في الدين الإسلامي الحنيف كل الأعمال المتعلقة بالإنسان يجب أن تكون مرتبطة بخالقه أولاً وآخراً والخالق جل وعلى قد حدد جميع التعاملات المباحة والمحرمة وأوضحها في كتابه الكريم وأظهرها نبيه المجتبى محمد . ﷺ . والتي ستمس جميع أعمال الإنسان الثابتة والمستحدثة إلى يوم القيامة وبهذا فإن الأعمال والنشاطات الاقتصادية عند المسلمين يجب أن تكون مرجعها الشريعة الإسلامية في كل الجوانب حتى لا يختلط الطيب والخبيث وتطرح البركات في الأرزاق والأعمال، والتسويق كنشاط اقتصادي ذو فاعلية استراتيجية للمؤسسات وجب أن يرعى طبيعة وثقافة المسلمين.
فالغرب عند ممارسة الأنشطة التسويقية لا يأخذون بالاعتبار مفهوم الحلال والحرام في الإسلام في التعاملات الاقتصادية وبهذا أسسوا نظامهم الاقتصادي على عدة مدارس وفلسفات وضعية. اتضحت أهمية التسويق مبكراً لدى الاقتصاديين الغربيين، فقاموا بوضع أساسيات ومبادئ تحكم مفهوم التسويق وتسهل التعامل به لدى رجال التسويق في المؤسسات وتطبيقها بالترويج للسلع والخدمات والأفكار للوصول لأهداف المؤسسات الربحية وغير ربحية، وتوفير ما يحتاجه المجتمع لتحقيق وإشباع الحاجات والرغبات للفئات المستهدفة بالمفهوم الغربي، وعندما بدأ المسلمون في تطبيق علم التسويق ودراسته أخذوا مبادئه وأساسياته كمسلمات غير قابلة لتعديل وفق الأصول والمبادئ الإسلامية.
والتسويق من منظور الاقتصادي الإسلامي مع كل المتغيرات العصرية، يقوم بربط النشاطات التسويقية بالأخلاق الإسلامية لضبط هذه الممارسات ووضعها في مسارها المناسب.
فالعملية التسويقية الناجحة مرتبطة بمدى التزامها بالأخلاقيات المنبثقة من الدين الإسلامي، والمستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تهدف لاتخاذ القرارات التسويقية السليمة ففي ظل التطورات المتتابعة فالأمر ليس بالسهل وخاصة في مجال التكنولوجيا والمعلومات وما أنتجته من انعكاسات على العملية التسويقية والتي أصبحت أكثر تفاعلية وما زالت التطبيقات التسويقية من المنظور الإسلامي في وقتنا الحالي بحاجة إلى دراسات كثيرة للوصول بها إلى مستويات عليا والتي تحتويها الشريعة الإسلامية.
ولطالما سعى الدين الإسلامي لرسم الأطر الحياتية في كافة المجالات والأصعدة، فلم يترك موضوعاً لم يضبطه أو يحدد له حدوده وأُسسَهُ، وبما أن النبي . ﷺ . بُعث رحمة للعالمين وليتمم مكارم الأخلاق، فعليه تُعتبر الأخلاق الإسلامية [من أمانة وصدق وإيفاءٍ بالعهود وتصديقٍ بالعقود والوعود] من الركائز الأساسية التي يجب أن تُبنى عليها المعاملات التجارية، سواء أكان بين التجار والعملاء، أو بين التجار مع بعضهم.
لذلك، يوفر التسويق الإسلامي طريقة لتنفيذ طريقة التسويق المقبولة أخلاقياً. الإسلام هو أسلوب حياة شامل يوفر القواعد لكل شيء بما في ذلك الأنشطة التجارية.
كما تطور مفهوم التسويق الإسلامي خلال تطور الاقتصاد الإسلامي، وقد طبقت بعض الشركات والمصارف الشرعية هذا المفهوم وحققت نتائج إيجابية. يُتوقع أن يكون التسويق الإسلامي نموًا ويثق به الناس بسبب القيم التي تتوافق مع ما يحتاجه المجتمع، وهي الصدق.
بشكل عام، يعتبر التسويق الإسلامي استراتيجية انضباط للأعمال، توجه عملية الإنشاء والمزايدة وتغيير القيمة من البادئ إلى أصحاب المصلحة أن العملية برمتها وفقًا للعقد ومبادئ المعاملة في الإسلام. هذا يعني أنه في تسويق الإسلام، يجب ألا تتعارض عملية الخلق بأكملها وعملية تقديم العطاءات وعملية التغيير في القيمة مع الشريعة الإسلامية.
تعدّ التجارة والتسويق من الأمور المهمة التي يحث عليها الإسلام، وتعدّ من الأسس التي يستند إليها الاقتصاد الإسلامي.
وتتمحور فلسفة التسويق في الإسلام حول تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية، وفي نفس الوقت تتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية.
ويتم التركيز على تحقيق الفائدة المتبادلة بين العميل والمؤسسة، حيث يتم توفير منتجات وخدمات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، وفي نفس الوقت يتم التأكد من أن هذه المنتجات والخدمات تتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية.
التسويق لغة: أصلها من سَوَقَ، ومنها السوق وهو موضع البياعات، قال تعالى:
﴿ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾. [الفرقان : 20]. والسوق، بفتح الواو هو القيادة والتقدم، ومنه ساق الإبل وغيرها، يسوقها سوقاً، وسياقاً، وأصلها سواقاً، لكن قلبت الواو ياء لكسرة السين فالتسويق في اللغة مشتق من كلا المعنيين، معنى البيع والشراء والتجارة، ومعنى القيادة والإدارة والسياقة، ولذلك فيمكننا أن نعرف التسويق في اللغة بأنه فن إدارة المبيعات.
التسويق اصطلاحا: على الرغم من أن نشاط التسويق يعتبر من النشاطات الإنسانية القديمة إلا أن مفهومه بشكله العام يظل في موضع خلاف ونقاش بين الباحثين، ليس هذا فحسب بل إن الدارسين لمفهوم التسويق وأهميته وكل ما يتعلق بتطبيقاته ونشاطاته قد اختلفوا وفق التطورات الحاصلة.
<!--فتعرفه جمعية التسويق الأمريكية على أنه "عملية تخطيط وتنفيذ ومراقبة المفاهيم التسعير والترويج وتوزيع الأفكار والبضائع والخدمات لخلق تبادلات تشبع غايات الأفراد والمنظمات".
<!--ويمكن تعريف إدارة التسويق حسب " فيليب كوتلر" على أنها " عملية اجتماعية وإدارية يحصل من خلالها الأفراد والمجموعات على ما يريدونه ويحتاجونه من خلال تبادل المنتجات والقيم مع الآخرين".
<!--وأما " دراكار" فإنه يرى أن لكل مشروع وظيفتين أساسيتين هما التسويق والابتكار.
<!--وهذه وبعض تعاريف التسويق منها تعريف "ستانتون" التسويق أنه: " نظام متكامل تتفاعل فيه مجموعة من الأنشطة التي تعمل بهدف تخطيط وتسعير وترويج السلع والخدمات للمستهلكين الحاليين والمرتقبين".
<!--وعرفه د. محمود صادق بازرعة بأنه: عباره عن مجموعه من الوظائف يجب القيام بها حتى يمكن انسياب السلع والخدمات من مصادر إنتاجها إلى مصادر استهلاكها.
أما مفهوم التسويق في الإسلام فيتمحور حول تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية، وفي نفس الوقت تتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية.
ويتم التركيز على تحقيق الفائدة المتبادلة بين العميل والمؤسسة، حيث يتم توفير منتجات وخدمات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، وفي نفس الوقت يتم التأكد من أن هذه المنتجات والخدمات تتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية.
كما يشجع الإسلام على الأعمال التجارية والاستثمارية ويحث المسلمين على العمل والإنتاج، ويوجههم إلى السعي لتحقيق الرزق الحلال، كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾. [الذاريات : 22]. وقوله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾. [التوبة : 105] .ويحرص التسويق في الإسلام على تطبيق الأخلاق والقيم الإسلامية في جميع جوانب العملية التسويقية، مثل الصدق والأمانة والعدل، كما جاء في القرآن الكريم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُم ﴾. [النساء : 29]. كما يشجع التسويق في الإسلام على تحقيق الفائدة المتبادلة بين العميل والمؤسسة، وتوفير المنتجات والخدمات التي تفي صالح العملاء، والتأكد من جودتها ومطابقتها للاحتياجات المحلية والعالمية، كما جاء في الحديث الشريف "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" [البخاري ومسلم[.
وتشجع الشريعة الإسلامية على المساهمة في النهوض بالمجتمع، وتطويره، وتحقيق الخير والرفاهية للجميع، ولذلك يتم تشجيع التسويق الاجتماعي والخيري والذي يتبع المبادئ الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم التأكيد في الإسلام على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين الأفراد والشركات والمجتمعات، وهذا ينعكس على مفهوم التسويق في الإسلام، حيث يتم التركيز على العمل الجماعي والتعاون لتحقيق الفائدة المتبادلة وتقديم المنتجات والخدمات الأفضل للعملاء.