تتطلب التنافسية في الحياة المعاصرة تغييرًا جذريًا وتحولًا في الطريقة التي تدار بها البلديات والمؤسسات للانتقال من استراتيجية الزحف والتجميد أمام المشاكل والتحديات المطروحة إلى استراتيجي بناء القدرات والريادة والابتكار كحلول عملية غير تقليدية.

من المفترض أن تكون البلدية ان تكون قادرة على علي الاستفادة من موادها أو مواردها البشرية، والتي قد تتعلق الجودة أو التكنولوجيا أو الابتكار والتطوير، وتوافر الموارد المالية، والقدرة على خفض التكلفة، وكفاءة التسويق، أو امتلاك موارد بشرية مؤهلة.

يجب أن تمتلك أي بلدية مؤسسة هوية مميزة تعكس السمات والصفات الأساسية التي تميزها وتمنحها الخصوصية عن المؤسسات الأخرى. وقد تتشابه بعض المؤسسات في عناصر ومكونات البيئة المادية مثل المباني والمعدات والتكنولوجيا وأشياء أخرى، لكنها تختلف في فلسفتها وثقافتها ومنتجاتها وكادرها البشري، وهذا يساهم في تحديد هوية الإنسان.

لكي تكون البلديات ريادية ومبتكره لابد من دمج الابتكار رسميًا في جدول أعمال الإدارة الاستراتيجية لكبار الموظفين وبهذه الطريقة لا يمكن تشجيع الابتكار فحسب، بل يمكن إدارته وتتبعه وقياسه كعنصر أساسي في رفع مستوى اداء البلدية.

ويمكن للمجلس البلدي يمكن الاستفادة بشكل أفضل من المواهب الابتكار في البلدية وخاصة المهندسين وأصحاب الحرف، ويبرز دور البلدية لتحفير الابتكار من خلال تهيئة الظروف التي تسمح لشبكات الابتكار الديناميكية بالظهور والازدهار. ويمكن للبلدية اتخاذ خطوات واضحة لتعزيز ثقافة الابتكار القائمة على الثقة بين الموظفين.

ريادة الأعمال هي القدرة والاستعداد لتطوير وتنظيم وإدارة مشروع تنموي، إلى جانب أي من أوجه عدم اليقين فيه من أجل تحقيق الايراد. أبرز مثال على ريادة الأعمال هو بدء أعمال ريادية جديدة تسهم في تطوير الأعمال. ويمكن لريادة الأعمال المرتبطة بالأرض والعمالة والموارد الطبيعية ورأس المال أن تولد ربحًا.

ويتم تحديد رؤية ريادة الأعمال من خلال الاكتشاف والمخاطرة وهي جزء لا غنى عنه من قدرة المؤسسات على النجاح والتغير وأكثر تنافسية.

ويُعرّف رائد الأعمال بأنه شخص لديه القدرة والرغبة في تأسيس وإدارة والنجاح في مشروع بدء التشغيل بالإضافة إلى المخاطرة التي يحق لها تحقيق الأرباح. أفضل مثال على ريادة الأعمال هو بدء مشروع تجاري جديد.

غالبًا ما يُعرف رواد الأعمال كمصدر للأفكار الجديدة أو المبتكرين، ويقدمون أفكارًا جديدة في السوق عن طريق استبدال اختراع جديد بالقديم.

ويمكن تصنيف ريادة الاعمال إلى الأعمال التجارية الصغيرة أو المنزلية للشركات متعددة الجنسيات. في الاقتصاد قد تكون الأرباح التي يحققها رائد الأعمال من مزيج من الأرض والموارد الطبيعية والعمالة ورأس المال. باختصار، يمكن لأي شخص لديه الإرادة والتصميم لبدء شركة جديدة ويتعامل مع جميع المخاطر التي تصاحبها أن يصبح رائد أعمال.

ويمكن القول أن: مفهوم الريادة يشير إلى القدرة على تحويل الأفكار والفرص إلى أعمال ناجحة ومبتكرة. يعتبر الرائد شخصًا يتمتع بالشجاعة والإبداع والتفكير الاستباقي، ويسعى لتحقيق تغيير إيجابي في المجتمع من خلال إطلاق مشروع أو شركة جديدة.

يتضمن مفهوم الريادة القدرة على التخطيط والتنظيم والابتكار والتكيف مع التغيرات، ويتطلب روح المبادرة والاستعداد لتحمل المخاطر.

الريادة ليست مقتصرة على إطلاق الشركات الناشئة فحسب، بل يمكن أيضًا أن تكون موجودة في إطار العمل التجاري القائم والمؤسسات الكبيرة. يعد الرائد منظومة قيادية متكاملة تتطلب المهارات الإدارية والقدرة على بناء فريق قوي واتخاذ القرارات الاستراتيجية الصائبة.

ويمكن تلخيص مفهوم الريادة في النقاط التالية:

<!--رؤية واضحة:

الرؤية الواضحة تعني أن الرائد قادر على تصور وتحديد هدف محدد يرغب في تحقيقه، ولديه رؤية مستقبلية للنتائج التي يسعى لتحقيقها. يتضمن ذلك وضع خطة واضحة لتحقيق الهدف، وتحديد الخطوات المطلوبة والموارد اللازمة لتحقيق الرؤية. يكون للرؤية الواضحة دورًا مهمًا في توجيه الجهود والتحفيز، حيث يكون لدى الفريق والشركة رؤية واضحة للاتجاه المطلوب والغاية النهائية.

تعد الرؤية الواضحة أساسًا للتحفيز والالتزام، حيث يتمكن الرائد من توجيه جهوده وجهود فريقه نحو تحقيق الهدف المحدد. بواسطة الرؤية الواضحة، يكون للرائد قدرة أكبر على اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد الأولويات وتخصيص الموارد بطريقة فعالة.

<!--الابتكار:

الابتكار يشير إلى القدرة على التفكير الإبداعي وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة. يتعلق الأمر بتحويل الأفكار المبتكرة إلى حقيقة عملية من خلال تطبيقها في تطوير منتجات أو خدمات جديدة، أو تحسين العمليات القائمة، أو ابتكار نماذج أعمال جديدة. الابتكار يشمل تجاوز الحواجز التقليدية والتفكير خارج الصندوق، وذلك لإيجاد حلول جديدة وفعالة للتحديات والمشاكل الموجودة.

يتطلب الابتكار قدرة على رؤية الفرص واستخدام الموارد المتاحة بطرق جديدة ومختلفة، بغية تحقيق التفوق والتميز في سوق المنافسة. عملية الابتكار تتطلب القدرة على الاستماع للعملاء وفهم احتياجاتهم وتحدياتهم، ومن ثم تحويل هذه الفهم إلى حلول مبتكرة تلبي تلك الاحتياجات.

كما تشمل الابتكار المراقبة المستمرة للتغيرات في السوق والتكنولوجيا، والتعلم من الأخطاء وتحسين الأفكار والمنتجات بشكل مستمر. الابتكار ليس مقتصرًا على المنتجات والخدمات فحسب، بل يمتد أيضًا إلى التكنولوجيا، والعمليات، والتسويق، والتعاون، وغيرها من جوانب العمل التجاري. من خلال الابتكار، يمكن للرائد أن يحدث تغييرًا إيجابيًا ويشق طريقه في سوق الأعمال المتنامي والمتغير بسرعة.

<!--القدرة على التخطيط والتنفيذ:

 القدرة على التخطيط والتنفيذ تشير إلى القدرة على وضع استراتيجيات وخطط عمل فعالة، وتنفيذها بنجاح لتحقيق الأهداف المرجوة. يعد التخطيط والتنفيذ أحد أهم عناصر الريادة، حيث يساعد الرائد على تحويل الرؤية والأفكار إلى واقع ملموس.

في عملية التخطيط، يقوم الرائد بتحليل الوضع الحالي، وتحديد الأهداف الرئيسية والفرعية، وتحديد الموارد المطلوبة، وتحديد الخطوات العملية التي يجب اتخاذها لتحقيق تلك الأهداف. يجب أن يكون التخطيط مبنيًا على تحليل دقيق للسوق والمنافسة والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة.

بعد وضع الخطة، يتعين على الرائد تنفيذها بشكل فعال ومنظم. يشمل ذلك تنظيم العمل وتوزيع المهام بين أعضاء الفريق، وتخصيص الموارد بشكل مناسب، وإدارة الوقت بفعالية. يجب أن يتمتع الرائد بمهارات القيادة والتنظيم والتواصل لضمان تنفيذ الخطة بنجاح.

يجب أن يتم مراقبة تقدم التنفيذ وإدارة التغييرات والتحولات التي قد تطرأ على الخطة. يجب أن يكون الرائد قادرًا على التكيف واتخاذ القرارات السريعة والصائبة للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة. بشكل عام، القدرة على التخطيط والتنفيذ بشكل فعال تعد أداة حاسمة لتحقيق النجاح في رحلة الريادة، حيث تضمن تنفيذ الخطط وتحقيق النتائج المطلوبة بشكل ملموس.

<!--القدرة على تحمل المخاطر:

القدرة على تحمل المخاطر تعني الاستعداد للمغامرة وتحمل المخاطر المالية والشخصية في رحلة الريادة. عندما يكون الرائد قادرًا على تحمل المخاطر، فإنه يكون على استعداد لتحدي الظروف الغير مضمونة وتجاوز الحواجز المحتملة.

تجربة ريادة الأعمال غالبًا ما ترتبط بالمخاطر المالية، حيث يمكن أن يكون هناك حاجة للاستثمار الكبير في بدء العمل أو تطوير منتج جديد. يجب أن يكون الرائد مستعدًا لتحمل خسائر محتملة أو عدم النجاح في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى المخاطر المالية، يمكن أن تتضمن ريادة الأعمال أيضًا المخاطر الشخصية والمهنية. يمكن أن يواجه الرائد تحديات مثل ضغط العمل الشديد، وضغوط القرارات الصعبة، وعدم اليقين وعدم الاستقرار. يجب أن يكون الرائد قادرًا على التعامل مع هذه المخاطر والتحمل النفسي للمواقف الصعبة والضغوط المستمرة.

ومع ذلك، يجب أن يكون التحمل للمخاطر متوازنًا، حيث يتعين على الرائد تقييم المخاطر المحتملة وتحليلها واتخاذ القرارات المناسبة. يجب أن يكون هناك توازن بين تحمل المخاطر والتقليل منها بواسطة التخطيط الجيد واستخدام البيانات والمعلومات المتاحة لاتخاذ القرارات المستنيرة.

في النهاية، تحمل المخاطر يعد عنصرًا ضروريًا في رحلة الريادة، حيث يفتح الأبواب لفرص جديدة ويساعد على التطور والنمو.

<!--القدرة على بناء فريق:

القدرة على بناء فريق تعني القدرة على تجنيد وتطوير فريق قوي وملهم يكون قادرًا على تحقيق الرؤية وتحقيق الأهداف المشتركة. يعد بناء فريق قوي أمرًا حاسمًا في رحلة الريادة، حيث يساعد الفريق على تنفيذ الخطط وتحقيق النجاح.

عند بناء الفريق، يجب على الرائد أن يتعاون مع الأشخاص المناسبين ويجند الأفراد الذين يتمتعون بالمهارات والخبرات المطلوبة لتحقيق الرؤية. يجب أن يكون الفريق متنوعًا ومتكاملاً، حيث يتمتع أعضاؤه بمهارات مختلفة تكمل بعضها البعض وتساهم في تحقيق الأهداف بشكل أفضل.

بعد تجنيد الفريق، يجب على الرائد تطويره وتعزيز روح الفريقية والتعاون بين أعضائه. يجب توفير بيئة عمل ملهمة وداعمة، حيث يشعر الأفراد بالتحفيز والانتماء والمسؤولية. يتضمن ذلك تقديم التوجيه والتوجيه اللازمين، وتوفير فرص التطوير والتدريب، وتشجيع التواصل الفعال وحل المشكلات بشكل مشترك.

يجب أن يكون الرائد قائدًا ملهمًا يعمل كنموذج يحتذى به، حيث يعكس القيم والروح التي يرغب في رؤيتها في الفريق. يجب على الرائد أن يعزز التعاون والثقة بين أعضاء الفريق، وأن يعترف بالإنجازات ويشجع على الابتكار والتفكير الإبداعي.

<!--التكيف مع التغيير:

التكيف مع التغيير يعد أحد العوامل الأساسية في رحلة الريادة. تتسم بيئة العمل الريادية بالتحولات السريعة وعدم اليقين، ويجب على الرائد أن يكون قادرًا على التكيف مع هذه التغييرات والاستجابة لها بفعالية.

تتضمن قدرة التكيف مع التغيير القدرة على التعلم المستمر وتحسين المهارات والمعرفة. يجب على الرائد أن يكون على دراية بأحدث التطورات في مجال عمله وأن يكون مستعدًا لتحديث أساليب العمل واعتماد التقنيات الجديدة.

 

يمكن للتعلم المستمر أن يمنح الرائد المرونة والقدرة على التكيف مع التغير. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الرائد أن يكون مفتوحًا للابتكار والتغيير. يجب أن يتبنى ثقافة التجريب والاستعداد للاختبار وتحسين الأفكار والمنتجات. يجب أن يكون الرائد قادرًا على التأقلم مع التغييرات السريعة في السوق وتغير احتياجات العملاء والتكنولوجيا المستجدة.

 

المصدر: د. أحمد السيد كردي
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,754,877

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters