وسائل لتنمية الدخل الذاتى للعمل الخيري..

أحمد الكردى ..

أمرنا رسول الله e باستثمار أموال اليتامى حتى لا تأكلها الصدقة، وهذا دليل على أن المسلم لابد وأن يوجد وسائل لزيادة دخل العمل الخيري بخلاف جمع التبرعات بحيث يؤمن مصدر دخل للأعمال الخيرية. هناك عدة أنشطة تدر دخلاً للجمعية عن طريق التمويل الذاتي مثل:

(1)  المعـــــــــارض

والمعارض نوعان: متنقلة – ثابتة:

أ) المعارض المتنقلة:

وتكون محمولة على سيارة ويعرض منتجات المؤسسة الخيرية ومشاريعها وتتخذ المعارض موقعها في أماكن وجود وازدحام الناس مثل: الحدائق العامة، وملاهي الأطفال، والأسواق وغيرها. وهى وسيلة فعالة حيث تذهب المؤسسة الخيرية إلى الناس لتعرفهم بأنشطتها ولا تنتظرهم أن يأتوها، وإذا لم يكن هناك منتجات خاصة بالجمعية يمكن بيع أى سلع تجارية إلى الجمهور تحصل عليها بخصم أكبر وكفالة بسعر أرخص ويخصص الربح للجمعية..

ب)  المعارض الثابتة:

تفضل بعض المؤسسات الخيرية أن يكون في مقرها معرض ثابت للزائرين، تعرض من خلاله منتجاتها، ويمكن للمؤسسات الخيرية أن تقوم بعرض ملخص عن نشاطاتها وإنجازاتها ومشاريعها في هذا المعرض.

ملاحظات يجب مراعاتها في هذه الطريقة:

أ)   تنويع عرض أعمال المؤسسة بصور مختلفة (عرض شريط فيديو، شرائح مصورة، منشورات، كتيبات، لوحات كبيرة أو صغيرة، كمبيوتر … إلخ).

ب)  تنويع المعروضات للبيع (رخيصة وغالية، للنساء والرجال والأطفال، تحمل اسم المؤسسة أو لا تحمله ).

ج)  ضرورة الإشارة بشكل بارز إلى أن المؤسسة هدفها خيري وليس ربحًا.

د)   من المهم توفير وسائل لتسهيل التبرع (صناديق تبرعات بارزة، ظروف لمراسلة الجمعية تحمل العنوان لتسهيل عملية التبرع، قائمة بفروع المؤسسة وأرقام حساباتها المصرفية وهواتفها … إلخ).

هـ)  لاستمرار نجاح هذه الطريقة يلزم متابعتها لمعرفة أنواع المعروضات المرغوبة (جمهورها، سعرها، نوعها … إلخ) والابتكار والتنويع المستمر.

و)   يلزم معرفة الأماكن المناسبة (الأسواق، المساجد، المدارس، الملاهي … إلخ) والأسلوب الإعلامي الأكثر مناسبة للجمهور (فيديو، شرائح، منشورات،… إلخ ) وذلك من خلال مراقبة الجمهور وما يشدهم وعمل إحصاء لذلك.

(2)  المزادات الخيرية

أ) المزاد العلني:

وتقوم المؤسسة الخيرية بعد جمع المواد العينية الكبيرة ذات القيمة مثل: أجهزة تليفزيون، تليفونات أو التبرعات وغيرها بأن تعرض في مزاد علني يرتب له من قبل المؤسسة، ويتم بيع هذه المواد لصالحها وفق الضوابط الشرعية فلا تبيح المؤسسة لنفسها أن تتعدى هذه الضوابط بحجة أنها صدقة لله عز وجل

ب) المزاد الصامت:

وهو نفس المزاد السابق، ولكن يختلف عنه في أنه يطلب من كل شخص يرغب في شراء سلعة معروضة في المزاد كتابة اسمه والمبلغ الذي يعرضه لشراء السلعة ثم تجمع هذه الأوراق، وفي نهاية المزاد تعطى السلعة للشخص الذي قدم أعلى سعر.

(3)  الحفل السنوي

وهو من المناسبات المهمة للجمعية الخيرية والذي يتم من خلاله جمع التبرعات للجمعية الخيرية.

وتقوم فيه الجمعية بـ:

·          دعوة إحدى الشخصيات المناصرة لها وكذلك دعوة مجموعة من كبار المتبرعين إلى عشاء يتم خلال هذا اللقاء.

·          تلقى فيه كلمة المؤسسة ثم كلمة لأحد الخطباء الذين يلهبون الحماس في النفوس ليشجعهم على البذل والإنفاق لصالح المؤسسة.

·          عرض فيلم أو غيره عن قضايا المسلمين.

·           عرض مشاريع المؤسسة وإنجازاتها وطموحاتها المستقبلية.

·           تكريم بعض موظفي المؤسسة الذين أبلوا بلاء حسنًا في ذلك العام، وكذلك بعض المتطوعين.

·          فقرات فنية إن وجدت.

·          فتح باب التبرعات.

ويعد الحفل السنوي من الطرق الشائعة التي تمارسها كثير من المؤسسات الخيرية الإسلامية.

وأهم ما يجب توافره في الحفل السنوي:

(أ)  الموعد المناسب الذي تحدده المؤسسة الخيرية بدقة ليناسب طرحها ورسالتها.

(ب) الحرص على اختيار الضيوف والمتكلمين الملائمين لطبيعة المناسبة وطبيعة الجمهور، حيث إن اختيار ضيف غير مناسب أو غير مرغوب من الجمهور يأتي بنتائج عكسية للمنظمة الخيرية الراعية للحفل.

(ج) اختيار المكان المناسب الذي عادة ما يكون قاعة في أحد الفنادق الفخمة، ويجب أن تراعي المؤسسة الخيرية توفر الخدمات العديدة اللازمة للحفل.

(4)  المحال  الخيرية

وهذه إحدى طرق جمع التبرعات والدعاية والإعلان والتعريف بالمؤسسة الخيرية ومشروعاتها وإنجازاتها وطموحاتها المستقبلية، فهي نافذة قوية على الشارع. لذلك يجب حسن اختيار الموقع كالأسواق العامة، والمراكز التجارية المشهورة

وأنواع المحال الخيرية كثيرة، سنكتفي بذكر بعض منها:

(أ)  المحل الخيري للملابس المستعملة والجديدة: بعد تصنيف الملابس الواردة للمنظمة الخيرية يمكن بيع ما هو صالح منها للاستعمال ومرغوب لدى الأفراد، وفي حالة جيدة ونظيفة. وهذه الطريقة ناجحة.

(ب) المحل الخيري للتحف والهدايا: يباع في هذه المحال ما ورد للمنظمة الخيرية من تحف وهدايا مثل: اللوحات الفنية وغيرها من قبل الشركات التجارية أو الأفراد.

(ج) المحل الخيري للأثاث المستعمل: هذا النوع من المحال يتطلب مكانًا واسعًا وناقلة أثاث، مهمتها نقل الأثاث من المتبرعين إلى المستودع ومنه إلى المشترين بعد اختيار الأثاث الجيد والصالح للبيع.

(د)  المحل الخيري لبيع منتجات المؤسسة الخيرية: وهذا النوع من المحال تبيع فيه المؤسسة الخيرية منتجاتها الخاصة بها، مع استقبال جميع التبرعات المادية. مع ملاحظة أن هذا النوع من المحال يوجد في الأسواق التجارية القريبة من تجمع المشترين.

وهذه الأنواع الأربعة من المحال الخيرية ليست محالاً تجارية فقط، ولكنها محال استثمارية يذهب دخلها لصالح المؤسسة الخيرية

(5)  معرض اللوحات الفنية

يتم الاتفاق بين المؤسسة الخيرية وبعض الفنانين (الرسامين) لإقامة معرض فني لعرض لوحاتهم، ويخصص دخل هذا المعرض لصالح المؤسسة الخيرية، وتدر هذه الطريقة دخلاً جيدًا للمنظمة حيث يقبل الناس على شراء هذه اللوحات الفنية الجميلة ويذهب الدخل للمشاريع الخيرية للمنظمة.

ما سبق بعض الوسائل للتنمية الذاتية للعمل الخيري ويراعى فيها الإتقان والمتابعة والتخصص، لأن بعض القائمين على جمع التبرعات قد يتساهل في متابعة الأفراد أو يختار أفرادًا للعمل في هذه المجالات وهم دون الكفاءة المطلوبة بحجة مساعدتهم فتفشل هذه الوسائل. لذلك علينا أن نغير هذه الوسائل "المحال ــ المعارض" وكأنها خاصة حتى يتم نجاحها بإذن الله.

 

المصدر: - صالح البنا , تنمية الموارد المالية فى المنظمات الخيرية .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 101/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 1343 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,783,485

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters