يعد المال ضرورة من ضروريات الحياة التي لا غنى للإنسان عنها، به يشبع حاجاته الأساسية من القوت، واللباس والمسكن وغيرها من الحاجات الضرورية وإلحاجيه والتحسينية. ولكن المال مع ذلك سلاح ذو حدين، فيمكن أن يكون خيراً عظيماً للإنسان إذا استخدمه في وجوه الخير والبر، وكسبه من طرقه المشروعة، كما يمكن أن يكون وبالاً على الإنسان إذا استخدمه في المعاصي والآثام. ولذا يحتاج المال إلى إدارة قوية تحفظه وتصونه عن أيدي العابثين الفاسدين. ولقد سطع نور هذه الإدارة في الإسلام مع بزوغ نور الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، بعد هجرة المصطفى إليها، ووضع اللبنات الأولى للدولة الإسلامية. وبإدارته معالم وقواعد الدولة الإسلامية بدأت الإدارة الإسلامية بالظهور.
ولقد تمكنت هذه الإدارة الرشيدة من بناء مجتمع إسلامي يسوده الأمن والطمأنينة والسكينة والحرية والكرامة الإنسانية، كما عملت على إقرار التوازن بين حاجات الإنسان المادية والروحية وبين الحقوق والواجبات.
الإدارة المالية مركب إضافي لا يدرك معناه إلا بإدراك جزئيه وهذا يتطلب تعريف كل من المضاف وهو " إدارة "، والمضاف إليه وهو " المال"، ثم نبين بعد ذلك المقصود بهذا المصطلح.
ويمكن تعريف الإدارة بأنها: تنفيذ الأعمال بواسطة آخرين، وذلك عن طريق تخطيط وتنظيم وتوجيه، وترشيد ورقابة للأداء والجهد المبذول"
المال لغة: الميم والواو واللام كلمة واحدة هي تمول الرجل: أي اتخذ مالاً. والمال معروف، وهو ما ملكته من جميع الأشياء، والجمع أموال ومال الرجل وتمول: إذا صار ذا مال. والمال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة ثم أطلق على كل ما يُقتنى ويملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق عند العرب على الإبل، لأنها كانت أكثر أموالهم".
المال في الاصطلاح الشرعي: هو كل ما كان له قيمة بين الناس، وجاز الانتفاع به شرعاً، في حال السعة والاختيار. وعرف العلامة ابن عاشور مال الأمة بأنه: "كل ما به تستغني الناس في تحصيل ما ينفعهم في معاشهم.
أما الإدارة المالية: بعد الانتهاء من تعريف لفظي الإدارة، والمال لغة واصطلاحاً، أصل إلى تعريف الإدارة المالية كمركب إضافي، ويتمثل مفهوم الإدارة المالية في الإسلام في تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في الإدارة المالية والأعمال، وهي مبادئ تهدف إلى تحقيق الربح بطرق حلال ومشروعة، والحفاظ على حقوق جميع الأطراف المتعاملة، والحرص على إنفاق الأموال بطريقة صحيحة ومناسبة.
ويعتمد مفهوم الإدارة المالية الإسلامية على مجموعة من الأدوات والمفاهيم المالية الإسلامية، مثل الزكاة والصدقات والوقف والتمويل الإسلامي والتأمين الإسلامي وغيرها، وتستند إلى مبادئ العدالة والشفافية في الإدارة المالية والأعمال، وتحرم الربا والغش والاحتيال في جميع أنواع الصفقات والتعاملات المالية.
ويمكن تعريفها بأنها " الوسائل والطرق التي يمكن بها توفير المال والقيام على حفظه، وتنميته، وتوزيع عوائده ومنافعه على المستحقين، وفقاً لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية ".
