تنمية القدرات الابتكارية لدى الأطفال !!!
إن التفكير الابتكاري يعد أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها وقد أكد مجموعة من العلماء مثل جليفورد وماسلو وتورانس أن مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل الخصبة لدراسة الابتكار واكتشاف المبتكرين فان الابتكار إذا لم يشجع في مرحلة الطفولة فان تشجيعه بعد ذلك يكون ضعيف الجدوى وقد أكدت أبحاث عديدة أن الابتكار صفة مشتركة بين جميع الأطفال إذ أن الطفل قادر على الابتكار الفوري لأنه يولد وهو مزود بدرجة عالية من الوعي وان الاتجاه البشري كامن في الجنس البشري 0لذا يمكن تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال في رياض الأطفال من خلال أنشطة متعددة يقوم بها الطفل بعد تهيئة المناخ المناسب له نفسيا واجتماعيا وبيئيا0
فهناك أساليب خاطئة تربويا ونفسيا تمارس داخل رياض الأطفال تحد من قدرات الابتكار لدى الأطفال مثل :-
التسلط-الحماية الزائدة-الإهمال-إثارة الألم النفسي-التفرقة في معاملة الأطفال –التردد في اتخاذ القرارات وغيرها
وكل ذلك يؤثر سلبيا على تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال0
أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تنمية قدرات الطفل العقلية والابتكارية :-
1-كونها فترة حاسمة تتكون من خلالها المفاهيم الأساسية للطفل
2-تطور النمو اللغوي للطفل في هذه الفترة تطورا سريعا .
3-تركيز الطفل في هذه المرحلة على الملامح الرئيسية المميزة للأشياء والأفراد والأماكن المحيطة في بيئته لفهم معالمها الرئيسية
4-يسهل على الطفل في هذه المرحلة تخزين المعلومات والخبرات ورموز الأشياء لاستخدامها في اكتساب الخبرات المستقبلية وتفسيرها والتعامل معها0
5-يتصف خيال الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة المفرطة نظرا لقلة خبراته الحسية
6-يستطيع الطفل في هذه المرحلة من النمو الربط بين الأسباب ونتائجها بحيث يتمكن من ترتيب حدثين أو ثلاثة في تسلسل منطقي سليم
7-يكون مدى انتباه الطفل في هذه المرحلة قصيرا للغاية لذا يجب العمل على استثارته وتشويقه باستخدام مثيرات سمعية وبصرية وحركية تشد انتباهه
8-يكون النمو العقلي في هذه المرحلة سريعا يساعد في إدراكه للحسيات من حوله
9-تعتبر هذه الفترة هي الفترة الحرجة التي يتم فيها إرساء معالم شخصية الطفل ليتحدد إطارها وتتضح معالمها عاما بعد آخر
10-سنوات الطفولة المبكرة هي الفترة التي يجب الكشف فيها عن الابتكار والإبداع لدى الطفل.
11-هذه المرحلة هي المرحلة المثلى لتعلم المهارات المختلفة واكتسابها لأن الطفل يستمتع بتكرار أي عمل حتى يتمكن من إتقانه.
12-سنوات الطفولة المبكرة هي الفترة الحيوية لتكوين الضمير والوازع الديني للإنسان من خلال علاقته مع المحيطين به في البيئة.
صفات الطفل المبتكر
أهم الصفات التي يتحلى بها الطفل أو الشخص المبتكر هي :
1_ مرونة التفكير..
وتعني المرونة في التفكير العقل المتفتح المدرك للأشياء بسهولة تامة
2- الاستقلال الشخصي ..
وهذه الصفة تظهر من خلال تمركز الطفل حول ذاته متحررا من القيود الاجتماعية مما يخيل للمعلمة بأنه غير اجتماعي أو ضد التقاليد الاجتماعية
3- تحمل الغموض ..
يظهر الشخص المبتكر استقلاله من خلال تحمله للغموض في حياته ومن خلال رغبته في تقبل الشكوك فيمن حوله وتفضيله الادراكي في الغالب يكون نحو المعقد وغير المنظم من الأشياء ويشعر بالرضا عند تحديه للأمور الصعبة .
4- تحمل الأخطاء ..
وتظهر ملامح هذه الصفة من خلال عدم خوف الطفل من الوقوع في الخطأ وتقديم حلول بديلة متعددة لأي مشكلة تعترضه
5- -تمتعه بقدر مناسب من الذكاء ..
يعتقد كثير من المشتغلين في ميدان الابتكار أن الطفل المبتكر يلزمه قسط مناسب من الذكاء .
6- انخفاض مستوى القلق ..
يتمتع الطفل المبتكر بالصحة العقلية وهذا يؤدي لانخفاض مستوى القلق لديه فكلما كان الطفل أكثر نضجا من الناحية الادراكية كلما استطاع أن يوظف مجموعة من المفاهيم فالابتكار يزيد من ظروف الأمان النفسي القائم بين الذات والموضوع
7- الاهتمام بالمعاني والعلاقات ..
فالطفل المبتكر أكثر اهتماما بالمعاني والعلاقات بين الأشياء وتوظيف المعلومات والمفاهيم الواسعة أكثر من الطفل العادي الذي يهتم غالبا بالتفاصيل الصغيرة من الأشياء 0
وعلى أساس ما سبق من صفات فيجب على المعلمة في رياض الأطفال أن تتعامل مع الطفل
الذي يتسم بهذه الصفات معاملة تتمشى مع طبيعة هذا الطفل لتنمية القدرات الابتكارية لديه
فان فهم طبيعة الطفل المبتكر وصفاته يؤدي إلى أن تتعامل معه المعلمة بطريقة صحيحة
وإلا قيدت قدراته الابتكارية وخسرت خسارة فادحة , فالنجار الذي لا يعرف طبيعة الخشب لايمكن أن يكون نجارا ناجحا في عمله0
أساليب تنمية الابتكار لدى الأطفال :-
أولا: الأساليب الحركية .
وتعني تنمية ابتكارية التفكير لدى الطفل من خلال النشاط والحركة ويكون ذلك من خلال القيام بعدة أنشطة مناسبة تنمي هذه الأساليب مثل
· التنوع الحركي كتدريب الطفل على التنويع في حركة جسمه ومن أمثلة ذلك
- المشي المعتاد
- القفز على احدى الرجلين تتبعها الأخرى
- القفز والقدمان مضمومتان
- مزج المشي مع القفز
- الحركة الدورانية حول الجسم
- المشي على أربع
- الزحف على البطن
- الجلوس والزحف على المقعدة
- الحركة الجانبية للجسم
- الحركة في دوائر
- الجري السريع
- الجري البطيء
- الجري السريع
- المشي في حركة ثعبانية
- المشي والكفان على العينين
- التحرك والذراعان متشابكتان من الأمام
- التحرك واليدان متشابكتان من الخلف
- تقليد الطائر الذي يبسط جناحيه
- التحرك وكأنه طائرة
- تقليد جري الحصان
- القفز على أربع كالأرنب
- التحرك على قدم واحدة وكأن الثانية أصيبت بجرح
- الزحف على الظهر
أمثلة لطرق مختلفة لوضع الكرة في السلة:
- إمساك الكرة باليد اليمنى ووضعها في السلة
- إمساك الكرة باليد اليسرى ووضعها في السلة
- إمساك الكرة باليدين معا وهما للأمام
- إمساك الكرة باليدين وهما خلف الظهر
- إمساك الكرة بالذراعين
- وضع الكرة بين أسفل الذقن وأعلى الصدر
- وضع الكرة بين الخد الأيمن والكتف اليمنى
- وضع الكرة بين الخد الأيسر والكتف اليسرى
- وضع الكرة على الرأس وإسنادها بأحد الكفين
- قذف الكرة من مكان المنضدة إلى مكان السلة
- وضع الكرة بين القدمين والزحف على المقعدة
- وضع الكرة بين الركبتين والزحف على المقعدة
- قذف الكرة إلى أعلى ثم برأسه يوجهها ناحية السلة
- الانحناء ووضع الكرة على ظهره حتى يصل للسلة
- قذف الكرة من خلف الظهر ناحية السلة
- المشي بالكرة وهي تنطط على الأرض إلى مكان السلة
ثانياً: الأساليب التشكيلية البنائية
وتهدف هذه الأساليب إلى تنمية الابتكارية في التفكير لدى الطفل من خلال مهارات التشكيل والبناء وربما يتسنى للمعلمة استخدام هذه الأساليب من خلال أنشطة اللعب بالرمل والطين والصلصال والرسم بالألوان
أمثلة على المناظر والتشكيلات التي قد يقوم بها الطفل باستخدام الرمل :
- عمل هرم ثم حفر خندق أسفله ينفذ من جانبيه
- عمل هرم ثم حفر خندقين متعامدين يتقابلان أسفله
- عمل جبلين بينهما طريق مستو به أشجار على الجانبين وبه بعض السيارات
- عمل جسم إنسان يتضح فيه:الرأس والوجه والجذع والأطراف
- عمل مناطق متدرجة الارتفاعات بعضها عليه نباتات مزروعة
- استخدام علبة معدنية في عمل حمام سباحة داخل الرمل
- عمل طريق على جانبيه مبان ذات أشكال
أمثلة على المناظر والتشكيلات التي قد يقوم بها الطفل باستخدام طين الصلصال :
-بناء بيت من عدة أدوار مع توضيح الأبواب والنوافذ
-تشكيل مجموعة من الكرات المختلفة الأحجام ومجموعة من متوازيات المستطيلات ذات الأحجام المختلفة
- عمل أوان مختلفة مثل: كوب –طبق –مغرفة-زهرية ورد
- عمل جهاز تلفزيون يشكل بأزرار ملونة
- عمل سيارة ملونة يتضح فيها المقدمة والعجلات
- عمل طائرة ذات ألوان يتضح فيها الجسم الانسيابي والجناحان والذيل والعجلات
- عمل طبق يحتوي على فواكه مثل البرتقال- الموز-العنب
- عمل ساعة حائط يتضح فيها العقارب والأرقام الملونة
أمثلة على المناظر والتشكيلات التي قد يقوم بها الطفل باستخدام الرسم بالألوان:
-ترسم دائرة ثم يطلب من الطفل تكوين رسم خارج الدائرة بحيث تصبح الدائرة جزءاً من الرسم مثل أن تصبح عينا لسمكة أو فما لأسد
-ترسم دائرة ويطلب من الطفل أن تكون هذه الدائرة هي الاطار الخارجي للرسم بحيث يرسم بداخلها أى منظر مثل أن تكون الدائرة حدودا لوجه إنسان أو برتقالة0
-يمكن أن تكون الدائرة في المثالين السابقين مربعا أو مثلثين صغيرين
-يرسم الطفل شجرة ذات جدوع وفروع بنية اللون والأوراق خضراء اللون وثمار باللون الأحمر
-رسم بيت باللون الأصفر وله باب ونوافذ باللون البني
-رسم وجه إنسان باللون الأبيض وشعر وملامح للوجه باللون الأسود
-رسم ثمرة طماطم باللون الأحمر وعليها أوراق باللون الأخضر
-رسم ثمرة موز باللون الأصفر وعليها خطوط باللون الأسود
-رسم منظر جبل باللون الأصفر على ساحل بحر ذي لون أزرق
-رسم سمكة باللون الرمادي وعليها قشور باللون الأسود
ثالثاًً: الأساليب اللفظية ..
وتهدف هذه الأساليب إلى تنمية التفكير لدى الطفل من خلال مهاراته اللفظية وتتضمن هذه الأساليب أربعة أنشطة لفظية هي : لعبة الحروف –التمثيل ولعب الأدوار –عناوين القصص- أحاديث الهاتف
أمثلة على بعض الأساليب التي تنمي الابداع اللفظي عند الطفل باستخدام الحروف والبطاقات المرسومة:
-عرض بطاقات مصورة على الطفل تبدأ أسمائها بحروف معينة مثلاً
-حرف الألف: أسد-أرض-أحمد-أرنب-أمل
-حرف الباء:بيض-بصل-بطاطس-باب-بيت-بحر
-حرف التاء: تليفون-تلفزيون-تفاح-توفيق-تهاني
- حرف الجيم: جبل –جراد-جمل-جامع-جبن-جزر-
حرف الحاء : حديقة-حفرة-حوض-حشرة- حمار
حرف السين : سمكة-سقف-سكين-سرير-سارة
حرف الشين : شمس-شمعة-شريط-شجرة-
حرف الصاد : صندوق –صقر-صورة-صمغ
حرف العين : عصفور –عسل –عنب-عصير-عين
حرف الفاء : فيل-فأر-فاصوليا-فستان-فل
أمثلة على بعض الأساليب التي تنمي الابداع اللفظي عند الطفل أثناء قيامه بالتمثيل ولعب الأدوار:
-تمثيل دور الأسد ملك الغابة وهو يأمر ويتحكم في حيوانات الغابة
- تمثيل دور الرجل المحسن الذي يعطي الصدقات للفقراء والمحتاجين والمساكين
- تمثيل دور المعلم أو المعلمة وهو يوجه تلاميذه ويسدي لهم النصائح والإرشادات
- تمثيل دور عصفور يطير بجناحيه ويستمتع بالمناظر الجميلة التي يراها
- تمثيل دور سمكة تسبح في الماء وتتحدث مع أخواتها عن سباق السمك السنوي
- تمثيل دور جندي المرور وهو ينظم المرور في الاتجاهات المرورية المختلفة
- تمثيل دور الجندي الشجاع الذي انتصر في الحرب على الأعداء وعاد يحمل إكليل النصر
- تمثيل دور الفلاح الذي يذهب مبكراً على الحقل ليعمل فيه ويعود بالمحصول الوفير
- تمثيل دور خروف يجري هنا وهناك ويأكل العشب
- تمثيل دور الأب والأم وكيفية تحدثهم وتصرفهم مع الأبناء
أمثلة على بعض الأساليب التي تنمي الابداع اللفظي عند الطفل من خلال اختياره لعناوين مناسبة لبعض القصص:
-1- قصة الأرنب والسلحفاة والسباق الذي تم بينهما وكيف استهتر الأرنب بالسلحفاة وحركتها البطيئة وجرى ولعب ونام وهو مطمئن إلى أنه سيفوز بالسباق وإذا بالسلحفاة تتحرك بكل جهد وإصرار وتسبق الأرنب وتفوز بالجائزة
عناوين مقترحة لقصة الأرنب والسلحفاة:
السباق العجيب- الأرنب المغرور-السلحفاة الذكية-أرنب وسلحفاة وسباق-هزيمة المغرور-فوز المجتهد-سباق وفوز وهزيمة
- 2- قصة الراعي الذي ينصح خرافه بأن تكون دائماً معه ولاتفترق وفي أثناء نوم الراعي يبتعد الخروف عن اخوته ليمرح وحيدا وإذا بالذئب يظهر له ويتحدث معه كصديق ويغريه بمزرعة قريبة كلها عشب جميل فيصدق الخروف كلام الذئب ويذهب معه وقبل أن يلتهم الذئب الخروف بفترة وجيزة يدركه الراعي ويهرب الذئب وينجو الخروف في آخر لحظة ويندم على أنه لم يسمع نصيحة الراعي
عناوين مقترحة للقصة :
الراعي والنصيحة – الخروف والذئب – اللحظة الأخيرة – الذئب المخادع – الخروف العنيد –الراعي والذئب الماكر ..
أمثلة على بعض الأساليب التي تنمي الابداع اللفظي عند الطفل من خلال الأحاديث الهاتفية:
حيث يتخيل الطفل وهو يحدث الآخرين بالهاتف مواضيع محددة ثم يتحدث بها مثلاً:
-كيف أن أمه وأباه قد خرجا وهو يقوم بإدارة المنزل وحده
-كيف أنه يتابع حلقات الكرتون التلفزيونية ويحكي فكرة الحلقات
-كيف أنه عرف أن صديقه قد أصابه المرض وأنه سيذهب في المساء للاطمئنان عليه
-كيف أنه ذهب مع أسرته في عطلة نهاية الأسبوع إلى أحد المنتزهات وكيف سيقضون أوقاتا ممتعة فيها
-كيف سيصبح في المستقبل طيارا يقود الطائرات الضخمة في الهواء وينتقل من بلد إلى آخر
ومن هنا ندرك أهمية تنمية القدرات الابتكارية
والإبداعية خلال مرحلة الطفولة المبكرة من
خلال استخدام الأنشطة السابقة وتطبيقها على
الطفل في رياض الأطفال وقد تم تطبيق هذا
البرنامج على عينة من الأطفال في المستوى
التمهيدي في مدينة أبها وقد أثبتت هذه النتائج
أن البرنامج أدى فعلاً إلى تنمية قدرات التفكير
الابتكاري لدى الأطفال الذين تم عليهم تطبيق البرنامج .