعداد المتطوعين به .

العوامل المؤثرة ودور الإعلام في تطور العمل التطوعي

هناك العديد من العوامل والمؤثرات التي كان لها دور في بدايات تشكل العمل التطوعي في العالم العربي، وقد أشارت د.أماني قنديل إلى أنه كانت هناك عدة عوامل رئيسة قد أثرت على بدايات العمل التطوعي وهي :

- تأثير الإرساليات التبشرية الدينية الوافدة من الغرب، والتي كان لها أثر كبير في تحفيز وظهور العديد من الجمعيات لمواجهة الغزو الثقافي والدفاع عن الهوية الوطنية العربية والإسلامية وحماية المستضعفين من الإرساليات .

- تأثير الأقليات الدينية والأثنية في القطار العربية على بدايات العمل التطوعي من خلال نشوء جمعيات ومنظمات أهلية خاصة بتلك الأقليات والتي كانت في غالبيتها جمعيات خيرية تقدم المساعدة ليس فقط لأبنائها وإنما لأفراد المجتمع بشكل عام . وتجلت هذه الحالة في كل من لبنان والأردن وفلسطين ومصر .


- لقد كان للحركة الاستعمارية التي شهدها العالم العربي أثر لا يمكن الاستهانة به في تشكل الجمعيات التطوعية في العالم العربي . وقد كان ذلك واضحاً من خلال نشوء الحركات السياسية المناهضة للاستعمار والمرافقة عن الهوية الثقافية العربية وخاصة ومن خلال حركات التحرر المختلفة ، وبالإضافة إلى الدور السياسي الذي كانت تلعبه هذه الجمعيات ، فقد كان لها أثر اجتماعي وثقافي وخيري مهم ترك بصماته على العمل التطوعي في العالم العربي في فترات لاحقة . وكان هذا الاتجاه واضحاً بشكل جلي في دول المغرب العربي .

- لقد كان للمفكرين والمثقفين العرب والحركات السياسية التي تأثرت بهم دور مهم في بلورة الهم الوطني والعمل العام من خلال سعيها لقيادة عملية التغير والتحديث في العالم العربي من مختلف الاتجاهات الليبرالية والاشتراكية والدينية . وقد ظهرت الجمعيات والحركات المرتبطة بها في كل من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن .

- التراث العربي الإسلامي والمسيحي ، لقد كان للموروث الثقافي العربي المسلم والمسيحي والذي يحث عن التكامل والتعاضد ومساعدة المحتاجين أثر كبير في نشوء الجمعيات الخيرية التي تعتني بالفقراء والمحتاجين ، ويمكن القول هنا أن تأثير هذا العامل استمر وتعاظم في الفترة الحالية .

إن هذه العوامل مجتمعة ، قد أثرت وبدرجات متفاوتة على بدايات نشوء العمل التطوعي في العالم العربي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . إلا أن العمل التطوعي في العالم العربي لم ينم ويتبلور بشكل واضح إلا في العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين.

لذلك لابد من أن يكون للإعلام دوراً هاماً في العمل التطوعي كرافداً لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية وكان للمنظمات الشعبية في سورية والجمعيات الأهلية أثراً فاعلاً في عملية التوعية والمساعدة والتحرر من الأمية وإيجاد الفرص لمساعدة المحتاجين وتوفير أساساً أولي للنهوض بالأفراد والأسرة والمجتمعات .

لذلك فإن دور الإعلام مهم في كشف أهمية العمل التطوعي في المجتمع لمساعدة الطبقات الفقيرة وتحفيز أفراد المجتمع للانحراف في العمل التطوعي .

- إنقاذ الأسر ومساعدتها في تدبر أمرها من خلال تعليمها وتخليصها من أميتها .
- تحفيز المتطوعين للمساعدة .
- تحفيز أصحاب القرار لهذا العمل .
- تحفيز التجار والصناع للمساهمة في العمل التطوعي .
- مشاركة الإعلام عملياً في العملية التنموية المنظمة من قبل القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التطوعي .
- التركيز الإعلامي على الدوافع والقيم الدينية لمساعدة المجتمع .
- بناء رغبة المشاركة المجتمعية ومساعدة الدولة في النهوض والتنمية بشكل عام
- للإعلام دور هام في كشف التغيرات الاجتماعية وبناء حوافز جديدة وجذب الاهتمام للمشاركة المجتمعية والخدمية .
- مشاركة الإعلام في التعليم والتدريب والمساهمة بالمشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس حياة المواطنين .
- يلعب الإعلام دوراً في تعميق روح التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وروح الجماعة .
- يلعب الإعلام دوراً هاماً في تعزيز قيم المشاركة والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية والتكامل والعطاء .

وقد لعب الإعلام دوراً مهماً في سورية من حيث مساهمته في الدور التوعوي والتنموي والبيئي .
وشارك في الجمعيات الأهلية مثل جمعية تنظيم الأسرة والجمعيات الخيرية .

كما شارك مع المنظمات الشعبية التي تعتبر منظمات غير حكومية في التحرر من الأمية .
- التوعية
- تنظيم الأسرة
- الصحة الإنجابية
- مشروع القرى الصحية التطوعي
- إبراز الدور الهام للعمل التطوعي من خلال الجمعيات والمنظمات
- تحسن الوضع الاجتماعي للأسر المعدمة
- تعزيز وضع هذه الأسر بتقديم مساعدات مادية ومالية لتعتمد على نفسها وتبدأ حياتها بالإنتاج
- تحررها من الأمية
- إبراز الجوانب الإيجابية من العمل التطوعي ودور الجمعيات لتحفيز الفئات الأخرى

ولتحقيق هذه الأدوار لابد من استخدام الإعلام الجماهيري :
- إذاعة
- تلفزيون
- صحف - مجلات - إعلانات - أفلام

وكذلك الإعلام الآخر الاتصال الشخصي من خلال الندوات والمحاضرات وورش العمل والتدريب .

 

 

ahmedkordy

(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)

  • Currently 113/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 6205 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,261,379

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters

هل تعرف أن بإمكانك التوفير بشكل كبير عند التسوق الالكتروني عند إستعمال اكواد الخصم؟ موقع كوبون يقدم لك الكثير من كوبونات الخصم لأهم مواقع التسوق المحلية والعالمية على سبيل المثال: كود خصم نمشي دوت كوم، كود سوق كوم وغيرها الكثير.

..
تابعونا على حساب

أحمد الكردى

 موسوعة الإسلام و التنميه

على الفيس بوك

ومدونة
أحمد السيد كردى
على بلوجر