التخطيط الاستراتيجي هو عملية وضع أهداف الجودة طويلة الأجل وتعريف طرق تحقيق الأهداف وهي متعلقة بكيفية دمج المنظمة للجودة بتخطيط العمل. ويتم تطويره، وتطبيقه، وقيادته من قبل الإدارة العليا. إن التخطيط الاستراتيجي يكون على أساس الرؤية لما ستكون عليه المنظمة في المستقبل، خلال خمس إلى عشر سنوات اعتماداً على وضع المنظمة الحالي، بالإضافة إلى حدة المنافسة وسرعة تغير الأسواق، ويتم تطوير الخطة الاستراتيجية من قبل مديري أهم المجالات الوظيفية في المنظمة كأعضاء في الفريق المسمى بمجلس الجودة أو لجنة قيادة الجودة.
وعموماً، يبدأ التخطيط الاستراتيجي بتهيئة المرحلة القادمة، ويتضمن التفكير ذو الرؤية المستقبلية لاتخاذ القرارات المتعلقة برسالة المنظمة، ومن ثم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة العمل والاستراتيجية لتحقيق الأهداف طويلة الأجل من خلال دمج الأهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها.
بعد الانتهاء من تطوير التخطيط الاستراتيجي من قبل الإدارة العليا يتم تطوير الخطط المحددة أكثر، وهي تتضمن كجزء من أجزائها الرئيسية بعد الانتهاء من وضع الخطط بصورة فاعلة يتم تخطيط العمل للأقسام والأفراد العاملين والنشاطات الموجودة في المنظمة.
وكما هو معروف بأن المنظمات التي تطبق إدارة الجودة الشاملة لابد وأن تكون لديها خطة استراتيجية واضحة المعالم لذا فقد حدد Mintzberg خمسة مفاهيم للاستراتيجية كل منها يبدأ بالحرف (P) في مقالته5 P for Strategy وهي تتضمن
<!--(Plan) خطة توضع لتحدد سبل التصرف والخطوط العريضة للاستراتيجية أو الهدف المراد الوصول إليه وهذا أيضاً ينطبق في إدارة الجودة الشاملة باعتبارها هدفاً لابد بلوغه.
<!--(Ploy) وتعني كيفية المناورة في تحقيق هذا الهدف وخاصة عندما تكون هنالك منظمات منافسة.
<!--(Pattern) الأنماط التي يمكن التعامل أو ما هي الطرق التي يمكن بواسطتها أن تحقق الهدف الاستراتيجي وهو الوصول إلى تحقيق فلسفة إدارة الجودة الشاملة.
<!--(Position) لموقع المرغوب الذي تروم المنظمة الوصول إليه عند تطبيق الجودة.
<!--(Perspective) ويعني المنظور الذي يساعد على رؤية الأشياء وفقاً لعلاقتها الصحيحة أو أهميتها النسبية وهذا يساعدنا في عملية التطبيق الصحيح لإدارة الجودة الشاملة.
ومن هذا المنطلق يرى Mintzberg بأن الاستراتيجية هي نوع من الفعل المقصود بوعي أو مجموعة من الخطوات العامة للتعامل مع موقف معين.
علاوة على ذلك ركزت الطروحات الفكرية لـ Porter على أن الاستراتيجية هي تحقيق مراكز قيادية فريدة وقيمة تختلف عما يقدمه المنافسون وذلك لأجل خلق الميزة التنافسية وهذا يتحقق في حالة تطبيق إدارة الجودة الشاملة من هذا المنطلق لابد أن تكون الاستراتيجية الخاصة بالجودة ذات تصور واضح (Vision) وهذا التصور لابد من إيصاله بواسطة رسالة المنظمة إلى الأفراد في مختلف المستويات الإدارية.
ويرى المؤلف أن الاستراتيجية في إدارة الجودة الشاملة تعني الخطة الشاملة التي تضعها المؤسسة لتحقيق أهدافها في مجال الجودة والتميز. وهي الرؤية الكبرى التي تحدد الاتجاه الذي تسعى المؤسسة للوصول إليه، والخطوات التي ستتخذها لضمان تحسين مستمر في الجودة ورفع مستوى الأداء. وتكون الاستراتيجية في هذا السياق توجيهًا شاملا لجميع أفراد وأقسام المؤسسة لضمان تحقيق أهداف الجودة وتحسين العمليات والخدمات المقدمة.